الحادي عشر

6.4K 277 18
                                    

ازيكم عاملين ايه
جاهزين ؟؟؟
يلا نبدأ

أسر لا يزال في أثر الصدمة لذلك وقبل أي شيء هتف في صوت خفيض: انا.. طالع انا للمحاضرة..
_ استنى انا جاي معاك.
هتف وليد والذي سرعان ما نظر جهة منة دون أن يرفع عينه تجاهها كعادته واردف: انا مش هشوف حاجة خلي اللي معاكي لنفسك، وياريت وانتي بتخلي اللي معاكي لنفسك تخليكي انتي كمان في نفسك، عشان انا وقسما بالله ما هسكت كتير...
قبل أن تنطق، تركها وذهب جانب أسر لذلك صاحت هي: براحتك بس وحياتك لتندم إنك رفضت تشوف زي ما لسه هتندم كتير.. لم يعط لها أي اهتمام وظل يسير في طريقه كما هو.
اغتاظت هي من إهماله لها بهذا الشكل لذلك رمقته في تحدي يشوبه انتقام، واخرجت الحروف من بين شفتيها في حنق: ماشي.. ماشي. بلغتك الصبر جميل .
             *****
تجلس هنا على كرسي مكتبها وتضع أمامها كتاب الجغرافيا وبجانبه كوب من الشاي و بعض الحلوى وكانت تقرأ بصوت عالي حتى تحفظ: الجغرافيا السياسية مالها بقى يا هنا ؟ بتهتم بالسياسة.. برافو عليكي والله يا هنون شاطرة خالص، فكرتها بتهتم بالاقتصاد ولا حاجة.. وبينما هي تحدث نفسها فقد كانت تقوم بدور المدرس والطالب حتى تذاكر بشكل جيد، طرق أحدهم باب غرفتها..
هتفت في صوت عالي: بذاكر يا ماما سبيني في حالي..
_ انا جاسر
هتف هو بصوت عالي حتى تسمعه.
زفرت هنا في ضيق ورمت الكتاب بقوة على المكتب وهي تتمتم في غيظ: مش عارفه انت تنح زي ابوك ليه كده يا أبيه جاسر انت..
ثم اتجهت صوب الباب وفتحته في تزمر وضيق هاتفة: نعم..
تجمد هو مكانه ولم يستطع أن يغض بصره عنها وذلك عندما رأى شعرها الذي يصل إلى كتفيها يضيف لها شكلًا جميلًا وجذابًا.. حيث أظهر شعرها جمالها الذي كان يخفيه الحجاب، بالطبع جميع الفتيات يصبحن اجمل بشعرهن لذا فرض الله الحجاب.. ولما أدركت نظراته تلك لها، شهقت وهي تضع يدها على رأسها وغلقت في وجهه الباب تزامنًا مع أدركها للموقف.. وأخذت تضع يدها على قلبها وتبتلع ريقها وتتنهد من هول الموقف الذي تعرضت له.. ثم ضربت على جبينها تلوم نفسها: ازاي تنسي تلبسي الطرحة ؟؟ ازاي؟؟؟؟؟
ليأتي لها صوت جاسر الواقف أمام باب غرفتها: انا اسف يا هنا.. وبعدين متزعليش نفسك، انتي اكيد نسيتي تلبسيها وعادي يعني يا هنا محصلش حاجه..
ثم ابتسم بسمة خفيفة واردف: كده كده هتكوني حلالي في يوم من الايام
لا تستوعب هنا الواقفة خلف الباب ما يقوله، هل جن؟؟ فهي قامت برفضه أمام الجميع.. أم يريدها أن توبخه مرة أخرى ؟؟ أم ماذا يريد ذلك المعتوه من فتاة في عمر أخته الصغرى.. كانت تفكر في كل ذلك. ثم أغمضت عينيها واخذت تتنهد في هدوء وتطلق زفيرًا طويلًا تحاول أن تهدأ.. ولكنه لم يدعها وشأنها وذلك عندما طرق الباب مرة أخرى هاتفًا: كل ده بتحطي طرحة على راسك؟ انجزي حطي يلا وافتحي..
_ أبيه جاسر انا بذاكر دلوقتي ممكن بس شويه كده في البريك بتاعي ابقى اخرجلك؟
قالتها بعدما استجمعت قواها بصعوبة تحاول أن تهرب من ذلك الموقف.
_ افتحي يا هنا من فضلك مش كلمتين هما اللي هيضيعوا وقتك..
لم تعرف ماذا عساها أن ترد على ذلك الابلة الذي يجبرها تقريبًا لتفتح له..
اخذت تسبه في سرها وتلعن الساعة التي جاء فيها وهو ووالده لزيارتهم، وبينما هي تسبه قامت بسحب حجابها الذي كان موضوع على سريرها لتضعه بسرعة على رأسها في غضب.. وامسكت بالمقبض وفتحت الباب على مصراعيه وهتفت: نعم..
رمقها من أعلى إلى أسفل في اعجاب وابتسم ابتسامة صغيرة، ثم رفع رأسه إلى عينيها وهتف: كنتي بشعرك أحلى على فكرة..
لم تغفل هي عن نظراته التي رمقها إياها منذ بضع ثوان لذلك هتفت في جدية: يعني إيه بقى الكلام ده؟؟ اعتقد إنه مش هيعجب بابا ولا عمي حتى..
اختفت ابتسامته فجأة واردف: خلاص انا آسف..
_ خير  في إيه مهم؟
_ انتي بتتكلمي معايا كده ليه يا هنا؟
_ قلتلك يا أبيه عندي مذاكرة.
ابتسم تارة أخرى وهتف في صوت خفيض: هقول طيب كلامي على السريع عشان اسيبك تذاكري.
بصي يا ستي انا مش عاوز ازعلك ولا عاوز ازعل وليد اخوكي وعشان كده انا هسمحلك بانك تكملي تعليم في بيتي وبابا انا هقنعه.. يعني بعد الثانوي نتجوز وفي الجامعة انا هوصلك بنفسي وارجعك بنفسى واطمن بابا إنك بقيتي في كنف راجل هياخد باله منك.. ها قلتي إيه ؟
وقع كلامه عليها كالصدمة وشل تفكيرها و تلعثمت الأحرف بين شفتيها، وازدادت نبضات قلبها.. اطرقت.. لا تتحدث.
يبتسم هو معتقدًا أن الصمت علامة الرضا، هو في الحقيقة يكذب عيناه لأن تعبيرات وجهها لا توحي بالخير أو الرضا أبدًا ولكنه تجاهل عجز لسانها وقلة حيلتها تلك، بابتسامة غبية ارتسمت على شفتيه، لتراها هي..
ابتلعت ريقها في توتر واردفت في صوت خفيض: بص.. هو انا مش عاوزة اتجوزك لا دلوقتي ولا بعدين ولا حتى المشكلة التعليم..
يفتح فمه في عدم تصديق، ويعقد حاجبيه في استغراب شديد..
تكمل هي متجاهلة كل تلك النظرات: انا ديما بشوفك أبيه جاسر اللي هو أكبر اخواتي، وهنروح بعيد ليه؟؟ انت فعلا اكبر من اخويا..
كشر عن أنيابه وظهر على حقيقته متجاهلًا كل ذلك اللطف الذي كان يتصنعه منذ وقت طويل وهتف في نبرة تحمل في طياتها التهديد وهو يرفع سبابته أمام وجهها: اسمعي. انا من زمان وانا عيني عليكي، من قبل ما تبلغي حتى.. وكنت مستني وقت بلوغك عشان اتكلم في جواز شَرّعه ربنا، ودلوقتي جايه ترفضيني بكل بساطة ؟؟ انا رفضت عاليا و رضوى وحتى البنات من ناحية ماما عشان عايزك انتي عيني عليكي انتي.. وهاخدك يا هنا ماهو أنا وقسما بالله ما هسيبك لغيري..
ولما اقسم يمينًا أمامها، فزعت هي وتراجعت إلى الخلف، فهي لم تر ذلك الوجه من قبل.. ثم أمسكت بباب غرفتها وغلقته في وجهة في خوف وأخذت تتمتم وهي تضع يدها على فمها في عدم تصديق: متخافيش يا هنا وليد عمره ما هيسكت أبدًا، متخافيش يا هنا وليد موجود جمبك ومش هيسيبك تعملي حاجة انتي مش عايزاها..
                 *****
ذهب عمر إلى الجامعة ودخل كليته واتجه نحو مدرجه وعندما دخله وجد أن الدكتور لم يأت بعد.. لذلك تحرك بضع خطوات إلى الداخل وهو يبحث عن شخص ما من بين الطلبة الجالسين في المدرج.. وعقب مرور دقائق وهو يبحث عنه، أخيرًا وجده، أخذ يسير تجاهه بضع خطوات سريعة حتى وقف أمامه وهتف في ابتسامة عريضة: ازيك يا هيثم، عامل ايه ؟؟
_ عمر وحشني يا راجل، إيه الاخبار ؟؟
_ انا كويس.. بقولك يا هيثم، ينفع تعملي كده يعني جميلة صغيره؟؟
_ اؤمر يا حبيبي.
_ انت الليدر اللي فيه الجروب بتاع شاهستا صح؟
أطرق هيثم يتذكر لبضع ثوان ثم هتف: شاهستا علي؟
_ اه هي، هو يعني يا هيثم في حد في الجامعة كلها اسمه شاهستا غيرها؟؟
_ اه معايا في الجروب، في حاجة ولا إيه ؟؟
صمت عمر بضع ثوان وهتف: خالص.. بس.. بس  انا كنت عاوزك تبعتلها رسالة تقولها الدكتور عاوزنا نقدم البروجكيت بكره ولازم تحضري وإلا التيم كله هينقص بسببك
تعجب الفتى وهتف: ايوه بس دي مش حقيقة وهي اما تيجي وتشوف إن مفيش حاجه هتعرف إني كدبت عليها..
_ ماهو قولها.. قولها وقتها إنه الدكتور رجع في رأيه تاني وقال خلاص هنخليه في معاده الأساسي ده يعني إن سألتك..
_ ايوه بس أنا مش مضطر لكل ده يعني عاوز افهم ليه اعمل كده اصلا وهستفاد إيه ؟؟
تنهد عمر ورد: انا هقولك يا سيدي هتستفاد إيه..
                ******
انتهت المحاضرة الأولى لوليد والتي كانت مدتها ثلاث ساعات. وبعدما ذهب الدكتور، أخذ الطلبة يتنفسون في راحة بعد كل ذلك الوقت الذي استقبلوا فيه كم هائل من المعلومات.
فمنهم من أخرج طعام حتى يأكل ومنهم من ذهب حتى يشتري وهكذا.. أما وليد فقد كان يجلس جانب أسر وهو لا يزال يطرح سؤاله عليه: مالك يا أسر ؟؟ بالله عليك يا أخي لتقول مالك..
شرد أسر بعيدًا يفكر في الأمر.. ليس سرًا أن يبوح عما في قلبه وعم يشغل خاطره.. ولكنه أيقن أن ليس في ذلك أي استفادة، لأنه بالفعل قد تقدم صاحبه لخطبتها وها هي قد وافقت وانتهى الأمر، لو كان أسر في خاطرها أو فكرت به لمجرد التفكير لما كانت توافق على خطبة وليد.
لذلك فضل أن يكبت مشاعره تلك داخله ليظل محتفظًا بها وحده. وفي نفس الآن يتوقف عن التفكير فيها، لتتلاشي من ذاكرته كأنها لم تكن موجودة من قبل. وذلك لأنها ستصبح زوجة أخيه في المستقبل..
لذلك آفاق من صدمته وعادت بسمته تارة أخرى في وجه وليد وهتف: اطمن يا حبيبي مفيش حاجه، بس في مشاكل في البيت ومأثرة عليا شويه مش اكتر..
هتف وليد في لهفة: خير في حاجة؟ طنط جرالها حاجة؟
_ لا لا يا وليد متقلقش ده خنقها العادي مع عمتي بس المرادي اشتد حبة حلوين..
_ خيرًا خيرًا.. متقلقش يا أسر أسأل الله العظيم أن يفك كرب أهل بيتك ويريح قلبك ويقذف فيه الطمأنينة تارة أخرى..
لحظات وكان وليد داخل حضن أسر الذي جذبه بقوة هاتفًا وهو يربت على كتفه بحنان: انا ممكن اخسر اي حاجه واستغنى عن إيه حد بس تفضل أنت معايا يا وليد، انت اخويا وصاحبي وسندي، عمري ما هنسى وقوفك جمبي ولا دعواتك الحلوة دي،
مواقفك عمرها ما تتعد زي جدعنتك معايا يا صاحبي..
ابتسم وليد وهتف وهو لا يزال داخل احضان صاحبه: إيه الدراما دي يا أسر مالك؟؟
لا يرد أسر عليه بل ظل كما هو يحتضنه... رفع وليد عينه للأعلى لينظر في عين أسر وهتف: بوسني يا أسر.. قالها وأخذ يحاول أن يكتم ضحكاته داخله حتى لا يسقط ارضًا الآن..
القاه أسر بعيد عنه في غيظ وهتف: غور ياض من هنا هو انا مراتك ؟ ولا بقى عشان حضنتك هتظيط فيها؟؟؟
يضحك وليد بصخب وهو يخرج لسانه ويرفع حاجبيه لأسر حتى يغيظه..
نظر إليه أسر عابسًا من حركاته تلك وهتف في جدية: بس بقى احترم نفسك احنا في محاضرة.. ثم لم يكمل ثوان وانفجر من الضحك مشاركًا إياه
استطاع هذان الاثنان بأن يلفتا الانتباه لمن هم لايزالون في المدرج، حتى اقترب محمد زميلهم وهتف في ابتسامة عريضة: إيه يا شباب فشتكم عايمة ليه؟؟
يحاول أسر أن يتوقف عن الضحك وهتف: إلا قولي يا محمد هو حد من التجمع بيقول بردو فشة وكبده والكلام ده ؟؟؟
ازدادت ضحكات وليد الذي يكد يسقط ارضًا من الضحك..
تعجب محمد وهتف: مين قال إني من التجمع ؟
توقفا كل منهما عن الضحك ونظرا إليه في استغراب وأسرع وليد مستفسرًا: مش أنت يا بني أتصلت بيا وقلتلي تعالى عيد ميلادي أنت وأسر وادتنا العنوان وكان في التجمع ؟
يبدو على وجه محمد أنه يستنكر كل ما يوجه له..
يتابع وليد: إيه يا محمد أنت فقدت الذاكرة ولا اي؟؟؟ ده لسه يا بابا من كام يوم
عقد محمد حاجبيه في استغراب وهتف مشيرًا إلى نفسه: انا عملت كل ده؟؟ طب ازاي؟ يا بني انا عيد ميلادي شهر واحد الجاي لسه، انت هتشككني في يوم عيد ميلادي ؟؟
حتى لو مش مصدقني أسأل أمي هي ادرى بكل ده هي اللي ولدتني في اليوم ده..
ينظر وليد إلى أسر في عدم تصديق بينما أسر يبادله الشعور ذاته...
ليتابع محمد: ثم إنه.. تجمع ايه اللي انا منها؟؟! يا عم صلي على النبي في قلبك أنا من الجيزة المنيب عادي..
الصمت يعم المكان لدقائق، شرد وليد بعيدًا يشعر أن الأمر يزداد سوءً وهناك أمور ما تحاكى خلف ظهره وهو لم يعرف عنها أي شيء..
                 ******
كان محرم جالسًا في مكانه المميز ألا وهو الأريكة التي تتمركز الصالة، يقرأ الأخبار العاجلة في جريدة الوطن، اقتربت منه علا ابنته ووضعت كوب القهوة على الطاولة التي كانت أمامه، وظلت واقفة..
ابعد محرم الجريدة عن وجهه قليلًا ونظر إليها في استغراب وهتف: انتي واقفة كده ليه؟ ضيعتي وش القهوة طبعًا صح ؟؟
همت بالرد: لا لا يا بابا الوش موجود اهو حتى بص..
ألقى نظرة إلى الكوب ثم نظر إليها مرة أخرى وهتف: اومال في إيه ؟
اقتربت هي في هدوء ثم جلست جواره واردفت: بابا سيد مش متعاون معايا خالص
عقد حاجبيه في استغراب وهتف: مش فاهم يعني عملك إيه ؟
تابعت: ابنه ده زي ماهو ابني، المفروض يصحى ليه ويهتم بيه زيي يعني اشمعنى انا اللي افضل اهتم بالواد وببقى عاوزة انام و كمان..
وقبل أن تكمل قاطعها والدها هاتفًا: وايه كمان ؟؟ انتي لسه هتكملي ظيطة؟؟ انتي هبلة يا بت.. من امتى يعني بنصحي الراجل من نومه عشان يقعد يهتم بالأطفال يا غبية انتي ؟؟
_ بس يا بابا...
_ بس اخرسي ولا كلمة، الراجل بيبقى عنده شغل تاني يوم وعاوز ينام شوية قبل ما يمشي وكمان هيصحى ليه هو؟؟ هيرضعه ولا هتبقى لزمته إيه ؟؟ علا .. اهتمي لجوزك واحرصي على الهدوء حوليه طول الوقت.
شردت بعيدًا تفكر.. ومن يحرص على الهدوء حولها اذًا ؟؟ ومن هذا سيد حتى تحرص على الهدوء حوله؟؟ وماذا قدم لها سوى قلة القيمة و السب طوال الوقت ؟؟ لا تعرف علا لماذا تضطر أن تفعل كل ذلك لأجل رجل لم يرفق يومًا بالقوارير..
ولكنها صمتت مثلما فعلت كثيرًا من قبل.. وظلت ناظرة إلى والدها لعله يلاحظ الأسئلة التي تطرحها نظراتها، حتى جاء أسامة وهتف وهو يمسكها من يدها: قومي كده يا علا انا عاوز اتكلم مع بابا حبة..
وقبل أن تعلق وجدته قد أبعدها وجلس هو مكانها حوار والدها وهتف في ابتسامة: اخبارك ايه انهارده يا حاج؟
ترك محرم الجريدة جانبًا وابتسم لابنه وهتف: انا الحمدلله، يلا جهزوا نفسكم بقى عشان هنرجع البلد..
فرك أسامة بسبابته جانب أنفه وهتف: ماشي يا حاج هلم حاجتي.. بس انا كان عندي طلب كده صغنون..
_ اطلب
_ كلم عمي رمضان وخد منه معاد عشان نروح نطلب أيد جومانة
ابتسم محرم في سخرية وهتف: وهي جومانة عوزاك؟؟
_ اه .. هي صحيح قالتلي بعد الجامعة نشوف الحوار ده بس انا شايف اننا نتخطب ولما تتخرج نتجوز..
_ ماشي هكلم رمضان وناخد معاد وبالمرة بدل ما نروح البيت نروح لرمضان
اقترب منه أسامة وأمسك يده وقبّلها وهتف في ابتسامة عريضة: تسلملي يا حبيبي وربنا ما يحرمني منك يارب..
تنظر علا إلى ذلك الود الذي بين والدها واخاها وهي لا تعلم لماذا لم تُعامل هي الأخرى بنفس الشكل؟ ولماذا لم ينفذ لها والدها ما تطلبه كأخويها؟؟
                 *****
السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله..
أنهى وليد صلاة العصر بمسجد الجامعة والذي كان يؤم الصلاة بصاحبه أسر، وبعدما أنها صلاتهما، هتف أسر: حرمًا
نظر إليه وليد وهتف: بدعة
ليرد أسر: بدعة؟؟ انا آخر مرة كنت بقول للناس حرمًا كانوا بيقولوا جمعًا اول مرة حد يقولي بدعة بدل جمعا.. غريبة المرادفات ومين فاهمها؟؟
نظر إليه وليد في برود وقبل أن يرد سمع صوت اهتزاز هاتفه.. حيث كان وليد يحرص على  أن يجعل هاتفه صامت أثناء الصلاة.. أخرج الهاتف من جيبه وهتف: إيه يا هنا
_ إيه يا وليد
_ إيه ده مال صوتك ؟؟
تنهدت هنا وهتفت: مفيش حاجه بس جاسر ده عاوز يتجوزني بالعافية
ابتسم وليد وهتف: يتجوزك بالعافية ازاي يعني ؟؟
_ يا وليد انت بتضحك؟؟؟
_ يا هنا يا حبيبي ممكن تطنشي اي حاجة بيقولها جاسر وابوه؟؟ مفيش حد هيقدر يخليكي تعملي حاجة غصبن عنك مهما حصل ، عشان كده بقى أهدي وانتبهي لدراستك وفوكك من العبط ده
فتحت هنا فمها في بلاهة وهتفت: بالبساطة دي؟؟؟ وانا اللي قلت بقى انك هتنفعل وتقلب الدنيا زي ابطال المسلسلات التركية وتقولي انا جاي اقلب الدنيا واضرب جاسر  لاجلك جانيم( روحي بالتركي)
يعقد وليد حاجبيه في استغراب وهتف في هدوء: عارفة يا بت يا هنا ؟؟
_ هممم
_ انتي بتفكريني بالقهوة..
ابتسمت هي واردفت في رقة: هل لأننا نحن الاثنان ادمان؟؟
_ لا عشان انتوا الاتنين بترفعولي الضغط.. وانا واحد صحته على اده مش حمل درامتك انتي وأسر، ها؟؟ انفع اخد بطولة في مسلسل تركي؟؟
نظر له أسر وكأنه مظلوم وهتف: الله!! وانا مالي يا لمبي؟؟
ابتسمت في سخرية منه وهتفت: هاها funny   يا وليد funny
ابتسم في هدوء وهتف: مانا عارف.
تعصبت هي من بروده وصاحت في غيظ: انا هقفل عشان انا عندي مرارة واحدة، واه عاوزة اقول إنه الله يكون في عونها البت اللي انت هتاخدها دي قسما بالله هتتجوز تلاجة..
لا يزال هو مبتسما وهتف: ليه هو انا هعاملها زيكم ولا إيه ؟؟ ده انا هكون ليها روميو ومش بس كده هتفرج على مهند عشان اخليها سحر..
لم يكد يكمل حتى ضربه على قفاه هاتفًا: اما انت ملكش فى المسلسلات اتنيل اقعد ساكت، سحر مين دي ؟ مسلسل جديد؟؟ اسمها نور يا ابو جهاد نور
ضحكت هنا وهتفت في شماتة: احسن احسن اديله يا أسر.
_ اديله يا أسر؟؟ ماشي خلي أسر بقى يوقف محرم وابنه يا بياعة يا خاينة
ضحكت وهتفت: خلاص يا ويل انت حبيبي انا بهزر
_ يلا يا بت انتي من هنا، انتي هتصحبيني؟! يلا كفاية كده وقتي ثمين ياما
قالها ثم غلق الهاتف ووضعه في جيبه ونظر إلى أسر في جدية وهتف: يلا عشان ورانا محاضرة..
_ انت زعلت؟؟
هتف أسر في ابتسامة عريضة..
لم يرد عليه وليد، بل اتجه ناحية الجذامة وأخذ حذائه وخرج، خرج أسر خلفه وألقا كل منهما حذائه حتى يرتديه، واثناء ارتدائهما الحذاء هتف أسر: انت زعلت بجد ولا إيه ؟؟
انتهى وليد قبله من ارتداء الحذاء..
أمال أسر لتحت حتى يربط الحذاء ليجد صفعة قوية قد نزلت قفاه.. وتزامن مع تلك الصفعة صوت وليد وهو يقول له: البدعة دي يعني فعلة مخالفة للسنة مش مرادف جمعًا..
ثم ركض بعيدًا عنه..
وضع أسر يده مكان الضربة ونظر ناحية وليد الذي قد ركض بعيدًا عنه عدة امتار وبدأ أن يخرج له لسانه حتى يستفزه..
نظر إليه أسر بشر وركض خلفه وهو يهتف: خد ياض هتروح مني فين..
               ******
دخلت شاهستا الجامعة في خطوات سريعة، ثم اتجهت إلى مبنى كلية الإعلام، وقبل أن تدخل المبنى، وجدت يد قد سحبتها للخلف لتمنعها من الاستمرار في السير، نظرت في سرعة إلى ذلك الشخص لتجده عمر
اغمضت عيناها واطلقت زفيرًا طويلًا وابعدت يدها التي كان يمسكها وهتف: نعم.. بتمسكني كده ليه؟؟
_ شاهستا ارجوكي تعالي نقعد في مكان ونتكلم..
_ انا مش جاية اتكلم انا جاية عشان عندي بروجكت هخلصه وهروح
_ بس ارجوكي ثواني
_ لا هتاخر الليدر كلمني من بدري..
وكلما تحركت للإمام حتى تمشي يعترض طريقها هاتفًا: مفيش دكتور ولا حاجة، الدكتور غير المعاد ورجعه للمعاد الأصلي..
استوعبت هي اللعبة وهتفت في سخرية: آه.. بتلعب عليا انت والأستاذ هيثم يعني؟؟
نظر إليها عمر في استغراب وهتف وهو يرمقها من أعلى إلى أسفل: إيه اللي انتي لابساه ده يا شاهستا؟؟ انتي غيرتي استايل لابسك امتى؟؟
نظرت هي لثوان إلى ملابسها والتي كانت عبارة عن فستان طويل شكله رائع وجميل ولائق بها و كان لونه لبني( بيبي بلو) وقد كان حاجبها معدل وشكله جيدًا لائق على وجهها، لذلك لم تهتم برأي عمر وهتفت: خليك في حالك انا عجبني شكلي، ويلا وسع..
_ شاهستا انتي لازم تسامحيني..
اطرقت لمدة دقيقة وهتفت: انا معرفش أنت بتتكلم عن ايه..
_ ارجوكي.. والله اتعاقبت بما فيه الكفاية ربنا اخد حقك مني تالت ومتلت..
اقتربت منه.. وأخذت تنظر إلى عيناه مع صمت تام.. وكانت نظراتها له تحمل في طياتها الاشمئزاز والقرف..
وهو ينظر إلى عينيها وكانت نظراته لها تحمل في طياتها الخوف والشعور بالندم.. لم تعي شاهستا بتلك النظرات ولم تترجمها جيدًا وهتفت مقطعة جملتها: أنا.. معرفش.. انت.. بتتكلم.. عن إيه..
ثم ابتعدت عنه وعقدت ذراعيها أمام صدرها وتنهدت هاتفة: ابعد يلا عن طريقي حالًا وإلا هنادي أمن الكلية واقولهم بيرخم عليا..
اقترب منها ووضع وجهها بين كفيه ناظرًا إليها في ترجي: شاهستا عشان خاطري انا بموت والله و....
صرخت في وجهه هاتفة وهي ترمي يده بعيدًا عن وجهها: انت مجنون ؟؟ انت ازاي تتجرأ وتعمل كده؟؟؟
_ انا بس...
_ قلت غور من وشي
نظر عمر حوله ليجد الطلبة تلتف حولهما..
نظر إليها تارة أخرى وهتف: ماشي هسيبك تمشي بس هنتكلم تاني، انتي لازم تسامحيني لانك مش هتبقي لغيري..
لم تقف هي أكثر حتى تسمع ذلك الهراء بل خطت خطوات سريعة متجهة ناحية مبنى كليتها..
نظر عمر حوله إلى الطلبة الواقفون وتمتم: والله عال يا عمر.. كل شوية واحدة تقف تصرخ في وشي وتلم عليا الجامعة..
            *******
وفي أحد النوادي الرياضية ذات البنيان الرائع، تجلس جومانة التي ترتدي بنطلون جينز وفوقه بلوزة قصيرة بثلث كم تاركة شعرها حر دون أن تقيده.. وجانبها ريهام والدتها والتي كانت ترتدي مثل ابنتها تقريبًا.. لا تختلف عنها سوى أن بلوزة ريهام كانت أطول من بلوزة جومانة وكانت بكم كامل..
تشرب جومانة الكافية الخاص بها في هدوء وهي تنظر إلى الناس شاردة الذهن.. لتجد فجأة حلمها أمامها...

_ حلو كده عظيم المشهد ده.. بس انا هعيد تاني آخر جزء عشان عين الأستاذة كانت مقفولة شوية وانا مش بحب يكون فيه تعليق على شغلي..

صرخت جومانة هاتفة: أمير السيستاني ادام عيني بنفسه...
انتفضت أمها منتبه لها وهتفت: في إيه يا جومانة بتصرخي كده ليه ومين السيستاني ده؟؟
هتفت جومانة في فرحة عارمة: ده المخرج القادم يا ماما لسه متخرج من كام سنة بس شغله تحفة وهو اللي أخرج مسلسلات هتتعرض رمضان ده.. استني يا ماما استني .
أخرجت جومانة الروج من حقيبتها إلى جانب المرآة وأخذت تضعه على شفتيها، وتنظر إلى المرآة حتى تتأكد أنها تبدو في أحسن شكل.. ثم انتهت وأدخلت كل شيء إلى حقيبتها تارة أخرى وأخذت تعدل شعرها وملابسها وذهبت متجهة نحوه..
يجلس هو أمام الحاسوب ناظرًا إليه في تركيز شديد و بجانبه الكاميرات والأضواء..
والممثلين يقومون بأدوارهم..
ظلت هي تراقب عن بعد في ابتسامة عريضة، وكلما رأت الابطال يمثلون تضحك ويرقص قلبها عندما تتخيل نفسها مكان البطلة في يوم من الايام ويا حبذا ان كانت مكان المخرج مثلما تتمنى..
هتف أمير ( الأخ الأكبر لشاهستا) في صوت عالي: استوب.. cut
بريك وارجعولي تاني.. ثم نظر إلى الممثلة وهتف: ظبطي الميكب بتاعك قبل المشهد الجاي..
اخذ يستريح هو وهو يشرب زجاجة من المياة الغازية ( كانز)
اقتربت منه جومانة في فرحة عارمة وهتفت: حضرتك الاستاذ أمير السيستاني ؟؟
نظر إليها وهتف: اه في حاجة؟؟
تابعت ولازالت ابتسامتها موجودة: انا من أشد المعجبين بحضرتك بجد، شاب ناجح وطموح حضرتك مثلي الأعلى والله..
ابتسم وتابع: ميرسي جدا لذوقك.
_ انا هتخرج السنادي ومعايا منحة من امريكا ادربت كويس اوي على التمثيل والإخراج هناك، وكنت هكمل هناك شغل، بس للاسف هما هناك عندهم مشاهد جريئة اوي وده اللي مانعني اخد الخطوة شوية، وقلت ادور الاول على فرصة في مصر..
ابتسم لها وهتف: بصي انا حقيقي مش عندي وقت خالص حاليا، لازم انهي المشهد ده قبل غياب الشمس، فأنا بعتذر مش هعرف اكمل حوار معاكي، بس ممكن تاخدي رقمي من المساعد بتاعي وبعدين نحدد معاد..
ضحكت بشدة وصاحت في فرحة: انا متشكرة جدا بجد.. ممكن بس صورة تذكارية؟؟
ابتسم هو وقام من مكانه، اقتربت هي منه ووقفت بالقرب منه بشكل مبالغ فيه، وابتسمت والتقطت الصورة..
ثم بعدها شكرته واتجهت إلى مساعده وأخذت الرقم، وعادت إلى أمها تارة أخرى، وارتمت على الكرسي وهي تأخذ شهيق عميق ثم زفرته في سعادة وراحة وهتفت: أخيرًا..
_ أنا مش فاهمة حاجة
هتفت أمها
_ يا ماما مش فاهمة إيه ؟؟
_ يعني مخرج إيه جابوه النادي؟؟ هو مش انتوا بتمثلوا في مدينة الإنتاج الإعلامي؟؟
_ اه، وممكن عادي المخرج يطلع بره المدينة ويعمل مشاهد في حتة تانية إذا حب او اذا لزم الامر
             *******
تراقب غروب الشمس من نافذة الغرفة، مترقبة الخوف الذي سينتابها في الظلام الذي عاشت فيه لسنين.. منة جالسة وحدها على أرضية غرفتها، وقد ضمت ساقيها إلى صدرها واحاطتهما بذراعيها في وضعية كئيبة.. تُسند ظهرها على الحائط الذي تسير عليه ذكرياتها السوداء التي دهمتها للتو.. شاردة في حالة حداد ونهر يتسرب من عينيها، نعم فهي تلك الفتاة التي فقدت طفولتها.. تحتفل الآن بهزيمتها مرتين في العام.. وجع ينزف الأحلام، ويعالج همًا بهم، تقابل كل يوم الدنيا بابتسامة باهتة، هكذا حتى تعود إلى نقطة الصفر. تجلس قرفصاء في هدوء القتلة الطيبين، تتذكر ما قد حدث ولا حيلة مع الذكرى..
تنظر إلى كل اتجاه في الغرفة، فكل ركن بها يخبئ  لها سر..
تمسح من بين الآن و الآخر ملحًا سال على شفتيها ( مقصود بها الدموع). تجفف دموعها بالرقة المطلوبة كما اعتادت أن تكون..
سافرت إلى الماضي حتى تستدعي من ذكرياتها أحد المواقف التي لم تستطع أن تتخطاها.. أغمضت عيناها حتى تستحضر الصورة.. وبينما هي مغلقة عيناها وف وضع الاستعداد لاستحضار الماضي، سمعت صوت هاتفها يصدح.. فتحت عيناها، وقامت من وضعيتها الكئيبة واقتربت من الهاتف ووضعته على أذنها هاتفة: قول... ثم صاحت في عدم تصديق: إيه ؟؟؟؟؟ بتقول إيه انت؟؟ انت متأكد طيب؟ رايح يخطبها امتى ؟؟ الجمعة الجاية ؟؟ والله!! ماشي.. ماشي اقفل انت...
غلقت مكالمته.. وظلت تسير في غرفتها لا تصدق ما قد سمعته للتو..
وأخذت تحدث نفسها في غضب: والله المرادي ابدا يا شاهستا.. ابدا حتى لو كان على موتي..
ثم نظرت إلى هاتفها وفتحته وقد طلبت رقم أحدهم ووضعته على أذنها تنتظر الرد..
ثم عقب دقائق صاحت: ألو يا عرة انت، هو إيه اللي بزعق ده؟؟ مش عارف بزعق ليه؟؟ خلاص خلاص هوفر عليك.. حبيبتك القمورة يا عمورة  شاهي الحلوة هتتخطب قريب يا عسل..
             *****
كان وليد داخل مسجد الجامعة، وبعدما صلى المغرب جلس ليقرأ ورده اليومي في هدوء، وبينما هو يتلو القرآن بصوته الجميل والذي جعل ما من في المسجد يستمع إليه، سمع اهتزاز هاتفه في جيبه، توقف عن تلاوة القرآن وأخرج الهاتف، ليجد اسم شاهستا.. ابتسم ورد: ألو السلام عليكم
_ وعليكم السلام ورحمة الله، هو لو انا متصلتش الشيخ التقيل مش هيتصل؟؟
ابتسم وهتف: خالص والله بس كنت في محاضرات انهاردة طول اليوم، وبعدين حابب المكالمات دي تبقى بينا بس بعد الإطار الرسمي..
_ اه فهمتك.. طب خلاص انا اسفة مش هرن تاني ازعجك
_ لا لا خالص ولا يهمك كل اما تحتاجيني رني عليا علطول طبعا دون تردد
ابتسمت واردفت: انا فعلا كنت عاوزة اقولك على حاجة
_ اتفضلي سامعك
اطرقت قليلًا وهتفت: انت بتحب الجاتوه يبقى بالشكولاته ولا الكريم ولا إيه بالظبط ؟؟
ضحك هو وهتف: انا باكل أي حاجة مش بقول لأي نكهة لا..
_ ماشي يا سيدي خلينا شكولاتة عشان بحبها اوي.. انت فين كده؟
_ في مسجد الجامعة صليت المغرب وبقرأ قرآن ومروح دلوقتي، وانتي؟
_ انا نزلت الجامعة انهارده بردو عشان اسلم بروجكت وفي العربية اهو
_ مروحة ولا رايحه مكان ؟
أوقفت سيارتها على جنب وردت: كنت هروح وبعدها فكرت اعدي عليك في المحل اشتري فستان حلو نختاره مع بعض، عشان ألبسه أما تيجي يوم الجمعة بإذن الله
قام وليد من مكانه وأخذ حذائه حتى يرحل وتزامن مع ذلك رده: تنوريني يا ستي، بس انهارده حسن مش هيكون هناك وعشان منكنش لوحدنا هتصل بهنا اختي تيجي تقعد معانا.
_ تمام مفيش مشكلة، حتى اتعرف على اختك..
خرج وليد من المسجد وارتدى حذائه وذهب في طريقه إلى الخروج.. وهتف: هنا هتحبك اوي بجد وانتي كمان.
ابتسمت هي وامسكت بعجلة القيادة وانطلقت هاتفة : ده اكيد هحبها، مش اختك!!
ابتسم هو وقبل أن يتحدث انتبه إلى ذلك الصوت الذي يقف خلفه وينادي عليه: وليد..
توقف وليد بينما فزعت شاهستا بعدما سمعت صوت عمر  في الإرجاء وهتفت في خوف: هو مين ده اللي بينادي عليك..
_ سلام، هبقى اكلمك تاني
غلق وليد الهاتف، بينما شاهستا، توقفت لحظة تستوعب ما حدث، ثم طارت بالسيارة..

_ نعم إيه يا عمر؟؟
اقترب منه عمر حتى وقف أمامه  ووضع يداه داخل جيبه وهتف : سمعت إنك هتخطب شاهستا، وعرفت بردو إنك شيخ.. طب ازاي ؟؟
عقد وليد حاجبيه في استغراب وهتف: وايه المشكلة يعني ؟؟ إيه الصلة مش فاهم ؟؟
هتف عمر في خبث: يعني ينفع شيخ يتجوز واحدة اتلعب فيها...
يقف وليد والصدمة معًا لا يصدق ولا تستوعب أذنه ما تسمعه، لذلك هتف: اوعى تفكر ترمي محصنة.. ده ذنبه كبير اوي عند ربنا، انت سامع؟؟؟
ابتسم عمر في هدوء وهتف: بغض النظر عن اني مش فاهم يعني ايه أرمي محصنة، بس شكلك مش مصدق، من الصدمة باين؟؟
صاح وليد على غير عادته : بقولك ايه، انت ومنة أنا مش فاهم عاوزين إيه واوعى تفتكر اني عبيط وهصدق اي عبط منكم، احتفظ بمعلوماتك لتفسك، عن اذنك...
قالها وليد واستدار معطيًا ظهره لعمر حتى يرحل، ليتحدث عمر في صوت عالي حتى يسمعه: كانت مرتبطة بيا كنا متفقين على جواز.. ثم صمت برهة وصاح بصوت أعلى مما كان يتحدث به: تحب تعرف مني أنا إيه اللي حصل بينا عشان تبعد هي عني؟؟ ولا تحب تكتشفه بنفسك انت يوم الفرح ؟؟
تجمد وليد مكانه كأنه صعق لحظة واغمض عينه وأخذ يقبض يداه يحاول أن يخمد البركان الذي يحدث داخله الآن.. وبعدها فتح عينه تارة أخرى وهو يتنهد في الم واستدار ناحية عمر.. ابتسم عمر عندما رآه توقف . ابتلع وليد ريقه وهتف بصوت خفيض مرتجف: إيه اللي حصل بينكم؟؟؟
              *****
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل اذا عجبك البارت، شجعني عشان لو فقدت الشغف هروح منكم..
دمتم بخير
سلمى خالد احمد










الجعة يشوبها الأخلاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن