عندما خرج أمجد من مسكنه وجدني أقف قرب الباب أسدّ الطريق، وبصمت دلفت مسكنه فتراجع هو خطوات قائلاً بتعجب "ما الأمر؟ كنت لتوي قادماً إليكم.."قلت وأنا أنظر من نافذته "ألا ترى أن الموضوع قد طال أكثر من اللازم؟ مرت عدة ليالٍ نقضيها مع ذلك الصقر في حديث فارغ.. متى سنمضي في مخططاتنا؟"
قال مبرراً "ألا ترين أنه متشبث بنا كثيراً؟ لا يغادر إلا آخرنا ويصل أولنا.. فما الذي يمكننا فعله في هذه الحالة؟"
فقلت بضيق "بهذه الحالة سنتأخر كثيراً ولن نتقدم أبداً"
فكر أمجد قليلاً وأنا أنتظر إجابته، ثم قال "سأبدأ تنفيذ جزء من الخطة الخاص بتهريب الأحجار ولا أحتاج مساعدة أحد في هذا.. وبعدها سنتحايل على الرجل ونحاول المضي في الباقي.."
قلت بدهشة "وكيف تنوي فعل ذلك؟"
قال بابتسامة "دعي الأمر لي.."
قلت بحدة "لكن كيف ستفعل ذلك؟ أخبرني.."
سمعنا الصوت البغيض خلفنا يقول "يفعل ماذا؟"
التفت خلفي لأجد صقر يقف قرب الباب يتأملنا بنظرات تحمل اتهاماً كبيراً، وأضاف "ما هو ذلك الشيء الذي لا يحتمل الانتظار حتى نجتمع لتتحدثا فيه بكل سرية؟"
فقلت وقد وصل بي الحنق لأقصى حد "ألا يكفي فرض نفسك علينا بهذه الطريقة؟ هل يجب أن تتدخل في كل حواراتنا حتى الخاصة منها؟"
ودفعته من طريقي وأنا أبتعد بخطوات غاضبة نحو مسكني.. لم أنوِ أن أبقى معهم الليلة وأنا متضايقة أشد ما يكون من كتمان أمجد لخططه الخاصة.. ما الذي يضره لو أفصح عن خططه واستمع لرأينا بها؟.. بالإضافة لوجود ذاك البغيض الذي يسبب لنا كل هذا التأخير.. لقد مللت المكان.. مللت الوجوه التي أراها كل يوم.. ومللت المعاملة التعيسة التي أتلقاها كل لحظة..
**********************
انقطعتُ عن اللقاءات عدة ليالٍ، وبدا أن أمجد في شغل شاغل بحيث لم يهتم بسؤالي عن السبب.. ويبدو أن أدهم أيضاً قد اعتاد على النوم مبكراً متجاهلاً لقاءاتنا المعتادة تاركاً أمجد وحيداً مع صقر وبسمة، والتي بعد يومين فضلت الابتعاد بدورها.. وبدأت تزورني في مسكني لتقضي بعض الوقت في أحاديث معتادة قبل عودتها لمسكنها.. لذلك كانت دهشتي شديدة عندما سمعت طرقاً خافتاً على الباب بعد انقطاع الأنوار بمدة طويلة.. تجاهلته وأنا أتساءل في سري عن هوية الطارق، فيما عاد الطرق مرة أخرى بنفس الخفوت والهدوء.. ولأن المساكن لا تحمل أي أقفال، فلا معنى للتوجس ممن يكلف نفسه طرق الباب بهدوء وتهذيب..
![](https://img.wattpad.com/cover/372150821-288-k570279.jpg)
أنت تقرأ
حمراء
Ciencia Ficción((رواية خيال علمي)) ازداد بكاؤها أكثر وقالت بصوت مرتجف "ماذا تعتقدين أنهم سيفعلون بنا في الكويكب العاشر؟ هذا الكويكب هو منجم كبير، والساكنون فيه هم عمال السخرة الذين يقضون حياتهم في استخراج ما في المنجم" قلت مقطبة "هذا لا يعني شيئاً.. نحن لسنا.." صا...