٧

16 3 3
                                    

الساعه العاشره مساءُ
تهتز أوراق الشجر اثر نسمات الهواء تعزف لحناً متناغماً
السكون يعم المكان في تلك القريه الهادئه
لا تري سوي بعض القطط في الأراضي الزراعيه تجوب الطريق في المساء بحثا عن طعام او مئوي

كان ريان جالسا في الشرفه كما جرت به العاده
يحتسي كوب "شاي بلبن" الذي تعده لين له دائما
بضع دقائق مرت في هدوء و صمت حتي دخل ذالك الإعصار المسمي لين الشُرفه

"بتعمل ايه ؟! "
قالتها لين بتساؤل
لما تسأل السؤال نفسه كل يوم حينما تراه جالسا ف الشرفه !!

"زي كل يوم قاعد بتفرج علي الأراضي واسمع صوت ورق الشجر لغايت ما حضرتك بتتدخلي تقطعي حبل أفكاري "
قالها وهو يحتسي القليل من الكوب الذي يمسك به
ثم اكمل بهدوء قائلا
"ها في جديد ؟! "

سحبت لين كرسياً وجلست بجواره وهي تقول بثقه
"متقلقش ي باش مهندس.. هو انا اي حد ولا ايه
، متشغلش انت بالك بأي حاجه والملفات هتكون عندك قبل المده، اتعامل كأنك ف اجازه و متفكرش ف حاجه"

نظر ريان إليها بقله حيله وهو يعلم أن مصيبه ما ستحدث وان الأمر لن يمر علي خير ابدا ولاكن لا حل آخر لديه
"أمري لله اما نشوف اخرتها "

انتهي الحديث ونزل ريان ولين ليكملا السهره مع بقيه العائله
..................

كان الجميع مجتمعين في الغرفه وكانت رجاء تجلس
بجوار مدخل المنزل تهز قدميها و يبدو عليها ملامح الترقب والقلق وهي تدعو في صوت خفيض لا يُسمع

نظرت لين باستغراب وسألت
"هو في ايه ي جماعه ! انتو مستنين حد ولا ايه؟"

"اسر اتصل من شويه و قال انه وصل مصر و جاي ف الطريق وانت عارفه عمتك من ساعتها وهي قاعده ع الباب بقلق مستنياه يوصل "
قالها إياد بهدوء

"يووووه، ايه ال رجعه ده دلوقتي! "
قالها زين بانزعاج

لم يكد يكمل جملته حتي ضربه احمد علي مؤخره راسه قائلا
"لم نفسك ده خالك بردو "

امسك زين راسه بانزعاج والم وقال
"خالي ايه بس ده اكبر مني بكام سنه مش اكتر وبعدين هيجي ويقعد معايا ف الاوضه ويقرفني بقا "

"يقرفك ايه ي بتاع انت ده انت ال قاعد ف اوضته ي بني"
قالها إياد ضاحكا

"بسسس انت وهو وجعتو دماغي "
قالتها رجاء بانزعاج وهي لاتزال تنظر بشوق ناحيه الباب ثم اكملت قائله
"اتصل ب اخوك كده ي احمد شوفه فين اتأخر كده ليه الساعه بقت ١١ "
قالتها رجاء بقلق ام علي ولدها

"ي ماما لسه بدري انت ال قالقه نفسك ع الفاضي المسافه من المطار لهنا طويله .. زمانه جي دلوقتي"
قالها احمد وهو يحاول اقناعها ان أسر بخير وان لا مكروه أصابه
ولاكن مع من يتحدث فإن رجاء ام قلقه لن تبرح مكانها حتي تراه أمامها وتطمئن عليه بنفسها
.................
مر الوقت وسط محولات مريره من الجميع في اقناع رجاء ان ترتاح قليلا حتي يعود ولاكن كل هذه المحاولات بآت بالفشل

اغدا القاك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن