الثامن عشر

5.1K 203 25
                                    

ازيكم عاملين ايه
بإذن الله هيكون معاد الرواية الجديد يوم الاتنين والخميس
ادعوا لإخواننا في غزة
جاهزين ؟؟؟
يلا نبدأ


ركض بسرعة جهتها وهتف في فزع:
_ انتي بتتكلمي بجد؟؟ انتي متأكدة أنها مش فوق؟؟ دوري كويس الله يكرمك، جايز تكوني مأخدتيش بالك
صاحت في غضب يشوبه توتر وقلق: ايوه متأكدة هو ده وقته إني أقول أي حاجة غير اللي شفته ادام عيني، بنتي مش موجودة في الڤيلا وانت كعريسها المسؤول ادامي دلوقتي، هاتلي بنتي..

اقترب علي منها وهتف في عدم تصديق: اهدي يا ريناد، اكيد هنلاقيها، اكيد في حاجة غلط هتوضح دلوقتي..

وفي تلك الأثناء، اقترب جميع الأهالي جهة وليد وهتف محرم في غيظ موجهًا كلامه إلى وليد: عروستك فين يا سبع الرجال ؟؟ هربت؟؟

_ انت بتقول ايه بس يا عمي، لا طبعا مهربتش ولا حاجة
_ اومال راحت فين؟؟!
_ في غلط ما وانا اوعدكم إني هلاقيه

وتعالت الأصوات، فكل من الحاضرين بدأوا في إعطاء أسباب لاختفاء العروس، منهم من قال أنها قد هربت ومنهم من قال أنها مجبرة على ذلك الزواج وهكذا، جميع أهل وليد يهتفون في آن واحد يلومونه على ذلك الاختيار، أهل العروس يدينونه  كأنه المسؤول عما يحدث..
يقف هو بين كل تلك الأصوات، وقد بدأ على ملامح وجهه الاستياء، وضع يده على أذنيه وتمتم: منة.. مفيش غيرها..
اقترب منه شعبان وهمس وهو يعاتبه: قولتلك يا وليد، محتاجين نعيد حساباتنا في الجوازة دي وانت اللي اصريت تكتب الكتاب . تقدر دلوقتي تقولي مراتك راحت فين؟؟
_ صدقني يا بابا مش عارف اوصفلك الشعور اللي أنا حاسس بيه دلوقتي.. كل اللي محتاجه شوية رحمة عليا ورأفة بحالي انا واحد كل فرحته انهاردة باظت..
قالها ثم صاح حتى يسمعه الجميع: متقلقوش عليها، انا هلاقيها، اكيد حصل معاها مشكله او كده وانا هروح حالا أحلها، كل اللي عايزه منكم انكم تهدوا شوية وتبطلوا الكلام ده، شاهستا مهربتش ولا حاجة تمام؟ ولا هي مجبرة على الجواز مني تمام بردو؟ فبلاش تقاويل واشاعات فارغة عليا وعليها..
قالها ونظر إلى والده وهتف: ممكن بس مفاتيح عربيتك يا بابا؟؟
نظر إليه شعبان في شفقة وحزن وأخرج المفاتيح واعطاها له..
أخذها وركض في توتر، وبينما هو يجري صاح أسر: وليد استنى انا جاي معاك..
وركض خلفه حتى يلحق به.

وضعت شهد يدها على قلبها وهتفت في خوف: استر يارب الكلمة اللي قالها الشاب ده بترن في ودني يا شعبان

عقد حاجبيه في استغراب وهتف: كلمة ايه وشاب مين؟
_ الشاب اللي جي يوم كتب الكتاب وقال لابني هقتلك.. خايفة اوي يا شعبان تكون دي جر رجل لابني عشان يعملوا فيه حاجة..
نظر إليها في صدمة..
            ******
_ أنا فين؟؟؟ وليد.. وليد.. ماما.. ماما.. ندى انا فين ؟؟

افاقت شاهستا واستوعبت العالم حولها وصاحت في صوت عالي خائفة لا تعرف كيف وصلت إلى ذلك المكان..
كانت تجلس على كرسي في غرفة مظلمة مقيدة بالحبال، مرتدية  فستان الحفل، فقد كانت جاهزة ومؤهلة لحضور حفل عقد قرآنها ...
وعقب مرور دقائق فتح أحدهم باب الغرفة التي هي بداخلها، تحاول شاهستا أن تتعرف على ذلك الذي دخل... وهتفت في خوف: مين!!! مين انت؟؟؟

ولم تمر العديد من الثواني، حتى أنار ذلك الشخص الإضاءة، وعلى الفور عرفته شاهستا لذلك هتفت في غيظ: منة..

ابتسمت منة وخطت بضع خطوات إلى الداخل وبين السبابة والوسطى سيجارتها المشتعلة.
وما إن اقتربت أكثر حتى جلست على الكرسي الذي كان أمام كرسي شاهستا، وهتفت وهي تخرج الدخان في وجهها: ازيك عاملة ايه؟؟
ياه يا شاهستا.. بقالنا كتير اوي مقعدناش مع بعض.. زمن
ترمقها شاهستا بنظرات حادة انتقامية وصاحت في غيظ: انتي عايزة مني إيه يا منة بقى قرفتيني في حياتي
_ ولسه.. انتي لسه مشوفتيش قرف يا روحي.
_ ليه كل ده يا منة ليه؟؟؟؟؟ أنا عملت أيه لده كله؟؟ يا شيخة ده احنا فيه بنا عيش وملح من أيام ماكنا لسه ساكنين في الجيزة، يا منة أنا كنت اقرب حد ليكي، انا مستاهلش كل الأذى ده..

صرخت منة ناهضة في غضب: متستاهليش ايه؟؟؟ دي حاجة بسيطة قصاد العذاب اللي خلتيني أعيشه، انتي كده فاكرة إني عملتلك حاجة؟؟! نسيتي! لو كنتي نسيتي فخليني افكرك..

عودة إلى الماضي (فلاش باك)
الجيزة قبل سبعة عشر عام..

أحداث داخل إحدى المدارس الحكومية بالجيزة..
_ انا مبسوطة اوي يا شاهي أنه.. أننا أننا اخيرا خلصنا الحضانة وب ب ب بقينا ف في الابتدائي م م مع بعض

هتفت منة ذات السادسة من عمرها وقد يبدو أنها كانت مصابة بالتلعثم في ذاك الوقت
_ وانا كمان يا موني.. مامي قالتلي خليكي مع موني علطول واوعي تسيبي أيديها ابدا ابدا..

هكذا استمرت الفتاتان معًا في نفس العمر ونفس الفصل وفي إحدى المرات دخلت مدرسة اللغة الإنجليزية الفصل وحيت التلاميذ وما إن جلست حتى هتفت: يلا نعمل مراجعة بسيطة على اللي اخدناه المرة اللي فاتت..
ثم أشارت إلى منة من بين جميع الطلاب، لتهتف الفتاة في خوف: أنا أنا أنا
لترد احدى الصغيرات: أيوه انجزي انتي ايه؟؟
ليضحك الجميع بما فيهم المدرسة..
طأطأت الطفلة رأسها في خجل، وتابعت المعلمة: اسمك إيه يا بنتي؟؟
_ اسمي منة
_ ماشي يا منة، انتي مذاكرة؟؟
لم ترد..
_ ذاكرتي؟؟
لا رد.. فقط يبدو على ملامح الصغيرة الخوف الشديد..
صاحت المعلمة في وجهها: كنتي نايمة طبعا في البيت طول اليوم يإما بتلعبي، مانا هنا افضل انبح في صوتي طول اليوم وانتوا ولا في دماغكم غير اللعب.
همت بالرد قائلة: ل ل لا يا ميس أنا أنا أنا م م م
_ اقعدي يا ختي انتي لسه هتهتهيلي.. اقعدي اقعدي

جلست في خجل.. ليقع اختيار المعلمة على شاهستا التي كانت تجلس جوار منة وهتفت: قومي يا بنوتة يا سكرة انتي، قمورة خالص..
ابستمت شاهستا ونهضت هاتفة: نعم يا ميس
_ ذاكرتي يا روحي؟؟
_ ايوه
_ طب حلو خالص، جاوبي يلا
What's your name??
_ my name's shahesta
_okay, How old are you?
_ Iam 6 years old
_ برافوا عليكي شاطرة خالص، هي البنات الحلوة دي اللي بتكون شاطرة.. واسمك جميل زيك، اقعدي يا شوشو

جلست الصغيرة، لترمق المعلمة منة في غيظ وهتفت: اهي قاعدة جمبك اهي وجاوبت صح ومذاكرة وشطورة وقمورة كمان، مش زيك بت بليدة و واقفة لسه بتهتهي..
               *****
ردت شاهستا بعدما انتهت منة من قص تلك الذكرى السوداوية: أيوه انا مالي!! روحي انتقمي من الميس..
زفرت منة الدخان في قوة وصاحت: ديما كانوا بيقارنوني بيكي.. ديما كانوا شايفين انك الأحلى و الاشطر وانتي مكنش بيبقى عندك أي اعتراض..


(فلاش باك)
_ هو انتي ليه مصاحبة لحد دلوقتي منة دي يلا نخاصمها كلنا..
هتفت إحدى الفتيات والتي كانت في الثامنة من عمرها
لترد شاهستا: لا دي جارتي وصاحبتي من زمان
تنظر إليها منة في غيظ وهتفت: لا ش ش شاهي ص صاحبتي أنا..
لترد البنت: مش عارفه انتي اساسا صاحبتها ازاي!! شاهستا قمورة وجميلة وانتي وحشة ولابسة نضارة كبيرة أكبر من وشك اصلا.. وسنانك خارجة لبره زي اسنان العفاريت

ليضحك الجميع، نظرت منة إلى شاهستا وهتفت في حزن: ءءء أنا كده يا شاهستا؟؟
_ أنا مليش دعوه..
ضحكت الفتاة بقوة وهتفت: ماهي دي الحقيقة يا بنتي..
نظرت منة إلى شاهستا في خذلان ولكن شاهستا لم تعِ بتلك النظرة ولم تفهمها..
             *****
_ أيوه كنت طفلة يا منة، عندي تمن سنين بس، انتي هتلومي عيلة؟؟؟
ضحكت منة في سخرية وردت: في رأيك يا شاهستا أنه في اصلا طفل عنده تمن سنين يقدر يسمّع طفل تاني الكلام اللي أنا سمعته ده!!! طفولة إيه دي؟؟ أنا كان معايا نسوان متنكرة في شكل أطفال، فليه عاملة نفسك إنك انتي اللي كنتي بريئة؟؟..
_ ماشي، وفضلنا أصحاب لحد ثانوي يا منة، وانا كان ليا مواقف كتير حلوة متنكريش..
_ دي كانت أول نظرة خذلان ابصها ليكي، والباقي جيه مع الوقت..


فلاش باك
في مرحلة الإعدادية..
_ منة بصي بصي الواد اللي هناك ده، عمال يبص عليا، قمور اوي بجد
هتفت شاهستا والتي كانت تجلس جوار منة في إحد مراكز التعلم
_ لا يا شاهستا بقى، أنا اللي هاخد الواد ده، انتي بتحبي واحد في درس العلوم سبيلي أنا ده..
_ مليش دعوه يا منة ده عجبني اكتر خدي انتي اللي في درس العلوم
_ لا يا ستي أنا عايزة ده..

نظرت إليها شاهستا في ضيق وهتفت: مش هيبصلك أصلا.. أكيد هيعجب بيا أنا..

وقعت عليها كالصاعقة.. تتمنى أن تكون أصيبت بالصم حتى لا تسمع منها جملة كتلك.. وها هي مجرد جملة عابرة، رمتها شاهستا في وجه صديقتها لاهية لا تعرف أثرها عليها..
ولما أدركت شاهستا صعوبة ما قالته وترجمت ذلك عندما رأت منة تنظر إليها فقط نظرة مليئة بالخذلان كالتي رمقتها إياها منذ أن كانوا في الابتدائية، ضحكت هاتفة: يا بت بهزر متزعليش..


_ طب مانا كنت بهزر فعلا!!
هتفت شاهستا في جدية

صاحت منة ملقية السيجارة من يدها ودهستها بقدمها في غضب: هزار ايه ده يا بت ها؟؟؟ انتي عارفة كويس اوي إني كنت حساسة من الموضوع ده أزاي، لدرجة بابا وماما نقلوا من المنطقة كلها وبابا دخلني مدرسة انترناشيونال بعد ما ربنا فتحها في وشه عشان ارتاح من الأشكال اللي كنت بشوفها في الحكومي دي.. عارفة ازاي الكلام مكنش بينيمني أيام، مجرد كلام زي ما بتسموه بيترمي في وش طفلة زيي أو حتى مراهقة مترحمتش في أي مرحلة عمرية من التنمر وانتي عادي شيفاه مجرد هزار؟؟؟

_ منة، انتي بس بتذكري السواد؟؟ يعني مفيش ليا أي موقف جدعنة معاكي؟؟

ابتسمت منة في سخرية وهتفت وهي تطوف حول الكرسي الذي تجلس عليه شاهستا: لا هو انتي فاكرة إني بنتقم منك حاليا عشان الكام موقف دول؟؟ لا يا شاهي لا.. أنا لسه متكلمتش في التقيل، أنا بمهدلك عشان اعرفك انك أد إيه زبالة وإني شايلة منك من كام سنة!!

زفرت شاهستا وهتفت: وانتقمتي يا منة واخدتي مني عمر..
فتحت منة فمها حتى ترد ولكن صوت هاتفها الذي كان يصدح قاطعها، أخرجته من حقيبتها وهتفت وهي تنظر إلى شاهستا في ابتسامة عريضة : جوزك بيرن عليا.. تصدقي إن دي أول مرة هسمع فيها صوته في الموبايل، اول مرة يتصل بيا، فكري كده.. يا ترى حاب رقمي منين؟؟
تنظر إليها شاهستا في قرف و اشمئزاز..
_ استني أما ارد عليها اطمنه..

استقبلت منة المكالمة وهتفت في ابتسامة عريضة: ألو.. ازيك يا عريس عامل ايه ؟ اخبار الحفلة ايه؟؟

رد وليد -الجالس في سيارة والده وبجانبه أسر- في غيظ: شاهستا فين يا منة؟؟!
_ إيه ده!! هي هربت منك؟! اوه نوه قلبي معاك يا ويليو..
_ اسمعي بقى، شاهستا لو جرالها أي حاجة أنا مش عارف أنا ممكن اعمل فيكي ايه، وصدقيني ولا هيفرق معايا كلية ولا اهلك ولا أهلي ولا الدنيا كلها، سامعة؟؟!

هتفت في سخرية: لا حمش ياض، طول عمري كان نفسي في راجل حمش زيك يشكمني كده ويمشي كلمته عليا..

صاحت شاهستا: وليد.. وليد
_ شششش اخرسي.
هتفت منة محذرة إياها، ليهم هو بالرد: شاهستا، انتي كويسة؟؟ عملت ايه فيكي؟؟
قبل أن يأتيه الرد، اقتربت منها منة ووضعت لاصق على فمها حتى لا تستطيع أن تتحدث..
لا يسمع وليد سوى صوت انين يأتي من مكان بعيد.. لذلك صرخ في خوف: انتي بتعملي فيها أي يا مجنونة انتي، شاهستا .. شاهستا
_ بقولك ايه أنا مش فضيالك حاليا، دورك جاي، يلا بالسلامة بقى ورايا شغل، واه أنا معرفش مين شاهستا اللي بتتكلم  عنها دي اصلا، سلام

قبل أن يرد، أنهت هي المكالمة، لذلك صاح في غضب وهو يرمي الهاتف: حقيرة.
_ أهدى بس يا وليد فيه إيه؟؟
هتف أسر في توتر.
_ معاها يا أسر معاها..
_ طب متخافش هي مش هتعملها حاجة منقدرش اصلا تأذيها عيلة شاهستا مش قليلة
_ انت بتقول ايه يا أسر، ماهي مش خطفاها عشان تفسحها.
_ مانا فاهم يا بني، هي خطفتها عشان تبوظ فرحتها وبس كده شوية وهتسبها..

صاح وليد في غضب وهتف في سخرية: اه يعني أنا أفضل حاطط ايدي كده على خدي، لحد أما منة تسبها بقى!!
_ ما تهدى يا وليد شوية الله!! انت عامل من بنها ليه، مانت اصلا عارف إن منة وراكم وراكم ومش هتسبكم وانت قبلت، وكان من الأصلح صراحة انك تسيب شاهستا

نظر إليه في ضيق ورد: مش هسيب شاهستا لو إيه اللي حصل، انا خلاص ادمنت شاهستا ورسمت حياتي ومستقبلي معاها...
ثم صاح فجأة كأنه تذكر شيئًا: يا نهار اسود عمر، عمر يا أسر عمر ممكن يعمل فيها حاجة.
ثم صرخ بصوت أعلى: أنا هتجنن
_ طب أهدى بقى أهدى أنا عمري ما شفتك متعصب كده بجد في حياتي..
_ يارب، يارب صبرني عشان هولع من كل حتة دلوقتي..

قالها وحاول يهدأ للحظات ثم نظر إلى الهاتف وأخذ يقلب فيه بهدوء وأسر ينظر إليه لا يفهم ماذا يفعل، وفجأة صاح: اللوكيشن معايا اللوكيشن يا أسر...
اللوكيشن( الموقع الذي يتواجد فيه شخص ما، أو مكان ما الخ)
             ******
_ ها رد عليك؟؟؟
هتفت شهد الجالسة جوار زوجها في الصالون الخاص بڤيلا علي والد شاهستا، حيث رحل الجميع ولم يبق سوى عائلة وليد و عائلة شاهستا

رد شعبان في ضيق: لا مش بيرد بيدي جرس بس مفيش رد..
صاحت ريناد ( والدة شاهستا)في غضب: هو مش بيرد ليه يعني!! يعني هي ناقصة قلق؟؟!
لترد شهد عليها: بقولك ايه ابني راح يدور على بنتك يعني كل ده بسببها اصلا فاهدي كده عشان الواحد اصلا أعصابه خلاص..
_ بسببها هي؟؟ لا طبعا لو ده كله من منة يبقى بسببه هو لأن منة بتحبه هو وبتأذي بنتي عشانه..
قبل أن ترد شهد تدخل كل من شعبان وعلي حتى لا تشتعل الأجواء أكثر حيث هتف شعبان: خلاص يا شهد خلاص مش وقته بالله عليكي.
وكذلك هتف علي: مش كده يا ريناد اهدي شوية، الشاب راح يشوف مراته تلقاه مش بيرد لأي سبب هو مشغول في كذا حاجة ومتوتر..

وفي إحدى الزوايا كان يجلس أمير ممسكًا بهاتفه بعدما ابلغ الشرطة وصاح في غضب: مغلق..
اقتربت منه جومانة وجلست جواره وهتفت: أنا مش فاهمة حاجة هو إيه اللي مغلق؟؟!
نظر إليها وهتف: منة تليفونها مغلق.
_ منة!! منة مين؟؟

زفر في ضيق وهتف: لا انتي لسه عايزة حد يحكيلك من الاول وانا مش فائق

اقتربت منه أكثر ووضعت يدها على كتفه وهتفت في ابتسامة بسيطة: أهدى، ومتخافش خالص، وليد شخص يعتمد عليه وهيرجعها متقلقش، أنا مش عايزة اشوفك بس زعلان كده لأن ده بيأثر عليا وبيخليني حزينة من جوايا

نظر إليها في برود وصمت..
والجميع لم يرهما ولم يلاحظهما سوى أسامة الذي كان يقف بعيدًا متجاهلًا الجميع والقضية التي يتناقشون حولها، ناظرًا إليها وإلى أفعالها وابتسامتها ويدها الموضوعة على كتف أمير في انتقام مصطحبًا بغيرة شديدة..
            ******
لم تهدأ ولم يروق لها الحال، أقسمت أنها جلبتها إلى هنا حتى يُشفىٰ غليلها، صمت طويل.. لا تسمع أي صوت سوى همساتها وهي تطلق دخان السيجارة التي يخرج من فمها في هدوء تارة وفي غضب تارة أخرى..

هتفت شاهستا لما اضاق بها الحال: ايوه انا زهقت.. وبعدين انتي مش بتحبي وليد اصلا عاملة كل ده ليه؟؟
التفتت إليها في هدوء وردت: اه انا مش بحب وليد.. بس يكفي تكوني انتي بتحبيه..
_ مش فاهمه حاجه، انتي بتعملي فيه هو كده ليه؟؟!
_ علشان يسيبك..

ابتلعت ريقها وصمتت.. ثم عادت هاتفة مرة أخرى: يعني أنا لو سبت وليد، انتي هتسبيه في حاله؟؟
لا رد...
_ ايه؟؟؟ مش بتردي يعني؟؟
قامت منة من مكانها واقتربت من شاهستا وأمالت رأسها تجاهها حتى أصبحت قريبة من وجهها للغاية وزفرت الدخان في وجهها الأمر الذي جعل شاهستا تستاء مغمضة عيناها يبدو على ملامحها الاشمئزاز لترد منة على سؤالها: لا.. أنا مش هسيب وليد وليد يلزمني
تنظر إليها شاهستا بعدم استيعاب وصاحت في ضيق: جرا ايه يا بني ادمة انتي، انتي عايزة إيه بالظبط؟؟؟

ابتعدت منة عن وجهها ورفعت رأسها وهتفت: بصي وليد ده قضيتي من قبل ما تعرفيه انتي اصلا، لقينا كده حوارات مع بعض مش هتنتهي
_ هتعيشي ازاي مع واحد مش بتحبيه ولا بيحبك؟؟!
_ مش مهم الحب.. انتي فاكرة إني هقدر احب حد تاني غير رامي؟؟! مستحيل، فخلاص الأمر ده ميؤوس منه

صمتت برهة واردفت: فاكرة رامي يا شاهستا؟؟ رامي اللي اخدتيه مني..
قالتها وهي تقترب منها أكثر و أمسكت بجانبي الكرسي الذي تجلس عليه وتابعت: هو ده بقى السبب الرئيسي ورى انتقامي منك.. من ساعتها بس يا شاهستا وانا حلفت ميت عظيم اني مش هخليكي سعيدة ابدا..
تنهدت وتابعت: وعشان كده اخدت منك عمر حب حياتك وسنينك ولما فقتي من الصدمة وعملتي موڤ أون من عمر ويدوب اهو بتحبي وليد، بردو طلعتلك انا كابوسك وهاخده منك

ضحكت.. وتركت الكرسي واستدارت وهتفت وهي تعطي لها ظهرها: طب على الأقل أنا احسن منك، أنا عايزة حبيبك معايا هدلعه واروق عليه وخليه ملك زمانه..
صمتت واستدارت لها فجأة وهي تصرخ: أما انتي كنتي السبب في فراقي عن حبيبي للابد لدرجة أني عمري ما هقدر حتى اشوفه تاني، انتي السبب في موت رامي يا شاهستا انتي السبب في كل حاجة وحشة حصلت في حياتي من وأنا طفلة انتي انتي انتي...

صرخت شاهستا مدافعة عن نفسها: أنا السبب ليه؟؟؟ كل ده عشان كنت عايزة أحافظ عليكي؟؟ وأبين الحقيقة ادامك؟ حقيقة الراجل الزبالة الوحيد اللي حبتيه!!
قاطعتها صارخة: كدابه كدابه كل اللي قولتيه كدب..
لتقاطعها هي الأخرى صارخة: لا مش كدابه هو اللي كداب هو اللي اتحرش بيا اكتر من مرة هو اللي طلب يرتبط بيا كتير وكان على أتم الاستعداد إنه يسيبك عشاني وانا اللي رفضت ورجعت ليكي وبينت حقيقته قصادك الحقيقة اللي رفضتي تسمعيها..
ركضت منة تجاهها ولطمتها بقوة على وجهها صارخة: اخرسي اخرسي مش عايزة اسمع صوتك ده نهائي، سامعة؟؟؟ لسه بتكدبي؟ لسه عايزاني اصدقك؟؟ لسه فكراني منة بتاعت زمان اللي كانت بتصدقك في كل حاجة؟؟ مانا صدقتك وروحت لومته واتهمته زور وطلع برئ وعمل حادثة من كتر ما كلامي أثر فيه لأني قولتله هسيبك ومات مات بسببك وسبني
وهنا انهارت منة وأخذت تبكي وهي تصرخ كالمجنونة وتضرب برجلها على الأرض: مات راح خلاص، صحيت مبقاش فيه رامي في حياتي، عشان انا وثقت فيكي، مع أنه قالي اكتر من مرة صاحبتك بتتبلى عليا وانا رفضت اصدقه لاني كنت فكراكي صاحبتي، كنت فكراكي صاحبتي، كنت فكراكي صاحبتي
تعيدها وهي تصرخ وتلطم وجهها في عدم تصديق ويبدو أن الحالة النفسية قد عادت إليها مرة أخرى

تنظر إليها شاهستا في خوف مما يحدث لها.. ولكنها لم تستطع أن تسيطر على نفسها وصرخت بصوت أعلى من صوت منة: انا فعلا كنت ليكي صاحبه أنا عرفتك حقيقته، انا مش بكدب يا منة، أنا مش بكدب أنا مش بكدب

_ اسكتي، اسكتي خالص
هتفت منة في صوت خفيض وهي تضع يدها على أذنها حتى لا تسمع صوتها مغمضة عيناها محاولة أن تهدأ جالسة على الكرسي تتنفس في صعوبة..

تتابع شاهستا في صياح: لا مش هسكت، مش هبطل اقول الحقيقة نفسها، وهو أنه كان بيخونك مع كل البنات تقريبا وحاول يقرب مني اكتر من مرة، وانا ديما كنت بصده بسبب انك بتحبيه والسبب الأهم اني كنت بحب عمر وانتي عارفه كويس أوي اني كنت بحب عمر من أولى ثانوي، فكرة بقى انك مش عايزة تصدقي إن رامي كان زبالة ونسونجي متخصنيش

كما هي منة تضع يدها على أذنها مغمضة عيناها صامتة لا ترد..
              ******
_ طب يا حبيبي كويس انك طمنتني انا هقول لماما وبابا اهو

هتفت هنا في ارتياح، وانهت المكالمة، لتهم شهد بالرد: ها اخوكي قال ايه انطقي..
قبل أن تهتف هنا وجدت جميع الأهالي( أهل وليد وأهل شاهستا) قد التفوا حولها
لذلك همت بالرد: قالي انه تقريبا عرف المكان اللي شاهستا فيه، ورايح عشان يبلغ الشرطة ويروحوا
هم أمير بالرد: انا اصلا بلغت الشرطة وفي ظابط متابع معايا الموضوع هاتي رقم وليد عشان اعرف مكانه واروحله ونكلم الظابط ده
              ******
عاد الصمت مرة أخرى بين منة وشاهستا كأنهما يلجئان إليه كهدنة أو استراحة محارب، تجلس منة شاردة الذهن تستعيد كل ما حدث لها ولا حيلة مع الذكرى.. تسأل نفسها ألف سؤال ومن ضمنهم لما؟؟ ولكن لم يكن هناك أي جواب ينتظرها..
وسريعًا سافرت إلى الماضي لتخطف منه لمحة عن أكثر شيء هزمها وتسبب في كسرها وآلامها النفسية

_ يوه يا منة أنا زهقت أنا زهقت
هتف رامي في ضجر
_ براحة بس هي يعني شاهستا هتكدب ليه؟؟

عاد صائحًا مرة أخرى: يعني انتي بتصدقيها هي وأنا لا؟؟
_ يا حبيبي مش قصدي والله، أنا بس عايزة اعرف يعني هي والبنات بيقولوا كده ليه، وبعدين اصلا شاهستا بتحب عمر يعني مش مضطرة اصلا أنها تعمل كل ده
_ ماشي صديقها هي، سيبي ايدي كده سلام انا ماشي عشان دمي اتحرق

أمسكت بذراعه وهتفت في توتر: استنى بس يا رامي مش قصدي والله يا حبيبي خلاص متزعلش

صاح: انا مش زعلان يا ستي انا مش زعلان انا بس هوضحلك ليه صاحبتك دي بتعمل كده، هي مغروة في نفسها وشايفه اني ازاي محبهاش وحبيتك انتي، انا ابن راجل اعمال كبير وكل البنات مسمياني دون جوان فازاي مكنش معاها هي؟؟ هي عايزة عمر ومحمد ومحمود ورامي وسعد وتامر وكل الرجالة تحبها، ايوه متستغربيش في بنات كده وبالذات البنات الحلوة اوي دي، فهي مصدومة ازاي شاب وسيم زيي مش بحبها وبيحب منة البنت العادية البسيطة؟؟؟! فتقوم توقع بينا وتقول العبط ده عليا،وانتي تصدقي زي الهبلة وتسبيني فهمتي ولا أعيد؟؟


استعادت منة بذاكرتها تلك المحادثة التي كانت بينها وبين حب عمرها الوحيد، تنظر إليها شاهستا فهي تعلم جيدًا أنها شردت إلى مكان بعيد.. ضحكت منة ساخرة وهتفت في لا مبالاة: تصدقي فعلا كان معاه حق!! هو انا ازاي كنت غبية كده ومصدقتهوش؟؟ يعني ابسط مثال ودليل على أنه صح، أما كنتي في اعدادي وبتحبي في كل درس شاب، ولما أنا بس اعترضت وقولتلك هاخد أنا ده، ولأنه كان جميل رفضتي و قللتي ثقتي في نفسي وقولتيلي مش هيبصلك لأن أنا أجمل.. فاكرة أما كنتي بتهزري..

زفرت شاهستا في ضيق وقبل أن ترد، صدح صوت هاتف منة الآخر حيث كانت معها هاتفين من رقمين مختلفين، رقم يعرفه الجميع ورقم لا يعرفه أحد سوى حراسها ورجالها حتى إذا حدث شيء اخبروها وعليه عندما سمعت هاتفها يصدح أخرجته في القليل من التوتر واستقبلت المكالمة هاتفة: إيه حصل حاجه ولا اي ؟؟
_ بتتكلم جد؟؟ ها.. طيب طيب اقفل انت

أنهت مكالمته ونظرت إلى شاهستا وهتفت في سخرية: معلش جوزك ابتدى يلعب بديله فأنا هروح اقطعهوله وراجعه ليكي تاني الحوار لسه شيق، اسيبك بقى مع عمر و متقلقيش أنا وصيته عليكي التوصية التمام..
قالتها وابتسمت لها وذهبت
صاحت شاهستا في غضب: اياكي تجي جمبه يا منة، سامعة اياكي..
ثم تمتمت في خوف: يا ترى حصل إيه ؟؟
            *******
_ ايه يا أمير.. اه انا ادام مركز الشرطة اهو داخل أبلغ البوليس عشان يجوا معايا على المكان.. إيه؟..  ليه؟.. ظابط ايه؟؟... طب خلاص مفيش مشكلة بس يلا بسرعة بس..

أنهى وليد- الجالس في سيارة والده الواقفة أمام مركز الشرطة- مكالمته مع أمير وعليه هتف أسر: ها؟ قالك إيه ؟؟
_ قالي انا بلغت وجاي اهو بظابط اللي ماسك قضية اختفاء شاهستا
_ تمام، هنفضل مستنيين هنا؟؟
_ اه عشان هو محدد موقعي على هنا
           ****
_ بص بقى يا شعبان، البت دي هترجع بأي شكل إن كان مش فارق معايا وبعدها علطول ابنك يطلقها ونكون عملنا معاهم الواجب بحيث وليد اهو وهو جوزها فضل معاها لحد الاخر وبعد كده بقى الانفصال بالمعروف إحنا مش ناقصين مشاكل ونصايب..
هتف محرم الجالس جوار أخيه على إحدى الارائك المتواجدة في ڤيلا شاهستا
لتؤكد تهاني الجالسة جوارهما أيضا هاتفة: بالظبط كده اخوك محرم معاه حق يا شعبان، والبنات على قفا من يشيل يا حبيبي، إيه العبط اللي حصل انهارده ده؟؟!
صمت شعبان.. وهتف عقب مرور دقيقتين: بالظبط ده اللي لازم يحصل فعلا واياك يعترض..
             *******
مر بعض من الوقت..
هتف أسر في ملل: أنا زهقت هو كل ده أمير جي؟؟ بقالنا كتير قاعدين هنا وأنا اتخنقت من قعدة العربية دي
_ طب يلا ننزل نقف شويه في الهوا لحد أما يوصل
رد وليد
نزلا الاثنان وأخذا يستنشقان الهواء الطليق، وبينما هما واقفان، وجدا أحد الضباط يقترب منهما وما إن وصل ناحيتهما حتى هتف: أنت وليد شعبان؟؟
رد في توتر: ايوه أنا في حاجة ولا إيه؟؟
_ تعالى معايا
_ ليه؟؟
_ تعالى وانت تعرف، يلا أمشي

نظر وليد إلى أسر في توتر وبادله أسر نفس النظرة وهتف: متخافش يا وليد خير أنا جي معاك اهو
ليرد الضابط: احنا مش فتحنها سبيل هنا، خليك انت هنا استنى صاحبك مش هناكله، وانت يلا امشي ادامي
ذهب وليد مع الشرطي، بينما أسر ظل واقفًا مكانه يتبع اثرهما في قلق وتمتم: استر يارب.
              ******
دخل عمر الغرفة التي توجد فيها شاهستا وما إن دخل حتى اقترب منها وعقد ذراعيه أمام صدره وهتف: وحشتيني اوي على فكرة
رفعت إليه عينيها في هدوء يشوبه مرارة واردفت: عايز ايه يا عمر انت كمان، هو بالدور باين..
أطلق زفيرًا طويلًا وهتف: عارفة إيه هو طلب منة؟؟ عارفة هي وصتني اعمل فيكي إيه؟؟
تنظر إليه..
يتابع هو هامسًا جانب أذنها: قالتلي ادخل أنا عليكي النهاردة بدل وليد..
قالها وابتعد قليلًا عن أذنها ونظر إلى عينيها مبتسمًا..
تنظر إليه في خوف شديد وصدمة ولكنها سرعان ما تماسكت واجمعت قواها وهتفت: انت متقدرش تعمل كده

عقد حاجبيه في استغراب وهتف: ليه؟ مش أد المقام ولا إيه؟؟
_ عمر انت اكيد عمرك ما هتعمل معايا كده..
_ إيه يا بنتي الثقة دي؟؟

ابتلعت ريقها وهتفت: هو انت فعلا هتسمع كلامها يا عمر وتعمل اللي قالتلك عليه ده؟؟
صمت برهة ناظرًا إلى عينيها وهتف بعد قليل: اه هعمل اللي قالت عليه.. لو ده الشيء اللي هيخلي وليد يسيبك فأه هعمله وحالا...
             *******
دخل وليد مكتب الضابط وهو لا يزال يسأله لماذا هو هنا؟؟ وما إن دخل، حتى توقف عن الأسئلة عندما رأى منة تجلس على الكرسي المتمركز مكان الضابط نفسه وفي يدها سيجارتها كالعادة تطلق دخانها في سعادة..
نظر وليد إليه ثم إليها وهتف في عدم استيعاب: هو فيه ايه؟؟
هتف الضابط في صوت عالي موجهًا حديثه إلى منة: أي أوامر تانيه سعاتك؟؟
أجابت في ابتسامة: لا روح انت.
_ تمام..
قالها واقترب منها وهمس جانب أذنها: متنسيش بقى تقولي للباشا وتوصيه عليا..
_ من عيوني، بس كده أنت تؤمر..
ابتسم لها ونظر إلى وليد في ضيق وصاح في وجهه: انت بتزعل الهانم!! انت اتجننت؟؟؛ حبس عشر سنين..
قالها وخرج من المكتب..
وليد كما هو يفتح فمه لا يصدق ما يحدث حوله..
_ مصدوم ها؟؟ حقك...
يعني انت كنت جاي تبلغ عني وكده فقمت لقيت نفسك انت اللي هتتسجن.. صراحة قمة الظلم، بس هنعمل ايه؟؟ مجتمع فاسد بقى مفيهوش صوت مسموع غير صوت الكبار المسنودين..

قالتها ثم صمتت برهة تطلق دخان سيجارتها في هدوء..
قامت من مكانها وأخذت تقترب منه وهي تهتف: أنا جتلك البيت قبل كده وحتى قولتلك كلام كتير بس من ضمنه قولتلك افتكر مقولة الفنان أحمد السقا أنا الحكومة وأنت بردو مصدقتش، كل حاجة قولتلك عليها عملتها بس انت مصدقتهاش..
عارف رغم إني فيا صفات كتير وحشة، ألا إني بتميز بصفة حلوة اوي وهي الصدق.. اصل أنا مش بحب الكدب خالص ولا بحب الكدابين كمان، فتلاقيني بعمل اللي بقول عليه ديما..

أنهت جملتها واقتربت منه ووقفت أمامه بالضبط وهتفت: بص محدش هيعرف يخلص شاهستا من اللي هي فيه، غيري فأنت لو عايزها وكده لازم تنفذ كلامي انا وبس..

عقد ذراعيه أمام صدره وهتف: مين اللي قالك على الخطوات اللي باخدها؟؟
ضحكت بصوت عالي وهتفت: لا كمان لماح، يعني حمش ولماح، يخربيتك كل يوم اكتشف فيك صفة تبهرني أكتر

شرد وليد يفكر في من ذلك الذي باعه لها ونقل أخباره..
ولكنها هتفت حتى تقطع حبل أفكاره: مش مهم مين دلوقتي، احنا في الأمر الواقع حاليا يا ويليو وبعدين مش هتجيبه خالص ولا عمره هيخطر في بالك حتى..

ينظر إليها في قرف وفي عقله قد شك في الجميع، لا يصدق أنها وصلته إلى تلك المرحلة، وهي أن يشك في جميع أقاربه وأحبابه..
عقدت ذراعيها وهتفت في جدية: بص.. عمر هناك مستني مني إشارة عشان يدخل هو على شاهي عشان انت أتأخرت اوي فقال هو يقوم بالواجب، واهي الناس لبعضها بردو..

صرخ في صدمة: ايه؟؟؟ انتي بتقولي ايه؟؟؟
_ وانت ادامك فرصة واحدة بس عشان تنقذها

هم بالرد في توتر وقد تلعثمت الأحرف بين شفتيه: م ماشي هعمل اللي انتي عايزاه وهطلقها بس سبيها في حالها ومتخلهوش يعمل فيها حاجة تمام، اديني بس وقت اروح للمأذون وكده، بس انتي وقفيه

ابتسمت واردفت: ماهو كان زمان أما طلبت منك الطلب ده فاكر؟؟ يعني ده كان طلبي ساعة ما كنا في الجامعة بس انت عملت نفسك ذكي وسجلتلي وعملتلي مشكلة في الجامعة أي نعم خرجت منها بس بردو وحتى ضحكت وقولتلي واحد صفر. فاكر؟؟؟
صاح في عدم تحمل: اخلصي عايزة إيه طيب؟؟؟

اقتربت منه وهتفت في ابتسامة عريضة: مازال طلبي موجود هو انك تطلقها بس أضاف ليه طلب تاني صغنون اد كده
_ انجزي

اقتربت منه أكثر وجعلت عيناه تنظر إلى عينيها وهتفت في ابتسامة عريضة: تنام معايا..

شعر بخفقان قلبه وارتعاد جسده وهتف في عدم استيعاب: ايه؟؟
لتضيف هي: وبدون جواز بينا عشان انا عارفه الموضوع ده ازاي كبير عندك..
ابتلع ريقه واغمض عينه يحاول أن يستوعب ما تقوله، يضرب على رأسه حتى إن كان في حلم يستيقظ..
تابعت في ابتسامة: مفيش وقت ماهو يا انت اللي تعمل كده، يا هي وانت ادامك الاختيار ترفض، انا ديمقراطية جدًا..

وهو ليس معها الآن قد سافر إلى عالم آخر
_ حتى مفيش وقت كتير انك تفكر يا تقول حالا يا اه يا لا ولو قلت اه هنروح احنا الاتنين مع بعض وهكلم عمر اقوله وقف، ها قلت إيه؟؟؟
              *******
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل اذا عجبك البارت
وزي ما اتفقنا كده بإذن الله معادنا الاتنين الجاي
دمتم بخير
# سلمى خالد احمد














الجعة يشوبها الأخلاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن