ازيكم عاملين ايه
يارب تكونوا بخير
جاهزين؟؟؟
يلا نبدأ
_ أسامة؟؟
هتفت جومانة في خضة، غير متوقعة أن تراه أمام عينيها، اخذت تحاول أن تبعد رأس أمير عن صدرها ولكن يبدو أنه قد نام لذلك لم يتحرك من مكانه، وانفضحت هي أمامه
_ أيوه أسامة يا سافلة يا قليلة الأدب
صاح في غضب، الأمر الذي جعل أمير يفيق في ضيق وقد ضم ملامح وجهه في غضب من ذلك الصوت الذي ازعجه، اقترب منه أسامة وامسكه من ملابسه وأخذ يبعده عنها وهو يصيح في سخرية: نوم العوافي يا حبيبي نوم العوافي يا ميدو
وما إن قالها وأبعده عنها حتى وكزه بقوة، تأوه أمير واضعًا يده على وجهه، وصرخ في غضب: وحياة أمك لاربيك يا كلب.
واشتد الاشتباك بينهما، وتعالت اصواتهما، الأمر الذي جعل الجميع في الأسفل يسمعون ويهرعون إليهما.
تقف جومانة على جنب تضع يدها على وجهها في رعب شديد
لحظات وكان كل من رمضان ومحرم وشعبان وتهاني وريهام وشهد وسعاد قد دخلوا إلى الغرفة، وبينما رأت سعاد ذلك الاشتباك، صرخت ضاربة صدرها: ابني
تدخل كل من رمضان ومحرم وشعبان لفك الاشتباك بينهما، حيث أمسك رمضان وشعبان أمير الذي كان يلكمه دون رحمة أو شفقة، وذلك لأن أمير يجيد بجدارة الفنون القتالية، أما محرم فأخذ يبعد ابنه عنه ( أسامة) والذي لم يتبق في وجهه سوى أماكن بسيطة غير مصابة، استطاعوا بصعوبة أن يوقفوا تلك المصارعة وما إن فضوا الاشتباك حتى صرخ محرم في وجه أمير: بتضرب ابني ليه يا عجل انت؟؟ أنت مجنون ولا إيه؟ هو واضح إنه نسب يعر من البداية كده
صرخ أمير في وجهه غير محترم سنه: ابنك اللي اقتحم اوضتي وضربني الأول، أنا معملتش حاجة ليه من الأول، ولا أعرف أنه ابنك اصلا ولا اعرف انتوا مين عشان احطكم في دماغي
صاحت سعاد موجهة حديثها إلى ولدها هاتفة: ضربته ليه يا أسامة يا بني؟؟
نظر أسامة -الذي ينزف من فمه وأنفه- إلى جومانة، التي كانت ترتعد من الرعب، ثم نظر إلى أمه تارة أخرى وهتف: مفيش حاجه يا ماما خلاص حصل خير
وما إن قالها حتى صرخ والده في وجهه: انت هتقول ضربته ليه ولا أكمل عليك؟؟
صاح في غضب: دخلت الاوضة لقيته نايم على صدر جومانة
سمعته لفظ بذلك الكلام وازدادت دقات قلبها وارتعاد جسدها، نظر محرم محدقًا إليها: انتي عملتي كده فعلا يا بت انتي؟؟
ابتلعت ريقها وصمتت، تنظر إليها والدتها في خوف وسرعان ما اقتربت منها وهتفت: يلا بينا يا جومانة إحنا هنروح
ما إن قالتها حتى أصابها صريخ محرم بالصمم عندما صاح: تيجي معاكي على فين؟؟؟ استني ياما انتي كده على جمب
نظرت إليه ريهام في خوف وهتفت تستند بزوجها: رمضان الحق اخوك
تحول وجه محرم إلى اللون الأحمر وظهرت عروق رقبته من شدة الغضب وهو لا يزال يصرخ: انتي عملتي كده ؟؟؟؟
ليرد أمير في برود: اه حصل، إيه الغلط اللي عملته اصلا؟؟ انت بتدخل ليه؟؟
صاح في وجهه: اخرس ياض اخرس خالص
ليضيف شعبان في حنق أمير ملكش دعوه
ثوان وقد ركض محرم جهة جومانة ولطمها بقوة على وجهها ومن شدة اللطمة سقطت على الأرض، لتصرخ ريهام بعدما شهقت: بنتي يا راجل يا مجنون
لم يكتف محرم، فاقترب جهة جومانة وأخذ يبرحها ضربًا ، تصرخ جومانة، التي هي بين يديه يضربها، وتصرخ أمها التي تستند بزوجها: رمضان الحق بنتي يا رمضان انت واقف بتتفرج!!!
يقف رمضان مكتف اليدين، لا يجرؤ على أن يبعد أخيه، الأمر الذي جعل أمير يتدخل ويبعده عنها بقوة وهو يصرخ: اوعى أبعد عنها، ده مش قانوني
واضاف: مفيش غلط ولا حاجة أنا أصلا طالبها للجواز...
********
_ شكرا يا أسر تعبتك معايا
هتف وليد والذي اتصل بأسر وطلب منه أن يقابله دون أن يخبر أحد ليجلب له السيارة وملابس
_ العفو يا وليد على إيه! أهم حاجة إنك كويس يا حبيبي، انت عايز الهدوم دي ليه؟؟
ابتسم وليد بسمة خفيفة تحمل في طياتها ألم كبير ورد: مفيش محتاجها بس.. محدش سألك انت رايح فين ؟؟
_ لا مشيت من غير ما حد ياخد باله، اومال فين شاهستا؟؟
_ أسر، ممكن تستناني بعيد عن العربية شويه لو سمحت؟؟
لم يفهم أسر لماذا طلب منه وليد طلب كذلك ولكنه هز رأسه موافقًا وابتعد عن السيارة بعدة أمتار، وما إن ذهب حتى اتجه وليد ناحية الرصيف الذي كان يضع عليه شاهستا، وحملها واتجه نحو السيارة ووضعها بداخلها ودخل معها، قد جلسوا في الأريكة الخلفية، وضع رأسها على فخذه وأخذ يلمس شعرها بأطرافه وهو يهمس: أنا جمبك انتي معايا هنا في أمان، جبتلك الهدوم دي عشان تلبسيها، مش عايز حد يشوفك متقطعة كده، يلا خليني اساعدك تلبسي
سقطت دموعها وسرعان ما تشبثت برقبته وأخذت تخفي رأسها داخل حضنه كأنها تختبئ من وحش أو شبح خطي، وما إن أخفت رأسها داخله حتى بكت بصوت عالي، الأمر الذي جعله يبكي هو الآخر، وأخذ يهتف وهو يضمها بقوة إلى صدره: أنا آسف حقك عليا أنا، أنا السبب أنا اللي ملحقتكيش.
*******
وكانت الساعة السابعة صباحًا عندما استيقظ سيد( سيد وزوجته قد عادا إلى منزلهما ولم يبقيا مع باقي العائلة في منزل شاهستا)، وما إن استيقظ حتى يذهب إلى عمله حتى أيقظ جميع أفراد المنزل معلنًا أنه استيقظ ولابد للجميع أن يستيقظ، حيث اشعل إضاءة الغرفة، الأمر الذي جعل علا تتقلب ذات اليمين تارة وذات اليسار تارة أخرى تحاول ألا تفيق، ولكن ذلك المزعج كان يدندن وهو يرتدي ملابسه أمام المرآة، لذلك صاحت في غضب: يا عم انت صوتك يقرف، عايزين ننام اسكت شويه واقفل النور ده
نظر إليها في المرآة في برود ورد: تنامي إيه؟؟ قومي يا بت جهزي الفطار يلا، عايز أفطر قبل ما أمشي
لم ترد عليه..
ليكمل: قومي بقولك
_ أعمل أكل لنفسك
_ لا انتي اللي هتعملي
زفرت في ضيق: يعاملك ربنا ويزملك يا بعيد، قالق منامي وقرفني في حياتي
صاح محذرًا إياها بسبابته: انتي وقسما بالله لو ما بطلتي قلة أدب لهاجي اديكي على وشك حتة قلم زي بتاع المرة اللي فاتت كده
نهضت في سرعة هاتفة: لا بقولك إيه انا رايحه بيت ابويا اكرملي من أم العيشة دي، كل شويه هضربك هضربك وبالفعل تضرب وكمان تقل ادبك وتعمل حاجة زي دي معايا بالعافية
تقول ذلك وهي تقف أمام الخزانة وتضع الملابس في الحقيبة في غضب وسرعة شديدة، ينظر إلى ما تفعله في برود وهتف في هدوء: وقسما بالله لو خرجتي من البيت ده لابوكي اللي رايحه تتحامي فيه ده لهو اللي مرجعك بنفسه وإلا انتي طالق
شهقت وضربت صدرها وصاحت: بتحلف عليا بالطلاق يا سيد؟؟ ماشي وماله، حلو ده فاكر إني عايزة ارجع أوي يا خويا؟؟!
_ أنا هخلي ابوكي يربيكي، عشان أنا مش بطلب منك غير حقوقي، وهو إنك تطفحيني، تدلعيني، وانتي رافضة.. مانا مش عارف لازمتك إيه بصراحه في البيت غير كده!!
_ هدفعك تمن الكلام ده يا سيد
قالتها وحملت حقيبتها بعدما ارتدت عباءتها السمراء وحملت صغيرها وهمت بالرحيل في غضب. تبع أثرها وهي ترحل وتمتم: غوري كتك داهية ولية وش فقر
******
_ ممكن بس تهدى؟!
قالها علي محاولًا أن يهدئ محرم، وهم الآن جميعهم يجلسون في بهو الڤيلا، ليرد محرم: اللي ابنك عمله غلط يا استاذ علي واحنا بنتنا علمناها الادب، لا وكمان جاي يبعدني عنها بالقوة ويقولي أنا مش عايز غلط أنا عايز جواز، وأما حضرتك عايز جواز مجتش تتقدم ليه؟؟ ولا كان بيعاين المنتج؟؟
زفرت ريناد في غيظ هاتفة: أستغفر الله العظيم يارب
ثم تمتمت: شاهستا مددت أيديها في الزبالة وطلعت لينا النسب اللي يعر ده..
ضربها علي في كتفها ضربة بسيطة قاصدًا من تلك الحركة أن تهدأ وتخفض صوتها وهمس: اهدي يا ريناد، ده راجل مجنون، إحنا مش ناقصين
لترد هامسة في غيظ: هطق يا علي هموت بغيظي، بنتي مخطوفة بسبب جوزها العرة ده والحيوان ابن الراجل المجنون ده رايح يتهجم على ابني، وقال السبب إيه! لاقاه نايم على صدرها!! طب وانت إيه مشكلتك هو كان نايم على صدرك انت؟؟ هي صاحبة الشأن موافقة، زهقت من التخلف ده، ناس بيئة وجايين من الزريبة، لا عندهم تحضر ولا آدمية، أنا والله ساعة الحفلة بتاعت كتب الكتاب دي مرضتش اعزم أهلها عشان ميجوش يشوفوا القرف اللي إحنا فيه
ربت على كتفها هاتفًا: هانت هانت..
وما إن قالها حتى تفاجأ الجميع بدخول وليد وهو يحمل شاهستا بين ذراعيه والتي كانت متشبثة برقبته خافية رأسها في صدره، ركضت ريناد في خوف تجاههما صارخة: شاهستا
وتبعها علي وقد سمعت ذلك شهد التي كانت تجلس على بعد قليل مع سعاد لذلك ركضت هي الأخرى هاتفة باسم ابنها في خوف مصطحب بسعادة
_ انت شايلها كده ليه؟؟ بنتي مالها؟؟
هتفت ريناد وهي ترمق شاهستا في خوف
_ مفيش حاجه يا طنط، هي بس محتاجة ترتاح عايز اطلع احطها في سريرها
_ وليد حبيبي انت كويس؟؟
هتفت أمه وهي تبكي
_ آه يا حبيبتي أنا زي الفل مانا واقف سليم قصادك اهو
_ الحمدلله ياربي الحمدلله
هتفت وهي تحمد الله وتبكي لأن ولدها عاد لها سليم
_ ماما عشان خاطري متعيطيش أنا زي الفل يا روحي، مفيش خدش واحد فيا
_ الحمدلله يا حبيبي
قالتها واقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وهتفت: انت قالع هدومك كده ليه؟؟ مش لابس غير الفنلة بس؟؟
ابتسم واردف: اصلي كنت حران فقلت أما اقلع
ليكمل أسر: حضرتك قولتيله مهما حصل أوعى تتخلى عن فلنتك الداخلية لتستهوى وهو سمع الكلام بالحرف
رمقتهما في ضيق وهتفت: والله انت وهو!! فاكرني هبلة يعني؟؟
_ انتي ست الكل أنا اللي عيل عبيط والله، سبيني بقى يا غالية عايز انيم شاهستا فوق على سريرها
مسحت دموعها وهتفت: طب روح أهم حاجة اني اطمنت عليك
اتجه وليد نحو الدرج وتابعته كلا من ريناد وندى حتى يطمئنا على شاهستا، وقبل أن يصعد أول درجة، سمع والده يهتف: وليد
توقف واستدار له هاتفًا: نعم..
نظر إليه في ضيق وهتف: دورك انتهى لحد هنا، ادي البنت لابوها يشلها، يطلع هو بيها فوق وتعالى عشان تطلق..
وقعت عليه كالصاعقة وهتف في صدمة: حضرتك بتقول إيه؟
_ اللي سمعته، إيه اطرشيت؟؟
ما إن قالها حتى هتفت ريناد في غضب: علي خد منه بنتي احنا مش عايزين منهم حاجة.
اقترب علي منه وأخذ يبعد يد شاهستا الملتفة حول عنق وليد حتى يحملها هو ولكنها أبت أن تتركه وتشبثت به بشكل أكبر وأخذت تتمتم بكلمات غير مفهومة: لا... وليد.. اوعى تسبني ارجوك
_ سيب ايديها بعد اذنك يا عمي
ترك علي يده عنها
ليتابع وليد: بابا ارجوك بلاش دلوقتي هي تعبانة وعايزاني جنبها دلوقتي، بعدين نشوف الحوار ده
صاح شعبان: قلت سبها يعني سبها
ليصيح وليد لأول مرة وهو يتحدث مع والده: لا مش هسيب..
انصدم شعبان من تلك النبرة التي تحدث بها ولده معه فهذه هي المرة الأولى والوحيدة التي يرفع فيها وليد صوته على والده أو يرفض له طلب بتلك الحدة، لذلك ضيق عيناه وصاح في غضب: بترفع صوتك على ابوك يا ولد؟؟!
طأطأ وليد رأسه وتحدث في خجل: أنا آسف، أنا آسف بجد، مكنش قصدي أنا بس مضغوط وحضرتك مصر تطغطني اكتر.
ينظر إليه ولا رد..
اقتربت منه شهد وهتفت في خوف محاولة أن تهدئ الأجواء بين الوالد وولده: خلاص يا شعبان سيبه دلوقتي مع مراته أنت مش شايف هي ماسكة فيه ازاي!! معلش خليه معاها للآخر وبعدها هو هيطلق ويسمع كلامك
نظر إليها ثم إليه وذهب في صمت، ليكمل وليد طريقه..
وما إن وصل غرفتها حتى وضعها على السرير ولكنها أبت أن تترك رقبته أيضًا لذلك أجبرته على أن ينام جوارها
اقتربت منها امها وهتفت: شاهي حبيبتي، طمنيني عليكي يا روحي، اتكلمي قولي أنا كويسة يا مامي
لتضيف ندى والتي كانت تبكي بقوة: ارجوكي يا شاهي، اتكلمي معانا وقومي يلا وابقي كويسة يلا
تمتمت شاهستا: مامي ندى
هتفا في سرعة: إيه يا روحي؟
_ سبوني مع وليد لوحدنا بليز
رمقت ريناد وليد في غيظ ولكن ندى قد ضغطت على يدها وهمست: يلا يا مامي.. يلا
نظرت إليها في ضيق ثم اتجهت ناحية الباب لكي ترحل في غضب، وخرجا
وما إن خرجا حتى اعتدلت شاهستا في نومتها، جعلت وليد ينام اولًا ثم نامت عليه وهي لا تزال متشبثة به، واضعة جسدها كله فوق جسده، وتمتمت: احضني
_ حاضر
قالها وضمها إليه واضعا يده حولها
_ أوي، احضني اوي يا وليد..
تذكر كلامها معه من قبل عندما أخبرته أنها عندما لا تشعر بالأمان أو يطرق الخوف قلبها تحتاج من يحضنها حتى يجعلها مطمئنة، ما إن تذكر ذلك حتى احتضنها بقوة، ضامًا جسدها كله إليه وأخذ يلمس بأطرافه شعرها في حنان، وظل صامتًا غارقًا في تفكيره.. هو حتى الآن لا يعرف ماذا حدث لها، وفي الحقيقة كان ليس شجاعًا بما فيه الكفاية حتى يسألها..
يفكر أيضًا حول ماهي الخطوة التالية؟؟ وهل سيطلقها؟؟ وماذا سيفعل بعمر؟؟ لقد اقسم من قبل بالنيل منه.. كل ذلك كان يدور في رأسه ويشغل باله، ولكنه خرج عن هذا كله، عندما سمعها تهمس باسمه..
لذلك أسرع بالرد: نعم يا قلب وليد..
_ انت فعلا هتسبني زي ما باباك قال؟؟
قالتها ثم ابتعدت عنه قليلًا لتجعل عيناها هي التي تتحدث مع عينه، رد وهو ينظر جيدًا إلى ذلك الضعف والخوف اللذان شكلتهما عيناها بدموعه: مستحيل اقدر اسيبك
قالها وضمها إلى صدره في سرعة وهمس: متبصليش كده تاني، مش عايز اشوف الضعف ده جوا عينيكي تاني، انتي اقوى حد شفته...
_ أنا اقوى حد اه بس أما بتبقى معايا غير كده أنا أضعف خلق الله، وليد انا بستقوى بيك
ما إن لفظت بها حتى أصابت جسده تلك القشعريرة، فإن كلامها يجعله يتمسك بها أكثر فأكثر ..
همس وهو يضمها إليه بقوة: مش هسيبك أبدا هحارب الكل عشانك هقف زي المدفع لأي حد عايز يفرقني عنك أو يأذيكي.
شاهستا انتي حربي وأنا ميدانك..
واللي عايز يأذيكي لازم يهد الميدان ده الأول.. أنا عايزك تفتكري كلامي كويس ولأول مرة هقولهالك أنا بحبك اوي وحاسس إني أنا اللي محتاجكك، ومتأكد إني مش هستحمل اشوفك مع غيري..
في الحقيقة أنا اللي ضعيف من غيرك..
رفعت رأسها من على صدره ونظرت إلى عينه وهمست: كلامك ده بيرد في قلبي الروح مش لأنه مجرد كلام رومانسي بسمعه لا، ده لأني متأكدة إني بسمع كلام من رجل أفعال، كأنك وانت بتقول عملت، عشان كده انا اطمنت أوي دلوقتي، انك معايا ومش هتسبني
قالتها وأخذت تلمس بأطرافها شعره ولحيته في هدوء.
ابتسم لها وهتف وهو مغلق العينين: لو قولتلك دلوقتي إني نعسان اوي وهموت وانام هتضربيني..
زفرت في ضيق وهتفت: بوظت اللحظة الرومانسية يا أخي
ضحك واردف: أصلها لو استمرت هتبقى دخلة، مانا مش هفضل اقضيها احضان، فعشان كده ابعدي عني الله لا يسيئك لحد الفرح
ابتسمت واردفت في رقة: طب والفرح هيكون امتى؟؟
انتفض من مكانه جالسًا وهتف في ابتسامة عريضة: أقسم بالله!! عايزة خلاص نحدد معاد الفرح؟
لم ترد بل اكتفت بإضافة ابتسامة تدل على خجلها
انطفت ملامحه فجأة بعدما كان يبتسم في فرحة واردف عقب تردد: شاهستا، عمر عمل معاكي إيه؟؟
نظرت إليه وصمتت برهة.. الأمر الذي جعله يشعر بالخوف، لذلك كرر سؤاله: قولي الحقيقة أنا كده كده وعدتك إني مش هسيبك، لأن هعتبر اللي حصل ده طبعا غصبن عنك وهعرف ازاي انتقم منه
عقدت حاجبيها في استغراب وهتفت: هو إيه اللي حصل غصبن عني ؟؟
هتف مستفسرًا: سيبك، عمر عمل إيه معاكي؟؟ أو بمعنى أصح إيه حصلك هناك، وازاي هربتي؟؟
أخرجت زفيرًا واردفت: مفيش حاجه حصلت، هو قالي أنا هنفذ كلام منة وأنا اتحديته وقولتله لو راجل اعمل كده بس وأنا مفكوكه يعني من غير قيود وطلبت منه يديني فرصة ادافع عن نفسي، ويسيب باب الشقة مفتوح لو هربت منه ابقى أنا اللي كسبت لو هو هزمني يبقى خلاص يعمل المطلوب وهو وافق جدا واستقل بقدرتي وقالي مش هتاخدي في أيدي ثواني، وبالفعل فكني واتهجم عليا، أقطع هدومي زي ما شفتني كده وعمل كل حاجة عشان يضعف موقفي بس أنا يا وليد كنت ثابتة على مبدأي وحاولت لآخر وقت وفي كل مرة كنت بدافع فيها عن نفسي كنت مخلية صورتك ادامي تحفزني إني هرجع واني مينفعش اتهزم وأنك لازم أول شخص يلمسني ومينفعش يكون غيرك، بس كده وقدرت أفلت من أيده واهرب..
ما إن انتهت من كلامها حتى جذبها إلى أحضانه وأخذ يقبل خديها وجبينها ويديها وقد سقطت دموعه في شفقة مما تحملته حبيبته ومما رأته من ذلك المجرم الذي حاول أن يغتصبها.
ولما احست بدموعه، وضعت وجهه بين كفيها وهمست في لطف: حبيبي متعيطش أنا كويسة
قالتها وأخذت تمسح بأصابعها ادمعه، أمسك بيدها وأخذ يقبل أصابعها تلك التي تمسح دموعه في حنان.
وما إن انتهى حتى هتف: أنا كويس، يلا لازم نحدد مع بعض معاد فرح ونقول للجميع عليه تحت..
******
_ منة انتي لسه مربوطة؟؟
هتف عمر في سخرية والذي قد أتى للتو ودخل الغرفة التي بها منة
رمقته في غيظ، ابتسم واقترب منها ونزع القميص من على فمها، اخذت تستنشق الهواء وتتنفس في سرعة وهتفت في غيظ: فكني يا غبي انت، استنى بس عليا انت والرجالة اللي برة دول
_ الله!! عملتلك إيه هنا؟؟ أنا كنت قاعد بتفرج على فيلمي
صاحت: فيلم في عينك يا عمر، فيلم في عينك
_ الله بقى، إيه الغلط ده؟؟
صرخت: فكني بقولك
_ حاضر
قالها في ضيق، وأخذ يحررها من تلك القيود وما إن انتهى حتى قامت من مكانها ودفعته بقوة بعيدًا عنها، وركضت نحو حراسها وأخذت تلكمهم في قوة وعنف وهي تصرخ: يعني أنا محبوسة هنا بقالي كذا ساعة وهو هرب اصلا وانتوا ولا انتوا هنا!! أنا بدفعلكم فلوس بس ولا ايه ردوا؟؟
تقول ذلك ولم تتوقف لحظة واحدة عن ضربهم ولكمهم
ليرد أحدهم: يا هانم انتي أمرتي إننا نركز ونقف قصاد الباب من الناحية الأمامية وقولتي من وقت للتاني ادخلوا الصالة واسمعوا إذا كان فيه حركة مش طبيعية واحنا نفذنا ومكنش فيه حاجة خالص هو هرب من الشباك من الجهة الخلفية وأحنا مكناش واقفين هناك
صرخت: اخرس، اخرس خالص
_ طب تحبي يا هانم نجبهولك متعلق من رجليه حالا؟؟
صمتت وأخذت تطوف في جميع أركان الصالة في غيظ، تكاد تكون بغيظها الآن لذلك هتفت: كده كده هيتعلق من رجليه وايديه أنا هطلع عينه هعرفه مين هي منة المرشدي
ثم صرخت في غضب: أنا يا وليد يا شعبان هعملك ازاي تعمل معايا كده وتربطني بالشكل المهين ده
اقترب منها عمر وهتف: هو ربطك كده ازاي؟؟
رمقته في اشمئزاز وهتفت: خليك في حالك انت، فين شاهستا؟؟
لا رد..
كررت: زفته فين؟؟
نظر إلى السقف..
صاحت: يا بني رد
هتف في برود: هربت
أغمضت عيناها وأخذت تقبض يداها محاولة أن تهدأ وهتفت بنبرة صوت تجاهد ألا ترتفع: هربت ازاي؟؟
ابتلع ريقه وهتف: زي الناس
صرخت في حنق: انت عايز تجنني؟؟ رد عايز إيه مني؟؟؟
صاح: منة ملكيش دعوة بيها خليكي في وليد، شاهستا قضيتي أنا وليكي عندي اني مخلهاش تتجوزه زي ما وعدتك. التنفيذ بقى فيما يخصها بتاعي، زي ما أنا فكرت اغتال وليد وانتي قلتي لا وإياك تعمل كده وبتاع، نفس الشيء أنا عارف أنا بعمل ايه
_ لا يا حبيبي التنفيذ والتخطيط فيما يخص الاتنين بتاعي أنا وأنت بتمشي عليه وبتقول أمين وبس
_ أنا مش شغال عندك يا منة
زفرت في ضيق وهتفت: ماشي، هربت هحاول ابلعها، قولي بقى فين الفيديوز اللي قولتلك صورهالها؟؟
رفع عينه إلى السقف تارة أخرى
صاحت: صبرني يارب هتوب هنا على أيد الكلب ده، فين الفيديوز ياض؟؟؟
هتف في ثقة: منة، أنا معملتش حاجه معاها..
_ ايه؟؟؟ ليه خير؟؟ سيباها مع أختها؟؟
اغمض عينه وهتف في تحذير: بلاش غلط وإلا همشي واسيبك تكلمي نفسك
_ ورحمة أمك ما تقدر، قال تسبني وتمشي قال!! مش كفاية ضيعت الفرصة عليا، وبوظت خطتي؟؟ فكتها ليه يا عرة الرجال؟؟ كنت عايز تهربها صح؟؟
زفر في غضب وصاح: يوه كفاية غلط بقى أنا تعبت، أنا مش عايز شاهستا تكرهني، أنا مش عايزها تكرهني فهمتي، انا بحبها وهي فارقة معايا وانا عايز اتحوزها ازاي هغتصبها؟؟؟ أنا مليش فيه بقى انتي عايزه وليد يكرهك أنا لا، وانا ماشي عشان زهقت تهزيق وقلة قيمه
أنهى كلامه معها بهذه الطريقة وما إن انتهى حتى اتجه ناحية الباب حتى يرحل في غضب، تابعت أثره وتمتمت: غور في داهيه طلعت عيل، والله لأقول لبابا على غبائك ده..
*******
_ خلاص يا حبيبتي كفاية عياط بقى هو راجل مجنون والله محتاج يتعالج
هتفت ريهام الجالسة على الأريكة والضامة ابنتها جومانة إلى صدرها
ردت جومانة وهي تبكي: هو ازاي يضربني كده قصاد الجميع!! لا وكمان بابا واقف يتفرج عليا. ماما أنا مش قادرة اصدق اللي حصل، ده مسكني ضربني قصاده وقصاد الناس هو إيه هو ده؟؟ بابا ما ينفعش يسكت ولازم ياخد موقف للإهانة اللي اتعرضت لها بنته
_ سيبك من ابوكي خالص، هو ميقدرش يقف لمحرم ولو حد قاله نص كلمة هيرجع يصرخ تاني ويقولك البسي الطرحة وانتوا عايزني اخسر اخويا وكلام كتير كده ملوش لازمة
قاطع حديثهما صوت الباب الذي يطرقه أحدهم، لتجيب ريهام في صوت عالي: ادخل
دخل أمير وابتسم لهما، وما إن رأته جومانة حتى شعرت بالخجل، اقترب منهما واردف موجهًا حديثه إلى ريهام: ممكن بس يا طنط إذا سمحتي تسبيني مع جومانة شوية؟؟
ابتسمت ريهام واردفت: اه طبعا يا حبيبي ممكن.
قالتها وهمست جانب أذن جومانة: أنا هخرج واسيبك معاه بس هفضل واقفة قصاد باب الاوضة عشان لو حد جيه، تمام؟
_ ماشي يا مامي
قامت ريهام وابتسمت له قبل أن تخرج، وما إن خرجت وغلقت الباب حتى اقترب هو جهة جومانة جلس جانبها وهتف: أنا قلت أي كلام قصاد عمك عشان يرحمك، يعني أنا عارف أنه راجل رجعي وتفكيره شرقي عشان كده قلت جواز وبتاع، لكن مكنش قصدي احطك في موقف وحش اسف إني قلت حاجة زي كده من غير ما ارجعلك
أزالت دموعها وهتفت في فقدان أمل: انت بتقول ايه، لا عادي مش زعلانه أنا أصلا فكرت إن كلامك حقيقي يعني مش مجرد كلام
ابتسم ابتسامة بسيطة وهتف: معقولة!! هينفع نتجوز كده واحنا حتى منعرفش بعض؟؟ إيه جو القرون الوسطى ده
همت بالرد: لا لا طبعا هنتعرف أكيد الأول بس..
صمتت واخذت تنظر إلى الأرض، ابتسم هو وهتف: بصي انتي عجباني يعني حلوة كشكل وكجسم مش هكذب عليكي واقولك بحبك، بس أنا ممكن ادي لنفسي الفرصة معاكي، لاني معجب وجايز بعدين احبك ونتجوز
عقدت حاجبيها في استغراب واردفت: جايز بعدين تحبني!!! وجايز لا؟!
رد في ثقة: بالظبط كده.. بصي أنا مش بتاع جواز اصلا، فاللي هتقدر تخليني احبها و اتجوزها كمان دي تبقى عملت معجزة
_ انت ليه مش متربط؟؟
_ وأنا ليه أكون مرتبط بواحدة أما ممكن ارتبطت بعشرة؟؟
تفاجئت من تلك الإجابة ولكننا ردت في سخرية: منطق بردو
_ شفتي، يعني ابقى راجل فقري حتى..
_ طب أثناء ما انت بتديني فرصة كده ياترى هكون من ضمن العشرة ولا هترقى؟؟
ضحك واردف: لا دمك خفيف، بحب البنات اللي دمها خفيف، سبينا بس نتعرف وبعدها هقولك اترقيتي ولا اترفدتي..
_ صريح اوي ما شاء الله عليك
ردت في سخرية
_ مش محتاج اكدب إطلاقا مش مضطر ليه اصلا، إلا قوليلي واحنا بنتعرف مسموح نقضي مع بعض؟؟
رفعت إليه احد حاجبيها واردفت: لا طبعا مش مسموح الكلام ده بعد الجواز بس
ابتسم واردف: طب اهدي مالك هتاكليني بحواجبك دي ليه!! ده مجرد سؤال بس
عقدت ذراعيها وهتفت: والأستاذ بقى كان مقضيها؟؟
_ اه صراحة كتير
ابتلعت ريقها وهتفت في خوف: ده بجد؟؟
_ أيوه مانا حر أنا مفيش حد في حياتي، فبراحتي
تمتمت محدثة نفسها: هو ازاي وليد هيناسب العيلة دي؟ وازاي أمير ده هيكون في يوم من الايام خال عياله!!
_ سرحتي فين؟؟
_ لا لا أنا معاك
_ بس لو اتجوزنا او ارتبطنا أو كل الكلام ده انا معنديش زوجة محجبة، وانتي اهلك هيعملوا مشاكل
_ لا ملهمش دعوة أنا خلاص وقتها هكون مسؤولة من راجل
_ تمام، بكرة تعاليلي اللوكيشن اللي هكون شغال فيه اتفرجي على العرض وبعدها نطلع على أي كافية
هتفت في ابتسامة عريضة: بجد والله!! هجيلك مكان الشغل!! مش قادرة اقولك أنا مبسوطة اد إيه إني هجيلك مكان العمل..
*******
ومن شدة تعبه طوال اليوم وهو يركض خلف صديقه في كل مكان، قد نام دون أن يشعر وهو جالسًا على الكرسي في بهو الڤيلا، فتح عينه في خضة عندما سمع صوت هاتفه يصدح، اخرجه من جيبه ونظر بعين مفتوحة وعين مغلقة ليجد المتصل زينة، استقبل المكالمة وهتف في صوت خفيض: ألو
_انت كنت نايم ولا ايه؟؟
أخرج زفيرًا وحاول أن يفيق ورد: لا لا مش نايم هو اللي يعرف وليد يعرف النوم!!
ردت زينة المتجهة ناحية المطبخ: ليه حصل إيه تاني؟؟ لقي مراته؟
_ اه لقيها
لوت فمها وهتفت: طب الحمدلله، هترجعوا امتى؟
_ انا عارف!! لما البيه يصحى ويسيب حضن الآنسة عشان نرجع كلنا
صاحت في غضب: هو نايم في حضنها؟؟؟
تعجب أسر من تلك النبرة واردف: انتي بتزعقي ليه؟؟ ماهي مراته إيه مشكلتك؟؟
رمت الملعقة التي كانت تخرج بها قطعة من الجبن وصاحت: أصله راجل مستفز يعني، انتوا قاعدين تحت مستنيين وهو نايم! طب ما يراعي إنه في ناس تحت مستنياه وعايزة تروح تنام هي كمان!!
_ إيه يا زينة انتي بتقوميني على صاحبي ولا ايه؟؟! هو أكيد ماخدتش باله بس ولا غفل شوية هو كمان كان مضغوط اليوم كله واكتر مني، منة دي مورياله أهوال يوم القيامة اصلا لوحدها
_ مين منة دي كمان؟؟
أخذ يتثاوب وهو يهتف:بعدين بعدين، إلا قوليلي بتعملي اي كده؟ سامعك عمالة تحركي في حاجات
_ بعمل الفطار عشان بابا يصحى ياكل قبل ما ينزل على شغله وكلنا نفطر معاه
ابتسم واردف: ما شاء الله، انتي بتصحي من بدري كده؟؟
_ اه يعني على ٧ او ٨ بالكتير اوي اتعودت على المعاد ده
_ حلو ده بعد الجواز كمان عشان تهتمي بيا قبل ما انزل على شغلي وتكوني صاحية بمزاجك محدش رخم عليكي وصحاكي والحوارات دي
لوت فمها وعبست وجهها وتمتمت: نايم في حضنها.. بقى كده؟؟
_ زينة انتي معايا؟
_ أسر روح صحيه وقوله يلا عايزين نمشي وروح نام انت تعبان من امبارح يا بني والنهار طلع والناس صحيت وبتشوف أشغالها وانت لسه منمتش
_ حاضر هعمل كده، وبعد أما اصحى هاجي اقعد معاكي شوية بقى عشان كمان نحدد معاد الخطوبة
صمتت ولم ترد.. وعادت إلى الحديث تارة أخرى هاتفة: ربنا يسهل، يلا أنا هقفل عشان مش عارفه اجهز الفطار
_ ماشي حبيبتي سلام، اشوفك بليل
أنهت مكالمته ونظرت إلى الطاسة التي بها البطاطس التي كانت تقليها وتمتمت في غيظ: بقى رايح تنام في حضنها!! أنا هولع وقسما بالله منك، اومال فين اللي طلقها ده!!! يارب يا عمي شعبان تفضل تنكد عليه وتصر إنه يسبها الحيوانة دي..
********
كانت نائمة في حضنه فقد غفل كلا منهما من كثرة التعب، وبينما هما نائمان في هدوء وسلام طرق أحدهم الباب في قوة، استيقظا كلا منهما في خضة ليسمع وليد صوت والده يصيح في الخارج: وليد، انت يا بني
ابتعد عنها في سرعة واتجه نحو الباب وفتحه وهو يهتف: إيه يا بابا خير في حاجة؟؟
رد في سخرية: يلا ياض نروح، كلنا نمنا على نفسنا تحت، انت استحلتها ولا ايه؟؟؟ اصلا انت هطلق فأوعى تغلط بقى.. يلا أنا نازل، اغسل وشك وتعالى يلا
ذهب شعبان، وقامت شاهستا من على السرير وهتفت في خوف: وليد انت وعدتني أنك مش هطلقني اوعى تنسى
اقترب منها وأمسك بيدها واردف: قولتلك مش عايز اشوفك خايفة كده تاني، مش هسيبك قولا واحدا خلاص اطمني بقى
ابتسمت وطبعت قبلة صغيرة على خده، ابتسم واردف: رشوة يعني؟؟
ضحكت واردفت: حاجة زي كده.. وليد انت هتروح بالفنلة دي؟؟
نظر إلى نفسه وهتف: مش عارف، أنا والفنلة دي ابطال قصة امبارح
ضحكت وردت: انت قلعت هدومك ليه فعلا؟!
أخرج زفيرًا طويلًا وهتف: منة السافلة كانت عايزاني أنام معاها، عشان تخلي عمر يسيبك
حدقت عيناها في صدمة وهتفت: والله؟! وانت عملت ايه؟؟
_ عيب عليكي، ده سؤال بردو؟؟ علمتها الأدب، القميص اللي قلعته ده كتمت بيه صوتها وربطها في الكرسي، جوزك عمل بطولات امبارح، ومنتظر الرد اهو في سلام.. أنا عارف إنها هتعلقني
قالها مبتسمًا
ضحكت وردت: اهم حاجة إنك راضي
_ طبعا يا بنتي الرضا ده اهم شئ في حياتي، منة دي ابتلاء وأنا رضيت بيه أعمل أي يعني!! يلا هروح اغسل وشي وانزل لبابا قبل ما نسمع صريخه كلنا
_ هتقولهم اللي اتفقنا عليه؟؟
_ اه اكيد لا تقلقي
_ طب استنى بقى اجبلك حاجة تلبسها من عند أمير متمشيش كده..
******
في منزل أم محمود جارة علا وسيد تجلس علا على الأريكة وعلى فخديها يجلس صغيرها، ومنذ أن جاءت لم تتوقف عن البكاء لحظة، الأمر الذي جعل أم محمود تهون عليها هاتفة: خلاص بقى يا علا يا اختي، هما الرجالة كلهم كده صنف زفت
تزيل علا دموعها وهي تهتف: الفكرة إن بابا مش راضي ابدا بفكرة طلاقي من سيد وموافق على كل الإهانة اللي هو بيهنهالي عشان كده سيد مش همه حد ورايح جاي يدوس على كرامتي ويجي عليا..
_ انتي معندكيش حد في العيلة دي بيفهم؟! يعني حد كده عقله حلو ويسمعك وياخد ويدي معاكي في الكلام؟؟
هزت رأسها نافية، ولكن بعد برهة توقفت عن هز رأسها وهتفت: اه فيه ابن عمي وليد ممكن لو اشتاكيت له يسمعني
_ طب ومستنية ايه؟؟
_كان مشغول الفترة اللي فاتت بكتب كتابه وكده
_ طب اتكلمي معاه بقى ادام خلص وبقى فاضي.
هزت رأسها موافقة وهتفت: معلش يا هالة يا اختي إني بتقل عليكي، بس جيت اروح لبابا ملقتش حد فى البيت هما لسه في مصر
_ بس يا عبيطة انتي، أنا بيتي مفتوحلك في أي وقت انتي عارفة..
******
قد عادت أسرة وليد الى المنزل بصحبة أسرة محرم وتهاني وابنتيها، أما رمضان فقد رجع هو وأسرته إلى منزله في المعادي، وصلوا جميعهم عند الساعة الحادية عشر قبل آذان الظهر، وما إن دخلوا حتى هتف وليد: استأذنكم أنا بقى هخش أنام
_ استنى عندك
هتف محرم
توقف وليد ورد: نعم يا عمي
_ ابوك قالك إنك هطلق البت دي يلا قبل أي حاجة اعمل كده احنا مش ناقصين
_ بالظبط كده
أكدت تهاني على كلام أخيها
هتف وليد في هدوء: هي اسمها شاهستا مش اسمها بت، وبعدين أنا مش هطلقها، لأنها ببساطة مراتي وأنا عايزها
استشاط وجه محرم وصاح في غضب: وليد، انت اكتر واحد عامل مشاكل في العيلة، قولنالك طلق يبقى تسمع الكلام
عقد ذراعيه أمام صدره وهتف: ليه لازم اسمع الكلام؟؟ مكتوب في القرآن ولا الرسول أمرني بيه؟؟
_ ايوه الرسول أمرك إنك تسمع وتطيع كلام اهلك وكمان القرآن أمرك بده يا شيخ يا حلو يا مثقف
_ ماشي بس هو اي طاعة وخلاص؟؟ إيه الغلط اللي في شاهستا؟ مانا بحبها ولو سبتها هظلم نفسي وهظلم ست تانيه معايا لأني فعلا خلاص رسمت حياتي معاها، ماهو مش أي طاعة وخلاص طلق يبقى أطلق
_ ثواني يا محرم هكمل أنا
اردف شعبان وتابع: وليد شاهستا وراها مشاكل كتير هتجبها لينا كلنا، سمعة عيلتنا وسمعتك هضيع، احنا بقالنا سنين محافظين على سمعة واسم عيلتنا بين الناس من أول الشرقية لحد هنا، أما تكون واحده منحلة أخلاقيا ومنحرفة بالشكل ده هتجبلنا مشاكل لأنها مش فارق معاها حاجة
تنهد وليد وهتف: بابا حبيبي، أنا والله مقدر اللي حضرتك بتقوله ده، بس منة قالت لشاهستا صراحة كده أنا مش هسيب وليد حتى إن شاهستا سابتني وده لأني قضيتها من زمان.. بابا شوف كده كده منة دي مختلة وحطاني في دماغها يعني المشكلة مش من عند شاهستا بس
رد محرم: ومنة عايزة إيه؟؟
_ قالتلي اتجوزني وسبب شاهستا عشاني وانا هكون حد تاني وبتاع
_ الباشا رافض ليه؟؟
ابتسم وليد وهتف في سخرية: أيعقل يا عمي!! اسيب مراتي عشان اتجوز واحدة تانيه مش بتحبني ومش كويسة وعاهرة اصلا وعايزة تتجوزني بس عشان تغيظ مراتي؟! يعني اخسر مراتي الست اللي هتصوني وبتحبني عشان التانية العاهرة دي؟؟
ردت شهد في اشمئزاز: لا لا مش عقل يا بني ابدا، دي بت استغفر الله العظيم لبسها عرة وشكلها عرة وأخلاقها زبالة هي وابن عمها ده، مستحيل ناخدها دي
يكمل محرم: خلاص نبقى نقعد مع منة دي ونفهم عايزة إيه ونهددها ونعرفها احنا مين
قاطع شعبان وهتف: وليد طلق شاهستا يلا ومنة دي هنشوف لها صرفة عشان نبعد عنها نهائي، هي طلبت آخر مرة هي وعمر دي إنك تبعد عنها، لو بعدت عن شاهستا ممكن منة دي مع الوقت تسيبك في حالك وتسبنا في حالنا معاك، كفاية رعب ليلة امبارح اللي عشناها
_ اسف يا بابا، بس انا مش هطلق، دي حياتي أنا وأنا اللي هعيش، ومن فضلك، سبني معاها وبلاش تتغط عليا ارجوك
صاح محرم في غضب: يا بني اسمع الكلام بقى آخرة العند وحشة هو انت إيه في مخك فردة جزمة؟؟
هتف وليد في هدوء: عمي من فضلك بلاش غلط فيا أثناء الحديث عشان ده لا يليق بيا
صرخ: اتنيل ياض، تعرف تتنيل؟؟ عيل لسه بشخة جاي يقولي انا لا يليق بيا!! انت كل قلة الأدب تليق بيك
_ عمي فضلا التزم حدود الأدب أثناء محاورتي
استشاط وجهه أكثر وصرخ بصوت أعلى: التزم حدود إيه إيه يا روح امك؟؟ وحياتك لبستفك وخليك قلة قصاد الجميع
_ عمي فضلا فضلا لا تنسى معايير الحوار البناء والمقبول والمهذب حتى لا اضطر أن اذكرك إياه..
رد في هدوء وبرود
وما إن لفظ وليد بذلك الكلام، حتى جن جنان عمه وصرخ وهو يقترب منه رافعًا يده كي يضربه، لولا تدخل شعبان الذي أمسك بيده قبل أن تسقط على وجه ابنه وهو يهتف: أهدى يا محرم بالله عليك أهدى
ليتحدث وليد كما هو في ثقة وهدوء: إنما الهجوم والصوت العالي من شيم الضعفاء وأصحاب الباطل..
ليجعل عمه يصرخ أعلى وأعلى ويصرخ شعبان محاولًا أن يهدئه، وانقلبت الأجواء في المنزل كله وتعالت الاصوات، و صوت السيدات أيضا وهن يحاولن أن يهدئن الموقف، ومن ضمن تلك الأصوات الصاخبة يظهر صوت محرم بوضوح وهو يقول: هطلقها عليا الطلاق بتلاته لطلقها يا وليد يا ابن أخويا شعبان، عليا الطلاق لطلقها وانهارده
وما إن سمعت ذلك زوجته سعاد حتى لطمت وجهها وأخذت تصرخ: يالهوي يالهوي يالهوي الراجل حلف عليا بالطلاق
ويأتي اصوات أولاده أيضا: خلاص يا بابا أهدى بالله عليك، مش حتة عيل يعمل كده فيك يا بابا
بينما وليد يقف كما هو يرمقهم كلهم في برود عاقدًا ذراعيه أمام صدره وصامتًا..
********
كانت تجلس في مكتبها على مقعدها الخاص تجري اتصالاتها وهي تهتف محدثة أحدهم في الهاتف: وايه كمان؟؟ ماشي، ماشي.. خلاص بما إنه نازل بكرة الجامعة يبقى خلينا بكرة كمان شاهستا نازله بكرة، اوكيه سلام، بس فتحوا عيونكم اكتر..
أنهت مكالمتها، وأخذت تمسك بكوب القهوة واحتست منه رشفة وهي تهتف بنبرة صوت تحمل في طياتها التهديد والوعيد: ماشي يا ويليو الحرب بقت على أشدها، أنا هخليك تندم إنك بس فكرت تعمل معايا كده، المرادي هسيب عليك تلات بنات من اجدعه كباريه عشان تعرف إني رحمة وفيديو حلو كده في الحي بعنوان الشيخ والفتيات الفاتنات..
وقاطع ذلك صوت أحدهم يطرق الباب هتفت: ادخل
دخلت الخادمة واردفت: في واحد عايز يقابل ساعتك بره يا هانم
_ ماشي دخليه
_ تحت أمرك
ذهبت الخادمة وثوان ودخل ذلك الشخص ووقف أمامها، نظرت إليه في ابتسامة وهتفت: في أخبار جديدة وحلوة زيك كده جايبها عن وليد ولا جاي عشان تقبض بمناسبة أننا في أول الشهر؟؟!
*******
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل اذا عجبك البارت
معادنا الاتنين الجاي
دمتم بخير
سلمى خالد احمد
أنت تقرأ
الجعة يشوبها الأخلاق
Mystère / Thrillerو كان خطئه الوحيد طيبة قلبه وعفته، الدنيا ليست المكان الذي يستحقه. الحقارة لم تعرف طريقه قط، والشك لم يطرق بابه حتى. فلما فعلوا ذلك به؟ ومن المسؤول عن الحال الذي وصل إليه ؟ هل تلك التي ستغير حياته السبب في ذلك؟ أم هي السبب في تدميرها؟ بالطبع الجمي...