بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الثاني '
أما عاصف فإنه عندما انتهت الأمطار وانقشعت الغيوم السوداء، فكر في أنه قد يكون مكشوفًا للأعداء لو أنه واصل طريقه نحو القصر مُمتطيًا صهوة حصانه الُمجنح؛ لذلك فإنه همس في أذن ' سابح ' وهو يُشير بيده نحو غابة كانا يعبران فوقها:
اهبط لهذه الغابة يا ' سابح '....
فتش ' سابح ' عن رقعة مناسبة للهبوط وحين عثر عليها أرخى جناحيه الطويلين وهبط فيها، قال ' عاصف ' له ما أن أصبحا وسط الغابة:
هل تعرف هذا المكان؟!
إنها غابة ' الأخدود ' يا سيدي....
هل نستطيع أن نصل من خلالها للقصر؟!
نعم، فجزيرة ' الأرباب ' تقع أمام مخرج هذه الغابة....
ترجّل ' عاصف ' عن ظهر حصانه وبدا أنه كان ينوي مواصلة الطريق ركضًا على قدميه فسأله ' سابح ':
لماذا لا تمتطيني يا سيدي؛ فالغابة واسعة جدًّا وسوف نصل للقصر أسرع وأنت على ظهري....
أجاب وهو يُلقى جانبًا الترس الحديدي الأشبه بصدفة سُلحفاة كبيرة، وينزع الدروع عن جسده قطعة قطعة ليُصبح أسرع وأخف في الحركة:
وأنا على ظهرك سوف نكون هدفًا واحدًا؛ فيُصبح من السهل اقتناصنا في وقت واحد لهذا يجب علينا أن ننقسم....
وما أن انتهى أخيرًا من نزع الخوذة الحديدية عن رأسه وقد كان ذلك آخر درع حديدي ينزعه عن جسده حتى أمسك حصانه الُمجنح من لجامه وقال له:
إذا حدث لي مكروه لا أريدك أن تساعدني....
أُريدك فقط أن تواصل طريقك نحو الجزيرة....
تأخذ ' سرابي ' و ' جومانا ' من القصر وتذهب بهما لمنطقة آمنة اتفقنا؟!
ولكن يا سيدي إن حصل لك مكروه ألا يجب أن....
لا....
لا يجب عليك أن تُساعدني....
افعل كما أمرتك فقط....
خُذ ' سرابي ' و ' جومانا ' لمنطقة آمنة....
اتفقنا؟!
هر ' سابح ' رأسه:
كما تأمر جلالتك....
جيد....
قال ' عاصف ' ثم أضاف وهو يستعد للانطلاق:
' والآن لنركض بأقصى سرعة.... '
الحمد الله كده خلصنا.
أنت تقرأ
الجَساسة
Roman d'amour' بعد تولي عاصف الحكم مع زوجته يواجه عدو خفي يعلم كل خطواته، فهل سيستطيع هزيمة هذا العدو أم أن طيشه سيقوده لحتفه؟ ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الثاني. ...