٢٧

11 3 1
                                    

الفصل السابع والعشرون

كان جالسه ف الطائره متجها الي بلده الحبيب
ينظر من النافذه بشرود يفكر في ماذا سوف يحدث حينما يراها
يتقطع قلبه عليها ولاكن لم يكن بيده شيء
لا يستطيع أن يضعف أمامها
لم يقدر طوال العاميين الماضيين الاتصال بها
سوف تعجز كلماته عن الخروج و تأبي مشاعره عن التوقف عن حبها
كيف سيواجهها الان .. وماذا ستكون رده فعلها

لن يستطيع أن يكون معها حتي يعرف السر
السر الذي دفن في حادثه حصلت منذ عشرون عاما
ولاكن ما علاقه لين ؟!

افاقه من شروده كالعاده صديقه قائلا
" سرحان ف ايه ي بوز الفقر انت .. و مكتأب كده ليه
مش انت ال كنت بتعد الايام ال هنرجع فيها
مالك دلوقتي بقا !؟  "

نظر الي ريان نظرات فارغه وهو يتنهد بصعوبه قائلا
" مش عارف فجأه حسيت بقبضه في قلبي "

ربت يوسف علي كتفه مواسيا اياه
" اهدي بس وكل حاجه هتكون زي الفل متقلقش
كل حاجه هترجع زي ما كانت وهي هتسامحك لو عرفت انت ليه بعدت "

ابتسم بسخريه قائلا
" طب افرض طلع فعلا حقيقه
هل هنقدر ساعتها نكمل!!  "

صمت يوسف للحظات ثم نظر اليه قائلا
" انت عارف وانا عارف مين القاتل ي ريان وايه ال حصل ف اليوم ده بالظبط
ليه بتحاول تحط اللوم علي شخص تاني "

"تفتكر انه بريء   وانه ضحيه يعني
اكيد مدبرين كل حاجه سوا "
قالها بسخريه

لم ينطق يوسف بعدها فلا كلام اخر يقال
نظر ريان بشرود مره اخري الي حيث كان ينظر
.. لا يفصلهم عن النزول سوي دقائق قليله
......................

ابريل ٢٠٢٣ ، المستشفي

هاله من التوتر و الخوف تحيط بها
تلك الذكريات المؤلمة تلوح في ذاكرتها .. و تعاد المشاهد مره تلو الاخري
يكاد عقلها ينفجر من كل تلك الصور التي تدور في مخيلتها بلا توقف

شارده .. صامته تنظر أمامها بيأس و خوف من مستقبل مجهول
لم تكن يوما جبانه .. لم تخشي في حياتها سوي تلك اللحظه المميته

وجهت نظرها ببطئ نحو ساعه الحائط المعلقه في احدي زوايا الغرفه
تعد الثواني التي تمر تلو بعضها و تسمع صوت عقارب الساعه .. بدأ العد التنازلي في عقلها
اغمضت عينيها كي تنهمر بضعه دمعات كانت عالقه في مقلتيها ..
ثلاث ثوانٍ فاصله.. اثنان .. واحد

" ها ي لين  .. جاهزه؟! "
قالها مختار بابتسامه لحظه دخوله الغرفه و هو يقترب بخطوات ثابته متجها الي تلك الملقي علي السرير

اومأت برأسها في هدوء .. لا تستطيع الكلام وكأنه هناك سد يحول بين حلقها و بين الخارج

جلس مختار و علي وجهه تلك الابتسامه الحنونه..
ذالك الطبيب الذي افني حياته في أركان هذه المستشفي .. راسما البهجه علي أفواه المرضي ليطمئنهم ..

اغدا القاك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن