' الذئب ذو الغُرة البيضاء '

565 24 0
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الرابع '

كان الأصدقاء الثلاثة يسيرون بحذر شديد تحت جُنح الليل البهيم كي لا يُثيروا انتباه جنود الملك الجديد، واستمروا يواصلون تسللهم بصعوبة ومشَقَّة حتى لاحت لهم في الأفق قرية الُمستذٌئِبين....

كانت القرية تتمركز فوق هضبة مُنبسطة عالية الارتفاع حتى أن القمر الُمكتمل في قُبة السماء كان يبدو قريبًا منها للحد الذي يُخيل لمن ينظر إليها من بعيد أن أهالي تلك القرية يستطيعون لمس قُرص القمر بأصابعهم لو أنهم اجتهدوا قليلًا في القفز إليه....

هبّت نسمة هواء قادمة من اتجاه القرية تحمل لهم على متنها روائح دم طازج وجثث مُتعفنة، فسرت قشعريرة الخوف في جسد 'الحكيم' الذي وقف مكانه للحظات قبل أن يعلق قائلًا:

رغم أن الماء لم يدخل بطني منذ الصباح، إلا أنّي فجأة بت أشعر برغبة شديدة في التبوّل....

قال ' الشمالي ' يحفزه:

لو أكملنا السير للأمام فهناك فرصة للنجاة، لكن لو تراجعنا فسوف نقع في قبضة الجنود....

أكرهك عندما يكون الحق معك هيا دعونا نواصل....

ساروا بصديقهم ' عاصف ' نحو القرية ولكنهم قبل أن يدخلوها بما يُقارب الخمسة والعشرين مترًا تقريبًا سمعوا صوت صدى عَويّ ذئاب مُخيف لا يعرفوا من أي اتجاه كان يصلهم....

قال ' إكليل ' مُتفائلًا:

إنهم يُرحبون بوصولنا....

رد ' الحكيم ' عليه:

بل يُرحبون بوصول وجبة العشاء....

ثم وفي تلك اللحظة تمامًا بدأ عَويّ الذئاب يتعالى، فقال الحكيم مُستنتجًا:

هل سمعتم؟!....

إنهم يتعازمون علينا يقولون لبعضهم:

تعالوووووووا....

وجبة العشاء وصلت....

تعالووووووووا....

أحس ' الشمالي ' بالقلق من أصوات العواء المتتالية تلك، فقال:

الوضع غير مُطمئن دعونا نتراجع ونفكر بالأمر قليلًا....

رد عليه ' الحكيم ' بلهجة مرحة وهو يستدير:

أُحبك عندما تكون عاقلًا....

ولكنهم ما أن استداروا للخلف حتى وجدوا أنفسهم مُحاطين بقطيع مكون من سبعة من الذئاب الضخمة ذوات الأنياب السيفية البارزة....

الجَساسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن