التاسع عشر

4.7K 234 5
                                    

ازيكم عاملين ايه
وقف قراءة لمدة دقيقة وادعي من قلبك لأهل غزة وأما الدنيا تشتد عليهم زي الفترات اللي فاتت قوم اقرأ سورة يس بنية فك الكرب وصلي ركعتين وادعي الله
جاهزين؟؟؟؟
يلا نبدأ


دائمًا ما تفاجئه بدناءتها وقلة حيلته أمامها.. لذلك ظل صامتًا لفترة لا يعرف بماذا يمكنه أن يجيب، ينظر بعيدًا عنها شاردًا يفكر.. تنظر هي إليه وتبتسم ابتسامة ملتوية خبيثة، وعقب مرور وقت آخر هتفت في ملل: ها كل ده بتفكر؟؟ أنا زهقت ماهو يا اه يا لا، انت أكيد مش هتخترع إجابة تالته.

نظر إليها بنظرات تحمل داخلها الانتقام وهتف: موافق..
تفاجئت من إجابته لأنها كانت شبة متأكدة مئة بالمئة أنه سيرفض صمتت برهة ولكنها عادت هاتفة: اوكيه.. يلا على شقتي
نظر إليها في برود وهتف: يلا
رمقته في شك، لا تصدق أنه واقف بتلك البساطة ولكنها لم تعقب وحملت حقيبتها وهتفت: ادامي انت يلا امشي الاول

نظر إليها في برود أكبر وانصرف أمامها، وظل يسيران حتى خرجا من المركز كله، كما هما هو يسير أولًا وهي تتبعه. وما إن خرجا حتى ركض أسر تجاههما وصاح مرددًا اسم صديقه واعترض طريقهما وهو يهتف: انت رايح فين يا وليد؟؟ هي وخداك على فين؟؟
نظرت إليه منة في ضيق وصاحت: وسع الطريق يا أسر احسنلك عشان مش عايزة رجلتي تعمل معاك حاجة تضايقك
صاح في وجهها: أنا لا بحاف منك ولا من عشرة زيك ولا من مية من رجلتك، انطقي يلا واخده صاحبي على فين المرادي يا منة؟؟؟ على أي مصيبة مودياه تاني؟؟؟

زفرت في ضيق وهتفت: هو صاحبك ده صغير؟؟ ماهو واقف ادامك اهو وماشي بإرادته شايفني مخدراه؟؟

تدخل وليد هاتفًا في ضجر: أسر روح انت أنا تمام مفيش حاجة
صاح في وجهه: هو إيه هو اللي تمام يا وليد إيه اللي تمام؟؟ انت عايز تجنني؟؟؟
صاحت منة: اوعى من طريقي بقولك معييش وقت كتير ليك انت كمان
لم يهتم لكلامها واقترب من صديقه وأمسك بيده وهتف في صوت خفيض: هددتك بإيه يا حبيبي قولي.. واضح على وشك إن فيه حاجة كبيره بتحصل، اه انت متكلمتش بس انا قادر افهم نظرات عينك كويس اوي.. وليد انت مش كويس ولا تمام، ارجوك ايا كان ايه متوافقش عليه ويلا نمشي من هنا،ارجوك.. هي مش سهلة ومش هتسيبك ارجوك بلاش تعمل حاجة تندم عليها ارجوك وقف ده يلا نمشي يلا معايا يلا..
نظر إليه وليد في قلة حيلة وهتف عقب برهة من الوقت: أنا رايح معاها بمزاجي.. انا رايح عشان انا عايز اروح أنا مش مغصوب على حاجة..
ابتسمت منة ونظرت إلى أسر نظرة انتصار..
تابع وليد: يلا يا أسر اوعى عن طريقنا بسرعة أنا مش عايزها تدخل رجالتها ويتعملوا معاك بشكل وحش أو عنيف
ينظر إليه أسر والصدمة قد شكلت ملامحه وكستها، وينظر إلى منة التي كانت تبتسم في غيظ يشوبه مرارة.
ولم تنظر هي كثيرًا فما إن قال وليد ذلك الكلام حتى أمسكت بيده وهتفت: يلا يا حبيبي..
ثم وجهت حديثها إلى أسر: وانت اياك تعترض طريقنا تاني..
ذهبت بجانبه وعندما لأحظ أنها تمسك بيده أفلتها عنها ناظرًا إليها في قرف، وأسر يقف في الخلفية يتبع اثرهما في عدم استيعاب..
            ******
_ مش بيرد خالص يا ماما، وبعد ما كان فيه جرس بقى مغلق اصلا
هتفت هنا في خوف شديد
ضربت شهد على صدرها وهي تصيح: يالهوي يالهوي يالهوي ابني ابني جراله إيه؟؟ عملوا فيه ايه؟؟ ابني يا شعبان ابني
صاح شعبان والواضح عليه هو أيضًا الذعر: اهدي بقى يا شهد اعمل ايه يعني؟ مش ابنك هو اللي مش بيسمع كلام حد؟؟؟ ماحنا قولنا ميت مرة العند ملوش لازمة
_ انت هتقف تتفرج عليا وتلومني؟؟ روح شوفلي ابني فين، احسن وربنا هروح ادور عليه انا في الشوارع حافية

اقترب منها واحتضنها محاولًا أن يجعلها مطمئنة وهتف وهي بين ذراعيه: طب اهدي اهدي أنا هتصرف متخافيش ابننا بطل وهيبقى كويس ابني راجل أوي وأنا ربيته على كده.

وما إن رأت هنا والديها في تلك الحالة السيئة حتى بكت عيناها وركضت نحو الحديقة حتى تستنشق الهواء وتبتعد عن أمها التي أكل القلق قلبها..
ظلت واقفة في الحديقة وحدها تستنشق الهواء في صعوبة وتبكي كلما طرق الرعب قلبها على أخيها الوحيد، ولكنها سرعان ما توقفت عن البكاء عندما سمعت صوته خلفها يتحدث في هدوء شديد: هنا...
           *****
_ بس تصدقي يا بت يا زينة والله الشيخ وليد صعب عليا، يعيني كان واقف كده مش مصدق إن عروسته اتخطفت في يوم زي ده
هتفت هدى والتي دخلت غرفة ابنتها زينة أثناء تبديلها ثيابها لأنهم قد وصلوا إلى البيت للتو
لترد زينة وهي تنزع الحجاب عن شعرها: ميصعبش عليكي غالي يا ماما يا حبيبتي
_ إيه يا بت الجحود ده؟؟
ألقت بالحجاب وأخذت تخرج  بجامة النوم من الخزانة وهي تهتف: مش هو اللي اتعمى في عينه ورايح يتجوز واحدة لا يعرف عنها أصل ولا فصل!! يشرب بقى.. عارفة يا أمي اللي خطف البت دي مين؟؟
هتفت امها في فضول: مين؟؟
_ عشقها..
ضربت أمها صدرها في صدمة: يالهوي؟؟ عشيق إيه يا بت وكلام فارغ ايه؟؟
_ والله ده اللي سمعته بيتكرر في الحفلة وكمان اسمه عمر باين
_ يا لطيف يا لطيف
_ شفتي بقى!! يعني الأستاذ الشيخ المحترم المبجل رايح يسبني انا ويجري ورى واحدة ماضيها اسود وعندها عشيق وحوارات.
_ لا حول ولا قوه الا بالله، جمالها جننه باين وخلاه مش شايف عيوبها
رمقتها في غيظ وهتفت: وانتي شفتيها فين عشان تعرفي إذا كانت جميلة ولا متنيلة؟؟
_ أمه قالتلي حلوة اوي وشبه الاتراك
رددت تلك الكلمة معيبة على والدتها: شبه الأتراك؟؟ طب خليه يشرب بقى أما نشوف الجمال هيعمله ايه!
اقتربت منها هدى في هدوء وهي ترمقها في شك وهتفت: بت يا زينة مال كلامك كده فيه غيرة!! احنا ملناش دعوه اتجوز متجوزش راح جيه هو براحته، أحنا خلاص بنحدد معاد خطوبة مع صاحبه، فوقي لنفسك كده وانسي وليد ده خالص...
قالتها ولم تنظر من ابنتها الرد حتى أنها عادت متحدثة تارة أخرى: ابوكي بينادي هروح اشوفه
خرجت هدى وتابعت زينة أثرها وما إن خرجت، حتى ارتمت هي على سريرها في غيظ وتمتمت: أنساه ازاي بس!! انا مش هسكت إلا أما اخده..
             ******
كان يجلس جانبها في سيارتها كالأخرس، لا يتحدث معها ولا يطيق وجودها، كل ما يفعله أنه ينظر من نافذة السيارة و يطلب من الله أن يلهمه الصبر على ذاك الابتلاء الصعب.. كانت تقود السيارة في فرحة عارمة كأنها قد انتصرت اليوم أخيرًا في تلك الحرب التي قد دخلتها مع شاهستا، وتحدثت موجهة حديثها له: هتفضل ساكت كده كتير؟؟
لا رد..
تابعت: وأخيرًا هعمل اللي كنت عيزاه من فترة! أنا مش مصدقة يا اخي..
هتف في غيظ: انتي مقرفة، فهمتي انتي ايه؟؟ انتي حشرة ملكيش قيمة ولا لزمة ولا عندك كرامة.. انتي متساويش في سوق البني ادمين تعريفة ولا في سوق العبيد حتى..
ابتسمت في هدوء وهتفت: بص.. مهما تعمل ومهما تقول مش هرد عليك ومش هسمحلك تبوظ فرحتي ولا انتصاري

صرخ في وجهها: إيه هو انتصارك في القرف اللي انتي عايزة تعمليه ده؟؟؟!
_ وطي صوتك
هتفت محذرة إياه
_ لا مش هوطي زفت وانطقي بقى يلا عايزة إيه من اهلي؟؟ قولتلك هي هطلقها، لزمته إيه بقى الكلام الفاضي اللي عايزاه ده؟؟
أوقفت السيارة فجأة، حتى أنه كان سيصطدم بالشيء الذي أمامه وهتفت في غيظ: ديما كانوا بيقارنوني بيها.. ديما كانوا شايفين أنها الأحسن.. المدرسين والصحاب والشباب حتى احيانا ماما كانت تقولي ذاكري عشان تكوني زيها، كانوا مخلينها مثلي الاعلى باين في كل حاجة، لدرجة بقيت اكرها مع الوقت.. حتى هي كانت فاكرة ديما أنها الأحسن والاحلى والانجح، كان لازم تنفذ كل حاجة هي عايزاها، مثلا اقولها تعالي نروح درس عند المستر الفلاني تقولي لا هو ده اللي هناخد عنده وأما اعترض هبقى لوحدي لأن كل الشلة بتمشي وراها، وقيس على كده كل حاجة لازم تكون برضاها.. شاهستا ملعونة انت فاكر أنها طيبة؟؟ شاهستا هتوريك النجوم في عز الظهر، شاهستا اكتر بنت مريضة نفسيًا شفتها في حياتي..
زفر في ضيق وصاح: يا ستي أنا مليش دعوه بالماضي بتاعكم ده ولا حضرته ولا اعرف مين صح ومين غلط ومليش فيه اصلا، أنا بتكلم في نقطه معينة دلوقتي، قولتلك هطلقها والعديد عني وخلصنا
صرخت: طب وحبيبي اللي خدته هي مني؟؟؟ مين ممكن يرجعه انت!!
_ حبيب إيه ده كمان!!!
هتف في ضجر وملل
_ رامي.. رامي عياش.. استخسرته فيا، قالت ازاي شاب وسيم وغني زيه يحب منة يعني وانا لا!! راحت وقعت بينا وخلته سبني ومات.. انت هتجبهولي؟؟
عقد حاجبيه في استغراب وهتف: مين رامي ده كمان؟؟
_ واحد من ضحايا مراتك الزبالة، دي كانت مقضياها انت متعرفش حاجة انت عبيط
_ ما تحترمي نفسك شوية بقى
زفرت في ضيق وهتفت: بقولك ايه متزهقنيش، انت وافقت تعمل كده معايا بمزاجك، يبقى متقعدش تصيح كتير..
اقترب منها وهتف في غيظ مضيقًا عيناه من شدة الغضب الذي يشعر به الآن: محدش بيحبك انتي إنسانة مكروهة هتعيشي وتموتي مكروهة
ابتسمت في تفهم وتحدثت بنبرة مؤلمة: عارفة.. كنت طول عمري مكروهة ومكنتش عارفة السبب!! لاني مكنتش بأذي حد ولا بعرف أقول كلمة تجرح قلب حد، لكن دلوقتي على الأقل لقيت سبب لكرهي ده، عشان سألت نفسي كتير أنا عملت أيه عشان يفضلوا يكرهوني؟؟ هل أنا اللي اخترت شكلي!! هل أنا اللي اخترت اكون شخصية مهزوزة ومهزومة؟؟ بس في الحقيقة ملقتش جواب.. فقررت اخلق انا الجواب ده..

أبتعد عنها وهتف في صدمة: انتي لازم تتعالجي..
اقتربت منه وهتفت في ابتسامة: ومش يمكن العلاج ده في ايدك انت؟؟
عقد حاجبيه في استغراب وهتف: في أيدي أنا ازاي يعني؟؟
_ يعني اما تخترني أنا وتسبها هي عشاني.. ده يمكن يساعدني أكون افضل وارجع أحسن، أما أحس أنه حد تاني اخترني وفضلني عليها.. واوعدك هسمع كلامك..
_ منة، بصي انتي شخص كويس لو بطلتي القرف اللي بتعمليه ده واكيد هتلاقي ألف مين يتمناكي غيري، وبالنسبة ليها فهي معايا خلاص، مش هتاخد منك أي راجل انتي هتحبيه تاني..

أخدت شقيهًا طويلًا واخرته في غضب وهتفت: بردو مصر تغظني؟؟
_ ليه بس؟؟ ماهو انتي مش بتحبيني اصلا ولا أنا بحبك يبقى ليه بغيظك والكلام ده، انتي تستاهلي انك تتحبي بجد مع شخص افضل مني

صرخت وهي تهز رأسها رافضة ما تسمعه: اسكت، مش عايزة اسمع الكلام ده، سمعته كتير تمام!! انا مش عايزة شفقة من حد أنا بقدر أعمل اللي أنا عيزاه، أنا بقيت قوية أوي وعمري ما هتهزم تاني، انت سمعني؟؟؟
ينظر إليها ولا يرد..
اقتربت منه أكثر ووضعت وجهه بين كفيها وهتفت: عيونك بتفكرني بعيون رامي أوي، نفس الرسمة ونفس اللون.. أو لا مش نفس اللون أوي، عيون رامي كانت اغمق سيكا، بس أنا كل أما ابص لعينك افتكره وبحس كتير إني هضعف ادامك بسببهم
يسمعها في صدمة لا يصدق ما تقوله، ولما لاحظ يديها تلك الموضوعة على خديه أمسك بهما وابعدهما عنه، نظرت هي إلى يديها الآتي ابعدهما وهتفت في سخرية: انت مش عايزني ألمس وشك؟؟ طب ده ازاي؟؟ انا شوية وهيبقى ليا الحق المسك كلك على بعضك

لا يرد عليها ولا ينظر إليها..
تابعت هي: مش مصدق؟؟ ماشي هثبتلك
قالتها وأمسكت بعجلة القيادة وانطلقت..
            *******
_ ايه يا أسر انت متابعهم؟؟
هتف أمير الذي كان يتحدث مع أسر عبر الهاتف، ليرد أسر والذي كان يقود سيارة والد وليد ويتابع سيارة منة: اه وراهم اهو يدوب اتحركوا كانت واقفة بالعربية يجي تلت ساعة كده مش عارف ليه
_ طب جميل خليك وارهم وأنا في طريقي ليكم اهو، اوعى يا أسر تغيب عن عينك عربيتها
_ لا لا متخافش أنا مركز
_ طيب في اي عربية تانيه ماشية ورى عربية منة؟؟
_ اه ملاحظ إن في عربية تانيه ماشية زي ضلها وراها، تقريبا دي عربية رجلتها؟؟
_ بالظبط كده وعشان كده خلي بالك لو اخدوا بالهم منك هيعطلوك
_ لا لا باذن الله ربنا يعمي عنيهم عني
_ ماشي لو في أي جديد كلمني علطول
_ تمام مع السلامة

أنهى أسر مكالمته بأمير وظل كما هو يتبع سيارة منة في حذر، وعقب مرور دقائق صدح صوت هاتفه تارة أخرى، أمسك بالهاتف ليرى من، وجدها زينة، استقبل المكالمة هاتفًا: إيه يا حبيبي وصلتوا خلاص ؟؟
_ اه وصلنا من شوية، عملتوا إيه طمني، الشيخ وليد لاقى مراته؟؟
_ لا والله لسه يا زينة، الدنيا بايظه خالص اصلا حاليا
_ ليه ليه حصل إيه ؟؟
_ هفهمك بعدين معلش مش هعرف احكي دلوقتي، بس كل ما في الأمر إن وليد احتمال كبير يطلق شاهستا..

ما إن قالها حتى ابتسم وجهها في تلقائية ورقص قلبها في فرحة عارمة وهتفت محاولة ألا تظهر ذلك من خلال نبرة صوتها: ليه كده بس؟؟
_ موضوع كبير زي ما بقولك كده، أبوه لسه مكلمني يطمن عليه وأما لاقاه مش معايا زعق وقلب الدنيا وجاب المأذون عشان يطلقها، بصي الدنيا خربانة اقفلي اقفلي عشان بس محتاج اركز في حاجة وبعدين هكلمك..
_ ماشي مع السلامة

أنهت مكالمته وهي تشعر بخفقان قلبها الذي يدق في فرحة عارمة، لا تصدق ذلك الخبر تود أن تطير حتى منزل شاهستا وتشهد على طلاقها عن حبيبها، اقتربت من المرآة وهي تبتسم لنظيرتها في ابتسامة عريضة وتمتمت: تعالى في حضني تعالى.. أنا اللي هداوي جراحك بعد فراقك عنها يا عيني..
             *******
_ انت بتعمل ايه هنا؟؟
هتفت هنا في خضة
ليرد هو في هدوء: انا جيت عشان احضر كتب الكتاب واشوفك وانتي في اسعد اللحظات، عشان اوثقها كمان، بس بعد المشكلة اللي حصلت واختطاف مرات اخوكي مرضتش امشي وانا عارف انك بقيتي في أصعب وأضعف وقت حاليا ومحدش منتبه ليكي لأن الجميع منتبه لوليد دلوقتي، جيت عشان اقف جمبك وادعمك وارجوكي مترفضيش عالعادة

نظرت إليه وابتسمت وهتفت: شكرا لتعبك معايا يا عامر، بس حقيقي مش هينفع تفضل موجود كتير لو حد شافك هتبقى مشكلة وهيسألوا مين ده والناس مشيت وكله هيبدأ يشك
اقترب منها وهتف في ابتسامة بسيطة: هنا أنا جاهز والله من مجاميعه وانا مش بلعب اجي امتى اطلبك من بباكي؟؟

نظرت إليه في صدمة لا تصدق ما قاله، تعثرت الأحرف بين شفتيها فسكتت وهي لا تزال تنظر إليه في استغراب متعجبة من طلبه الذي يبدو لها غير مفهوم بالمرة.. فتح فمه ليهتف تارة أخرى ولكن صوت ما قد قاطعه عندما هتف: هنا انتي مين اللي انتي واقفة معاه ده؟؟
انتبها كلا منهما إلى ذلك الصوت، جحظت عيناها في صدمة كبيرة وخوف أكبر وذلك عندما رأت جاسر يقف أمامها وهو يعقد حاجبيه في ضيق وغضب، هتف عامر بعدما تنحنح: أنا..
لتقاطعه هي في سرعة : مفيش حاجه يا أبيه جاسر، ده واحد من أصحاب وليد وكان جاي بيطمن مني عنه لأن زي ما انت فاهم وليد مش بيرد
قالتها والتوتر واضح على نبرة صوتها فقد كانت تخرج تلك الأحرف في اهتزاز وتوتر
_ اومال مالك بتتكلمي وانتي خايفه كده ليه؟
ابتلعت ريقها وهتفت: لا مش خائفة ولا حاجه انا..
ليرد عامر مقاطعًا إياها وموجهًا حديثه إلى جاسر: هي خايفة طبعا على اخوها وكانت بتعيط من شوية
رمقه بشك وهتف: اه.. طب متشكرين ليك انت بقى، تقدر تروح ترتاح ولما نوصل لأي جديد بخصوص وليد اكيد هنبلغكم
نظر إليه عامر في غيظ وهتف: تمام..
قالها ونظر إلى هنا ثم إلى جاسر وذهب..
هنا لازالت تقف مكانها والصدمة معًا فقد وقع على عاتقها تحمل صدمتين متتاليتين، اقترب منها جاسر وهتف بنبرة صوت تحمل في طياتها الحنان: متخافيش يا حبيبتي، وليد ومراته هيكونوا بخير وليد راجل أوي ويعتمد عليه..
اومأت برأسها موافقة وذهبت تاركه إياه في عجلة، وقف يتبع أثرها وهو يتمتم: الصبر جميل يا هنا..
          *******
_ يلا ادخل وصلنا
هتفت منة وهي تفتح باب الشقة وخطت بيمينها إلى الداخل وأخذت تشعل الإضاءة، تبعها هو وما إن دخل حتى أخذ ينظر حوله في الشقة كلها وهتف: فين شاهستا؟؟
_ انت فاكر إني هجيبك في المكان اللي هي فيه؟؟
_ اه فاكر كده طبعا، اومال انا جاي ليه؟؟
_ لا يا حبيبي هي في مكان تاني
صاح في غضب: انتي هبلة؟؟ اومال انتي جيباني هنا ليه؟؟ مانا مش هعمل اي حاجة من غير ما اطمن أنها كويسة
_ بص أنا مش هسكت كتير، مش كل شويه تعلي صوتك، اتكلم بهدوء لو سمحت احنا بليل وفي مكان محترم مش في الحارة المعفنة بتاعتكم، ومش عاجبك روح محدش هيجبرك على حاجة

اغمض عينه وأخذ يقبض كفيه يحاول أن يهدأ بدلًا من أن يلكمها لكمة تلقى حتمها فيها، وأخرج زفيرًا طويلًا وهتف في هدوء يشوبه غيظ : يا بني ادمه انتي أنا هنا عشان انفذ حاجة واخدها هي مقابل ده، فين هي؟؟ هعمل ايه انا وانا مش متأكد انها كويسه؟؟ وإن اللي اسمه عمر ده مجاش جمبها فعلا؟؟
_ متقلقش عمر مش هيعمل أي حاجة معاها من غير ما أنا اقوله نفذ ده اتفاق، واوعدك نخلص وانا هخليك تكلمها تطمن عليها قبل ما تطلقها وهتتأكد بنفسك إنها كويسة أما تكلمها
_ لا معلش، اكلمها الأول واتأكد أنها روحت
ردت في سخرية: والله!! مختوم على قفايا بقى انا؟؟ اطمنك عليها واستنى أما تروح كمان عشان انت تقولي اتنين صفر في الآخر صح؟؟
زفر في ضيق وهتف: انجزي طب على الأقل اكلمها اطمن عليها وتقولي لعمر ادام عيني ميجيش جمبها نهائي، وبعدها نبدأ احنا..
_ لا.. مش هسمع أي حاجة أنت هتقولها أنا هبوظ اللي في دماغك عشان انا متأكدة إن كلامك ده وراه مخطط معين، اصلك مش بسهولة هتوافق كده، فهو زي ما بقولك كده بالظبط نخلص وبعدها هي هطمنك عليها غير كده قوم امشي ومتقرفنيش

نظر إليها في غضب شديد وزفر هاتفًا: تمام وافقت، اتفضلي ادامي ادخلي الاوضة
نظرت إليه في خوف يشوبه القليل من الفرح، هي غير مطمئنة، لا تصدقه..
_ انتي هتفضلي بصالي كتير؟؟ انجزي بنام بدري
ابتعدت عنه وفتحت باب الشقة وهتفت لرجالها الذين يقفون في الخارج: خلوا بالكم وركزوا كويس اوي، وانت
أشارت إلى واحد من بينهم، اقترب وهتف: نعم يا هانم
_ فتشه كويس اوي
_ تحت أمرك
اقترب الرجل من وليد وأخذ يفتشه جيدًا، ووليد لا يصدر أي فعل أو صوت، انتهى الرجل ونظر إلى منة مشيرًا إليها بحركة تعني أن كل شيء على ما يرام، هزت له رأسها بحركة تعني حسنًا، ثم أشارت له برأسها أيضًا جهة الباب حتى يخرج، خرج الرجل، وابتسم وليد ونظر إليها وهتف: احنا مش هنخلص؟؟ يلا عايز اطمن على مراتي
اقتربت منه وهتفت في غيرة شديدة: بتحبها اوي لدرجة إنك ممكن تغضب ربنا في معتقداتك عشانها؟؟ أد إيه هي محظوظة.. اد إيه هي كل مرة بتلاقي واحد يحبها اوي اكتر من التاني، ومش عايزني اكرها؟؟؟
لا يرد عليها.. بل كل ما فعله أنه اتجه نحو إحدى الغرف وهتف: هي دي الاوضة ولا غيرها؟؟
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهتفت: اه هي ادخل..
دخل هو وتابعته هي وما إن دخلا حتى قام هو بنزع جاكيت البدلة والقاه على كرسي التسريحة، نظرت إليه في خوف والتصقت بباب الغرفة وهتفت: انت مستعجل اوي ليه كده؟؟
ابتسم في سخرية وهتف: انتي هتعملي نفسك فيها مؤدبة أنجزي خلصيني مش فضيلك، قربي يلا
تنظر إليه في شيء من الاستعجاب غير واثقة فيه، لذلك ظلت واقفة مكانها وهتفت: على فكرة لو حاولت تعملي أي حاجة أنت كده بتأذي شاهستا أشنع الأذى ومش هرحمها فأوعى تعمل ذكي تاني، لانك كل أما تتذاكى هي بتدفع التمن
ينظر إليه في برود، وأشار إليها بسبابته قاصدًا بتلك الحركة ( اقتربي أو تعالي)
ابتلعت ريقها واجمعت قواها وتمتمت تهدئ نفسها: متخافيش ميقدرش يعمل حاجة اصلا ليكي، يلا اقربي فرصتك...
زفر في ضيق وهتف: أما انتي خايفه كده جيباني هنا ليه؟؟ طلعتي عيلة صح!
قالها وأخذ يفك  ازرار قميصه، وعندما رأته تراجعت إلى الخلف حتى التصقت بالباب تارة أخرى، تنظر إليه في حذر..
هتف وهو يفكهم: احنا هنلعب ولا إيه ؟؟ انجزي يامّا
وما إن انتهى من فك الازرار حتى نزع القميص ووضعه على الكرسي جانب الجاكيت، وظل واقفًا وهو يرتدي- فيما يخص الجزء العلوي- الفانلة الداخلية وكان لونها أسود، رمقت جسده في اعجاب ولكنها لا تزال خائفة..
زفر في ملل واردف: أنا شكلي هلبس تاني وأقوم امشي، يلا يا اختي متعمليش فيها مكسوفة بس، اخلصي البت تلقاها بتفرفر من الرعب بسبب ابن عمك الزبالة ده..
أجمعت قواها مرة أخرى واخذت تقترب منه في حذر كما هي، وما إن رآها تقترب حتى قام بفك الحزام الخاص ببنطلونه، وعندما رأته يفعل ذلك ابتعدت تارة أخرى ملتصقه بالباب، ألقى حزامه جانب ملابسه وصاح في ضجر: لا اخلصي وحياة خالتك
_ هتعملي ايه يعني أنا مش خايفة انا بس بتأقلم
صاحت في ثقة
_ ماهو مش وقته تتأقلمي اصل انا مش هعيش معاكي العمر كله ده هي مرة فاخلصي عشان اهلي عايزين يطمنوا عليا و أنا عايز اطمن على مراتي وكده فمش فاضيلك..
اقتربت منه في سرعة ووقفت أمامه وهتفت ناظرة إلى عينه: أهو يلا
نظر إليها في ابتسامة وهتف: تمام
وما إن قالها حتى أمسك بذراعها بيده اليمنى ولصقها في الحائط خلفها وجذب قميصه _الموضوع على الكرسي جانبه- بيده اليسرى وسرعان ما وضعه على فمها حتى يكتم أنفاسها وصوتها وحاوطها بجسده كله في الحائط حتى لا تستطيع أن تهرب منه وهتف وهو ينظر بحدة إلى عينيها: مراتي فين يا بت؟؟
لا تستطيع أن تتكلم لأنه يكتم صوتها بقميصه الذي يمسكه بيده جيدًا على فمها لا تصدر إلا ذلك الأنين تود أن تتحدث: امممم اممممم.
تئن بتلك النبرة محاولة أن تهرب عنه ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل ولكنها كانت تحاول تارة أخرى وكلما حاولت أن تهرب من بين يديه، حاوطها أكثر بجسده وذراعه الأيمن.. ولما استطاع أن يسيطر عليها أكثر قام بتثبيت جسدها بالجزء السفلي من جسده، وأمسك بأكمام القميص وأخذ يربطهما في بعضهما البعض على فمها، أي أنه استخدم قميصه كأداة لكتم صوتها، وما إن انتهى حتى ابتعد عنها ولكنه لا يزال يمسك بيديها حتى لا تنزع القميص وتصرخ لتسمع الرجال الذين ينتظرون في الخارج، وقف خلفها مرجعًا ذراعيها إلى الخلف، وتحرك بها بضع خطوات نحو الكرسي وأمسك بالحزام وقام بوضعه حول ذراعيها وصدرها وغلقه بأحكام وما إن انتهى حتى ألقاها على الأرض في غل سقطت على بطنها حتى لا تستطيع أن تفك نفسها من ذلك القيد، ولم ينتهي بعد فبعدما ألقاها على الأرض أمسك برجليها وجرها نحو السرير ونزع الفراش الذي يوضع فوقه( الملاية)، وقام بتنظيفها بيده في حنق شديد، وما إن مزقها إلى قطع طويلة ورفيعة حتى قيد بها ساقيها كله من الأعلى إلى الأسفل، وكذلك قيد ذراعيها بقطع القماش تلك أيضًا وما إن انتهى وتأكد أنها مقيدة بشكل جيد، حتى جذبها من الحزام الذي هو ملفوف حولها ووضعها على الكرسي، تجلس هي وتئن وتنظر إليه في غضب شديد تود أن تقتله الآن، جلس على السرير واضعًا ساق على ساق وهتف في سخرية: إيه رأيك فيا؟؟ اعجبك صح؟ متنكريش، حابب بس أرد على سؤالك اللي سألتيه ليا بره، مش لحاجة بس للزمن حتى.. أنا مستحيل أعمل أي حاجة تغضب ربنا عشان خاطر أي شخص أو أي شيء، انا واحد بيسعى في الدنيا كل همه رضا ربنا عليه والجنة، انا حد حامل كتاب الله وحافظ آياته وبعلم كلماته للناس، فده من رابع المستحيلات، الموضوع كله اجتهاد شخصي مش اكتر بحاول أتعامل معاكي بطريقتك.. لأني مستحيل اصلا إني كنت اتخيل بس لمجرد التخيل إني اعمل كده مع بنت. اربطها بالشكل ده واهنها كده.. بس انتي مخلتيش ليا أي خيار تاني، انتي فعلا وبلا مبالغة طلعتي اسوء ما فيا عليكي، آه انا مش ملاك، أنا جوايا جزء خيّر وجزء شرير انتي خدتي الجزء الشرير لوحدك..
قالها ونهض من مكانه وهو يهتف: يلا كفاية دراما، معندناش وقت..
اقترب من حقيبتها وأخرج هاتفها وما إن أخرجه حتى لاحظ وجود الهاتف الآخر، أخرجه أيضا وأخذ يبتسم وهتف: ما شاء الله شايلة تليفونين!!
قالها واقترب منها وأمسك بكف يديها وأخذ يجرب إصبع إصبع مكان البصمة حتى يفتح الهاتف، وبينما هو يفعل ذلك تحاول هي أن تبعد أصابعها ولكنها فشلت في كل مرة، وبالفعل تمكن من فتحهما، نظر إليها وابتسم هاتفًا: متستغربيش عرفت أنه ببصمة مش بوشك عشان شفتك مرة بتفتحيه ادامي بس مكنتش متذكر انهي صباع واديني عرفت اهو..
أخذ يقلب في الهاتف الاول يبحث عن اسم عمر وما إن وجده حتى طلبه للاتصال ولكنه كان مغلق، ابتسم وليد وهتف: يا شقية انتي قافلة خط وفاتحة التاني صح؟؟ محدش فاهمك غيري وربي
قالها وأمسك بالهاتف الاخر وأخذ يبحث عن رقم عمر تارة أخرى، وأثناء كل ذلك الذي يفعله، أمالت هي رأسها للأسفل، رافعة نحو عيناها فقط ترميه بنظرات مليئة بالانتقام..
            *******
_  إيه هو الدليل اللي معاكم يثبت إن بنتي هي اللي خطفت بنتكم؟؟
هتف مصطفى وبين شفتيه تلك السيجارة، جالسًا في بهو ڤلته يتحدث مع والديا شاهستا
ليرد علي: هي هددتها اكتر من مرة ادام عنينا كلنا يا مصطفى، يا مصطفى احنا جيران من اكتر من ٢٠ سنة بلاش اللي بنتك وابن اخوك بيعملوه ده عشان غلط، كمان ابني يتصل بيا يقولي وليد راح يبلغ تقوم خطفاه هو كمان؟؟ هو إيه شغل البلطجة ده؟؟
_ مين بقى اللي اكدلك أنها خطفت وليد ده كمان؟؟
_ ماهو صاحبه كان ماشي وراه بالعربية بتاعت حمى بنتي وحتى العربية. اللي فيها رجالتها منعته وانقطعت الاخبار عن وليد لو فعلا وليد رايح معاها بمزاجه ليه بتمنع صاحبه يعرف طريقه؟؟
صمت مصطفى برهة
لتضيف ريناد: احنا مش عايزين وليد ده اصلا لبنتنا لو الشاب ده شاغل بنتك اوي خلاص خليها ترجع بنتي بدون أذى وكفاية اللي منة عماله تعمله فيها واحنا هنخلي وليد ده يطلقها وتبقى بنتك تشبع بيه يولعوا في بعض مش يخصنا بقى
تكلم مصطفى: انا مش متأكد من اللي بتقولوه ده اصلا، بنتي مش مضطرة تخطف الاتنين أصلا
زفر علي وهتف في ضيق: طب تقدر تقولي فين بنتك؟؟ يعني الساعة دلوقتي اهي داخلة على ٤ الفجر بنتك وابن اخوك المفروض يكونوا فين غير على سرايرهم نايمين؟؟
تنحنح مصطفى وهتف: أنا متعودتش أسأل بنتي بتروح فين وبتيجي منين، يعني هي كتير جدا بتبات برة عن أصحابها عادي مش شرط تبقى كل يوم في اوضتها
تحدثت ريناد: طب رن عليها بعد اذنك كده، هتلاقيها مغلق
_ وايه يعني بردو، ممكن تليفونها فصل، قفلته مش عايزة وجع دماغ هي حرة
صاح علي في غضب: لا، ده انت راجل متعب زي بنتك بالظبط وده اللي أنا قولته لريناد قبل ما نيجي هنا قولتلها بتشتكي مين لمين؟؟ ده مش بعيد اصلا يكون ابوها هو اللي بيساعدها، بس هي مصدقتش...
قالها ثم نظر إلى زوجته وهتف: شفتي!! جالك كلامي؟؟؟ يلا بقى نمشي من ام البيت ده، بس صدقني يا مصطفى بنتك هتدفع تمن الرعب اللي عملته لينا ده واياك شاهستا أما ترجع متبقاش كويسة
قالها وأمسك بيد زوجته حتى يذهبا ليأتيهما صوت مصطفى المرتفع حتى يسمعا: أنا عايزك تتكلم بس، لأن انت عارف يا علي من زمان إن مفيش أي حد يقدر يعمل حاجة لبنتي، ولا أي قوة في الدنيا تقدر تهزمها طول ما انا عايش.
              ******
_ إيه يا نجم أنا مش منة أنا وليد
فزع عمر ونظر إلى الهاتف حتى يتأكد أنه رقم منة وهتف في استغراب: فين منة؟؟ عملت فيها إيه ؟؟
_ قاعدة مربوطة اهي من كل ناحية، فين مراتي يا عمر، إياك تكون لمست منها شعرة واحدة
ابتسم عمر واردف: هو أنت معاك حق فعلا، أنا ملمستش منها شعرة واحدة بس أنا لمستها كلها
يتنفس وليد في صعوبة ويحاول أن يهدأ وأخذ يتمتم يهدئ نفسه: أهدى يا وليد بيكدب عشان تتعصب أهدى، مفيش حاجه حصلت..
وما إن سيطر على غضبه وكظم غيظه حتى هتف: طب اسمع بقى يا حلو، مراتي قصاد بنت عمك دي وإلا عليا وعلى أعدائي، أنا حاليا في أيدي سكينة جبتها من المطبخ، يعني أي حركه تبلغ الرجالة بره بتاع هقتلها وبعدها أنا راضي بأي حكم مت مت اتسجنت اتسجنت مش فارقة، ومش هستحرم لأني بدافع عن نفسي وعن شرفي
ضحك عمر بصوت عالي وهتف: كداب اوي، متقدرش اصلا تلمس شعرة من منة
_ طب وربي اقدر، وانت عارف بقى اني مش بحلف كدب، وقسما بالله يا عمر إن ما ادتني شاهستا دلوقتي اطمن عليها لهعرف كده إنها جرالها حاجة وأنك اغتصبتها، فهقتل منة لأن دي خطتها وههرب اقتلك وراضي بقى بعد كده بقضاء الله
ما إن سمعته منة حتى فزعت والقي الرعب في قلبها وأخذت تهز رأسها نافية ما تسمعه في خوف، تخاف أن يتفوه عمر بأي لفظ يشعل غضب ذلك المجنون ويقتلها فهي تعلم أنه من الممكن أن يفعل ذلك، لأن عمر يكرهها ولن يهمه شأنها كثيرًا، ولكن حدث عكس ما توقعت لكن عمر هتف في خوف عليها: طب أهدى بس كده يا عم انت، شاهستا هربت اصلا
_ هو إيه اللي هربت؟؟ انت عبيط؟؟ ولا فاكرني أنا اللي عبيط ولا اي حكايتك؟؟
_ هو انت من امتى كنت منفعل كده يا شيخ وليد الله!! هربت اعملها إيه؟؟ ماهي تنحة هي كمان
_ أنا عايز اكلم شاهستا حالا يلا
_ وحياة أمك الغالية شهد هربت
_ ملكش دعوه بأمي يا حيوان أنت
_ خلاص وحياة اختك المزة هنا هربت
زفر وليد في غضب وصاح: ولا انا مش مصدقك
_ طب وأنا اعملك ايه ؟؟
_ طب بص بقى يا حلو، بما إنك بتقولي هربت يبقى هي هتروح البيت، أنا هاخد منة معايا أسيرة لحد أما شاهستا تروح ولو موصلتش البيت، الباقي انت عارفه
_ خير يا وليد يا اخويا بإذن الله توصل بالسلامة ابقى طمني عليها.. سلام بقى قاعد بسمع فيلم ومش فاضي لزنك
أنهى وليد مكالمته بعمر وهو غير مرتاح أبدًا يشعر أن شيء ما سيء قد حدث لزوجته، أو أن شئ ما سيء سيحدث له..
             ******
عاد كلا من أسر وأمير إلى المنزل بعدما فشلا في أن يتبعا وليد وما إن دخلا، حتى انطلقت شهد نحوهما كالسهم وهتفت في رعب: وليد فين؟؟! ابني فين يا أسر؟؟ فين صاحبك؟؟
لا يرد أسر، بل ظل كما هو صامتًا مطأطأ الرأس.
_ انت مش بترد ليه فين ابني؟؟؟
_ عن اذنكم أنا
هتف أمير في حزن واتجه نحو الدرج.
ركض شعبان جهة أسر أيضًا وهتف في خوف: فين وليد يا أسر ؟؟
رفع رأسه إليهما عقب مرور دقائق وهتف: فقدت الاتصال بيه.. رجالة منة ضربوا عليا نار عشان ارجع و عربية حد فيهم اعترضت طريقي.
شهقت شهد وضربت صدرها وصرخت: ابني راح..
قالتها ثم سقطت على الأرض مغشيًا عليها..
وما إن وقعت حتى صرخت هنا والتي كانت تقف بعيد عن الأجواء حتى لا ترى أمها دموعها: ماما
وفزع شعبان أيضًا رامقًا إياها في خوف يشوبه صدمة لا يصدق كل ما يحدث معهم..
            *******
كان يجلس في غرفته يبكي، لا يعرف ما الذي يحدث مع أخته، ولا يصدق أن صديقته منة هي من قامت بكل تلك الأشياء، وبينما هو غارقًا في تفكيره، فتحت جومانة باب غرفته في هدوء وهتفت في رقة: ممكن ادخل؟؟
رفع إليها عينه ولم يرد
اقتربت منه وجلست جواره وهتفت في مواساة: أنا مقدرة اللي انت فيه والله، بس ليه كل القلق ده؟؟ هي مش هتموتها يعني وبعدين وليد هيتصرف.. أنا عيزاك تهدى
لا يرد..
اقتربت منه أكثر منتهزة الفرصة وأمسكت برأسه واضعة إياها على صدرها، وأخذت تلمس شعره في هدوء وهي تهتف في رقة وهدوء: ششش اوعى تخاف أنا اهو جمبك ومعاك، مفيش حاجة هتحصل ليها، بإذن الله هتكون كويسة، اوعدك إنها هتبقى أحسن..
تقول ذلك وهي تلمس شعره باطرافها في حنان، اطمئن هو قليلًا واغمض عينه تاركًا نفسه لها، ابتسمت عندما فعل ذلك وأخذت تزيد مما تفعل حتى ينام، وبينما هي تفعل ذلك فتح أحدهم باب الغرفة فجأة، نظرت بسرعة حتى ترى من وجدته أسامة..
           *******
يتمشى في جميع أركان الغرفة في قلق، لا يعرف ماذا عساه أن يفعل!! وبينما هو يسير تذكر أمر هاتفه المغلق، اسرع جهة الجاكيت وأخرج الهاتف وفتحه وذلك بعدما أجبرته منة على أن يغلقه، اما إن فتحه حتى وجد رقم ما يتصل به، وقد اتصل به ذلك رقم مرتين من قبل، رد وليد هاتفًا: ألو السلام عليكم مين معايا؟؟
_ وليد الحقني بسرعة  أنا شاهستا
انتفض من مكانه وهتف في خضة: انتي فين قولي بسرعة أنا في الطريق ليكي اهو
قالها وقام بفتح النافذة وقفز واستطاع أن يفعل ذلك لأن الشقة كانت في الدور الأرضي فلم تكن بينها وبين الأرض مسافة عالية..
وما إن قفز حتى تابعت منة أثره وأخذت تئن كما هي لربما يسمعها أحد...
             *****
_تليفونه تتفتح اهو يا عمي
هتف أسر في فرحة عارمة موجهًا حديثه إلى شعبان الذي كان يجلس جانب زوجته حتى تفيق. ما إن سمع منه ذلك شعبان حتى نهض واقفًا فجأة وهتف في ابتسامة عريضة: بجد والله؟؟ طب يلا اطلبه بسرعة يا أسر مستني ايه؟؟؟
ما إن التصق بمسمع شهد أن الوصول إلى ابنها أصبح ممكنًا حتى نهضت هي الأخرى كأنها لم تكن مغشيًا عليها منذ قليل وصاحت: ابني حبيبي ابني
ضحك شعبان وايضًا هنا التي سرعان ما هتفت بنبرة صوت مختلطة بين البكاء والفرح: ابنك حبييك؟؟ قومي يا شهد يا ممثلة قومي، قطعتي خلفنا انتي وابنك حبيبك.
ضربتها شهد على كتفها واردفت: ملكيش دعوة بابني انتي يا صفرا
ضحكت هنا، وابتسم أسر وهتف: بكلمه بس هو مشغول معاه مكالمة تانية اعتقد، هفضل وراه لحد اما يشوفني ويتنج ويفتح...
             *******
وصل وليد أحد الأماكن شبه الفارغة من الناس، واضعًا الهاتف على اذنه، يلتفت يمينًا ويسارًا وفي كل اتجاه حوله، وبينما هو واقفًا حتى وجدها تركض نحو من على بعد، لم ينتظر بل ركض هو الآخر في سرعة مضاعفة نحوها، وما إن اقترب منها بعض الشيء حتى اتضحت الصورة، حيث وجد فستانها ممزقًا من جهة الصدر والكتف والظهر، وحجابها منزوع بشكل نهائي، وشعرها يبدو في حالة مزرية، كأن أحد ما قام بتقطيعه، وبالنسبة للميك اب الذي كانت تضعه فقد حوّل شكلها إلى شبح، حيث أن سواد المسكرا قد أحاط عينيها و الكحل قد ارتد عن حدودهما، والدموع قد أخفت بقية ملامحها الجملية وتسببت في خراب الميك اب تبعها.. تجمد مكانه لا يصدق ما تراه عينه، أهذه زوجته؟؟ يا الله!! كم أنه صعب! من فعل بها كل ذلك؟؟
يرتعد جسده، تعجز قدميه على أن تحمله ليخطو أي خطوة أخرى تجاهها..
نظرت إليه في تعب وتوقفت عندما رأته توقف وظلت تنظر إلى ملامح وجهه التي شحبت مرة واحدة واختفت معالمها فجأة، ولم تظل تنظر إليه كثيرًا، بل وضعت يدها على جبينها تشعر بالدوار الشديد، وما إن رآها تفعل ذلك حتى ركض جهتها ولم يكن بينه وبينها سوى عدة أمتار بسيطة، وقبل أن تسقط على الأرض، سقطت بين ذراعيه..
               *******
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعلوا معايا في الكومنتات، الجزء الاول قرب يخلص، فاتفاعلوا واصحوا معايا كده
معادنا الخميس الجاي باذن الله
دمتم بخير
#سلمى خالد احمد


الجعة يشوبها الأخلاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن