ازيكم عاملين ايه
جاهزين؟؟
يلا نبدأ
قص أسر كل ما قاله عمر له على صاحبه أثناء سيرهما، وما إن انتهى من حديثه، حتى هتف وليد وهو يفتح باب السيارة ليركب: بس الموضوع ده ممكن تكسب منه حاجة لصالحنا
رد أسر وهو يفتح الباب ليجلس بجواره في الكرسي الأمامي في السيارة: ازاي؟؟
_ اركب اركب الأول
ركبا الاثنان وانطلقت السيارة ليتابع وليد حديثه: يعني عايز ادور في الموضوع ده واتحقق عشان لو فعلا طلع اللي قاله عمر ده صح وإن فعلا مصطفى ابو منة قتل امها، أنا أعرّفها ده
_ و هتستفاد إيه؟!
_ كتير.. اولا هخليها تنشغل بقى بقضية امها وتحارب ابوها ولا يولعوا في بعض واخلص أنا من الهم ده. يمكن تحل عني أما تلاقي موضوع كبير زي ده يشغلها
_ وثانيا؟!
_ ندخل عمر في عمه مش هو اللي كشف سره لينا؟؟
_ انت عايز تنتقم منهم جامد اوي
_ خالص، أنا عايز الفت انتباهم لحاجة مهمه ألا وهي إن في حاجات مهمة كتير في حياتهم لازم ياخدوا بالهم منها اكتر مني ومن حياتي.. وبعدين ما انتقم ماهما عمالين يخربوا في حياتي ومنة دي من ساعة ما شفتها وهي حالفة تخليني ارتكب أي معصية أو ذنب من غير ما أذيها أو اعملها حاجة
_ عظيم، عايزنا نبدأ منين عشان نفتش في الأمر؟!
_ هقولك، بس مش دلوقت عايز افكر وابحث اكتر عن عيلة المرشدي والجوهري دي.. سيب كل شيء لوقته الصح.
*****
_ يعني إيه يعني يا رمضان جومانة هتتخطب كمان اسبوعين؟!
هتف محرم وهو يحدث رمضان عبر الهاتف
_ يا محرم يا حبيبي هي جومانة مش عايزة تتجوز أسامة ابنك والجواز مش بالعافية يا أخي
_ مش بالعافية ولكن ليه بنتك ترفض ابني اصلا!! ابني ناقصه إيه؟!
_ ناقصه قبول منها والجواز قبول في الأول وفي الآخر
_ قبول!!!
_ اه يا محرم
_ اقفل اقفل يا رمضان أنا مش طايق اتكلم معاك اصلا
قالها وانهى المكالمة، وما إن انتهى من حديثه مع أخيه، حتى صاح أسامة: هتتخطب خلاص لغيري!!
لم يرد...
_ بابا وقف المهزلة دي بعد اذنك بدل ما ارتكب جناية
_ اعمل ايه يعني!! اروح اقتلها هي وأبوها ولا انت عايز مني ايه ؟؟
صاح في سخرية
_ أيوه اقتلها علشان هي مش هتتجوز غيري، يا إما هقتلها أنا والله
صرخ في غضب
_ طب اهدى وبطل جنان طيب
_ لا أنا معنديش عقل يا عم أنا مجنون، هي ليا أنا بس
_ قلت اهدى
صاح محرم في جدية
صمت أسامة وأخذ يسير في غضب يشوبه غيرة شديدة، يتنفس الصعداء، يحاول أن يهدأ.. وهتف بعد حين: هو مين الأستاذ اللي أمه دعت عليه في ليلة القدر ده اللي هيخطبها؟؟
_ الواد اخو شاهستا اللي انت اتخانقت فيه قبل كده..
صاح في سخرية يشوبها عدم تصديق: نعم!!! ده عيل غير أخلاقي بالمرة كفاية سمح لنفسه ينام في حضنها من غير جواز
_ ده على أساس إنها هي اللي أخلاقية أوي؟!
_ بابا انت هتسيب عيل زي ده يضيع بنتنا؟؟
اطرق...
_ لو انت هتسيبه يا بابا فأنا مش ساكت وحياتها عندي وغلاوتها في قلبي لابوظ لامها الجوازة دي بنت طنط ريهام تناكة..
******
عادت إلى منزلها مهمومة ومغمومة تصعد الدرج شاردة الذهن وبالها مشغول بالعديد من الأشياء، وبينما هي في تلك الحالة، فتحت شهد باب شقتها وهتفت في صوت عالي: شاهستا.. يا شاهستا
توقفت على أحد سلالم الدرج وخرجت عن شرودها على صوت حماتها وردت: نعم؟
_ ما تيجي يا حبيبتي تقعدي معايا شوية ونتسلى.. وليد اصلا بره ومش هيجي دلوقت عشان بيلف مع أسر يكملوا بقية حاجاته وده لأنه كتب كتاب أسر قرب
_ حاضر.. بس اسمحيلي اغيّر هدومي الأول
_ ماشي يا حبيبتي خدي راحتك
غلقت شهد باب شقتها واكملت شاهستا طريقها إلى شقتها، وما إن دخلتها حتى نزعت الحجاب وأخذت تتأفف في ضيق وتسير في اتجاهات عشوائية من الصالة تفكر... دقائق واخرجت الهاتف من حقيبتها و اتصلت بوليد... لم يرد عليها في المرة الأولى ولكنه رد في المرة الثانية هاتفًا: ألو السلام عليكم يا قلبي
_ وعليكم السلام يا حبيبي، انت فين كده؟!
_ أنا مع أسر بنلف على بدلة من الساعة عاشرة والاستاذ مش عاجبه حاجة وبعدين مانا قايلك يا قلبي من اول ما صحينا إني خارج معاه وانتي قلتي هروح اتكلم مع أمير في النادي
_ أيوه بس انت أخرت الساعة بقت أربعة يا وليد انت خارج من صباحية ربنا
_ طب انتي محتاجة أي حاجة؟!
_ اه محتاجاك معايا. احنا عرسان جداد يا وليد وانت بتغيب عني كل ده؟! اومال بعد سنة جواز هتعمل ايه؟!
_ انا اسف يا قلبي حقك عليا والله بس أسر محتاجني بس وهو وقف معايا كتير قبل الجواز وطول الوقت.. بصي هو بيقيس البدلة في البروڤا اهو بإذن الله تظبط وهاجي علطول
_ ماشي يا وليد براحتك سبني أنا وانا لسه عروسة جديدة واسرح انت مع أسر براحتك على الآخر
_ يا روحي والله ما اقدر اعمل كده. بقى حد يقدر يسيب القمر ده عشان يخرج مع أسر!! ده بس لولا الأمر ضروري كنت ولا عبرته حتى
_ وليد اخرك نص ساعة أو ساعة إلا تلت وأنا كده مجملاك غير كده هزعل وهتقمص وخلي أسر بقى ينفعك وقتها سلام..
أنهت مكالمته وما إن وجدها انهتها حتى ابتسم مقدرًا لغيرتها.. ولم يأخذ الموضوع على محل الجد بل استقبل غيرتها تلك وتقلباتها المزاجية وطريقتها الطفولية بصدر رحب وتمتم: غيرانة.. متعرفش إني أنا اللي عايز اخلص واطير ادخل جوا حضنها..
******
_ يعني بردو مشيتي كلامك ورفضتي العريس وقومتي عليا خالك ومراته وقلبتي الدنيا صح؟!
تحدثت تهاني موجهة كلامها إلى ابنتها عالية وهما الآن يجلسان داخل غرفة عاليا.
_ يا ماما لا قصدي امشّي كلامي ولا بتاع، يا حبيبتي أنا كل اللي في دماغي اني شيفاه مش مناسب
_ ماشي يا عاليا براحتك على الآخر أما نشوف العريس الجاي هترفضيه ازاي وايه حجتك الجديدة!
_ هو فيه عريس تاني اتقدم؟!
_ لا بس في فرح بكرة في شارع خالتك أم فاروق ابنها هيتجوز واحنا اتعزمنا وانتي هتيجي معايا عشان النسوان تشوفك ويلا عندنا لفة علشان ننقي فستان عدل. وبكرة هتحطي مكياج على ذوقي وانا كمان اللي هحطهولك.. قبل اي كلمة اعتراض خافي على وشك اللي هينزل عليه قلم محترم.
نظرت إليها الفتاة بملامح يظهر عليها علامة الاستفهام ( لما)؟ هي حتى الآن لا تعرف لماذا تعاملها أمها بكل تلك القسوة! هل حقا لم تعد تتحمل بقاءها في المنزل أكثر؟! أو ربما أصبحت الفتاة حمل كبير عليها؟! كل تلك الأسئلة كانت تدور في عقلها ولكن حتى إن كان هناك أسباب لدى امها، فهي إنسانة ولديها مشاعر يجب أن تُقّدر وتُحس، فدائمًا ما تتجاهل والدتها تلك النقطة وتتحدث معها وكأنها تتحدث مع حجر لا يشعر ولا يمتلك قلب.
******
بدلت شاهستا ثيابها وارتدت إسدال ونزلت إلى شقة حماتها كما طلبت منها، وما إن دخلت الشقة حتى وجدت شهد تحمل حقيبة التسوق وترتدي العباءة السوداء خاصتها، عقدت شاهستا حاجبيها في استغراب واردفت: انتي رايحة فين كده مش طلبتي مني انزل اقعد معاكي ؟!
ردت شهد وهي تبحث عن محفظتها: مانتي اتأخرتي وبعدين انا فتحت التلاجة لقتها فاضية ومحتاجة تتملي قلت أما انزل اتسوق.. ما تيجي معايا واهي فرصة تعرفي الناس هنا بتتسوق ازاي واعرّف اصحابي الستات عليكي كلهم عايزين يشوفوا مرات ابني القمر ويتعرفوا عليها
تحدثت شاهستا في ثقة: مش هو نوع التسوق واحد!! يعني الناس بتنزل الهايبر وبيجيبوا منه بقى اللي هما عايزينه صح؟!
_ إيه هايتر ده؟! ولا انتي قلتي إيه؟!
ردت في استغراب
اطرقت..
تابعت شهد: لا انسي بقى الهايتر والحاجات بتاعت التجمع دي هنا في الحي التسوق مختلف
_ مش عارفه يعني..
_ تعالي معايا وانتي تعرفي يا قلبي
اطرقت.... وردت بعد حين: مفيش مانع يلا بينا بس ثواني هطلع اغير هدومي
_ لا تغيري إيه مفيش وقت بقينا المغرب يلا يلا انتي حلوة كده
_ حلوة إيه بس يا طنط!! ده إسدال شقة معرفش مصدره مقدرش انزل بيه طبعا
_ ايه إسدال شقة ده!! يا ختي انا أسمع عن جلبية شقة مش عارفه إيه اما أيه إسدال شقة ده!! ده ساتر اهو يا حبيبتي وشكله حلو يلا بينا
قالتها وامسكت بيدها حتى يرحلا، ولكن شاهستا توقفت وهي تفلت يدها عن يد شهد وهتفت: اسفة يا طنط بجد مش هنزل بالبتاع ده مستحيل
ظهر على ملامح وجه شهد الضيق وتابعت في سخرية: يا ختي انا عارفة دلع ايه ده!! اقعدي اقعدي أنا هروح لوحدي
قالتها وذهبت، تابعت شاهستا أثرها وتمتمت: مع السلامة يا طنط ولله إيه القرف ده!
*****
_ اومال فين جومانة راحت فين؟!
هتف رمضان الجالس على أحد الكراسي في صالة منزله وهو يقرأ الأخبار في الجريدة
لترد زوجته ريهام: جومانة سافرت مع رغد صاحبتها وألفت بنت خالتها السخنة
عقد حاجبيه في استغراب وهتف: رايحين السخنة في الشتا؟!
_ شتا ايه ما خلاص بقينا في شهر اتنين اهو يعني الربيع
_ لا بردو الجو لسه بيسقع وبيقلب أحيانا، وبعدين ازاي يسافروا بنات كده لوحدهم!! ويا ترى هيقعدوا أد ايه هناك؟!
تنحنحت واردفت: اسبوع
صاح في عدم تصديق: إيه!!
_ في ايه يا رمضان مالك!! ما جومانة سافرت امريكا لوحدها فترة
_ مش كل شوية تفكريني بالموضوع ده أنا سفرتها غصبن عني اصلا وقلت معلش عشان دراستها وبتاع لكن دلوقتي تقعد اسبوع بره البيت ليه؟؟
_ ماهي مع البنات
_ فاهم انا واثق فيها كل الثقة بس انا خايف عليها هما بنات لوحدهم فرضنا حصل أي حاجة لأي واحدة فيهم افرح انا بيكي؟!
_ رمضان بليز بطل عصبية وزعيق بالشكل ده قولتلك ميت مرة بطل طريقة الناس الرجعية دي في التعامل معايا، المناقشة تبقى بدون تطاول وزعيق ونرفزة متتعاملش معايا زي ما اخوك محرم ده ما بيعمل وانسى طريقة الفلاحين دي بقى واتحضر شوية هقعد اعلّم فيك لحد امتى اسلوب حياة الناس الراقية؟!
قالتها وقامت من مكانها تاركة له الصالة كلها ودخلت الغرفة، يتبع أثرها وما إن دخلت، حتى ألقى الطاولة على الأرض في ضيق وعصبية، يشعر أن داخله يحترق بعدما اهانته زوجته بتلك الطريقة..
*******
كانت شاهستا تجلس في شقة حماتها وحدها تنتظر وليد على أحر من الجمر، وبينما هي تنتظر، طرق أحدهم الباب، أسرعت تفتح، وما إن فتحت حتى وجدت سيد أمامها والذي ابتسم لها ورمقها من أعلى إلى أسفل في اعجاب.. تركت مقبض الباب وخطت خطوات سريعة نحو الكرسي الذي كانت تجلس عليه، دخل الشقة وغلق الباب واردف وهو ينظر إليها: أخبارك إيه يا مرات ابن خالي؟! كله تمام؟
_ اه انا الحمدلله
تمتم: يخربيت جمال أمك، مش عارف كان عقلي فين وأنا بختار علا ومطلعتش ناصح زي وليد!!
ثم هتف في صوت عالي: اومال فين الناس يعني اللي هنا؟!
_ طنط راحت السوق واونكل لسه في الشغل وهنا نايمة ومراتك نايمة بردو جوا..
تمتم في سخرية: والله عال، بقى الحاجة شهد بقت طنط و خالي ابو كرش بقى اونكل!!
_ مش انت بردو جوز علا؟!
_ للأسف الشديد
_ على كده انتي لوحدك هنا يا جميل؟!
رفعت إليه أحد حاجبيها واردفت في جدية: قلت إيه؟!
رد في توتر وقد نسى ما كان سيقوله: اه.. اه قصدي يا مرات ابن خالي معلش يعني ذلة لسان
_ أنا اسمي شاهستا عادي مش اسمي مرات ابن خالك ولا جميل ولا غيره ليا اسم الناس بتناديني بيه تمام؟
_ فل
_ عن اذنك بقى وسع كده
قالتها و اتجهت نحو الباب
_ على فين؟!
_ طالعة شقتي
ذهبت.. يتبع أثرها وتمتم: يا بختك يا وليد يا بختك
****
_ ألو، ازيك يا فايز، اسف لو كلمتك من غير معاد..
قالها مصطفى وهو يجلس في حديقة ڤيلته يحدث فايز عبر الهاتف
_ ولا يهمك يا اونكل حضرتك رن عليا في أي وقت تحبه طبعا
_ شكرا لذوقك يا ابني
_ العفو على إيه بس.. معاك اتفضل
_ منة بتوضب شنطتها وحاجتها علشان هتسافر فرنسا تقضي إجازة نص السنة، أي نعم هي قربت تخلص بس هي معندهاش مشكلة تضيع أول أسبوعين من الدارسة وانا ما صدقت إنها أخيرا وافقت تعمل حاجة جديدة علشان تغير جو وتحقق حاجة كان نفسها فيها، وعايزك تشاركها إذا سمحت يعني.
اطرق فايز...
_ ألو.. فايز انت معايا؟!
_ مع حضرتك، بس سرحت شويه
_ في إيه؟!
_ يعني مستغرب جدا إنها قررت تسافر وتسيب شاهستا ووليد كده مع بعض!! يعني حاسس إن في حاجة أنا مش فاهمها
_ وانا كمان استغربت زيي زيك بالظبط، بس مش مهم مش فارق معايا أنا أهم حاجة أعمل اللي تشوفه هي واللي يريحها واتمنى تكون سابتهم في حالهم واتمنى إن سافرها ده يغير حاجات كتير ويخليها تعيد تفكيرها و يحسن من حالتها النفسية المتدهورة
_ أنا كمان اتمنى... وعمتا أنا هسافر معاها وهحاول انتهز الفرصة اننا لوحدنا واشوف شغلي، وبإذن الله قريب منة هتتعافى وهتبقى كويسة
_ يارب يارب.. عايزين بقى نشوف طريقة تكون مقنعة ومش مأفوسة علشان تسافر معاها..
******
ومع اقتراب الساعة التاسعة مساءً، فتح وليد باب شقته هاتفًا في ابتسامة عريضة: أنا جيت
قالها وأخذ ينظر يمينًا ويسارًا في أركان الصالة فلم يجدها، دخل الشقة وغلق الباب، وما إن غلق الباب وعلمت هي أنه قد جاء حتى ارتمت على السرير في سرعة والتفت في الغطاء تمثل أنها قد نامت..
دخل الغرفة، فوجدها ملتفة بالغطاء.. اقترب منها وجلس جوارها وأخذ يلمس بأطرافه شعرها في هدوء تام، وهمس: سامحيني يا قلبي مقدرتش اجي بدري والله غصبن عني.. بصي حتى جبتلك شكولاتة من اللي بتحبيها أما تصحي بقى ابقى اصالحك بيها..
قالها وطبع قبلة صغيرة على جبينها. اخذت تتحدث مع داخلها دون صوت: امسكي نفسك يا شاهستا شوية احنا واخدين موقف مش حتة شكولاتة يا طفسة اللي هتغير مبادئك نامي انتي مقموصة منه..
قالتها وأخذت تنظر في حذر من تحت الغطاء لترى ماذا يفعل، وجدته يقف أمام الخزانة يبدل ملابسه.. عادت إلى نومتها الطبيعة تارة أخرى. ارتدى بجامة النوم ونام جوارها، تقلبت ناحية الجهة الأخرى معطية له ظهرها، حاوطها بجسده كله محتضنًا إياها من جهة ظهرها واغمض عينه، أمسكت بيده الاثنين وابعدتهما عنها في قوة وركلت رجله حتى تبعدها عن ساقيها في عنف
تحدث في سخرية: انتي نايمة ولا بتتخانقي يا حبيبي ؟!
لم ترد عليه.. بل عادت إلى نومتها الطبيعة كأن شيئًا لم يكن
ضحك وتابع: عارف اصلا انك صاحية ومخصماني، دي مش مواعيد نومك يا قلبي، يلا قومي كفاية تمثيل
لم ترد عليه..
_ كده مش معبراني يعني؟! ماشي..
قالها واحتضنها مثلما فعل أول مرة ولكن هذه المرة ضمها إليه في قوة حتى لا تستطيع أن تبعده عنها بسهولة
تأففت وصاحت: يعني الواحد ميعرفش ينام منك خالص؟!
لم يرد عليها..
_ اوعى يلا ابعد عني متحضنيش
لم يرد يتّبع أسلوبها..
_ رد عليا وبطل تقليد بعد اذنك
يكتم ضحكاته داخله بصعوبة بالغة يود أن ينفجر من الضحك من طريقتها تلك
_ اوعى بقولك مخصماك
_ متقدريش اصلا انتي كدابة
_ لا انا مش بكدب
_ خلاص فتاية، ويلا نامي بقى
_ ماشي بس مش عايزاك تحضني
_ لا هحضنك
_ انت رزل ليه؟!
_ طالعلك، واتفضلي نامي بقى عشان مش عندنا أي حاجة الصبح بدري
_ ملكش دعوه مش بنام أنا من تسعة بليل كده
ضحك ورد: شفتي آخرة الكدب!! اعترفتي على نفسك متجوز ممثلة فاشلة ياربي!!
_ فاشلة!! طب اوعى بقى كده ابعد عني
قالتها في غيظ وأخذت تضربه على يده في عنف، تأوه واردف: آه يا مفترية، لا لا كله إلا القرص، بتقرصي جامد يا عقربة انتي
هتفت في راحة: بس كده خدت حقي
ابتعد عنها وأخذ ينظر إلى ذراعه الذي سرعان ما تحول إلى اللون الأحمر، نظر إليها ليجدها تبتسم في شماتة وتخرج له لسانها حتى تغيظه
_ كده!! ماشي..
قالها وقفز عليها قفزة واحدة، وأخذ يطبع قبلاته على خديها، بالتناوب على الخد الايسر تارة وعلى الخد الايمن تارة، في البداية اخذت تبعده في غيظ ثم ضحكت من طريقته وهتفت في ابتسامة: كفاية يا مجنون انت خدودي باظت
توقف عن تقبيلها وتابع وهو ينظر إلى عينيها: براحتي.. انتي مراتي ابوظلك خدودك براحتي، اعيش وابوظهم..
قالها ثم هتف في ابتسامة عريضة: وبكرة خلاص آخر يوم في الأيام العجاف وسيعقبها يوم الغوث
_ انت بتقول ايه؟!
_ مش مهم، المهم اني أنا فاهم اخرك معايا بكرة يا حلوة انتي..
*****
وفي صباح اليوم التالي، وكانت الساعة التاسعة، كانت اشعة الشمس تعانق ثلج الشتاء والهواء عليل وهو مزيج من البرودة اللطيفة والدفيء اللذيذ. البحر الهائج يضرب بأمواجه صخور الشاطئ. تحت تلك الأشعة الخافتة و البحر الهائج والهواء الصقيع، تركض جومانة على شاطئ البحر الأحمر بالغردقة وهي ترتدي ملابس خفيفة لذلك كانت تشعر بالبرودة الشديدة، يرتعد جسدها وشفتيها ولكنها لا تزال تركض كأنها هاربة من شخص ما، وسرعان ما تتضح لنا الصورة ونجد ذلك الشخص الذي يلاحقها وذلك عندما كان يركض خلفها ويكرر اسمها: استني يا رشا ارجوكي اوقفي شوية
صرخت وهي تجري دون توقف أو استسلام: مش هوقف ابعد عني ارجوك يا رشدي ارجوك بطل تطاردني
_ ارجوكي انتي اوقفي بس لحظة هشرحلك والله ما كنت بخونك صدقيني دي دي مجرد صديقة ليا
_ مش عايزة اسمع صوتك مش عايزة بطل كدب
اخذت تكرر تلك الجملة نفسها غير مصدقة ما رأته بعينيها وفجأة وقعت على الأرض ترتجف وتصرخ في ألم، ليضحك أمير ويهتف في ابتسامة عريضة: استوب زي الفل يا جومانة مشهد عشرة على عشرة يا نجمة
قامت من مكانها، وركضت نحو المعطف وارتدته في سرعة واردفت: حرام عليك يا أمير بجد انا متكتكة فعلا الجو سقعة اوي هنا عن القاهرة
_ معلش يا فنانة الفن فن ولازم المصداقية، انتي واحدة اتخانتي أكيد مش هتفكري في البالطو واناقتك دلوقتي كل اللي هيخطر في بالك إنك تمشي من قدامة لأنك مش مصدقة طبعا اللي عمله
_ خلاص تمام والمشهد خلص اهو الحمدلله، يارب ميجليش برد بقى
_ يلا روحي اجهزي علشان المشهد التاني مفيش وقت
_ حاضر...
******
دائمًا ما تستيقظ من نومك وانت لست بخير، وغير قادر على انجاز أي شيء، لم تبذل أي مجهود حتى، ولكنك تشعر بأن طاقتك قد انتهت ولم يعد لديك الرغبة في انجاز أبسط الأشياء أو فعل ما تحبه من عادات يومية، تشعر بفقدان شغف فكل شيء يحيط بك، يصبح تفكيرك سوداوي وتفقد الثقة في نفسك و في قدرتك. وتسأل نفسك لماذا أنا هنا؟ وماهي فائدتي؟! وهل حياتي ذات قيمة؟! أم أنها مجرد أيام وستمر إن كانت قليلة أو كثيرة... لا تقلق فجميعنا نمر بتلك الحالة وعلى فترات متعددة وذلك يعود إلى عدة أسباب منها اضطراب الهرمونات وغيره.. ومنها تكرار اليوم بكل تفاصيله ليصبح عادة حفظتها وبدأت أن تمل منها للغاية.. الحل؟! تخيل أن تستيقظ في يوم تظن أنه عادي كالذي مر أمس، تجد خطاب مرتوك على طاولتك صُنع بكل حب، ليضيف لك شيء بسيط يغير مزاجك للأفضل ويجعلك تبتسم وحدك، وتجد طاقتك جُددت تلقائيًا وودت أن تنجز مهامك بسبب تلك الرسالة التي تركت خصيصًا لك.. الموضوع يبدو في غاية البساطة ولكن السؤال الذي يدور في خاطرك الآن، كيف بإمكاني أن أذهب كل يوم إلى منزل شخصي المفضل واترك له رسالتي على طاولته؟! جرب أن تفعل ذلك مع أهل بيتك اولًا، اترك رسالة لزوجتك/ زوجك، اترك رسالة لأخيك/ اختك أو أمك/ أبيك، في خطاب بسيط حتى تضيف له جديدًا في يومه يجعله يشعر أنه مرغوب، وإن أردت أن ترسلها لصديقك/ صديقتك المقرب فاترك له رسالتك عبر أي تطبيق، جربها...، وعلى هذا النسق فعل وليد كما وعد زوجته، حيث استيقظت شاهستا من نومها وأخذت تفيق وما إن ابعدت عنها الغطاء حتى تذهب إلى الخلاء، وجدت على الطاولة التي تجاور السرير، خطاب زُين بالقليل من الخرز الممزوج بعدة ألوان، ابتسمت قبل أي شيء لمجرد أنها رأت الخطاب، ومدت يدها في لهفة يشوبها سعادة وامسكت بيه وأخذت تفتحه وما إن فتحته حتى وجدت بداخله رسالتها اليوم، فتحتها لتسقط عيناها على أول جملة من الرسالة " من زوجك وحبيبك وليد"
"رفيقة دربي...
حُبي لكِ هو القوة التي تُعطيني معنى للحياة، وتُنهي الوحدة التي باتت داخلي لسنين، وتَمنح لي الفرصة لمواجهة ذلك العالم القاسي.."
احبيني كل يوم.. احبيني إلى الأبد..
ما إن انتهت من قراءة رسالته، حتى ظلت صامتة لدرجة إنها لم تبتسم حتى.. كأنها في وضع الصدمة.. ولكنه لم يتركها في تلك الحالة كثير، فقد جاء من المطبخ وهو يسير جهتها في خطوات سريعة يتبسم هاتفًا: صباح الخير يا شاهستتي
نظرت إليه وقامت من مكانها واقفة على السرير وقفزت عليه قفزة واحدة، كاد أن يسقط للخلف ولكنه تماسك وحملها بين ذراعيه وتابع وهو يضحك: حد ينط على حد كده؟؟ كنت هقع لورا يا بت وشكلي كان هيبقى عرة
لم ترد عليه، بل اخذت تخفي رأسها بين رقبته وكتفه
_ قرأتي الرسالة يا دلوعة؟!
همست بذلك الأنين: اممم
_ طب تعالي اتفرجي على جوزك وهو بيطبخ جوا
حملها ودخل بها المطبخ واجلسها على الرخامة، وارتدى الزي الخاص بالطهي ( المريلة)، ضحكت عليه واردفت: ويا ترى هتعملنا أكل أي النهاردة يا شيف؟!
_ وصفة سحرية معكرونة وبانيه
_ طب استنى
قالتها وركضت إلى الخارج، دقيقة وعادت إليه وهي تحمل الهاتف وفتحت الكاميرا ووجهتها نحوه واردفت: يلا يا شيف انت كده على الهواء مباشرة جاهز؟!
_ بعون الله،
قالها وتقمص الشخصية وتابع في ثقة وجدية: السلام عليكم اعزائي المشاهدين من كل مكان اهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج " أنا اللي بطبخ وهي اللي بتاكل" النهاردة هعملكم وصفة سحرية بجد دلوقتي يا ست الكل تقدري تعملي مكرونة من غير مكرونة اصلا وكله في عشر دقايق مع الشيف الجامد فحت
ضحكت من طريقته وعلقت في سخرية: طب ازاي مكرونة من غير مكرونة يا شيف ؟
_ عادي زي الكيك من غير دقيق كده ولبن وسمنة الخ.. حضرتك انتي جاهلة في الطبخ اقعدي ساكتة أحسن وسبيني أشوف شغلي
_ أمرك.. بس خد بالك معاك مداخلة هاتفية
_ اوكيه ومعانا تليفون ونقول ألو ؟!
ردت شاهستا وهي لا تزال تسلط الكاميرا عليه، متقمصة دور المتصل: ألو
_ سامعك حضرتك اتفضلي
_ اهلا يا شيف مبسوطة إني كلمت حضرتك أنا جربت كل مواصفاتك حقيقي وتحفة تحفه عجبت جوزي والاولاد
_ بالهنا والشفا يا ست الكل عقبال ما تعجبني أنا كمان
_ إيه؟
_ لا مش بقول حاجة، بس أبقي اتعلمي بقى عشان جوزك ده راجل غلبان ونفسه ياكل أكل يرم عضمه
تكتم ضحكاتها وتابعت محاولة أن تتصنع الجدية: هو حضرتك تعرفه؟
_ أيوه مش حضرتك مرات وليد شعبان؟!
_ ايوه عرفته منين يا شيف؟!
_ ده جوزك ده غني عن التعريف ده حتة شاب سكرة ودمه زي الشربات والله سكر ماشي على الأرض، خلي بالك منه بقى السكر غلي
_ يخربيت النرجسية يا شيف والله
_ ربنا يكرمك يارب، إلا قوليلي يا فتاية اولادك اسمهم ايه؟!
_ ملكش دعوه يا شيف انت هتصاحبني؟!
_ أي قصف الجبهة ده؟! تمام اقفلي بقى علشان انتي ست مهزأة
ما إن قالها حتى أوقفت شاهستا تصوير وصاحت في خضة: وليد الحق الأكل بيتحرق
نظر وليد إلى الوعاء ليجد المعكرونة قد التصقت به و أخرجت ريح الحريق، صاح في صدمة: ادي آخرة الفتي، اجري يا شاهستا
ركض قبلها تاركًا إياها في الداخل مع الوجبة التي أفسدها وصارت تحترق، صاحت وهي تلحقه: استنى يا خاين..
******
نظمت منة اغراضها بالشكل الذي ارادته، وتركت الحقيبة جانبًا حتى يحين موعد السفر، وما إن انتهت من إعداد الحقيبة، حتى خرجت من غرفتها وسارت في طريقها متجه نحو غرفة والدها ووالدتها وفتحت الباب، واشعلت الإضاءة وخطت خطوات بطيئة نحو الحائط الذي يجاور السرير، ووقفت أمامه معلّقة بصرها على تلك الصورة الخاصة بوالدتها وظلت تنظر إلى الصورة فقط دون كلام لمدة دقائق، حتى شردت مسافرة إلى الماضي
ڤيلا منة قبل عشر سنوات
كانت تجلس السيدة صفا في حديقة منزلها شاردة الذهن في بعض الأمور.. ولم يقطع حبل أفكارها سوى ابنتها منة التي دخلت الڤيلا من الباب الرئيسي في ثورة عارمة تصيح هاتفة مرارًا وتكرارًا: مامي مامي يا مامي
_ إيه يا منة عمالة تزعقي كده ليه؟؟ وبتجري كده ليه؟!
أجابت في ضجر: مامي شاهستا خاصمتني
_ ليه كده؟!
_ مش عارفة..
_ طب روحي قوللها كلمي مامي بسرعة
ركضت الفتاة في فرحة وصاحت وهي تجري: ثانك يو مامي
مر الوقت وعادت مصطحبة شاهستا معها والتي كانت تسير جانبها في غضب وضيق وما إن اقتربت من صفا حتى اردفت: نعم يا طنط؟!
_ خاصمتي منة ليه يا شاهستا؟ هو أنتوا صغيارين؟ يعني بقى عندكم حداشر سنة كبرتوا بقى اعتقد على الخصام بتاع الاطفال ده وصداقتكم بقت اقوى مش كده؟!
_ يا طنط منة كل شوية تقولي يارب تصحي تبقي وحشة وتتحولي من بنت جميلة لبنت وحشة، في حد ينفع يقول لصاحبه كده؟!
_ ليه عملتي كده يا منة؟!
_ يا مامي عشان زهقتني كل شوية تقولي لو هناخد شخصية الابطال في ديزني هبقى انا الجميلة وانتي الوحش، هبقى انا روبنزل وانتي يودجين، هبقى أنا سندريلا وانتي الأمير، هي اشمعنى عايزة تاخد دور البنت ديما وانا أخد دور الولد؟؟ أنا خدت دور الولد كتير وعايزة ابقى البنت بقى، وهي بتقولي ماينفعش أنا أخد دور الولد علشان مفيش ولد قمور أوي كده
ردت شاهستا مدافعة عن نفسها: أيوه دادي قالي كده قالي انتي بنوتة ومش يليق عليكي غير دور البنات وألعاب البنات
حكمت صفا بينهما الحكم الذي تعتبره منة ظلمًا حتى يومها هذا، حيث اردفت موجهة كلامها إلى ابنتها: منة مهمها حصل ما ينفعش تدعي على اختك وصاحبتك
_ يا مامي ليه شايفة اللي انا عملته بس ومش راضية تشوفي الكلام اللي دايقني منها طيب،
ولم ترد بأكثر من تلك الجملة رغم أن داخلها يحمل العديد من الردود والدفاع عن النفس ولكنها كانت ضعيفة الشخصية لا تجيد الدفاع عن نفسها حتى وإن كان الحق معها
_ اعتذري منها منة وبس كده يلا واوعي تقولي الكلام ده ليها تاني
صمتت برهة واردفت: ماشي بس أنا يا مامي جوايا لسه زعلان لازم هي كمان تقولي أسفه
_ منة، اعتذري وبطلي لماضة انتي اللي غلطانة مش عاجبك الدور متلعبيش وبس مش تدعي عليها دعاء وحش زي ده!!
خرجت عن شرودها، وعادت إلى حاضرها وهي لا تزال تنظر إلى الصورة وتحدثت في سخرية تلوم والدتها: وخلتيني اعتذرت رغم إني حتى الآن شايفة إني مش غلطانه وفضلت ألعب معاها وأنا مش ناسية أبدا إني مظلومة وإني الطرف الوحيد اللي بيعتذر بس على أخطائه واخطائها وهي ولا مرة اعتذرت.. ربتيني على إن شاهستا وعائلتها دي مهمين جدا في حياتنا ولازم نقلدهم في كل حاجة حتى الآن مش عارفه ليه كان تفكيرك كده وليه ربتيني على الخضوع والخوف ديما من فكرة إن شاهستا تبعد عني؟! وإنها حد مهم في حياتي، كنتي ديما بتقارنيني بيها في نفس الوقت اللي بكون راجعة من المدرسة اشتكيلك إن المدرسة فضلتها عني، فبدل ما تحضنيني وتقوليلي أي حاجة تطيب خاطري كنتي تقوليلي مع المدرسة حق هي اشطر هو انتي بتذاكري؟! هو انتي فاضية من كتر اللعب؟! أما شاهستا شاطرة وبتعمل واجبها و كل المدرسين بيشكروا فيها وانتي لا خليكي كده بليدة مش نافعة وخليها هي تتفوق عليكي ديما.. كنتي مسكينة وفاكرة إن الكلام ده هيخليني اذاكر واقول لا أنا هبقى اشطر منها، لكن في الحقيقة خلاص عقلي اتقبل الوضع ده واقتنع فعلا إني حد سئ فاشل مش نافع زي ما الكل قاله.. عارفة لو كان عندي ذرة أمل واحدة إني ابقى أحسن فانتي طفتيني بكلامك وتقطيمك فيا وتقليلك مني...
قاطع كلامها ذلك، دموعها التي سرعان ما تسللت من عينيها وتراصت على خديها.. اخذت تزيل دموعها في هدوء كما اعتادت أن تفعل، فدائمًا ما تزيل دموعها وتعتني بنفسها بنفسها.. وتابعت في ألم ووجع: انتي مذنبة، مذنبة في حقي.. مش قادرة أقولك مش مسمحاكي لانك أمي بس في الحقيقة أنا عمري ما حسيت بالكلمة دي كنت بقولها بس.. حياتك من مماتك بالنسبالي مش فارقين.. ديما بسمع عن حنان الام بس عمري ما شفته.. كان نفسي حتى اجربه، اعرف عامل ازاي.. بس أنا متأكدة إني أما ابقى أم هبقى حنينة اوي والله. فاقد الشيء يعطيه وبشدة في قاموسي أنا.. لو حضنت طفلي بعد كده هيبقى علشان أنا اللي محتاجة الحضن ده اكتر منه.
تنهدت مغمضة عيناها، وأخذت تلتقط أنفاسها وتابعت: عايزة اصدمك واقولك إني اعتمدت على نفسي خلاص وكرهت شاهستا وهدمرها زي ما ادمرت متخيلة!! زي ما بقولك كده بقت عدوتي، مش مصدقة طبعا؟! حقك، مانتي متعرفيش منة دي.. عايزة أقولك إني بقيت قوية أوي ومفيش زيي ومحدش يقدر حتى يهزني.. وخدي الكبيرة بقى أنا مسافرة لوحدي من غيرها، هحقق حلمنا احنا الاتنين لوحدي وأما احققه هيكون ليا أنا نصر وهيكون ليها هزيمة.. مانتي متعرفيش بنتك ناويلها على إيه؟! عندك فضول تعرفي؟! لا مش هقولك خليها مفاجأة، خليكي في تُربتك وبصي على انتصاراتي أو بصي على أسوأ نسخة وصلت ليها بنتك بسببك اولا...
******
_ أنا اللي اعرفه إن الواحدة مننا بيكون فرحها قرب ولا كتب كتبها تبقى هطير من الفرحة مش تقعد تعيط زيك، في إيه مالك يا زينة ما كفاية عياط بقى!!
هتفت حنان صديقة زينة محاولة أن تواسيها داخل غرفتها، وهما الآن يجلسان على سرير زينة، والتي سرعان ما أجابت: مش قادرة الحيرة والقلق هيموتوني يا حنان بجد مش عارفه هتجوزه ازاي وانا مش طايقة ابص في ملامح وشه!! مش بس كده كل اما بيجي عندنا ويقعد قصادي يتكلم معايا، اشم ريحة وليد فيه، مش عارفه أنا متهيألي ولا لأنه ديما بيكون مع وليد فالبرفان بتاعه طبع في هدومه!! مش قادرة حتى أقول لا. وليد أصلا احتمال تبقى مراته حامل دلوقتي يعني مفيش أمل.. طب أعمل إيه بس ياربي!!
_ طب اهدي اهدي وادي أسر فرصة تانيه يعني أما تبقي مراته يمكن وتسمحيله يحضنك تحسي بالأمان وتحسي إن أسر هو اللي يستاهلك فعلا
لا رد
_ قولتي ايه؟
ردت في جدية: بلا فرصة تانية بلا تالته، أنا هقوله كل شيء قسمة ونصيب واللي يحصل يحصل...
*****
_ حرقت الأكل يا فالح؟! بس عامل نفسك شيف ولابسلي مريلة وشادد الهمة اوي اسم الله
هتفت شاهستا في سخرية من زوجها
_ خليكي في حالك، على أساس إنك محرقتيش الميكروويف؟!
_ انا على الأقل قلت مش بعرف مش عملت نفسي فيها بتاع زيك وقاعد مكرونة من غير مكرونة وكله في عشر دقايق
ضحك وتابع في سخرية من أمرهما: مش عارف أنا إيه ده!! يعني بجد في أول أسبوع جواز لينا حرقنا المطبخ اومال في الاربعين هنعمل ايه؟!
ضحكت وقبل أن ترد، سمعا صوت جرس الباب يصدح، ويُطرق في آن واحد، فزع وليد واسرع نحو الباب وتابعته شاهستا
_ ايوه أيوه حاضر جاي اهو
وما إن فتح الباب، حتى وجد أخته تقف أمامه في حالة مزرية تبكي ولا تتوقف عن البكاء والشهقات، حدق عيناه واردف في ذعر: هنا!! مالك بتعيطي كده ليه حصل ايه؟؟!
_ يا وليد هو انت متصرفتش ليه زي ما وعدتني؟؟؟ جاسر كلم المأذون وجايين في الطريق على أساس أنهم اخدوا موافقتي خلاص.. يا وليد الحقني ارجوك
قالتها وهي تبكي بكاءً هستيريًا
_ طب اهدي اهدي أنا هتصرف متخافيش
قالها وركض متجهًا إلى الأسفل..
******
_ يلا يا دادي، عاوز أي حاجة أنا همشي دلوقتي
هتفت منة وهي تتحدث مع والدها، وهما الآن واقفان في بهو الڤيلا
_ عايز سلامتك يا قلب بابا، جهزتي وكله تمام؟!
_ اه يا حبيبي كله تمام، راجعت كل حاجة اكتر من مرة
_ عندي ليكي خبر حلو
_ ايه هو؟
_ فايز فكراه؟!
اطرقت تتذكر..
_ ابن صاحبي اللي كان شغال في فرنسا وعند والده شركة هناك
_ اه اه افتكرته.. ماله؟!
_ يعني كلمته من باب الصدفة وبقوله إنك مسافرة فرنسا فقالي أنه هو كمان إجازته خلصت وهيرجع، فاقترح يكون زميل حفيف ليكي في الرحلة، ها قلتي إيه؟!
زفرت في ضيق وردت: يعني كنت عايزة ابقى لوحدي
_ ليه يا حبيبي؟! ليه ديما عايزة تبقي لوحدك؟! إيه المشكلة يا منة أما يبقى ليكي أصحاب جدد جربي مش يكون الولد كويس؟!
اطرقت تفكر في الأمر.. واردفت بعد حين: خلاص مفيش مشكلة خليه يجي معايا، هو فين؟!
ابتسم مصطفى ورد: هيستناكي في المطار يا قلبي
_ اوكيه، باي
قالتها وودعت والدها، وما إن خرجت من بهو الڤيلا وسارت في الحديقة، حتى اعترض عمر طريقها واردف في استغراب: معقولة هتسافري كده وتسيبي شاهستا ووليد بالبساطة دي؟؟ ناوية على أي يا منة عرفيني
ابتسمت في خبث اردفت: نهاية شاهستا مع وليد قربت خلاص وهي اللي ناهتها بإيديها
_ ليه هي عملت إيه؟!
أردف مستفسرًا
_ هقولك عملت إيه علشان تفوق من الغيبوبة دي بقى شويه
_ قولي بسرعة
أردف في لهفة وتشويق
_ تعالى معايا علشان متأخرش على المطار وهحكيلك في العربية على كل حاجة
_ طب وانتي بتسافري ليه؟ إيه علاقته بيها؟!
_ كل حاجة مترتبة، ناقص بس الوقت المناسب....
*******
يا ترى إيه اللي منة عرفته عن شاهستا وخلاها مطمنة كده؟ او إيه اللي مسكته عليها؟! شارك برأيك وخمن وأنا هقرا وهرد عليكم
وكمان قولي أي السبب اللي من وجهة نظرك يخلي مامة منة تعمل كده او تبقى حد قاسي زي ما ذكرت منة؟!
شارك واتفاعل مع الاحداث لأني فقدت الشغف خلاص
دمتم بخير
لقاؤنا الخميس القادم بإذن الله
سلمى خالد
أنت تقرأ
الجعة يشوبها الأخلاق
Misterio / Suspensoو كان خطئه الوحيد طيبة قلبه وعفته، الدنيا ليست المكان الذي يستحقه. الحقارة لم تعرف طريقه قط، والشك لم يطرق بابه حتى. فلما فعلوا ذلك به؟ ومن المسؤول عن الحال الذي وصل إليه ؟ هل تلك التي ستغير حياته السبب في ذلك؟ أم هي السبب في تدميرها؟ بالطبع الجمي...