الواحد والثلاثون ( الجزء الثاني)

3.1K 195 67
                                    

ازيكم عاملين إيه
جاهزين؟؟
يلا نبدأ

ولما ذهب الطبيب تاركًا إياه في صدمته، ظل واقفًا كما هو لا يعرف ماذا عليه أن يفعل، وعقب مرور وقت ليس بطويل أقبلت عليه والدته في سرعة يشوبها قلق وصاحت:
_ إيه إيه في إيه يا وليد مالها البت؟

نظر إليها وصمت.... فكررت سؤالها مرة أخرى فأجاب:
_ ولادة مبكرة ربنا يستر الدكتور قال الوضع مش سهل
_ متخافش يا حبيبي إن شاء الله خير
_ إن شاء الله يا ماما... إن شاء الله

عاد الطبيب مرة أخرى إلى غرفتها وغلق الباب، يتطلع وليد جيدًا إلى ذلك الباب المغلق متخيلًا أسوأ السيناريوهات.

وفي تلك الفترة وصلت أسرة شاهستا المستشفى، واقتربت ريناد من وليد وتحدثت في نبرة صوت تحمل في طياتها الخوف والقلق:
_ في إيه، بنتي جرالها إيه؟

لم يرد عليها، لذا صاحت:
_ بنتي جرالها إيه بقولك
_ بتولد..
_ بتولد! بتولد ازاي يعني؟! أنا.. أنا بنتي لسه في الشهر السابع!

لم يرد عليها وفي الحقيقة هذا يعني أنه متوترًا للغاية ومن طباع وليد أنه عندما يتوتر أو يشعر بالقلق يلتزم الصمت.

اقترب علي منها وقال:
_ تعالي هنا يا ريناد هو ماله هو هو يعني اللي خلاها تولد بدري؟!

ابتعدا عن الشاب ووقفا في أحد الجوانب منتظران الطبيب.
خرج الطبيب في سرعة واقترب من وليد وقال:
_ المدام قاطعة نفس وممكن نضطر في العملية دي أننا ننقذ حياة حد بس يا الأم يا الأطفال

صرخت ريناد:
_ الأم طبعا، اعملوا كل حاجة وانقذوا حياة الأم

وتحدث وليد محاولًا أن يتظاهر بالثبات:
_ يعني إيه يا دكتور؟ أمهم مالها؟
_ الأطفال نزلوا في الحوض وهي اغمى عليها تقريبا فاحنا لازم ننقذ حد وإن هي مافقتش كده الأطفال هيفطسوا في بطنها ولازم نتدخل جراحيا

لم يتحمل ما يقوله له وذلك بعدما أحس أنه من الممكن أن يفقد أحدهم، لذا دفع الطبيب بعيدًا وركض جهة الغرفة التي بها زوجته، ثم نظر إلى حالها، فوجدها مغمضة العينين فاقدة للوعي تقريبًا والأطباء حولها وطاقم التمريض وذلك لصعوبة حالتها، اقترب من سريرها راكضًا ثم جثا على ركبتيه وأمسك كف يدها وتحدث في نبرة صوت مهزوزة أثر الرعب عليها:
_ شاهستا... شاهستا قومي انا آسف إني زعلتك، أنا آسف إني سبتك كل ده من غير ما نرجع زي ما وعدتك، ابوس ايدك ماتسبنيش أبوس إيدك فتحي عينك يلا، اصحي ولادنا هيتولدوا وهيكونوا بخير وهناخدهم معانا يلا محدش تاني هيقدر يفرقنا

شعر برجفة يده وتساقطت دمعته وتابع وهو يبكي:
_ متسبنيش يا شاهستا بالله عليكي ما تسبيني... أنا.. أنا مش عايز غيرك أنا أنا مش عايز اخسرك أنا عايزك معايا قومي يلا فتحي عينك، شاهستا يلا انقذي ولادنا.. انا مش هتجوز غيرك أقسم بالله ما هتجوز غيرك وربي ما هعمل كده وربي بس ارجوكي اصحي اصحي، شاهستا ردي عليا، ردي عليا ارجوكي

الجعة يشوبها الأخلاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن