عندما وصلنا لأول وأقرب المناجم وهو المنجم الذي عملنا فيه سابقاً، فوجئنا بالهدوء العارم في الموقع، وهو منظر غريب لم نعهده في وضح النهار.. والمنظر الآخر الذي صدمنا هو رؤية بعض الحراس الذين لا يتجاوز عددهم العشرون يجلسون أرضاً بجراح وضربات مختلفة.. يبدو أنهم قد تعرضوا لعنف كبير من السجناء.. وإن كان الأمر لا يتعدى ذلك لحسن الحظ..بدا الحراس مندهشون من منظرنا بعد خروجنا من الغابة ورأيت أكثر من واحد منهم يتحفز ممسكاً بسلاحه.. لكن خالد، وأمجد يتبعه، قد اقترب منهم وسألهم عما جرى في المنجم.. ثم بدأ يخبرهم بكل ما جرى ويجري من إداريي المؤسسة، وبكل ما يتبع ذلك من عواقب، وطلب منهم مساندتنا في المرحلة القادمة..
تلفت حولي بعدما علمت برحيل السجناء، فلاحظت أنهم قد تقدموا مسافة بعيدة باتجاه المباني الإدارية.. كانوا يبدون لعينيّ بوضوح مع عددهم الكبير، فالتفت لأدهم الواقف قربي قائلة "ماذا نفعل الآن؟ لن ترتدع المؤسسة في منعهم من دخول موقعها حتى لو قتلوا عدة أشخاص منهم.. فكيف نمنع ذلك؟"
سمعت خالد الذي اقترب يقول لي "سأذهب للحديث معهم وأحاول إقناعهم بعدم جدوى اقتحام المباني الإدارية.."
قلت مقطبة "وتظنهم سيستمعون لصوت العقل؟ أنت واهم"
قال خالد مبتسماً "لا ضير من المحاولة"
أصابني تعجب كبير منه.. إنه يمتلك ثقة مطلقة تجعلني أندهش من منطقه.. لكن ليس بيدنا الآن إلا أن نطيعه بصمت..
رأينا مركبة تقترب منا من مباني الإدارة بعد أن تجاوزت السجناء دون أن تتعرض لهم، فتهلل لها وجه الحراس خلفنا وهم يظنون الإدارة قد أرسلت من يساعدهم بينما توجسنا نحن وعدد من الحراس يبدون فيها من على مبعدة.. لكن مع اقترابها تمكنت من رؤية وليد ورفاقه في المركبة وقد توقفوا قريباً منا ووليد يسرع للهبوط منها مقترباً منا بينما اتجه بقية الحراس لرفاقهم في المنجم ليتفقدوا أحوالهم ويعينوهم.. اقترب وليد من خالد قائلاً "ما الذي جرى هنا؟ أهؤلاء هم كل السجناء الذين يعملون في هذا المنجم؟"
أجاب خالد "أجل.. إنهم ينوون اقتحام المباني الإدارية.. وأظنهم ينتوون شق طريقهم للسفينة الفضائية"
قال وليد باستنكار "هذا جنون.. المؤسسة لن تتردد في استخدام العنف لمنعهم من ذلك"
سأله خالد "ماذا فعلت فيما طلبته منك؟"
أجاب وليد "لقد نفذنا ما طلبته بنجاح.. ولقد أثار هذا بلبلة في المباني الإدارية"
قال خالد "جيد.. لن يطول الوقت بالإداريين قبل أن يدركوا أن حالهم هنا يسير من سيء لأسوأ، خاصة مع الثورة المحدودة التي هي بداية ثورة السجناء على الكويكب.. ربما عندها قد يرضخون لمطالبنا"
![](https://img.wattpad.com/cover/372150821-288-k570279.jpg)
أنت تقرأ
حمراء
Science Fiction((رواية خيال علمي)) ازداد بكاؤها أكثر وقالت بصوت مرتجف "ماذا تعتقدين أنهم سيفعلون بنا في الكويكب العاشر؟ هذا الكويكب هو منجم كبير، والساكنون فيه هم عمال السخرة الذين يقضون حياتهم في استخراج ما في المنجم" قلت مقطبة "هذا لا يعني شيئاً.. نحن لسنا.." صا...