٢٤

11 4 5
                                    

الفصل الرابع والعشرون

مر عامين منذ اخر مره رأيتك فيها ..
مر عامين لم اسمع بهما صوتك الرخيم ولم أشعر بلمساتك الرقيقه..
عامين لم انسي للحظه ملامحك التي اراها مرسومه بدقه كلما اغمضت عيناي.. 
اغدا القاك ..اغدا نعود كما كنا بالأمس..
ام انساك واكمل حياتي!؟
ولاكن كيف !!
وضعت القلم علي المكتب و استقامت ببطئ متجه الي مقبس النور .. اطفأته و خرجت من الغرفه بالكامل..
.......................
القاهره، مارس ٢٠٢٤  المصحه النفسيه

طبقة الورقه عده مرات ثم قطعتها ووضعتها في سله القمامه وهي تنظر إليها للحظات بشرود حتي قاطعها صوت تلك الممرضه الخمسينيه قائله
" مديحه!! انت ي مديحه
واقفه كده ليه!! يلا بسرعه علي اوضتك دكتوره حنان هتمر علي العنبر بسرعه  "

وقفت للحظات صامته وشارده تنظر للواقفه أمامها
امسكتها تلك السيده بحده من اكمام ملابسها وهي تجرها خلفها بحده قائلاه بشيء من العصبيه
" اتحركي معايا كده هو ده وقت تتنحي فيه انت كمان
دكتوره حنان لو شافتك هنا هتخرب بيتنا كلنا
ابعدي عن الاوضه دي خالص، مفهوم!؟ "

اومأت المعنيه بهدوء وهي لاتزال تنظر بشرود الي حيث كانت واقفه.. الي تلك الغرفه الموصده في آخر المرر

تركتها الممرضه الخمسينيه ف الغرفه و قبل ان تغلقها نطقت مديحه بتوسل وهستيريا قائله
"  ابني!! هاتي ابني قبل الحريقه.. البيت هيولع الحقي ابني   "

"استغفر الله العظيم.. ربنا يتوب علينا من الشغلانه دي ي رب .. ي ست مديحه ابنك مين بس !! اتغطي كويس ونامي ابنك الله يرحمه بقا"
قالتها الممرضه بنفاذ صبر

لم تكد تنهي كلامها حتي انقضت عليها مديحه قائله بحده
" ابني مامتش ابني عايش خليني الحقه قبل الحريقه "
قالتها وجلست علي الارض تبكي وتتوسل وهي تمسك بقدم الممرضه

ابعدتها الممرضه بحده وسحبتها الي السرير وهي تقول
" خلي النهار يعدي علي خير بدل ما انت ال يجي عليك الدور " 
قالتها بغموض وخرجت من الغرفه واغلقت الباب بحده وهي تمشي بسرعه بين ممرات المصحه
...................

انجلترا ٢٠٢٤

" جاهزين ي شباب !! نتيجه المسابقه هتبان انهارده
احنا اشتغلنا علي المشروع كويس والبحث و عملنا كل ال علينا الباقي توفيق من ربنا وان شاء الله نرجع بلدنا رافعين اسمها ف الدنيا كلها.. "
قالها عصام بحماس

" احنا هنرجع علي طول بعد نتيجه المسابقه "
قالها ريان بتساؤل

" ايوه احنا خلاص حجزنا التذاكر بكره بليل أن شاء الله هنرجع .. "
قالها عاصم بهدوء

ابتلع ريان ريقه بتوتر حاول أن يخفيه
هو ليس مستعدا للعوده .. ليس مستعدا ليواجهها بعد
ولاكنه اشتاق إليها الي حماسها وصخبها و الضوضاء التي سببتها في حياته الرتيبه ..

اغدا القاك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن