٣١

17 2 4
                                    

الفصل الواحد و الثلاثون

عند ريان

رد ريان بانفعال قليلا وقلق
" تقومي تدخلي مصحه ي لين وتنتحلي شخصيه واحده مريضه عقليا!!؟ افرضي اتقفشتي او لاقدر الله حاجه كانت حصلت لك هااا! انت مش عارفه انت كنت فين .. !! وبعدين ده كله علشان كرت خسران وانا وانت عارفين ان المحكمه كده كده مش هتاخد بأي كلام من ده ؟؟ "

صمتت لين
هي تعلم أن كلامه صحيح ف كل ما فعلته أصبح هبأً منثورا ليس الا .. ولاكنها حاولت إظهار براءه والدها حتي لو أمام نفسها علي الاقل وهذا كافي بالنسبه لها!!

ولاكنها نطقت بعدها بعناد
" وانت يفرق معاك ف ايه ان كنت كويسه ولا لا ... مش انت ال سافرت و سيبتني لوحدي ف وقت كنت محتاجك فيه .. مش انت ال مكنتش بترد علي رسايلي واتصالاتي!! جاي دلوقتي تزعل ليه وتلعب دور الضحيه وتعمل مهتم.. ها!! "

نطق بعدها ريان بهدوء وهو يحاول اجبارها علي الاعتراف بأنها مازالت تهتم لوجوده
" طيب وانت زعلانه ليه اني سبتك ساعتها و بتلوميني دلوقت، مش ده كان الاتفاق اصلا .. انت كنت عارفه من الاول اني ممكن اسافر و امشي ف اي لحظه "

" علشان ب..."
قالتها بتلقائيه ولاكنها سرعان ما صمتت بعد أن تداركت ما كانت علي وشك قوله

لحظات صمت فيها كليهما وهما ينظران الي عيني بعضهما البعض في عتاب
هناك الكثير من الكلام الذي يجب أن يشاركاه حتي تتضح الصوره تماما

امسك كتفها بهدوء وهو مازال ينظر الي عينيها اللامعتين بدموع متحجره قائلا
"ها كملي .. قولي علشان ايه "

اشاحت وجهها بسرعه قبل أن يري دموعها التي بدأت ف النزول بغزاره..
لما لا تستطيع ايقافها أمامه.. لما تضعف كل مره !!

ضمها بسرعه الي صدره وهو يقول بهدوء
" انا اسف ..
بس في حاجات كتير عاوزك تعرفيها .. انا مسافرتش بمزاجي و لا سبتك بمزاجي ... انت مش عارفه قد ايه كان صعب عليا اودعك ي لين
انا كمان اتعلقت بيكي ف الفتره ال فاتت بس كان علي طول في حاجز .. انت مش متخيله فكره انك تحبي شخص والده كنت فاكر ان هو ال قتل عيلتك و اغلي حد ف الدنيا بالنسبالك
انا اسف أن كان بعدي اذاكي بس صدقيني انا لسه ..
لسه بحبك "

لم ترد لين بل زادت ف البكاء و شهقاتها تتعالي
وهي تتشبث في ملابسه اكثر و اكثر كأنها طفله صغيره تخشي ذهاب والدها

ربت ريان عليها بحنان وهو يقول بصوت هامس
" انا اسف اني اذيتك وجرحتك كل الفتره ال فاتت
انا اسف.. "

نظرت اليه بعيونها الدامعه ... نظرات كانت تحنل الكثير من المعاني..
لم تستطع لين الصمود اكثر .. فهي كانت تنتظر اللحظه التي سوف تراه فيها منذ عامين كاملين..
وضعت رأسها علي صدره وهي تسمع ضربات قلبه التي تسارعت ..
ضمها اليه اكثر واكثر وكأنه يريد أن يخبئها بين اضلاعه
وهو يقول بصوت هادئ
" وعد هفضل معاكي لآخر يوم ف عمري..
مش هفكر اسيبك تاني ابداا مهما حصل.. "

اغدا القاك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن