٤. غرفة العزل

14 1 0
                                    




بعد عدة أيام، وبينما أنا أسير باتجاه المنجم مع البقية، منشغلة بتفكيري كالعادة، تردد صوت خلفي ينادي "نجلاء.. نجلاء.."

لم أنتبه للأمر كثيراً وأنا أنظر للسوار في يدي، محاولة التفكير في طريقة للتخلص منه، عندما سمعت أدهم يقول بصوت عالٍ "حمراااااء.."

التفتُ على الفور لأجده مع أمجد خلفي، فقال أدهم مبتسماً "أخبرتكَ أنها لن تستجيب إلا لهذا الاسم.."

قطبت بشيء من الحنق، لتعليقه ولأنه أصاب فيه، فيما قال أمجد وهو يقترب مني "لقد ناديتك عدة مرات.. لكنك لم تستجيبي لي.."

غمغمت بأي عذر وإن بدا غير مفهوم.. فقال أمجد وهو يسير جواري "أتذكرين حديثنا عن محاولات الهرب السابقة؟"

هززت رأسي إيجاباً، كنت قد سألته إن كان قد سمع من السجناء القدامى عن حادثة نجح صاحبها في الهرب من هذا السجن الكبير.. فقال لي "لقد أخبرني أحد الرجال ممن يعملون قربي في المنجم عن حادثة حصلت منذ سنة تقريباً.. يبدو أن الرجل الذي نجح بالهرب كان ذا ذكاء أعلى من الآخرين.. لقد انسلّ من بين الحراسة المشددة دون أن ينتبه له أحد الحراس قبل مرور ليلة كاملة.. فقط عندما أدركوا أن موقعه في المنجم شاغر قاموا بالتبليغ عنه.. ويبدو أنهم استغرقوا وقتاً في تحديد موقعه، ولم يتمكنوا من الإمساك به رغم ذلك.. ما سمعه الرجل عن ذلك الهارب أنه نجح في اختراق الحراسة حول الإدارة بعد يومين من الاختباء.. وتسلل لإحدى السفن الفضائية التي يتم إعدادها للرحيل.. لكن أمره كشف قبل وصوله للأرض، ولا يعلم أحد ما فعلوه به بعد ذلك.. إنما علِمَ الرجل الذي سألته بخبره من أحد الحراس بعد أن ألحّ بالسؤال عنه"

تساءلت بتعجب "لكن كيف لم يستطيعوا القبض عليه باستخدام السوار؟"

أجاب أمجد "لا أحد يعلم، لكن يبدو أنه اكتشف طريقة لتعطيله.."

فغمغمت باهتمام "إذن هذا السوار ليس منيعاً كما يدّعون.. جيد جداً.."

تساءل أدهم "ما الذي تطمحين إليه من قصة كهذه؟ هل تنوين الهرب؟"

قلت بابتسامة "أكون حمقاء لو فكرت بذلك قبل أن أجد حلاً لهذا السوار.. أليس كذلك؟"

قال أدهم "هذا ليس جواباً بالنفي لو لاحظت ذلك.."

ابتسمت دون أن أجيب، فقال أمجد "لو دار هذا بخلدك فاصرفي النظر عنه تماماً.. إنهم لا يتهاونون بمن يحاول الهرب أبداً.."

قلت وابتسامتي تتسع "لا تقلق.."

فغمغم أدهم "وهذا ليس نفياً أيضاً.."

حمراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن