بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الثالث '
كان مخبؤها جيدًا ولكنها لا تضمن البقاء فيه دون أن يراها أحد وفكرت باستخدام تعويذة الاختفاء التي علمتها إياها ' تارا ' مؤخرًا إلا أنها سرعان ما تذكرت تحذيرها لها:
' ولكن لأنكِ لستِ بساحرة فإنه يجب عليكِ أن تعلمي أن السحر الذي سوف تستخدمينه سيكون محدود الفاعلية.... '
إنها تستطيع أن تختفي بشكل كامل لو أنها نزعت عنها ملابسه وقرأت التعويذة ولكن ابنتها سوف تبقَى مكشوفة؛ لهذا كان عليها أن تُفكر بحل آخر غير استخدام التعويذة....
وبدأ القلق يتسرب لقلبها مع اقتراب السحرة من مكانها، وجعلت تُردد بينها وبين نفسها بقلق وجزع:
كيف أتصرف، كيف أتصرف؟!!
وعندها تعالت أصوات الأمواج من ورائها بشكل لافت وغريب، فالتفتت للبحر مذهولة كما لو أن البحر من خلال هدير أمواجه كان يُناديها:
القوارب، يجب أن نستقل أحد القوارب!!
ركضت نحو أحد القوارب وقفزت بابنتها لجوفه بعد أن قامت بتحريره من الحبل الذي كان يُبقيه راسيًا مكانه....
أفردت شراعه ورفعت بيديها المرساة فبدأ القارب يبتعد وهي تجلس عند حافة مقدمته تحاول أن تُجدف الماء بيدها بكل ما تستطيع من قوة وتُتمتم بعصبية:
' هيا هيا هيا....
ابتعد ابتعد ابتعد!! '
لكن القارب كان يطفو مبتعدًا ببطء شديد؛ الأمر الذي جعلها تفكر في أن السحرة قد يرصدونه قبل أن يبتعد عن الشاطئ كثيرًا ويقومون باللحاق بها وبابنتها؛ لذلك فإنها كانت مضطرة حينها لتتخذ القرار الأكثر صعوبة في حياتها وهو:
' أن تترك ابنتها تذهب وحدها في عرض البحر بينما تعود هي للجزيرة من أجل إلهاء السحرة قليلًا ريثما يأخذ القارب ابنتها للبعيد.... '
إنها فكرة متهورة جدًّا ولكن لا حلول في الأرض تُنجيها من مُصيبتها ولا خلاص لها إلا أن تثق بحل السماء؛ إنها تُدرك أن احتمال نجاة ابنتها ضعيف لو أنها تركتها تذهب وحدها في عرض البحر ولكن يبقَى ذلك الاحتمال الضعيف بالنسبة إليها أفضل بكثير من أن تقع في قبضة ' طاغين ' فيكون موتها أكيدًا....
استنشقت رائحة ابنتها بقوة وكأنها بذلك الشهيق كانت تأخذ حصتها من الهواء الذي سوف يُغذي رئتيها طوال ما تبقى لها من عمر قادم تم همست لها كالمعتذرة:
أنت تقرأ
الجَساسة
Romance' بعد تولي عاصف الحكم مع زوجته يواجه عدو خفي يعلم كل خطواته، فهل سيستطيع هزيمة هذا العدو أم أن طيشه سيقوده لحتفه؟ ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الثاني. ...