الفصل الخامس من الجزء الثاني

3.6K 198 24
                                    

ازيكم عاملين إيه
جاهزين؟؟
يلا نبدأ



_ ارجوكي يا مامي بلاش تموتيهم، علشان خاطري دول دول أحفادك، دول دول ولاد بنتك

صرخت في ألم

_ ارجوكي يا مامي، سبيهم يعيشوا، انقذي حياتها وانقذيهم دي بتنزف، شاهستا ممكن تموت كده

صرخت أختها في قهر

_ لا، هيموتوا وهسبها تنزف لحد أما يموتوا حتى لو كانت هتموت معاهم فأنا معنديش مانع لده

_ مامي لا لا مامي لا لا لا


تتقلب ذات اليمين تارة وذات اليسار تارة أخرى وهي تردد وتندد ( لا)، وأخيرًا أفاقت من ذلك الكابوس الذي كان يراودها، وهي تصرخ:
_ لا يا مامي لا..

تجلس على الفراش تنظر حولها في خوف وعدم استيعاب، فوجدت الأضواء مغلقة، ولا يوجد أي أثر لأمها ولا حتى أختها، فأدركت أنها كانت تحلم من شدة خوفها على جنينيها، أطلقت زفيرًا طويلًا عندما اطمأنت، ووضعت يدها على بطنها وابتسمت، وشكرت الله لأنهما لا يزالا موجودان داخل رحمها وتحدثت:

_ بحبكم أوي والله، عارفين.. أنتوا أصلا أملي في بكرة، أنتوا عوضي من ربنا يا روح قلب مامي انتوا

أنهت حديثها مع أطفالها، ثم التفتت نحو الطاولة التي تجاور السرير حتى تأخذ هاتفها من فوقها، وما إن أمسكته حتى فتحت معرض الصور وأخذت تقلب في ذكرياتها مع وليد، وبالأخص ذلك الفيديو الذي سجلته له أثناء غناؤه في الحارة مع الصبية، وأثناء مشاهدتها للفيديو، كانت دموعها تتساقط على خديها من شدة اشتياقها له ولتلك الأيام التي عاشتها معه.

وما إن انتهت مدة تشغيل الفيديو، حتى تحدثت هي:
_ وحشتني يا وليد.. وحشتني أوي أوي بجد.
ارجوك اسمح لي أرجع لحضنك تاني، أرجوك كفاية بعد وجفا.
عارف... اللي مصبرني هو إني شايلة قطعتين منك جوايا، هما اللي بيدوني أمل إننا هنرجع، هما اللي مخليني صابرة ومستنية...
             *****
كان جالسًا على الكرسي يغلبه النعاس ولكن الأرق قد فتك بعقله والتفكير المبالغ فيه قد أهلكه، لذلك لم تغفل عيناه ولم يستطع أن ينام.
حتى لا يغلبه الشيطان ووسواسه حول تفكير طويل مليء بالتذمر والرفض و الاعتراض على ما لحق به، حتى لا تسول له نفسه نحو الهلاك والمسألة في قضاء الله، شكر الله على أي حال، وتوضأ ووقف جهة القِبلة رافعًا يده لله ومسلمًا أمره له.

كبّر وقرأ الفاتحة ثم سورة صغيرة.. وركع، وأخيرًا، ارتمى بكل همومه ساجدًا داعيًا الله أن يمنحه الصبر والسلوان وأن يرحمه ويبعد عنه نفسه الأمارة بالسوء. يدعو الله أن يثبت عقله ودينه لأنه يكد يصاب بالجنون مما لحق به من خذلان وأسف من قبل أعز وأقرب الناس إلى قلبه.

انهى صلاته وأخذ يستغفر، ثم رفع يده وبصره إلى الأعلى حتى يدعو:
_ يارب.. يارب من لي سواك! يارب أنزل السكينة والطمأنينة على قلبي، وارحمني برحمتك يا رحمان يا رحيم  يا حنان يا مجيب الدعوات.
يارب لقد هلك عقلي وفكري وإليك سلمت أمري فلا تتركني وحيد شريد، يا مؤنس كل وحيد ويا قريب وليس بعيد، ارحم وصبر قلب عبدك الضعيف وليد.

وأثناء توسله ومناجاته، انهالت دموعه على خديه، فتوقف عن المناجاة وأخذ يزيل أدمعه التي تجعله يشعر دائمًا بفقدان ثقته في نفسه، دموعه التي تشعره بضعفه وقلة حيلته، لذلك كان يكره أن يبكي حتى لا يرى نفسه ضعيفًا ولكن جرح قلبه الذي لا يتوقف عن النزيف منذ الحادثة، كان يتحدث بنيابة عن نفسه وألمه على هيئة دموع تسيل من العينين حتى لا يتوقف.

كان وليد يكره ضعفه وانهمار دموعه على تلك الخائنة الخبيثة ولكن دموعه كانت تتسرب من آن لآخر رغمًا عنه، فكلما ازالها تجددت.. فعلم حينها أن ذلك المتألم المتضرر بكل الطرق هو قلبه الصغير الذي يبكي صامتًا داخل قفصه الصدري المحيط به.

قام من مكانه واتجه نحو أسر الغارق في نومه، يود أن يوقظه حتى يلهيه عن وجعه، وأثناء سيره، توقف أمام المرآة ونظر إلى نظيره بها، وأخذ يقترب منها أكثر فأكثر، وهو ينظر إلى نفسه في احتقار وتحدث إلى نظيره:
_ انت مغفل وغبي وتستاهل كل اللي جرالك.
عارف... أبوك كان معاه حق وعمك أما بهدلوك كده، علشان ثقتك في الناس دي ودتك في داهية يا متخلف.
عجبك؟!
عجبك أما الكل بقى بيضحك عليك دلوقتي ورايحين جايين يقولوا مراته خانته، مراته خانته؟!
ليه وثقت فيها؟
علشان حبيتها أوي؟
وهو أما تحب أوي، تغيب عقلك يعني يا غبي أنت؟!
أيوة أنا عارف إنك ماغيبتش عقلك.. وعارف إنك بتسأل نفسك دلوقتي ليه اتعمل معاك كده، رغم إني ماعملتش غير الحلو وبس!!
أنا مقدر موقفك وكل اسألتك دي تتحط في عين الاعتبار بس انت غبي بردو..
متقوليش ليه، علشان أقسم بالله أنا نفسي ما أعرف يا بني أنت ليه غبي ومغفل، وعملت إيه علشان تستاهل الألقاب دي بس أرجع وأقولك تاني..
أنت غبي وتستحق الشفقة من كل اللي حواليك بعد كده
مستغرب صح؟
حقك.. حقك.. مانت كنت في يوم راجل مبجل والكل بيحترمك، دلوقتي أنت حاسس إنه في عيون الناس كلها شماتة..
عارف السبب؟
السبب إنك غبي ومش هتراجع ولا هبطل أقولك اللقب ده..

بكى بشدة شاعرًا بالشفقة على نفسه أكثر من أي شيء آخر، وتحدث أثناء بكاؤه وهو لا يزال ينظر إلى المرآة:

" خلاص ماتعيطش بقى.. انت مش غبي خلاص كفاية عياط، ماهو .. ماهو مش هبقى أنا والدنيا والناس كلها عليك!!
اهدى.. أنا عارف إنك زعلان ومقهور بس.. بس ده.. أقولك اعتبره امتحان صعب ليك وأكيد هيعدي، لازم هيعدي..
وانت لازم تصبر لازم تكون قوي ووفر بقى اسألتك كلها، حول هي ليه عملت كده؟
طب هو أنا ليه اتسابت! طب أنا عملت إيه لده كله؟ طب ليه كده؟ وكل الأسئلة اللي ملهاش لأزمة ولا أجوبة دي..
ماهو يا حبيبي يا اللي عمال تعيط وقاهر نفسك انت بالشكل ده، اللي بيأذي مش بيسبلك أسباب، الشخص المؤذي، مؤذي واللي بنعمله في الوقت ده اننا بنوكل أمرنا لله.
كفاية عياط بقى يا ابني، عينك باظت أعتقد إنك هتعمى قريب من كتر العياط..

وأثناء تحدثه مع نظيره في المرآة وبكاؤه، سمع صوت آذان الفجر..
ازال ادمعه وتحدث:
_ الفجر.. الفجر بيقولك يوم جديد وأمل جديد، اهدى وهون على نفسك..

أخذ يسير في أرجاء الغرفة في بطء وهو يردد خلف المؤذن:
_ اشهد أن لا إله إلا الله، واشهد أن محمدًا رسول الله..
             ******
وفي اليوم التالي، كانت شاهستا قد تجهزت حتى تذهب إلى وليد وتتحدث معه، وبالفعل انتهت من كل شيء وفتحت باب غرفتها وأخذت تنزل الدرج في هدوء.
كانت ريناد تجلس على الأريكة تقرأ عن  أخبار الفن والفنانين في المجلة، وما إن رأت ابنتها تتجه نحو الباب حتى تخرج، حتى نهضت ونادت عليها في صوت عالي لتتوقف.

بالفعل توقفت شاهستا، واستدارت موجهة حواسها جهة أمها وهتفت:
_ نعم يا مامي

اخذت ريناد تقترب منها حتى توقفت أمامها وتحدثت:

_ على فين كده يا روحي؟

_ مشوار صغير كده

_ عند وليد بردو صح؟

_ لا

_ بطلي كدب، عند وليد صح؟
_ اه يا مامي عنده.. وليد لازم يسامحني ولازم يعرف إني حامل منه

صاحت والدتها في ضيق:

_ هو انتي إيه لا بتفهمي ولا بتحسي؟
الناس قالولك مش عايزين منك عيال ولا هنعترف بيهم

_ مليش دعوة بيهم، بابا الأولاد مقالش كده ولا هيقول كده أنا عارفة وليد كويس.
وليد هيستحرم يقولي نزليهم لأنه فعلا حرام وهيعترف بيهم عادي وولادي من حقهم يكون ليهم أب وهو من حقه يعرف إن ليه أولاد..

_ أكيد عرف من باباه وكونه حتى الآن ما كلمكيش ولا قال حاجة يبقى هو مأيد رأيه فعلا

_ مامي بليز دي جناية، أنا عمري ما هقتل أطفالي بأيدي.
ولازم أسمع ده من باباهم، أخاف مثلا انزلهم وهو يقولي ليه عملتي كده ويكرهني أكتر ماهو كارهني أصلا.

_ ساعتها ابقي قوليله أبوك اللي قال
_ لا هو ملوش دعوة، الولاد دول أولادي أنا ووليد، احنا بس اللي من حقنا نقرر.

_ طب بصي بقى يا شاهستا، أنا لحد هنا والديمقراطية خلصت معاكي خلاص
_ مامي بليز أنا..

_ اطلعي على اوضتك يلا مفيش مرواح في حتة
_ لا يا مامي هروح
_ لا مش هتروحي
_ مامي بعد اذنك سبيني براحتي بقى
_ لا مفيش براحتك تاني.
اهانتك من اهانتنا، انتي لو روحتي هناك الفلاحين دول هيهنوكي وهيقللوا منك، وأنا مش هسمح لده يحصل.

_ محدش يقدر
_ لا هيقدروا عادي اذا كان شعبان ده محترمش باباكي بنفسه، هيحترمك انتي؟
دول ناس همج وميفهموش في الاتيكيت.

_ مامي بليز I'm free

_ لا، مش حرة مش حرة يا شاهستا طالما الموضوع فيه إهانة ليكي ولينا يبقى لا لحد هنا واستوب.

_ سوري بس انا هروح وهقابل وليد بردو يا مامي

قالتها وتركتها وخطت بضع خطوات نحو الخروج، وأثناء سيرها، جذبتها ريناد من ذراعها صائحة:

_ تعالي هنا أنا قلت لا

_ مامي سيبي دراعي بقى يا مامي سيبي
تحدثت في صوت عالي

_ لا مش هسيب ويلا اطلعي على اوضتك يلا

_ لا مش طالعة يا مامي هروح لوليد

_ قلت مفيش وليد ولا زفت اسمعي الكلام بقى شوية.

_ لا، هروح سبيني بقى

_ قلت لا

كانت تلك هي الجملة الأخيرة التي قالتها ريناد قبل ما تجر ابنتها من ذراعها لتسحبها معها نحو غرفتها مانعة إياها من الخروج أو الذهاب إلى أي مكان.
تصرخ الفتاة وتندد رافضة ما يحدث ولكن والدتها ظلت مصرة على موقفها، وعليه ظلت تجرها إلى الأعلى متجاهلة صراخها وتوسلها لها، وما إن وصلتا الغرفة، حتى أدخلتها بها وغلقت الباب حابسة إياها داخلها.

تصرخ شاهستا وهي تطرق الباب في قوة وتترجى والدتها لتفتح لها ولا تتركها حبيسة داخل تلك الحيطان ولكن بلا جدوى..
ولما يئست شاهستا من الدق والصريخ، جثت على ركبتيها خلف الباب.
وأخذت تبكي شاعرة بفقدان أمل كبير يطوف حولها، لذلك أحاطت ساقيها بذراعيها في وضعية كئيبة وتحدث في صوت متهدج من أثر البكاء:

_ أنا تعبت بقى تعبت تعبت. حرام ده حرام، أنا اتعاقبت كتير وكل يوم بتألم..

سكتت عندما لاحظت أنه لا رد. وأسندت رأسها إلى ركبتيها وشردت في أيامها مع وليد.

وفجأة أثناء بكائها وعجزها، ضحكت بشكل كبير وتحدثت:

_ كله كوم و ريأكشن وش الناس أما كلوا المكرونة بالبشاميل اللي عملها وليد كوم تاني والله ..
كان فاكر نفسه عمل تحفة فنية وفضل يشكر في نفسه طول الطريق، عمال يقولي لولا أنا ماكنتيش عرفتي تعملي الأكل ده..

تتحدث متذكرة الموقف وهي تضحك. ولكن سرعان ما اختفت ضحكتها وفرحتها لما تذكرت أنه ليس هنا ولم يعد زوجها. لذلك بكت تارة أخرى متحسرة على حالها.

ونظرت حولها إلى تلك الجدران التي تحيط بها وهتفت:
_ الحقيقة مش انتوا سجني الوحيد..
أنا مسجونة جوا حزني وخوفي وندمي، والسجن ده أقوى وأكبر من سجن الأوضة دي..
عرفت فعلا إن الإنسان ممكن يكون حر قصاد العالم كله، ولكنه أسير جوا نفسه محبوس في اوجاعه وشعوره بالذنب اللي مش راضي يفارقه..

كان انهمار أدمعها يقاطع حديثها مع نفسها من آن لآخر. وكان الشعور بالذنب وعذاب الضمير لا يفارقها أبدًا إلى جانب حسرتها وقهرها إلى ما توصلت إليه.
وفي تلك الأثناء، تذكرت سجنها داخل الأربع سنوات الكبيسة، عندما كانت تموت في قهر كل يوم على عمر ذلك الذي رماها حلف ظهره دون أن يلتفت مرة يلقي إليها نظرة واحدة تخفف عن وحدتها ووجعها.

لذلك نهضت بغتةً كالسيف الذي يخرج من غمده استعدادًا للقتال، رافضة تكرار ما حدث لها، رافضة استسلامها، رافضة ترك روحها للهلاك مرة أخرى.

وازالت دموعها في سرعة واتجهت نحو المرآة وتحدثت في ثبات وقوة إلى نظيرتها:
_ كفاية عياط انتي قوية أوي ومش هتستسلمي للأمر الواقع زي المرة اللي فاتت
انتي هتقومي من تاني وهترجعي بيتك وجوزك وهتقدري تعملي ده أنا واثقة فيكي.
كفاية عياط عمره ما حل حاجة عمره ما صلح حاجة، بالعكس ده بيموتنا ببطء وبينهي سعادتنا وحبنا لنفسنا.

أنهت حديثها وأمسكت بأحمر الشفاه وأخذت تضع منه على شفتيها، وابتسمت لنظيرتها في المرآة وتحدثت:

_ أيوة كده انتي كده شاهستا اللي أعرفها.. شاهستا اللي مش بتقبل بالهزيمة..
             *****
_ يا وليد يا وليد اصحى أمك امك بتتصل

هتف أسر في حماس وهو يهز صديقه يوقظه من نومه، استيقظ وليد في سرعة وهو يحاول أن يستوعب العالم حوله، وتحدث:

_ إيه إيه؟ في إيه؟

_ أمك الحاجة شهد اللي بتموت فيا على التليفون، خد كلم

زفر وليد في ضيق منزعجًا من الطريقة التي أيقظه بها أسر، ولكنه أخذ منه الهاتف على أي حال ورد على والدته:
_ ألو، عاملة إيه يا حبيبتي؟!

ما إن سمعت صوته حتى أخذت تبكي وردت في نبرة صوت مضطربة من أثر البكاء:
_ ألو يا قلب أمك، ازيك يا اللي مقطع قلب أمك عليك!!

_ ليه ليه بس كده!! متعيطيش طيب، اهدي علشان خاطري، أنا زي الفل أصلا، قاعد مع أسر وكويس أوي ومفيش حاجة صدقيني.

_ لا أنت كداب أنت مقهور يا وليد وأنا أمك وأنا أكتر واحدة أحس بيك

_ طب علشان خاطري عندك بطلي عياط بقى..
أنا مش مقهور ولا حاجة يا حبيبتي، عادي.. أنا بحمد ربنا على أي حال. ومقدر زعل بابا وقريب هنتصالح وكل حاجة هترجع زي الأول.

_ حاضر أهو هبطل عياط علشان خاطرك أنت بس، وانت خاطرك أغلى حاجة عندي في الدنيا

_ ربنا يديمك ويبارك في عمرك وصحتك يا أمي

_ افتح الاسبيكر

هتف أسر

فتح وليد مكبر الصوت بناءً على طلب صديقه الذي سرعان ما تحدث مازحًا:
_ ازيك يا حاجة شهد يا دراما كوين. ما صدقنا الواد اللي حيلتنا بقى كويس جاية تعيطيه تاني؟!

أزالت دموعها وهتفت في غيظ:

_ وانت مالك ياض أنت!! مش فاهمة يا وليد يعني دون عن صحابك كلهم ملقتش غير أسر تروح عنده؟!

ضحك أسر وهمس لوليد:
_ بتموت فيا أمك بتموت فيا

ضحك وليد ورد على والدته:

_ معلش بقى يا ماما نعمل إيه! بيته أقرب بيت ليا وخلاص

_ لا والله!!
قالها أسر معترضًا

ضحك وليد وصمت مستمعًا إلى أمه التي عادت إلى الحديث مرة أخرى هاتفة:

_أكله كويس يا أسر

_ ماتقلقيش يا طنط ابنك واكل الاخضر واليابس عندنا
_ فداه حبيبي كل حاجة

_ اه طبعا اومال يا طنط!!

_ ألبس كويس يا وليد بالله عليك

_ حاضر يا ماما حاضر

_ وذاكر واوعى تنسى تتغطى كويس وانت نايم

_ يا طنط متشليش هم، ده واخد غطاه وغطايا معاه

_ فداه حبيبي

_ فداه يا طنط، عادي أعيا أنا يعني؟!

_ اه عادي أما حاجة عندي ابني

_ وماله يا طنط!

_ بص ياض يا أسر

_ قولي يا قمر

_ وليد أما بيزعل مش بياكل كويس، خليه ياكل كويس فطار وغدا وعشا وخليه يدفي نفسه كويس وخد بالك من مذكرته ومتسبهوش لوحده ولدماغه

يضحك وليد من طريقة تحدث أمه مع صاحبه، الذي سرعان ما رد عليها ساخرًا:

_ مش عايز اني أرضعه بالمرة يا طنط؟!

ناوله وليد نكزة خفيفة في كتفه بذراعه معترضًا عن كلامه، تأوه أسر، وردت شهد:

_ احترم نفسك يا أسر وليد اتفطم من زمان

ضحك أسر ساخرًا من وليد، الذي سرعان ما تدخل في الحديث ورد على والدته:

_ جرا ايه يا ماما مش كده، ضحكتي عليا العبيط أسر، ينفع كده؟!

_ سيبك منه ده عيل صغير واهبل وأحنا بناخده على قد عقله، أنت عارف..

_ طيب ماشي يا طنط حلو كده، شوفي بقى مين هيهتم بوليد ويأكله ويشربه ويغيرله البامبرز في غيابك.

رد أسر معقبًا على حديث شهد

_ يا ابني اتلم يا ابني بدل ما اضربك وأقل أدبي عليك
تحدث وليد.

يضحك أسر لما علم أنه أثار استفزازه وأخذ يخرج له طرف لسانه ، عاد وليد متحدثًا مع أمه:

_ يلا يا حبيبتي عايزة حاجة؟ هقفل بقى علشان اذاكر

_ لا يا حبيبي عايزة سلامتك، وأبقى افتح تليفونك ده متخليهوش مغلق علشان حاولت كتير أكلمك من عليه كان بيقولي مغلق

_ هو فاصل شحن وأنا ماهتمتش اشحنه يعني، بس حاضر هحطه دلوقتي على الشاحن وابقي رني عليا في أي وقت تحبيه

_ ماشي يا قلب أمك، مع السلامة يا حبيبي

_ مع السلامة يا غالية

أنهى المكالمة وما إن وجده أسر قد انتهى حتى تحدث:

_ ده أنتوا طلعتوا عيلة درامية من الدرجة الأولى

_ انت مالك يا عم أنت!! أمي وبتحبني، يزعلك في إيه ده؟!

_ يا عم تحبك، وانا مالي فعلا! أنا كمان عندي أم بتحبني موت يعني


دخلت أمه كأنها استجابت لمناداته ووجهت حديثها إلى وليد:

_ يا وليد يا حبيبي

التفت إليها ورد:
_ نعم يا خالة

_ تحب تاكل إيه يا حبيبي على الغدا النهاردة؟!

_ يا سلام على الاهتمام

هتف أسر

ابتسم وليد ورد:
_ أي حاجة من إيدك يا خالة تبقى أكيد جميلة

_ انت بس أطلب يا حبيبي وأنا هعمل لك اللي نفسك فيه

_ اعملي له مكرونة بالبشاميل يا ماما هو بيحبها أوي

_ لا لا ليه تتعبها!! المكرونة بالبشاميل وقتها كتير في المطبخ

_ تعبك راحة يا حبيبي، حاضر هروح أعملها

ذهبت سامية وما إن ذهبت حتى أخرج وليد طرف لسانه إلى أسر ساخرًا منه، تضايق أسر وتحدث:

_ ماشي ماشي حقك، ما الكل بقى مهتم بيك انت الفترة دي!
              *****
كانت تسير بجانب غرفة أختها وذلك بعدما سمعت صوت بكاؤها، لصقت أذنها على الباب لا بغرض التصنت ولكن بغرض معرفة حقيقة ما تبكي حوله أختها، وما إن وضعت أذنها على الباب، حتى سمعت أمها تتحدث مع أختها قائلة:

_ خلاص بقى مش هتفضلي تعيطي كتير يا رضوى كده!

ردت رضوى الغارقة في دموعها:

_ يا ماما بالله عليكي وافقي بالعريس اللي متقدملي بقى، ده شاب مناسب أوي وأنا عايزاه ومش كل يوم هيجيلي واحد مناسب!!

_ لا يا رضوى كنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده وأنا قلت مستحيل جواز ليكي قبل أختك الكبيرة

_ ليه يا ماما ليه؟؟

_ لأسباب كتيرة، أول حاجة الناس هتاكل وشنا، تاني حاجة حال أختك هيوقف خالص بقى اكتر ماهو واقف أصلا!

_ ما يوقف يا ماما ما يوقف، أنا مالي أنا، أنا كمان من حقي اتجوز وافرح ولا انتي عايزة حالي أنا كمان يوقف!!


كان حديثهما يصل إليها كالثرثرة التي لا يُفهم منها أي شيء مجرد كلام كثير عشوائي غير مرتب يُقال.

وذلك بعدما سمعت بأذنها ما قالته أختها، فما يمكنها أن تسمع بعد كذلك الذي قيل؟!

أسندت جسدها إلى الحائط تشعر أنها بمثابة عقبة أمام سعادة الجميع، فإن سعادة أمها و فرحة وزواج أختها مرهون بها وبسرعتها في الموافقة على الزواج.
تعبت وبكت فهي لا تعرف ما هو ذنب أختها أو حتى ذنبها في ذلك!
فتبًا لتلك العادات الغبية التي فرضها الإنسان على نفسه دون داعي ليظل حبيسًا في دائرتها مؤمنًا بأشياء ليس لها صحة من الأساس!
فما المشكلة إذا تزوجت أختها الصغرى أولًا! وما المشكلة إذا أرادت عاليا ألا تتزوج في حياتها!
وما المشكلة إذا تزوجت على كبر أو حتي عندما تقابل من يأنس له قلبها؟!
المشكلة لا وجود لها ولكن الإنسان ابتدعها بما يسمى العادات والتقاليد.

الآن عاليا في مأزق كبير، هل توافق على الزواج من ذلك رأفت تاجر المخدرات وتظلم نفسها؟!
أم ترفض كما هي وتظلم أختها؟!

كالعادة لا رد على أسئلة عاليا وأمثالها من الذين ظلمتهم الحياة والعادات والتقاليد..
             ******
_ شاهستا بقت مش طيقاني خالص يا منة، آخر مرة كنت عندها كمان طردتني برة تقريبا بس بشياكة
منة حرام بجد كل اللي بيحصل فيا ده بسببك وبسبب حكم عمي عليا وضغطه عليا أما خيرني بينها وبين ورثي، أما أدى الأمانة اللي بابا سبهاله..

تحدث عمر متأثرًا وهو يخاطب منة داخل غرفتها الخاصة، والتي سرعان ما ردت عليه ساخرة منه:

_ أنا نفسي تبطل عياط بقى وتكبر كده وتجمد
شاهستا كل ده عندها أمل في إنها هترجع لوليد، معرفش ازاي بعد ما رماها كده ومش معبرها

_ عادي شاهستا بطريقتها وبأسلوبها هتقدر تخليه يرجعلها.

صاحت في ضجر:
_ لا والله!! طب إيه رأيك بقى يا عمر إن شاهستا دي مش هترجع لوليد إلا على جثتي!
قال تأثر عليه قال!
مفيش الكلام ده، أنا عملت كل حاجة واستغليت كل شيء معانا وكمان قلت لأهله علشان لو هو طلع متخلف وغبي وفكر بس يرجع لها، يلاقي أهله كلهم في وشه بيمنعوه.

_ وبعدين يا منة وبعدين! هنفضل عايشين بنمنعهم عن بعض بس؟!
أنا عايز شاهستا بقى عايز أرجع لها واتجوزها .

تحدث في ضيق

اطرقت فترة وهو الآخر فضل أن يظل صامتًا ، وعقب مرور بعض من الوقت تحدثت فجأة:

_ بس لقتها

_ هي إيه دي اللي لقيتها؟

_ انت هستخدم مع شاهستا نفس الأسلوب اللي هستخدمه انا مع وليد وبنفس الشكل وده طبعا أما تيأس في إنك تكون معاها بالذوق.
يعني لو فضلت ترفضك كتير كده

عقد حاجبيه في استغراب وهتف:
_ إيه هو الأسلوب ده بقى؟!

ابتسمت فخورة بنفسها وبتفكيرها وردت:
_ هقولك إيه هو الأسلوب ده..
             ********
_ ريناد من فضلك افتحي لي، أنا عايز أتكلم مع بنتي

هتف علي محدثًا ريناد، والتي ردت عليه:

_ تمام يا علي هفتحلك تتكلم معاها بس بجد بجد لو فضلت تمشي كلامها عليا وفضلت تدلع فيها بالشكل ده، أنا هسيب البيت ده وهسافر لخالتو الخليج، واقعد انت بقى مع عيالك شوف القرف اللي أنا يشوفه منهم كل يوم

قالتها وأعطته مفتاح الغرفة وانصرفت في ضيق، يتبع أثرها وتمتم:
_ مش فاهم أنا عايزة تعملي إيه في بنتي!! أو توصليها لفين!

اتجه نحو غرفة ابنته وفتح لها، ركضت جهته واحتضنته هاتفة:

_ بابي فرحانة إنك جيت بجد

حاوطها بذراعيه وتحدث:

_ أول ما رنيتي عليا سبت كل اللي في أيدي وجتلك علطول يا قلبي.
هو أنا عندي كام شاهستا!

_ يرضيك يا بابي اللي مامي عملته ده!! مسكتني من دراعي جامد وفضلت حبساني في الأوضة دي لحد دلوقتي..

_ معلش يا حبيبي، هي متغاظة أوي من كلام شعبان ده بجد يعني راجل مش مؤدب وهمجي خالص وهي خايفة على كرامتنا

_ يعني تقصد إيه؟ أنا كده عمري ما هرجع لوليد أبدا يعني؟!

قالتها وابتعدت عنه جالسة على السرير واضعة يديها على وجهها والذي سرعان ما اخفته بينهما.

اقترب منها والدها وجلس جوارها وتحدث وهو يلمس شعرها:

_ أنا مش عايز اشوف دموعك دي تاني تمام!
هترجعي لوليد وهتعيشوا مع بعض متخافيش، بصي لي

نظرت إليه في استعطاف وعينيها ممتلئتين بالدموع، تحدث وهو يزيل أدمعها:

_ إنتي عمرك ما تترفضى أو تتسابي، لأنه زي ما قولتلك زمان انتي واحدة وبس ومفيش منك تاني، واللي هيسيبك هيندم.

عمر سابك أربع سنين وفي النهاية محدش ندم غيره، رجعلك زي الكلب راكع وانتي اللي رفضاه، ووليد ده هو أخره في الزعل شوية وهيرجعلك بكلمتين منك وبشوية حركات..
انتي ماتتقوميش ولا حد يقدر يبص لعينك شوية ومايستسلمش!
النظر لعيونك ضعف ليهم واستسلام مش هيقدر يقاوم نظراتك ليه كتير
واحد زيه كان يتمنى بكتيره واحدة عادية جدا يوم ما يشطح يتخيل نفسه متجوز بنت شعرها ناعم مش خشن
أما انتي كتير عليه أصلا، بجمالك وجذبيتك اللي ملهمش زي..
انتي ماتترفضيش يا شاهستا، انتي القبول بتاع أي حد وأي حد انتي فرصة ذهبية في حياته.

ماتسبيش حبيبك وحاولي تاني وتالت، بس وانتي بتحاولي حافظي على كرامتك وكبريائك واوعي تسمحي لحد يقلل منهم.

_ أيوة فهماك يا بابي، بس وليد أكيد هيكون زعلان مني وممكن يقول كلام في مساس لكرامتي لأنه مقهور وأنا غلطت في حقه و...

قاطعها متحدثًا:
_ انتي مابتغلطيش أصلا يا روحي، وماعملتيش غلط وأنا مصدق ده ومؤمن بيه.
انتي قوية كفاية توقفي كل كلب فيهم طمعان فيكي عند حده وأنا واثق فيكي وعارف إنك مش بتغلطي.

_ بس يعني..

_ من غير بس، انتي جايز كان تفكيرك غلط ولكن خلاص غيرتي مسيرك وطريقة تفكيرك مش هنلقي عليكي الحد يعني!!

احتضنته في ابتسامة عريضة وتحدثت:
_ شكرا.. شكرا لأنك موجود. شكرا لأنك معايا

_ مفيش داعي للشكر، ده واجبي انتي بنتي وقطعة مني

_ طب.. طب مش هتخليني اروح عند وليد؟
هتفت في استعطاف

_ هخليكي تروحي، استني مامتك تنزل النادي ، هي كمان شوية رايحة، وانتي ابقي انزلي لوليد يا روحي.

بس حاولي ترجعي بسرعة بقى قبل ما ترجع..

ضحكت وقبلته من خده وتحدثت في فرحة عارمة:

_ تسلملي يا أحلى أب في الدنيا كلها..
             *******
_ جرا إيه يا سيد، أنا من ساعة ما رجعت البيت وانت قاعد مكانك هو انت بطلت تشتغل ولا إيه؟!

تحدثت علا ساخرة من أمر زوجها ذلك الذي اعتاد على الراحة والجلوس محله بعد رحيلها عن البيت

رد عليها وهو جالسًا على الأريكة يشاهد التلفاز:

_ لا بقولك إيه انتي مش من أول ما ترجعي البيت كده تقرفيني! سبيني أنا كده مرتاح

_ مرتاح! هو إيه اللي مرتاح! قوم يا عم شوفلك شغلانة إحنا في غلا وقرف وانت قاعد بتتفرج على التلفزيون!


زفر في ضيق ونظر إليها في قرف وتحدث:

_ اشتغلي انتي، مش عاجبك اشتغلي أنتي يا أختي

_ والله ده اللي كان ناقص، تفضل أنت قاعد وأنا اللي اجري ادور على شغل!

صاح غاضبًا:
_ اهمدي بقى يا علا في حتة أنا فيا اللي مكفيني، بكرة الراجل اللي جايبلي شغل من فترة يتصل وهنزل، بطلي زن بقى وإلا روحي اغضبي عند خالي تاني.

_ اه مانا كنت مريحاك وأنا غضبانة عند عمي، أكلي وشربي أنا وابني من خيره كله، وانت بقى تفرتك الفلوس على السجاير والأكل الجاهز واولع أنا وابنك بقى.

_اه  يا علا اولعي انتي وابنك وكلمة كمان هقوم اضربك علشان اقفل لك بؤك واخلص من الزن ده
صرخ

_ ماشي ماشي يا سيد أما نشوف بكرة هتنزل الشغل ولا لا وعادي متنزلش براحتك، علشان اتصل بأبويا اشتكيله اقوله القرف اللي أنا فيه

صاحت، ثم انصرفت في غضب شديد جهة غرفة نومها، يتبع أثرها وهتف في صوت عالي:
_ غوري كتك البلا ولية وش فقر..
               ******
أعدت سامية الطعام وجهزته على الصينية بشكل جيد وأعطته لابنها حتى يأكل هو وصديقه ما لذ وطاب من المعكرونة التي صنعتها خصيصًا لوليد.

حمل أسر الصينية ودخل بها إلى غرفة صديقه وما إن دخل حتى وجد صديقه يتهيأ للخروج.
تعجب أسر بعض الشيء وتحدث وهو يضع الطعام على الطاولة:

_ إيه يا وليد على فين كده؟

_ ماما اتصلت بيا وقالتلي أنزل المحل بدل ابوك علشان هو راح يجيب بضاعة وقالها خليه ينزل

_ طب كل الأول وبعد كده أنزل

_ لا ماهو مفيش وقت بقى

_ لا لا كل بالله عليك حتى لو لقمة صغيرة علشان ماما حتى متزعلش، دي هي واقفة كل ده في المطبخ علشان تعملك الأكل ده

_ معاك حق كده فعلا ممكن تدايق، هاكل حاجة صغيرة كده وهكمل أما أرجع أنا أصلا مش جعان.

_ ماشي كل وانا هروح أدفع اشتراك الچيم وبعد كده هعدي عليك في المحل

_ تمام يا أسر..
             ******
_ مين بره يا رجاء؟!

تحدث مصطفى مستفسرًا من الخادمة عن معرفة من جاء لزيارتهم الآن، ردت عليه:

_ ده دكتور فايز يا فندم
_ فايز؟
_ اه
_ تمام روحي انتي
_ حاضر

انصرفت وقام هو من مكانه واتجه نحو الغرفة التي بها فايز وما إن دخل حتى نهض فايز وتحدث:
_ دكتور مصطفى كويس إني لقيتك موجود، وآسف إني جيت من غير معاد، بس الموضوع اللي أنا جاي علشانه مهم جدا ولازم حضرتك تعرفه..

عقد مصطفى حاجبيه في استغراب وأخذ يقترب من فايز وتحدث:
_ موضوع خطير؟ أحكي يا فايز خير في إيه؟!
            *****
_ والله وحشتنا أوي يا شيخ وليد، كل دي غيبة يا راجل!!

تحدث حسن العامل في المحل مرحبًا بوليد، والذي سرعان ما رد عليه في ابتسامة عريضة:

_ ازيك يا حسن وانت كمان وحشتني يا غالي

_ حبيبي يا شيخ وليد، شوف يا أخي شوف المحل نور ازاي!

_ المحل منور بوجودك يا حسن

_ الله يحفظك يا مولانا
_ امين وإياك

قالها وليد واتجه نحو المكتب وجلس على الكرسي وتحدث:

_ معلش يا حسن لو هتعبك معايا عايز بس فنجان قهوة من إيدك الحلوين

_ بس كده! عيوني ليك يا شيخ وليد، هوا وتكون القهوة عندك

ابتسم له وليد وشكره، ثم انكب على كومة الاوراق الموضوعة على المكتب حتى يرى عمله..

وبعد مرور نصف ساعة على الأقل سمع صوت أنثوي يقول:

_ السلام عليكم

رفع رأسه في سرعة حتى يرد السلام ولكنه سرعان ما انتبه إلى ملامح تلك التي تقف أمامه داخل محله، تنظر إليه بعينين يملئهما الندم، كان ينظر إليها لا يستوعب أنها تقف أمامه الآن متعجبًا من الجراءة التي جلبتها إلى هنا، تحدث هي لما وجدت كل تلك علامات الاستفهام التي شكلتها ملامح وجهه:

_ إحنا لازم نتكلم يا وليد.. لازم تسمعني..
              ******
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل وشارك برأيك
دمتم بخير
لقاؤنا يوم السبت
سلمى خالد احمد


























الجعة يشوبها الأخلاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن