الثاني عشر( الجزء الثاني)

5.5K 211 29
                                    


ازيكم عاملين إيه

ده آخر بارت هينزل في المواعيد دي ( الجمعة والتلات) رمضان كريم على الجميع بس أنا للأسف مش هعرف أنزل في رمضان يومين في الأسبوع علشان كده خليكم متابعين معايا على صفحتي على الفيس بوك هقول لو فيه بارت وهقول المعاد وكده لينك الصفحة بره في الوصف واللي مش عارف يوصله يسيب كومنت هبعتهوله.

جاهزين؟؟
يلا نبدأ



اختض هاني ما إن رأى خالها يقترب منهما في غضب شديد وعليه صاح:

_ يا نهار مش فايت! هو إيه اللي خالك ؟!

وتركها وركض بعيدًا، تتبع أثره في خوف شديد وقد علمت غدره توًا


تقف متجمدة مكانها الخوف يملأ قلبها والرعب قد تمكن منها ولكن لا هروب ولا مفر كهاني من تلقي العقاب.

يقترب منها محرم في غضب وضجر وما إن وصل جهتها حتى أمسكها من ذراعها وتحدث مخرجًا الأحرف من بين أسنانه:
_ امشي معايا بالذوق

تسير بجانبه مسلمة أمرها لله، دقائق وقد صلا كلاهما إلى منزلها، طرق الباب في قوة، مما جعل تهاني تختض من تلك الطريقة وركضت حتى تفتح الباب.

وبمجرد فتحها للباب، تجد أخاها يدفع ابنتها للداخل في قوة وغل، فانكبت الفتاة على الأرض صارخة، لذا ضربت صدرها ثم بدأت أن تلطم وجهها وهي تصرخ 
_ عملت إيه عملت إيه!!

تجاهل سؤالها وجر الفتاة من شعرها بعدما غلغل أصابعه داخله واتجه بها نحو المطبخ ثم قام بنزع خرطوم الغاز وألقى الفتاة على الأرض ورفع ذراعه إلى الأعلى وبقوة نزل على جسدها بالخرطوم، فصرخت صرخة تكد تبلغ السماء، تلك الصرخة جعلت جسد أختها ينتفض من الرعب، ولم تكن مجرد ضربة وحسب بل فعل ذلك مرة تلو الأخرى، والفتاة تصرخ في هيسترية وتستنجد بالجميع وأثناء ضربه لها كان يصرخ:

_ هتجلبنا العار ولا إيه على كبر!! واقفة في حارة ساكتة مع شاب لوحدكم! ليه ملكيش حد يلمك ولا إيه يا بنت ال***** يا بنت ال****، عايزين سيرتنا تبقى على لسان كل الناس يا ولاد ال**** ليه ليه؟؟

تصرخ الفتاة صراخًا غير عاديًا، وتتوسل إليه من بين صراختها:
_ أبوس إيدك يا خالي كفاية أبوس رجلك هموت والله هموت
_ موتي ياكش تولعي ولا تغوري في ستين داهيه حتى أخلص من عارك وقرفك


تصرخ عاليا ما إن رأت كل تلك الجلدات من نصيب أختها وركضت جهة خالها تمسك يده التي بها الخرطوم تبعدها عن صغيرتها وهي تتوسل إليه باكية:
_ أبوس إيدك بالله عليك ترحمها كفاية كفاية بالله عليك كفاية يا خالي كفاية

_ أوعى يا بت بدل ما قسما بالله اضربك زيها

صرخ وهو يدفعها بعيدًا عنه بينما تهاني كانت في عالم آخر تتمتم:
" شاب غريب! منك لله جبتلنا الكلام منك لله"

ومع صراخ الفتاة وأختها و صدمة أمهما لم يمنعه شيئًا عن مواصلة ضربها، ولما رأت عاليا أن أختها تفقد حياتها بين يديه، ركضت نحو الباب وفتحته وأخذت تصرخ تستنجد بالناس ، ما إن رآها تفعل ذلك حتى صرخ عليها:
_ انتي يا حيوانة ياللي بتفضحينا انتي! ادخلي هنا يا بت
_ سيب أختي الأول

صرخ بشكل أكبر:
_ ادخلي يا بت بقول

صرخت هي الأخرى:
_ سيب أختي الأول، سبها


ولما شعر بأن الفضيحة ستمسهم ألقى الخرطوم بعيدًا واتجه نحو الباب حتى يرد على الناس التي أتت على صوت صراخهم، ركضت عاليا مبتعدة عن الباب ما إن رأته يقترب واتجهت نحو أختها الملقية على الأرض تتألم في شدة، وأخذت ترفعها عن الأرض حتى تدخل بها إلى إحدى الغرف، وتهاني لا تزال تجلس على الأريكة تضع يديها على رأسها تتمتم:
_ مُت وارتحت يا اسماعيل، مُت وارتحت وسايبلي بنتين يقطموا وسطي ويحطوا وشي في الطين...
            ******

وضعت شاهستا الطعام على السفرة ونادت هنا كي تتناول قبل ذهابها إلى مراكز التعليم، ولكن هنا ردت عليها:
_ مش عايزة أفطر شكرا

_ قومي يا هنا أفطري كله من فلوس اخوكي يعني مش دافعة فيه حاجة

وقد خرج وليد من الخلاء واتجه نحو السفرة وقام بإعداد بعض من الشطائر لأخته الرافضة الجلوس مع شاهستا حول سفرة واحدة، ثم دخل بها غرفته وغلق الباب وتحدث:
_ ها يا قلبي كنتي عايزة إيه؟

اطرقت الفتاة

_ لا، اتكلمي يا هنا ورايا شغل ومذاكرة

رفعت رأسها وتحدثت في نبرة صوت تحمل في طياتها شيء من التردد:
_ بصراحة كده، أروى مش بتكلمني و زعلانة مني
_ ليه؟
_ علشان هي طلبت مني اكون طرف يصلح بينها وبين حبيبها وأنا رفضت أتعامل مع صاحبه ده
_ إيه! إيه اللي انتي بتقوليه ده يا هنا؟؛ ولسه جاية تسألي ؟ طبعا موقفك صح الصح، حبيبب إيه وكلام فاضي إيه!
انصحيها بالحسنى يا هنا، عرفيها إن غرف الدردشة الخاصة دي حرام شرعاً، فهميها إن الارتباط حرام والحديث بين البنت والشاب حرام بردو، أمور الارتباط مهلكة للروح ومضيعة للوقت
معظم شباب اليومين دول بقوا بيقعوا في الكارثة دي ومش بيبقوا عارفين إن ربنا غضبان عليهم وإن دي ذنوب جارية ليهم
ومعظم العلاقات دي بتبوء بالفشل واخرتها انكسار وعياط وطريق كله مهالك ربنا يعافينا.


تنهد وتابع:
_ بصي حبيبتي انصحي صاحبتك مرة والتانية وارد كلنا نقع في أخطاء بس الخطأ إننا نستمر فيها، انا هبعتلك الأحاديث والايات اللي بتحرم المواضيع دي
، دي كارثة بجد.


اقترب من أخته ووضع وجهها بين كفيه:
_ اوعي يا قلبي تنجري في الطريق ده، تمام! ده طريق شيطان ومشاكل ومهالك، وخدي بالك ربنا في القرآن ديما كان بيقولنا ولا تتبعوا خطوات الشيطان، شايفة قالنا إيه! الشيطان مش بيجي يقولك اعملي الغلط كده مرة واحدة لأننا مش هنعمل، لكن هو بيزين الحرام وبيعملك خطوات توقعك، إيه يعني ما تدخلي تكلمي الشاب دي مساعدة لصاحبتك هو انتي مالك! شفتي أما رفضتي هي زعلت منك ازاي ؟ انتي هتتعاملي مع الشاب في إطار الاحترام المتبادل بس مجرد مصلحة بين صحبتك و الشاب اللي بتحبه، ومش جايز يتجوزا بعدين!

كل دي طرق الشيطان علشان يلبسك الذنب واحدة واحدة لحد أما تبقى مصيبة كبيرة مش عارفه تخلصي منها، تلاقي نفسك اندرجتي مع الشاب ده ومحدش عارف نيته إيه ودخلتي في حوار ورى حوار لحد أما رجلك تغرس ومتلاقيش مخرج


تستمع إليه هنا في اهتمام كبير وكأنه قرأ ما كان يجول في خاطرها فهذا بالضبط ما فكرت به كي تساعد أروى دون أن تعلم أنها خطوات الشيطان لكي توقع في الفخ، وعليه ارتمت داخل حضنه وتحدثت:

_ وليد، الحمدلله إنك موجود..

يمسح بأطرافه على حجابها وتحدث:
_ والحمد لله إن فيه ثقة بينا كبيرة أوعي تهزيها، انصحي أروى تعف نفسها عن الحرام وتنتظر الحلال، فوالله ما ذقت أجمل من الحلال والسير في ثقة دون الالتفات....
             ******
وبعدما أقام ليلة كاملة في منزلها، دخلت الغرفة كي تيقظه وذلك لأنه قد نام كثيرًا، وجلست جواره على السرير وأخذت تلمس بأطرافها بشرته وهمست:
_ عمر.. عمر حبيبي اصحى يلا كفاية نوم كده


فتح عيناه وهتف دون أن يعي لما يقول:
_ صحيت يا شاهستا

مطت شفتيها في اعتراض وتحدثت:
_ شاهستا بردو! أنا نور يا حبيبي ركز أنا نور


أخذ يفرك عيناه ونهض جالسًا مكانه وتكلم:
_ صباح الخير يا نور
_ صباح النور يا حبيبي، بس احنا مش في الصباح إحنا في المساء دلوقتي الساعة ٢

اقتربت من رأسه وتحدث وهي تمعن النظر بها:
_ جرحك خف؟ استنى بشوفه
_ سبيه سبيه علشان أنا هفتح لها رأسها زي ما عملت فيا بالظبط
_ لا مش هسيبه أنا مهم معايا أنت تبقى كويس


قام من مكانه واتجه نحو بذلته الموضوعة فوق الكرسي وأخذ يبدل ملابسه، تحدثت في ضيق:
_ أنت ماشي ليه؟ ما احنا قاعدين!

تحدثت وهو يرتدي القميص:
_ لا همشي أنا ورايا حاجات لازم تتعمل

اقتربت منه ووضعت يدها حول خصره وهتفت في دلال:
_ ما تخليك قاعد معايا شوية

زفر في ضيق وأبعد يديها عنه وتحدث:
_ نور، قولتلك بلاش الحركات دي، أحنا أصحاب بس.. مش مسموح لأي حد يقرب لي غير شاهستا


صرخت في ضجر:
_ شاهستا شاهستا شاهستا، قرفتني بيها وهي أساسا ولا معبراك، شاهستا دي اتجوزت وسمحت لغيرك يلمسها وتلقاها حامل دلوقتي كمان وأنت لسه مخلص ليها أوي!! إيه يا عمر ايه! فتّح يا عمر فتّح!

_ لا لا، كل الكلام ده كدب هي لسه بتحرق دمي وبتغظني بيه هي لسه بتربيني وهو أصلا اكتشف لعبتها وخلاص كرهها وقالي اولع بيها، هي لسه مش قادرة تغفر غلطتي ولا تنسى جرحها اللي سببته ليها من سنين، بس هي هترجع وعد هترجع وهنتجوز وهنخلف زي ما كنا مخططين

_ انسى يا عمر انسى، شاهستا بتعشق وليد عشق وأنت خلاص طلعت من حياتها ومن قلبها ومن كل حاجة، شاهستا نسيتك وكإنك كنت ولا حاجة في حياتها يا عمر ولا حاجة

صرخ في وجهها:
_ اخرسي اخرسي أنا عارف كويس كيد النسوان ده، انتي غيرانة منها طبعا لازم تغيري لأني بموت فيها ةمتمسك بيها وانتي لا

_ ويمكن شفقانة عليك، شفقانة على عمرك اللي بتفنيه وأنت لسه بدور على ماضي اتمحى واتنسى، وشاهستا خلاص بنت مستقبل

سحب جاكيت البدلة في غضب وتحدث بينما هو يسير مغاضبًا:
_ أنا مش هقعد معاكي ولا ثانية بعد الكلام ده ولا ثانية


صرخت حتى يسمعها أثناء سيره:
_ علشان دي الحقيقة يا عمر أنت بتهرب من الحقيقة يا عمر، براحتك


خرج وغلق الباب بقوة خلفه، دفعت الكرسي من غيظها رمته على أرضية الغرفة وتحدثت:
" منك لله يا شاهستا يارب تموتي يا شيخة، هو إيه مفيش بنت غيرك!"

وبينما هو يسير نحو سيارته، سمع صوت هاتفه يصدح، أخرجه من جيبه فوجد المتصل فايز، استقبل المكالمة وهتف:
_ أيوة يا دكتور
_ ازيك يا عمر

_ بخير، وأخبار إيه أنت ؟
_ أنا كمان بخير
_ اتفضل يا دكتور سامعك

_ عمر، أقدر اقابلك ؟ ضروري صدقني
_ بخصوص؟
_ منة... وكنت بردو عايز أعرف منك بعض المعلومات عن شاهستا
_ معلومات زي ايه ؟


وأثناء تحدثه مع فايز، فتح باب السيارة ودخل وأخذ يستعد للقيادة، فرد فايز:
_ لو قابلتني يا عمر هتفهم كل حاجة وهتعرف إيه هي المعلومات!

_ اوكيه، اقابلك فين؟
            ******
_ أنا مش حاسة إن حتة إنك تعطي دروس خصوصية بدون ما جوزك يعرف دي تنفع

تحدثت سعاد موجهة كلامها إلى ابنتها علا داخل المطبخ أثناء إعدادها الطعام، وجاء رد علا عليها كالآتي:
_ يا أمي أعمل إيه يعني؟ أنا لو قولت له إني بعطي دروس هيعتمد عليا ومش هينزل يشوف شغل وهياخد أصلا فلوسي دي زي ما سرق دهبي كده

_ طب والعمل ؟

_ أنا اتفقت مع الراجل إن معنديش وقت متاح إلا الجمعة من كتر اشغال، قولت له هخلي الحصص دابل وهو وافق

_ إيه دابل دي؟

_ يعني يا أمي بدل ما ياخدوا حصتين في الأسبوع تبقى حصة واحدة مكثفة كده، وسيد عمره ما هيعرف إني بعطي دروس خاصة لأن يوم الجمعة هو يوم زيارتي ليكم، فأنا هقول له رايحة لأمي عادي والعيال يجوا على هنا


ألقت سعاد اللحم داخل الوعاء وردت:
_ طب وابوكي إن سأل ؟
_ فهميه القصة يا مّا لازم يعرف إن بنته معتمدة على نفسها بسبب العار اللي جوزهولي
_ وتعاملك مع الراجل الغريب ينفع ؟

_ فكرت في القصة دي وقلت هقول له التعامل بعد كده يبقى بيني وبين مراته علشان جوزي ميزعلش وبكده أبويا ملوش حجة

سكتت سعاد وأخذت تتابع الطعام، أما علا فقد فتحت الثلاجة وأخرجت بعض من الفواكه لتأكلها، وفي ذلك الوقت دخل محرم البيت في ثورة عارمة ينادي في صوت عالي نبرته قوية:
_ سعاد... يا سعاد


أبت قطعة من الطعام أن تُبتلع في بطن علا وذلك من شدة خوفها من طريقة والدها في النداء على والدتها، أما سعاد فقد انتفض جسدها وركضت إلى الخارج وهي تردد:
_ نعم نعم يا حاج

_ فين جاسر ؟

_ ليه يا حاج خير ابني عمل إيه؟
صرخ في غضب أكبر:
_ فين هو

_ في في القاهرة يا حاج عند عمه شعبان

_ شيعي له وقوليله أبوك عايزك
_ خير إن شاء الله ؟

_ هيكتب كتابه على بنت عمته رضوى قبل ما العار يمسني ويمس سمعة العيلة....

             *******
كان وليد قد تجهز حتى يذهب إلى محل والده، وقبل أن يمشي توقف في أحد أركان الصالة يحاول مرارًا أن يتصل بآسر، وما إن رأته شاهستا لا يزال متوقف، دخلت المطبخ حتى تعد له القهوة، وها أخيرًا رد عليه أسر هاتفًا:

_ إيه يا وليد عمال ترن ليه قرفتني!

_ ما طبعا لازم أكون بقرفك مش خلاص بقى في العروسة الجديدة اللي تشغل وقتك ؟

_ لا يا وليد ميصحش عيب متغرش من خطيبتي أنت هتخيب ولا ايه ؟!

ضحك وقال:
_ بتعمل إيه كده ؟
_ والله خلصت شغل وكنت بحاول اكلمها فون وكده بس مش بترد، بنت عمتك بتتقل عليا من دلوقتي

_ لا لا تلقاها عمتي قرفاها طلبات ولا حاجة، اصل عمتي شديدة شوية عليهم

_ طب بالسلامة يا وليد بقى علشان هبعت لها لحد اما ترد ومش فاضي لك الصراحة


ضحك وليد وتحدث في ابتسامة بسيطة:
_ايوة يا عم والله ولقينا اللي يشغلنا، عقبالي، ادعيلي ألاقي بنت الحلال بقى قريب


وبمجرد لفظه بتلك الجملة، سمع صوت تحطيم شيئًا ما يأتي من الخلفية، فاستدار في سرعة، فوجد شاهستا تقف والصدمة وعلى الارض بقايا كوب القهوة المحطم، تحدث:
_ انتي كويسة ؟.. أقفل يا أسر


تنظر إليه والدموع تملأ عينيها حبيسة داخلهما، ثم فجأة شعرت بدوار شديد فارتمت على الكرسي الذي كان يقع خلفها، ركض ناطقًا اسمها وتحدث ما إن اقترب منها:
_ إيه اللي حصل ؟

تنظر إليه والدموع تتسلل من عينيها وتحدثت في خيبة أمل بنبرة صوت مهزوزة:
_ بدور على بنت الحلال يا وليد؟ خلاص قررت... خلاص كتبت عليا الحسرة والقهر بدري؟ حتى مش قادر تستنى أما أولد؟!

_ شاهستا...


ركضت في سرعة جهة الخلاء، فركض خلفها.
دخلت الخلاء وأخذت تتقيأ..
ينظر إليها في شفقة على حالها، توقفت لحظة عن التقيؤ واسندت بيدها على الحائط، فبدأ يقترب منها، ولكنها أخذت تتقيأ مرة أخرى.

جذب العديد من وحدات المناديل ووضعهم فوق بعضهم البعض..

تراجعت إلى الخلف مسندة إلى الحائط تنهج في تعب، اقترب منها فتحدثت في تعب:
_ أخرج، أخرج متشفنيش كده أنا مش حلوة دلوقتي زي ما أنت ما متعود عليا وهتكرهني وهتفكر تتجوز عليا أكتر ما أنت بتفكر أصلا!

_ بس متقوليش كده

تحدث وهو يقترب منها، ثم أخذ يمسح بالمناديل الورقية ما حول فمها، وتحدث أثناء فعله لذلك:
_ الراجل اللي ممكن يفكر يتجوز على مراته علشان هي مبقتش حلوة سواء أثناء حملها أو بعد ولادتها أو حتى إذا أثر على شكلها وجسمها الولادة يبقى راجل ناقص وميستاهلش يتعاشر، وانتي عارفة إن زعلي منك مش في النقطة دي مع ذلك لازم أقدرك، انتي شايلة ولادي وتعبانة فيهم.

أنهى كلامه وألقى المناديل المستخدمة في القمامة ثم حملها بين ذراعيه، وهاتفه يصدح في الصالة، فقد طلبه والده مرارًا وتكرارًا حتى يسأله إذا ذهب إلى المحل أم لا ولكنّ وليد لم يسمع الهاتف وانشغل بها وبتعبها، دخل الغرفة ووضعها على السرير ثم اتجه نحو الطاولة التي تجاور السرير وتحدث:
_ عندك أي معاد دوا دلوقتي ؟

هزت رأسها مؤكدة، فرد:
_ تمام اسمه إيه الدوا ؟
_ هات الكيس مش فاكرة اسمه أنا عارفة شكله بس


حمل الحقيبة وأعطاها لها، ثم ذهب وجلب كوب من الماء،. وعاد إليها سريعًا وأعطاها الكوب وتحدث:
_ يلا اشربي الدوا بتاعك علشان تنامي شوية


تناولت الدواء، اقترب منها وحملها حتى يضعها على السرير لتنام وبينما هو يحملها، حاولت أن تفلت من بين ذراعيه ولكنها لم تتمكن وتقيأت فجأة وسقط منه على قميصه وسرواله والباقي سقط على الأرض....

ركض في سرعة وأحضر لها وعاء من الخلاء ثم دخل الغرفة ووضعه تحتها حتى تتقيأ بداخله
وتحدث في قلق:
_ اتصل بالدكتورة طيب ؟


ولما يأس شعبان من عدم استجابة وليد لمكالماته، اتصل بشهد وأخبارها أن تجد ذلك الفتى وتحذره من غضب والده وتتطلب منه أن يتوجه في أقصى سرعة إلى المحل


انتهت الحامل المتعبة من التقيؤ، ونظرت في تعب إلى ملابس وليد فوجدت عملتها بها، فتحدثت في ضيق:
_ أنا آسفة بس أنا

_ تمام تمام مفيش أي حاجة ولا يهمك متعتذريش، دي حاجة بسيطة يعني المهم سلامتك انتي والأطفال


وقام بنزع القميص، وحمل الوعاء من تحتها ووضعه في الخلاء، ثم عاد إليها وحملها تارة أخرى واضعًا رأسها على الوسادة ثم أحضر غطاءً ثقيلًا ووضعه على جسدها كي تتدفأ، ثم جلس جوارها وتحدث:

_ هوني على نفسك قلت، بطلي تتضعطي نفسك وكفاية عياط وضغط نفسي علشان صحتك ونفسك أولا ثم صحة الأولاد


تنظر إليه بنظرات تحمل في طياتها التعب والارهاق وهمست بكلمات غير مفهومة:
_ هتتجوز غيري صح؟

قرب أذنه إليها وهتف:
_ إيه! مش سامع ؟

حاولت التكلم مرة أخرى ولكنه قبّل جبينها وتحدث:
_ بس خلاص متقوليش حاجة نامي انتي مش بتنامي، انتي محتاجة راحة، أجّلي الكلام دلوقتي

وبالفعل أغمضت عيناها ولم تفتحهما تارة أخرى، فقام من مكانها متجهًا نحو الخلاء حتى يزيل السائل عن الوعاء حيث تقيأت، ثم نظفه وتركه وخرج وفي يده وعاء به بعض من الماء، وقبل أن يدخل الغرفة، سمع صوت الباب، فترك الوعاء واتجه نحو الباب وفتحه، فوجد أمه والتي سرعان ما قالت بمجرد أن رأته:

_ إيه يا وليد مش بترد على أبوك ليه يا ابني؟ ومالك كده لابس من تحت بس؟ كل ده ولسه ملبستش القميص يا وليد!

_ ادخلي يا ماما، شاهستا تعبت فجأة وفضلت ترجع أكيد ماكنش ينفع اسبها وانزل!


قالها، وحمل الوعاء ودخل به إلى الغرفة، تابعته والدته وتحدثت في استغراب:
_ ما شاء الله وبتنضف وراها كمان!
_ ماما ارجوكي وطي صوتك بس علشان متصحاش هي تعبانة شكلها اوي بليل هاخدها وهنزل لدكتور


وضعت شهد يدها على خدها، ترى ابنها وهو يزيل أثر تقيؤ زوجته من الأرض وينظف المكان، تحدثت في غيظ:
_ سيب سيب من إيدك، روح ألبس قميصك وروح لابوك وإلا هيعمل مشكله وأنا هشيل للجردا جوا في الحمام


ابتسم ورد:
_ مش عارف أقولك إيه يا ماما بجد شكرا يا حبيبتي

ترك ما في يده واتجه نحو الخزانة يبحث عن قميص آخر وتحدث أثناء ارتدائه:
_ ماما هستسمحك بس تقعدي معاها لحين ما ارجع علشان لو تعبت تاني متبقاش لوحدها

_ أعمل إيه؟! ما احنا اللي ربناك على الرحمة والرأفة وأنت ما شاء الله مفيش في حنية قلبك...
             *******

وقابل عمر، فايز في المكان المتفق عليه ( مقهى) وبعدما جلسا كلًا من هما وطلبا المشروب، تحدث فايز:
_ أنا عارف يا عمر إنك مستغرب من طلبي ده وهو إني أعرف معلومات عن شاهستا بس صدقني مهم جدا أعرف البيئة المحيطة بمريضتي

_ هو أنا فعلا استغربت لأني تقريبا كلمتك عنها قبل كده وقولتلك كل المفيد، ناقص إيه تاني ؟

_ كام سؤال كده هتقولي اجابتك بس بمنتهى المصداقية
_ تمام قول

_ هل شاهستا مصابة بمرض التملك؟ يعني لو حاجة بتعتها ماينفعش حد تاني يستخدمها؟

_ اه بنسبة كبيرة

_ هل لاحظت على سلوكها الأنانية ؟ حب الذات... التمحور حول الذات والذي منه ؟

_ هي مش أنانية بالمعنى الحرفي في رأيي

_ أرجو التوضيح

_ هي شايفة إن الحاجة بتاعتها حقها ومش من حق غيرها لأنها ملكتها.
هي بس معجبة بنفسها ووثقة فيها ممكن شويتين تلاته ولكن حقها هي جميلة وكل اللي حواليها وصلوا ليها الانطباع ده

_ عظيم، يعني أنت مش شايف إنها محتاجة تعديل سلوك ؟

_هي مشكلتها الوحيدة التعلق، هي أما بتملك حاجة وبتحسها بتاعتها بتتعلق بيها أوي وده بيأثر على نفسيتها، زي ما أتأثرت بفرقنا مثلا

ابتسم فايز ورد ساخرًا:
_ لاحظ إنك شييئت نفسك، كنا بنتكلم عن تعلقها للأشياء فهل أنت شيء ولا قصدك إن ده بينطبع على أشخاص وأشياء ؟

_ أي حاجة، أي حد، المهم إنها تحس بالملكية... دي مرة فضلت تعيط يومين كاملين علشان شنطة بتحبها جدا اتقطعت منها ومبقتش صالحة للاستخدام ولازم تترمي، كانت حادثه الشنطة اتنتشت في مسمار باين أو حاجة

_ ليه الشنطة دي بالذات كانت غالية عليها ؟ رغم إن واحدة زيها أكيد عندها شنط كتير!
_ علشان كان مدرس هو اللي جيبهالها هدية، وبصفة عامة شاهستا بتحب حاجاتها أوي وبتحافظ عليها جدا...
هي في العلاقات حد مخلص لأبعد حد، هي مش بياعة وأما بتحب بتحب من قلبها وأما بتكره بردو بتكره من قلبها، شاهستا بتفضل باقية على اللي بتحبهم لآخر وقت بس أكيد هي عندها عيوب زي الجميع وهي أنها من كتر ثقتها في نفسها بتتغر احيانا وبتوصل للي قدمها إنها مش طيقاه أو إنها متكبرة رغم إنها طيبة بجد وتتحب..
وحط ميت خط تحت تتحب دي لأن شاهستا لو حد قرب منها وحبها صعب جدا ينساها مهما عملت

_ اشمعنى ؟

_ لأنها بتدي للي معاها كل حاجة اهتمام وحب ودلع وكله بتخليه يحس إنه لو سبها مش هيلاقي حد يعوضه عنها

_ تفتكر بتبقى قاصدة ؟
_ اه، هي عايزة تبقى مميزة في حياة الشخص اللي دخلتها ومختلفة عن أي حد عرفه أو هيعرفه، لأنها طول عمرها بتحس انها مميزة ومختلفة عن الجميع وده مش بمزاجها ،أنا كنت بشوف بنفسي باباها وهو بيقولها كده، كان ديما يقولها يا حبيبي ياللي مفيش منك اتنين


_ أما هي شخص جميل كده ليه عقدت منة في حياتها؟؟!

_ اللي عقد منة ( أمها) محدش غيرها، أمها كانت ديما تقارنها بشاهستا ودايما تقولها اعملي زيها ذاكري زيها، لحد أما منة كرهت اسم شاهستا حتى. وفي المقام التاني اللي عقد منة (الشباب) اللي كانوا ديما مش بيشوفوها جمب شاهستا هي اللي كان عليها العين طول الوقت وكله كان عايز يرتبط بيها

أنا حتى افتكر إنه جت فترة كنت كارها أوي، وده لأن شباب الدفعة في ثانوي كانوا بيرددوا اسمها ومسمينها وتكة الدفعة وألفاظ عجيبة كده كتت بسمعها وكنت بغير جدا وياما اتخانقت فيهم

_ وايه رد فعل شاهستا أما عرفت إن الشباب دي كلها كانت معجبة بيها ؟

_ كانت بتضحك

_ بتضحك؟!

_ اه، وأما اسألها تقولي أعمل إيه أنا ربنا خلقني جميلة!

_ ما علينا كمل

_ آخر حاجة رامي، هو اللي وقع بينهم، رامي أوهم منة إنه بيحبها وبعد كده ابتدى يتحرش بشاهستا وهي أما كانت تقولها ماكنتش بتصدق ويوم ما اتواجهت هي ورامي عمل حادثة ومات وده اللي حسس منة بالذنب أكبر وحست إنه كان معاه حق ياعيني ومات مقهور إنها سابته وأن شاهستا فعلا كانت بتتبلى عليه علشان هي بتحب لمة الشباب حواليها

_ سوري بس أنت ليه صدقت سيناريو شاهستا ؟ مش يمكن بتكدب وفعلا الشاب مجاش جمبها ؟

_ صدقني أنا كنت بدأت أصدق رامي ومنة وساعتها خاصمت شاهستا شهر وفضلت معلق المسدجات بتاعتها بس بعدين بعيني شفته بيتحرش ببنت معانا وكدّبها وكدّب كل اللي حواليها، فتأكدت إنه مريض وبتاع بنات ومش بيحب منة لأنه لو بيحبها ماكنش عمل كده ونفى غلطه واللي يخليه يعمل كده مع البنت دي يخليه يعمل كده مع شاهستا كمان.
ده غير إن آية قالت أنا شفته بعيني بيدايق شاهيتا، وآية صاحبة الاتنين ماكنتش هتيجي على منة لأجل واحدة خاينة


وبينما عمر يتحدث وفايز يدون، جاء النادل ووضع كوبي القهوة على الطاولة وذهب، رفع فايز عيناه إلى عمر تاركًا الكاتبة للحظة وتحدث:
_ بس أنت زمان ماقولتش كده، أنت الأول خالص قلت لأن شاهستا كانت بدايقها بالكلام وحاليا بتبرأ شاهستا تماما!

_ لا، ماهو أما منة كرهتها بسبب المقارنة اللي هي محطوطة معاها فيها طول الوقت وبسبب الشباب دي بدأت تدايقها ، تقولها انتي تخنتي يا شاهستا فالتانية كانت بترد عليها ردود قاسية لأنها حاولت كتير تقلل ثقتها بنفسها وشاهستا كانت بتقولي الكلام ده؛ كانت بتقولي منة كل شوية تقولي فشولتي ومبقتيش كيرڤي زي زمان وكده وأنا قلتها لا أنا كيرڤي وجميلة انتي اللي فلات

_ فهمتك، عايز تقول إن العوامل المؤثرة على منة نتيجة معاملة مامتها والبيئة المحيطة وكل ده هي حاولت تطلعه على شاهستا وحاولت تبين لها إنها وحشة لأن كل العوامل دي ولّدت جواها غيرة من شاهستا صح؟

_ بالظبط والغيرة وصلت لكره، منة كانت بتكرهها وبتكره مقابلتها، لأن شاهستا ديما كانت بتسحب الأضواء ليها في أي مكان بيروحوا فيه

صمت فايز برهة، ومد يده نحو الكوب الخاص به وارتشف رشفة والتالية ثم قال:
_ بس شاهستا بنت ناضجة المفروض شايفة صاحبتها بتعاني أو مريضة تقوم تزود قلة ثقتها في نفسها ؟

_ وهي شاهستا هتعرف منين إن منة بتعاني؟ هي كانت بتروح تقولها ؟؟ أكيد لا، منة عمرها ما راحت قالتها ماما بتقارني بيكي أو كده، ومع الوقت شاهستا حست إن منة بدأت تغير منها ومن هنا استنتجت أن منة غير سوية علشان تغير من صاحبتها الانتيم!


وأخيرًا استنتج فايز القصة كاملة بعدما تفهم الأمر تحدث:
_ آه، يعني الموضوع كله سوء تفاهم من الأول أصلا... واحدة بتعاني والتانية واخدة على خاطرها لأن صاحبتها بدأت تغير منها وتقلل ثقتها في نفسها وهما المفروض صحاب قريبين!


_ بالظبط هو الموضوع كله أصلا سببه ناس متداخلة، شاهستا ومنة كانوا صحاب كويسين بس لولا الناس كانوا فضلوا صحاب.

_ آخر سؤال معلش علشان ننهي الاستشارة الطبية دي

_ اتفضل

_ أنت سبت شاهستا ليه ؟

_ لا، دي حكاية طويلة بعدين.. اوعدك هجيلك يوم خاص نتكلم عنها وعن مشاعري وعن كل حاجة بمر بيها حاليا بما إنك ثيرابي

_ اتفقنا ، ياريت يكون في أقرب وقت؛ مثلا بكرة أو بعده بالكتير علشان حتى بالمرة نشوف حل لمنة اللي عايزة تتجوز وليد بعد الامتحانات دي!

عقد عمر حاجبيه في تعجب ورد معلقًا في اعتراض:
_ ما تتجوزه بعد الامتحانات واحنا مالنا ؟

_ هو إيه اللي وأحنا مالنا يا ابني وليد مش بيحبها!
_ أيوة واحنا مالنا بردو ؟! هو طلق وهي عايزة فرصة وجايز يحبها ويعيشوا انت إيه مزعلك ؟!

ضحك ساخرًا منه ورد:
_ هو مين ده اللي طلق ومين دي اللي هتاخد فرصة ؟! وليد رجع لمراته يا حبيبي خلاص


صاح عمر في صدمة:
_ إيه! هو مين ده اللي رجع؟! أنت مين اللي قالك الكلام الفارغ ده أنت متأكد ؟!

_ هي
_ هي مين؟؟
_ شاهستا


أخذ الصدمة وتراجع إلى الخلف يسند رأسه إلى خشبة الكرسي لا يصدق ما قاله فايز توًا، وتمتم " علشان كده كنتي لابسة وقاعدة مستياه ؟! ده بجد بقى الموضوع

ثم علت نبرة صوته شيئًا فشيئًا وهو يتحدث في سخرية من نفسه " بقى أنا قاعد فكرك لسه بتنتقمي وبنت عمي قاعدة تجهز الفرح وانتوا رجعتوا أساسا!!

ينظر إليه فايز في شفقة على حاله هو وابنة عمه..
وفجأة صاح عمر ضاربًا الطاولة بيده وهو ينهض في غضب شديد:
_ هقتلك يا ابن شعبان والله العظيم لهخليها تترحم عليك وتبقى أرملة بدري بدري يا وليد يا شعبان

نهض فايز بعدما شعر أنه قد خرب كل شيء عن دون قصد وتحدث محاولًا أن يهدئ عمر:
_ لا لا اهدى قتل إيه بس روق كده، أنا بس كل هدفي

قاطعه صارخًا:
_ أنا بقى كل هدفي إنك تسكت خالص دلوقتي، وتبعد عن وشي

قالها وركض بعيدًا، فصاح فايز مناديًا عليه ولكن دون جدوى لذا أخذ يفرك شعره في ضيق وتمتم:
_ يا ولاد المجانين

            ******
كانت تحتضن أختها تربت على ظهرها،تهدئ من روعها و تزيل همها وتخفف عن ألمها، وبينما هي داخل حضنها تحدثت في بكاء:
_ ليه يعني يا عاليا يضربني بالطريقة البشعة دي؟! ولا علشان أنا مليش أب يعني يحق له يعمل اللي هو عايزه فيا! ده يا شيخة مفيش حيوان ينفع يضرب الضرب ده كله!!

_ معلش يا قلبي انتي عارفة إنه شخص غبي، إيه اللي خلاكي تروحي تقابلي زفت البرك هاني ده! انتي عارفة إن الحارة كلها متر في متر والقرية كلها عارفة بعضها!
_ يا عاليا الواد ماكنش بيرد عليا خفت يكون خطب مانتي عارفة إني بحبه من زمان، بس والله ما حصل بينا أي تجاوزات إحنا كنا واقفين بس..
ده هو الضرب ده كله حسسني كأنه شافني معاه في اوضة مثلا!

_ طب خلاص متزعليش نفسك، بكرة هاني يتقدم وخالي يعرف إن كانت نيته خير

وأثناء مواساتها لأختها، سمعت صوت هاتفها يصدح مرارًا فضربت على رأسها وتحدثت:
_ أسر عمال يرن وأنا مش عارفه أرد عليه يالهوي هو كان هو اللي بيرن كل ده!!


نهضت جهة الهاتف ثم امسكته واستقبلت المكالمة هاتفة:
_ ألو

_ أخيرا ؟! ده أنا قلت جرالك حاجة!
_ لا لا أنا كويسة بس كنت مشغولة في المطبخ طول الصبح

ابتسم وقال:
_ الله بقى، بتعملي أكل حلو ؟
_ تحفة.. مصيرك هدوق

_ طب بقولك
_ نعم
_ ما تفتحي أكلمك كاميرا كأني قاعد معاكي في البيت عندك علشان بس مش هعرف أسافر كل شوية وبالأخص دي فترة امتحانات

ابتسمت وردت في صوت خفيض:
_ وعايز تكلمني كاميرا ليه ؟
_ علشان عايز أشوفك

_ طب..طب لو قولتلك لا؟
_ هزعل، هزعل جامد وهدخل في دور اكتئاب، حتى اسألي ماما عني ديما كانت تقولي أنت ولد فرفوش وصعب تكتئب


صمتت لحظة شاعرة بشيء من التناقض في كلامه، وتحدثت في استغراب:
_ أنت بتقول إيه ؟
_ والله يا بنتي أنا ميتركزليش في كلام لأن أي حروف بتيجي على بالي بعملها جملة وأقولها وزي ما تيجي تيجي

ابتسمت ابتسامة عريضة وردت:
_ ماشي وأنا مش عايزاك تكون زعلان، أنا عايزاك تكون فرفوش ديما زي ما ماما متعودة تشوفك، علشان كده قررت افتح الكاميرا بس اديني وقتي لحين بس ما ألبس الحجاب وكده

ابتسم ورد:
_ ماشي مستنيكي، قاعد أهو جمب التليفون مش هتحرك وإن بعتي وأنا مردتش أبقى في الحمام عادي، فاعذريني مش هكون بخونك ولا حاجة فمتقعديش بقى تنزلي استوري واتساب لقد وثقنا بهم وخدعونا والكلام ده

ضحكت واضعة يدها على فمها حتى لا تعلو أصوات ضحكاتها وردت:
_ ماشي يا عم مش هقول حاجة خليك في الحمام براحتك
_ ماشي يلا سلام، بسرعة ها
_ حاضر هلبس علطول وابعتلك
_ فل


أنهت المكالمة معه واحتضنت الهاتف وتحدثت في ابتسامة:
" خلاص كده خدت قلبي يا اسمك إيه"

             ******
_ ألو يا ألفت ازيك

تتحدث جومانة عبر الهاتف مع ابنة خالتها ألفت والتي ردت عليها في ترحيب حار:

_ أيوة يا حبيبي وحشاني أوي والله، فينك كده مش بشوفك يعني ؟
_ ألفت أمير هيتجوز قريب

_ ابن ال*** يغور في ستين داهيه ده عيل توكسيك، إن شاء الله تخزوقه ولا تخونه اللي عاملة نفسها موديل دي

ردت في بكاء ونبرة صوت تحمل في طياتها القهر:
_ أيوة ما المشكلة إني متأثرة أوي وده اللي غايظني ومخليني كارهه نفسي، يعني بعد كل اللي عمله ده لسه معقولة بفكر فيه؟ لسه مدايقة إنه هيتجوز؟ هو أنا غبية اوي كده يا ألفت؟

_ لا يا حبيبي انتي مش غبية ولا حاجة انتي بتحبيه بس أو حبتيه أوي من قلبك لسه هتتعافي واحدة واحدة من علاقته المؤذية دي وانا عارفة إنك قوية وهتتخطي

أزالت دموعها وردت:
_ قررت أنزل البيبي خلاص، هتيجي معايا ؟
_ لا وأنا قولتلك غباء لو عملتي كده الواد ده لازم يدان و..
_ ولا يُدان ولا زفت، خلاص أنا ضيعت حقي منه بأيدي
_ ليه بتقولي كده ؟
_ علشان أسامة اكتشف اني حامل واضطريت اكدب عليه واقوله حد اعتدى عليا علشان يسكت ويسبني في حالي فطبعا مقدرش أروح أقول دلوقتي أمير ولا أنا عايزة منه أي حاجه إلا إنه يحل عني هو ومراته ولازم أنزل البيبي ده بسرعة قبل ما بطني تكبر أكتر والموضوع يبقى أصعب وأسامة قالي هكون معاكي

_ جومانة فوقي أنا مش عايزة عبط الله يكرمك
_ يا ألفت أنا...
_ انا جيالك يا جومانة وعندي خطة علشان تنتقمي منه على اللي عمله
_ يا ستي أنا مش عايزة انتقم و...
_ الخطة جميلة اسمعيها بس الأول وبعد كده احكمي، يلا أنا جيالك انتظريني

زفرت في ضيق وهتفت:
_ اوكيه مستنياكي..
              ******
وبعدما تجهزت وارتدت ما يناسب حتى تستطيع أن تتحدث مع خطيبها، أرسلت له، فابتسم ما إن رآها أرسلت وقام بالاتصال بها وفتح الكاميرا، فتحت الكاميرا هي الأخرى وبمجرد رؤيته ابتسمت في خجل، ابتسم هو الآخر وقال:

_ وبعدين بقى! هو احنا هنقضيها ابتسامات ولا إيه ؟ عايزين نتكلم بقى

_ طب قول سمعاك

_ عايز أعرف عنك اكتر، يعني اتعلمتي ايه عندك كام سنة، كده؟

تنحنحت ثم هتفت:
_ أنا معايا دبلوم تجارة، مع إن مجموعي كان حلو بس أهلي مرضيوش أكمل وكده و إن شاء الله على يوم ٢٨ من شهر ٩ هكمل ٢٣ سنة..وأنت ؟

_ أنا هبقى خريج كلية الآداب قسم اللغة الاسبانية، و و...

تردد في أن يكمل، ولكنها تعجبت من صمته وتحدثت:
_كمل و إيه ؟
_ و يوم ٢٧ من شهر ١١ هكمل ال٢٢ سنة


اطرقت في خوف كبير من أن يتركها بعدما علم أنها أكبر منه بعام وطأطأت رأسها، تحدث في استغراب:
_ مالك ؟

رفعت رأسها وردت في ابتسامة بسيطة:
_ مفيش.. أنا نسيت إنك في سن وليد ونسيت إني أكبر من وليد بسنة

ابتسم شاعرًا بالرضا ورد:
_ طب وايه يعني؟ الحوار كله سنة يعني عادي

اطرقت....

تابع:
_بصي يا عاليا أنا بقى مهم معايا ارتاح، بقيت عايز الناس المريحة بس الأماكن المريحة حتى بقيت أميل للأكل سهل الهضم.
أنا هجبلك من الآخر علشان أنا شخص بسيط جدا وواضح، أنا مش فارق معايا تعليمك ولا سنك ولا كل الشكليات دي، أنا كل اللي فارق معايا إنك تدلعيني... هتعرفي تدلعيني؟


أحمر خداها من الخجل وألقت بصرها على الأرض، ابتسم واردف:
_ هو ده اللي أنا عايز اوصلة الخجل ده؛ بس مسموح خجل في فترة الخطوبة بس أما بعد الجواز لا

_ أسكت بقى عمال تكسفني الله! وإلا هقفل

_ انتي شكل النت عندك عايز يتجدد وهتلزقيها في الخجل بقى علشان تقفلي

_ ليه إن شاء الله ؟

_ الصوت عمال يقطع

_ يمكن نتك أنت!
_ لا يا حبيبتي أنا نتي لسه مجدده امبارح بليل

_ وأحنا كمان يا حبيبي لسه مجددين النت من يومين

صاح فجأة:
_ أمسك.. انتي قلتي إيه ؟
_ خضتني، قلت إيه ؟! بقولك جددنا النت من يومين

_ لالا مش دي، قلتي كلمة قبلها عديها

رفعت أحد حاجبيها في اعتراض وردت:
_ قلت يا أسر جددنا النت من يومين

عاد كلامها ساخرًا:
_ قلت يا أسر جددنا النت من يومين!! ماشي ياختي اتفضلي اقفلي علشان هروح اذاكر

ابتسمت وردت:
_ ماشي ربنا معاك وبالتوفيق يارب يا حبيبي

_ قلتي إيه

قالتها وانهت المكالمة هاربة منه ومن أسئلته، فلم ترد عليه لهذا السبب، ابتسم من طريقتها وتمتم:
_عبيطة..
            *****
استيقظت شاهستا من نومها وما إن فتحت عيناها حتى نظرت في الهاتف لترى الساعة ثم نادت على وليد، فدخلت شهد لها، تعجبت من وجودها ولكنها هتفت على أي حال:
_طنط! اومال فين وليد لحد دلوقتي ؟
_ في الشغل... قومي يا شاهستا عايزين نتكلم شوية بره قبل ما أنزل لأن عمك شعبان قرب يجي

انصرفت نحو الصالة، وتبعتها شاهستا وجلستا فابتسمت شاهستا لها بينما شهد لم تبتسم وتحدثت في جدية:
_ الحاجة الوحيدة اللي ابني يقدر يقدمها ليكي إنه يسامحك علشان ترتاحي انتي وضميرك و كمان يعترف باولادك منه، ودي حاجات مش سهلة عليه إنه يعملها لأن زي ما انتي عارفة أهله هنا صعبين شوية، فمتحلميش يا شاهستا. انتي وابني قصتكم لحد هنا وانتهت عمركم ما هينفع ترجعوا تاني، بقولك ده علشان تبطلي تلعبي على مشاعر ابني وتختبري صبره.
وليد معاكي علشان لو تعبتي زي النهاردة متبقيش لوحدك ومخليكي في بيته علشان ده شرع ربنا وابني راجل عارف ربنا كويس اوي وشرعه يطبّق كأنه سيف على رقبته

_ يا طنط والله أنا

_ وليد مش معاكي علشان عايز يرجعك لا، هو معاكي رعاية مش اكتر أما احنا أصلا بندور على عروسة ليه


ازدادت دقات قلبها وقذف الرعب داخله وتحدثت في نبرة صوت تحمل في طياتها التوتر:
_ ارجوكي بلاش الكلام ده واسمعيني، اعتبريني زي بنتك طيب

نهضت شهد في كبرياء وردت في ثقة:
_ انا لو بنتي كانت عملت اللي انتي عملتيه ده في جوزها، كنت دفنتها حية

ولم تعط لها أي فرص للرد وذلك لأنها اتجهت نحو الباب وفتحته وذهبت، فشعرت شاهستا بضيق تنفس شديد وانخفاض في مستوى الضغط كلما تذكرت كلامه في الصباح مع أسر ثم كلام والدته الآن وكلاهما وجهان لعملة واحدة ألا وهي أن وليد سيتزوج من غيرها.
إن تلك الجملة كفلية كي تذبحها وتسرق أمانها فماذا إذ تزوج حبيبها من غيرها بالفعل؟
إن مجرد التخيل يجعلها تموت ببطء. لما العالم أجمع على أن يأخذه منها ؟ ألم يشعر بقلبها أحد لمرة ؟ ألم يصدقها أحد! لقد تابت وأقسمت على ذلك؛ فهي على أي شيء تُعاقب الآن إذ كان الله من فوق سبع سماوات قد غفر لها!


وكانت الساعة العاشرة مساءً عندما وصل وليد الشقة بعدما أنهى عمله في محل والده، وما إن دخل الشقة حتى دخل غرفته على الفور فألقى نظره على شاهستا فوجدها نائمة كما تركها منذ ساعات.
فتح الخزانة كي يبدل ملابسه، وأخرج الملابس البديلة وقبلما يبدل ملابسه، سمع صوت أنين ضعيف يخرج منها، صوت أحدهم يتألم في صمت.
وعليه ترك الملابس واتجه نحوها وجاورها وأبعد الغطاء عن وجهها وتحدث:
_ شاهستا انتي كويسة ؟

نظر  إليها فوجد عيناها تدور  كالمغشي عليه من الموت، اختض ووضع يده على خدها واردف:
_ شاهستا.. شاهستا ردي عليا


رفع رأسها إلى حجره وأخذ يلمس شعرها وهو يقول:
_ انتي في إيه مالك ؟ ردي عليا

ردت في صوت خفيض مهزوز:
_أنا عايزة أموت، أنا بتمنى الموت
_ ليه يا ماما بس بس متقوليش الكلام ده تمام ؟!

_ أنا خايفة.. أنا أنا خايفة أوي ونفسي أموت علشان ارتاح من الرعب والخوف اللي كل يوم بياكل فيا ده

_ خايفة من إيه بس؟
_ منك... خايفة منك.. احضني وقولي متخافيش مني
_ خايفة مني! خايفة مني ليه ؟ أنا عملتلك إيه؟!
_ عايز تتجوز عليا

زفر في ضيق ورد:
_ مين اللي قالك كده ؟

تحدثت والدموع تمطر من عينيها:
_ أنا سمعتك، أنا سمعتك بودني

_ شاهستا بس اهدي انتي حامل وتعبانة ودي هرمونات الحمل

_ أنت حتى مش عايز ترحم واحدة حامل وعايز تدخل عليها ضرة، صدقني يا وليد أنا هشوف ملك الموت قبل ما أشوف الضرة دي

أخذ يزيل أدمعها المتراصة على خديها وهو يقول:
_ طب ممكن تهدي، بس بس بطلي عياط كفاية كده عليكي بقى أنا مش هتجوز ولا حاجة

_ بتقول كده علشان تسكتني صح ؟  فاكرني هبلة ها؟!
_ لا يا شاهستا بقول بجد


قامت وجلست جواره وردت في لهفة:
_ طب احلف إنك مش هتتجوز علشان اطمن، أحلف يلا، أحلف بربنا اللي عمرك ما حلفت بيه كدب

نهض من جوارها وابتعد عنها بضع خطوات موليًا لها ظهره، نهضت هي الأخرى واتجهت نحوه في خطوات سريعة ووقفت أمامه ناظرة جيدًا إلى عينيه:
_ شفت شفت مش راضي تحلف ازاي ؟ شفت إنه نيتك فيها العاملة السودا المهيبة دي

_ لا أنا قصدي إنه

صرخت في هيسترية:
_ قصدك إيه يا وليد قصدك إيه أنت عايز تتجوز غيري أنت هتقدر أصلا! هتقدر، طب ازاي ازاي أنت بتحبني أنا بتحبني

صاح:
_ ممكن تهدي وتوطي صوتك

صرخت وتزامن مع صراخها ضربها له مرات متتالية على كتفيه بشدة:
_ لا يا وليد لا يا وليد لا لا لا متعملش فيا كده لا لا  لا أنت بتحبني أنا لا لا لا


أمسك يديها حتى تكف عن ضربه وصاح:
_ بس بقى انتي اتجننتي ولا إيه؟ اسكتي.. قولتلك مش هتنيل اتجوز خلصنا

_ طب أحلف

أطرق... وعليه قدّت قميصه فجأة، تفاجأ من تلك الحركة وفتح فمه في اندهاش، كيف لها أن تقطع قميصه بهذا الشكل، ولم تتركه يستوعب الحركة الأولى حتى دفعته إلى الخلف، فتراجع خطوتين ناظرًا إليها في استغراب واندهاش، وتحدث:
_ إيه اللي انتي عملتيه ده؟!

اقتربت منه وهتفت:
_ بفكرك علشان لو نسيت، أنت جوزي أنا ويستحيل تتجوز غيري

رفع سبابته في وجهها وتحدث:
_ متتكلميش معايا بأسلوب الأمر ده علشان مزعلكيش، خليني كويس معاكي للآخر

ابتسمت وردت وهي تضع يدها على صدره:
_ لا عاش ولا كان اللي يأمرك يا روحي، أنا بفكرك إنك جوزي أنا وحبيبي أنا، هو أنت لو قلتلي انتي مراتي أنا وحبيبتي أنا ويستحيل اسيبك لغيري هحسه أمر ؟ بالعكس ده حب

أبعد يدها عنه، فاقتربت من أذنه وأخذت تهمس.... 
وأثناء تحدثها معه جانب أذنه، سمعت صوت هاتفها يصدح، فتجاهلته ، ولكنه تحدث في صوت عالي:
_ روحي ردي على التليفون ده
_ سيبك منه وخليني أكمل كلامي
_ لا أنا عندي فضول اعرف مين بيتصل في وقت زي ده يلا روحي يلا

زفرت في ضيق واتجهت نحو الهاتف وقالت:
_ دي مامي

ابتسم وجلس على الأريكة وقال:
_ ردي على مامي وتعالي يا حلوة هنا جمبي وعلّي الاسبيكر علشان نشوف كلنا مامي عايزة إيه، ده إذا كانت مامي أصلا!

ابتلعت ريقها واستقبلت المكالمة واتجهت نحو الأريكة التي يجلس عليها وجاورته ثم فتحت مكبر الصوت وتحدثت:
_ ألو يا مامي
_ إيه يا شاهي كل ده ومتتصليش بيا خالص؟! معقولة قعودك مع آية نساكي المامي؟

_ لا طبعا يا حبيبي بس أنا منشغلة بدراستي علشان الامتحانات وكده ونسيت اكلمكم
_ صح كان واجب بردو أنا اللي اتصل اطمن عليكي، كله تمام يا حبيبي واولادك كويسين ؟ وطلعتي من حالة الاكتئاب اللي كنتي فيها ؟

_ اه يا مامي أنا كويسة وكله تمام
_ طب يا روحي، اسمعي أنا هقول إيه بقى

ابتلعت ريقها ونظرت إلى وليد المنصت بشكل جيد إلى ما ستقوله ريناد، ولكنها قالت:
_ قولي يا مامي
_ فاكرة طنط زيزي عادل؟
_ اه مالها ؟
_ ابنها سامي اتخرج من سنتين وبقى مؤهل يتجوز وهي ورته صورتك وهو أعجب بيكي جدا وعايز معاد علشان يتعرف

نظرت شاهستا إلى ملامح وليد والتي سرعان ما تغيرت وتشكلت على هيئة ملامح تحمل الغضب الشديد، وردت على والدتها:
_ ازاي يعني يا مامي ماينفعش أكيد أنا لسه على ذمة وليد وفي عدته
_ وأنا يا حبيبي مقولتش إنك هتتجوزي وانتي في عدة الفلاح، بس كل ما في الأمر هتقابلي الشاب وتتعرفوا بما إنك مش طايقة عمر، ولو اتفقتوا وبقى فيه بينكم حب تتجوزا بعد العدة
_ يا مامي يا مامي بقولك أنا كأني مرات وليد مقدرش أتعرف على غيره ولا أقابل راجل تاني والكلام ده

_ لا بقولك إيه أنا مش عايزة عند ده ظابط شرطه وأهله ناس تشرف مضيعيش الفرصة منك علشان هبل


وهنا قد فشل وليد في السيطرة على نفسه أكثر أو كظم غضبه بداخله وعليه شد الهاتف من يدها وتحدث:
_ازيك يا طنط

_ عمر ؟
_ لا، أنا الفلاح، معقولة لسه مش بتفرقي بين صوتي وصوته!
_ وانت بتعمل إيه عند بنتي يا فلاح أنت ؟

_ بنتك في بيتي لأنها في عدتي، وعيب اوي تبقي أمها وتنصحيها تقابل راجل وهي في عدة راجل تاني

_ إيه!! شاهستا، انتي مش عند آية ؟
_ لا يا مامي أنا عند وليد لأنه لسه جوزي وفيه عقد جواز بينا
_ انتي اتجننتي ولا إيه يا بنت؟!

_ إيه الجنان في كده يا طنط! هو شرع ربنا بيجننك ولا ايه؟!

_ اسمع بقى يا فلاح أنت، بنتي هتقابل الشاب وهيعملوا خطوبة وهيتجوزا بعد العدة وأبقى وريني نفسك

_ قسما بالله اوديكم كلكم في ستين داهيه لأن الجواز ده هيكون باطل

ضحكت شاهستا لما شعرت أنه يغير عليها، وجلست على حجره وقالت:
_ قولها وشاهستا مش هتوافق



ردت ريناد في غضب:
_ أعلى ما في خيلك اركبه
_ ما أنا هركبه فعلا وهادوس عليكم


وضعت شاهستا وجهه بين كفيها وتحدثت:
_ قولها شاهستا ملكي أنا بس
_ ملكيش دعوة متملنيش

قبّلته من خده الأيمن في فرحة


تصرخ والدتها على الصعيد الآخر:
_ أنا عارفة إنك أنت اللي عمال تجري ورى بنتي وتلعب بعقلها علشان ترجع لك


ينظر وليد إلى ابنتها التي لم تتوقف عن تقبيله من خديه وجبينه وجانب أنفه وناحية عيناه، وتحدث وهو يحاول أن يبعدها عنه:
_ اوعي هتبقى أنتي وأمك عليا ؟!

_ بتقول إيه أنت ؟
تحدثت ريناد

فرد عليها وهو لا يزال يبعد وجهه عن ابنتها التي استغلت الأوضاع:
_ واضح جدا إني بجري وراها، بنتك عمالة تبوس فيا قرفتني

_ قرفة تقرفك أنت تطول ؟

صاح في ضيق من تلك الفتاة المتشبثة برقبته لا تتوقف عن تقبيله من كلا خديه:
_ اهمدي بقى عايز أكلم الست!

ضحكت ريناد وهتفت في سخرية:
_ بتعمل كام حركة كده على أساس هصدقك يعني!

_ لا يا مامي هو مش بيكدب أنا فعلا بحبه وقاعدة على حجره ومش هاجي أقابل رجالة أنا ولا زفت أنا على ذمة وليد في عدته وإن عدته خلصت ومرجعناش هيبقى معايا ولادي محتاجين مني رعاية، أكيد مش هسبهم أطفال وأروح اتجوز!

_ أنا حسابي معاكي انتي بعدين بس تأكدي إن أنا مش هسيبك معاه سامعة؟!

قالتها وانهت المكالمة، ابتسمت شاهستا وردت:
_ بس أنت غيرت عليا متنكرش

قام من جوارها وتحدث في ثقة:
_ هي هانتني... إهانة ليا طبعا إن اسيبك تقابلي واحد وانتي مراتي أنا لسه، وده حرام طبعا أصلا في المقام الأول، أما بقى غيرة وكده ففاكس

وضعت ساق على ساق وردت:
  _ مش حرام.. أصلي مش هتجوزه في العدة، أنا كنت هتعرف عليه بس يا حبيبي

نظر إليها في قرف وهتف:
_ بس يا بت انتي متخرفيش حرام طبعا انتي هبلة ولا إيه!
اسمعي يا حبيبتي الكلام ده كويس اسمعي
ما دمتِ يا قلبي في العدة فلا يجوز لأحد أن يصرّح بخطبتك ، سواء كانت العدة من طلاق أو وفاة أو فسخ، أما التعريض بالخطبة فيختلف حكمه تبعًا لنوع العدة، فإن كنتِ معتدة من طلاق رجعي فأنتِ في حكم الزوجة فلا يجوز لأحد أن يعرّض بخطبتك مطلقاً.
قال القرطبي: ولا يجوز التعريض لخطبة الرجعية اجماعًا لأنها كالزوجة.
ودي حالتك يا حبيبة أمك
أما إن كنتِ معتدة من وفاة أو طلاق بائن، فيجوز التعريض بالخطبة دون التصريح،
ودي انتي ملكيش دعوة بيها بس انا بعرفك بس
فهذا عن الخطبة. وأما بخصوص الكلام مع الأجنبي، زي ما أمك عايزة كده،
فإن كان لحاجة فهو جائز عند أمن الفتنة من غير خلوة أو خضوع بالقول. مش واحد يتعرف عليكي علشان يخطبك!!


ابتسمت وردت:
_ قول كمان يا وليد قول، قول كل حاجة تخليني معاك اكتر ويبقى حق كمان!
تصدق يا وليد ربنا فعلا منظم لنا كل حاجة بشكل نعجز عن وصفه من كتر ماهو منظم ومرتب! يعني لولا الفرصة بتاعت العدة دي ماكناش اتفهمنا ولا كنت سمعتني ولا كنت خدت أي فرصة، في ديما فرص ربنا بيسبها للإنسان حتى معاه هو والرجوع ليه سايب فرص لحد ما يأمر بانقباض الروح.. سبحان الله بجد!

             ******
وفي صباح اليوم التالي وكان صباح آخر يوم من أيام الامتحانات لدى وليد، كان يسير بجانب أسر عائدان إلى المنزل بعدما انتهى كلًا من الامتحانات، فتحدث أسر:
_ يدوب ارتاح واروح لخطبتي بقى ... ما تيجي معايا
_ هفكر كده
_ تيجي ناكل من عند صبري ؟ لآخر مرة خلاص شوية وهنيجي حفلة التخرج بقى

ابتسم وليد ورد:
_ طب روح أنت اطلب الأكل وأنا هروح السوبر ماركت ده أشتري العصير
_ ماشي أنا عصير جوافة متنساش
_ ماشي مش ناسي



وعليه ذهب أسر إلى محل الطعام بينما وليد أتجه نحو محل البقالة وأثناء سيره، ظهر عمر أمامه فجأة، توقف وليد وزفر في ضيق وهتف:
_ نعم واقف في وشي كده ليه ؟
_ أنت رجعت لشاهستا
_ شيء ميخصكش

قالها وحاول أن يسير ولكن عمر لا يزال يعترض طريقه وتحدث في غل:
_ أنت لمستها؟ لمستها صح؟!

ابتسم وليد ورد ساخرًا:
_دي مراتي يا حبيبي، أنت نسيت ولا ايه؟ يعني أعمل معاها كل اللي أنا عايزه

_ هي منعاك عنها

_ لا ماهو ده مبقاش فيه منه خلاص، يلا أبعد عن وشي أنا مخلص امتحانات وعايز احتفل

_ أنت بتكدب شاهستا مستحيل تخلي أي راجل تاني غيري يلمسها

ابتسم في سخرية وقال :
_انت مسكين يا عمر وصعبان عليا أنت لسه في ضلالك القديم؟


عبس فجأة واردف:
_ أبعد عن طريق مراتي أم عيالي

أنهى جملته وابتسم تارة أخرى، صاح عمر وناوله لكمة في وجهه:
_ هقتلك

واشتد الاشتباك بينهما والتف الناس حولهما، وأسرع صديق لعمر بالتدخل في الاشتباك جاذبًا وليد من فوقه وضربه في وجهه، دافع وليد عن نفسه وبادله الضربات، بينما عمر قام من الأرض ومسح الدم الخارج من أنفه وأخرج من جيبه سكين صغير ( مطوة)، وبينما الجميع يفصل وليد عن صديق عمر، تسلل عمر وفي يده السكين وركض جهة وليد من ظهره، فصرخ أسر في قوة والذي ألقى الطعام من يده ما إن رأى الموقف:
_ حاسب يا وليد!

              *****
وليد بيقول للجميع كل سنة وانتم طيبين وبخير يارب رمضان كريم على الجميع إن شاء الله
هنلغي معاد الرواية طول فترة رمضان وهيكون في أيام عشوائية وقت ما البارت يجهز هقول على صفحتي الشخصية علي فيس بوك في بارت أو لا وتابعوا معايا علشان لو في جديد، في الاخر بتقولوا اني بطنش معاد الرواية بقولكم أهو إن مفيش معاد حاليا لحين إنتهاء رمضان وده علشان نتفرغ للعبادة
أراكم على خير
سلمى خالد احمد































      











الجعة يشوبها الأخلاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن