عندما أتى وليد في الليلة التي تليها، بعد أن أفلت من شكوكهم بالكاد كما أخبرنا، عرض اصطحاب أمجد لرؤية جهاز الجاذبية الذي كان على شيء من المبعدة، فأصررت على القدوم معهما.. لقد أصبحت قدمي أفضل حالاً، وقد سئمت الجلوس بدون هدف أو عمل..لم يعترض أيهما على ذلك، فانطلقنا بسرعة كي لا يتأخر وليد في العودة ويثير الشبهات باختفائه.. أكملنا سيرنا في الجبال تلك متجاوزين عدة مناطق منها بأسرع ما نستطيع.. مررنا بوديان عميقة تغطيها الأشجار بشكل تام، ورأينا كهوفاً ضخمة فاغرة فاهها بصمت تام.. لكننا لم نتوقف ونحن نجدّ السير عبر درب صعب وشاق..
بعد فترة من السير سألت وليد "هل يقع جهاز الجاذبية في هذه الجبال؟"
أجابني "ليس تماماً.. إنه يقع خلفها، في بقعة منخفضة من الكويكب هي في الواقع أخفض بقعة فيه.. لذلك تم اختيارها لوضع الجهاز فيها"
قلت بصدمة "خلف الجبال؟ إذن سنستغرق دهوراً لنتجاوزها.."
قال وليد "ليس بالضرورة.. هذه الجبال تشق الكويكب بشكل عرضي.. لذلك هي لا تمتد لمساحة كبيرة أمامنا.. سنتجاوزها بسرعة"
صمت عن التعليق وأنا أبذل جهدي لمتابعة خطواتهما السريعة.. عاد كاحلي يؤلمني شيئاً ما بعد أن ضغطت عليه كثيراً في سيري.. لكن لا يحق لي التذمر وقد اخترت هذا المجهود بنفسي بل وأصررت عليه..
بعد مرور وقت طويل، توقف وليد عن السير قائلاً "لنأخذ قسطاً من الراحة.. مازال الدرب طويلاً أمامنا"
لم نعترض على ذلك وكل منا يجلس جانباً ويتناول حاوية مياه ليشرب جرعات منها بلهفة.. ثم سأل أمجد "كيف يصلون لموقع الجهاز؟ هل هناك طريق ممهد تسلكه المركبات؟"
هز وليد رأسه نفياً وقال "بل يستخدمون المروحية.. هي الأسهل في عبور هذه الجبال واختصار هذه المسافة الطويلة إليه"
سألت أمجد بدوري "لم يتوجب علينا الذهاب حتى موقع الجهاز ذاته؟ لم لا ننتظر قدوم المروحية في موقع قريب من هنا؟ ثم كيف سنجبر المروحية على الهبوط؟"
أجاب أمجد "لا يمكن.. خطتي تستدعي استخدام جهاز الاتصال الخاص بالحراس.. ويستطيع قائد الحراس أن يعرف موقع الجهاز الذي جرى منه الاتصال كما أخبرني وليد.. لا نريد ما يثير الشبهات في خطتنا"
عدت أسأله "والمروحية؟ كيف يمكننا إجبار المروحية على الهبوط دون أن نؤذي من فيها بما فيهم عمك؟"
أجابني باقتضاب "سنرى ذلك.."
نظرت له بتعجب.. فقد كان من المستحيل بالنسبة لنا التغلب على هذه النقطة.. لا نملك أي إمكانيات تمكننا من ذلك، والجهاز ولاشك يملك حراسة قوية لن نستطيع تجاوزها بعد وصول تلك المروحية.. فما العمل في هذا الأمر؟..
أنت تقرأ
حمراء
Science Fiction((رواية خيال علمي)) ازداد بكاؤها أكثر وقالت بصوت مرتجف "ماذا تعتقدين أنهم سيفعلون بنا في الكويكب العاشر؟ هذا الكويكب هو منجم كبير، والساكنون فيه هم عمال السخرة الذين يقضون حياتهم في استخراج ما في المنجم" قلت مقطبة "هذا لا يعني شيئاً.. نحن لسنا.." صا...