وقفنا نحن السبعة ننظر لما أمامنا بذهول غير مصدق.. لم نكن سبعة فقط، بل عشرات العشرات من الرجال والنساء ممن وقف معنا في تلك الساحة الواسعة..خلفنا، ربضت سفينة فضائية على شيء من الضخامة.. يبدو أنه يمكنها حمل المئات في قلبها دون ضغط كبير.. فبخلافنا، ولا يمكنني عدّ العشرات الذين وقفوا حولي، كان هناك أيضاً العشرات من الحراس ممن قدموا معنا في السفينة ذاتها..
كانت عدة أيام قد مرت علينا منذ استيقظنا.. والآن، بعد وصول السفينة الفضائية لهدفها، وجدنا أنفسنا نقف وسط ساحة كبيرة، نتنفس هواء الكويكب دون أجهزة خاصة، وقد كان نوعاً ما منعشاً، ونتأمل المساحات الشاسعة الصخرية المحيطة بنا وفي الأفق غابات خضراء كثيفة..
كان ذهولنا كبيراً مما نراه حولنا بحيث عقد ألسنتنا، لكن عندما وقف الرجل الصارم أمامنا عاد الواقع إلينا.. مهما كان جمال ما نراه.. فنحن لسنا هنا لنستمتع به.. وقد كان ما نراه جميلاً بحق..
قال الرجل الصارم، الذي سمعنا أحد الحراس يناديه بالقائد، وهو يقف أمامنا محاطاً ببضع حراس مسلحين بأحدث الأسلحة "اليوم ستقضونه في برنامج التهيئة الخاص بالمؤسسة.. وبعدها سيتم تقسيمكم لمجموعات وتوزيعكم على المواقع المختلفة في الكويكب حسب حاجتهم لكم.. لكن أتمنى ألا يفكر أحدكم بأي عمل أحمق لأننا لسنا هيئة إصلاحية، ولا يهمنا ما ترغبون به وما يريحكم.. أنتم سجناء، كما ولابد قد خمّنتم، وقضاء ما تبقى من حياتكم على هذا الكويكب هو أفضل حكم قد تحصلون عليه.. كل ما يهم المؤسسة هو أن تحصل على أقصى فائدة منكم.. ومن كان عديم الفائدة فلنا تصرف آخر معه.."
جاوبه الصمت التام والنظرات الحذرة من الجميع، ثم نادى الرجل مساعده وقال "ابدؤوا البرنامج فوراً بلا تأخير.. وأعلمني بالنتيجة بعد الانتهاء.. سأكون في مبنى الإدارة.."
وغادر دون أن يلقي علينا نظرة أخرى.. فيما سمعت الرجل الأجش يميل على الهاديء متسائلاً "أتعلم تفسيراً لكل ما نراه حولنا؟ لم أعلم من قبل أن الكويكب صالح لحياة البشر"
قال الهاديء بتعجب بدوره "لقد قرأت شيئاً ما من هذا فيما مضى ولم يُمْحَ من ذاكرتي.. لكني لم أتوقعه بهذه الصورة"
قاطعهما المساعد وهو يقول بصرامة بلغة نايو بدوره "لا محادثات جانبية.. اتبعوني بصمت"
لم يكد ينهي كلماته، بعد أن غاب الرجل الصارم، حتى فوجئنا برجل ضخم مليء بالوشوم يركل حارساً قريباً منه ويركض بأقصى ما يستطيع بغية الخروج من الساحة التي كانت محاطة بسور ولها بوابة وحيدة.. لم يتردد بضع رجال في اللحاق به مستغلين الفرصة النادرة.. وللعجب لم يتحرك أحد من الحراس أو يوجه سلاحاً تجاههم.. فقط وقف المساعد ينظر لهم وهو يتحدث عبر جهاز اتصال.. ولم يمهلهم الوقت للخروج من الساحة والهرب، إذ سرعان ما تهاوت الأجساد وهي ترتجف وأحدهم يطلق صيحة ألم..
![](https://img.wattpad.com/cover/372150821-288-k570279.jpg)
أنت تقرأ
حمراء
Science Fiction((رواية خيال علمي)) ازداد بكاؤها أكثر وقالت بصوت مرتجف "ماذا تعتقدين أنهم سيفعلون بنا في الكويكب العاشر؟ هذا الكويكب هو منجم كبير، والساكنون فيه هم عمال السخرة الذين يقضون حياتهم في استخراج ما في المنجم" قلت مقطبة "هذا لا يعني شيئاً.. نحن لسنا.." صا...