تكملهـــــــــــــــــــــــــے..
الفصل الأول :-
جلست الآنسة إميلي برنت في عربة غير المدخّنين في جلستها المنتصبة المعتادة ، كانت عانسًا في الخامسة والستين ولم تكُن تقبل بالاسترخاء أو الميوعة ، فقد كان والدها ( وهو کولونيل من الجيل القديم ) يهتمّ بشكل خاصّ بالسلوك واللباقة ، أمّا أبناء الجيل الحالي فلا يبالون بسلوكهم أو بأيّ شيء آخر .
وهكذا جلسَت الآنسة إميلي برنت في عربة مكتظة في الدرجة الثالثة غير مبالية بقلّة الراحة أو بالحرارة ، تحيط بها هالة من الاستقامة والالتزام المطلَق بالمبادئ . كل الناس يتذمرون من كل شيء في هذه الأيام ، يريدون مخدرًا قبل خلع أضراسهم ، ويأخذون حبوبا منومة إذا لم يستطيعوا النوم ، ويريدون مقاعد وثيرة ووسائد ، أما البنات فيمشين سافرات خليعات كيفما اتفق ويستلقين في الصيف على الشواطئ بلا خجل.
زمت الآنسة برنت شفتيها . كان بودها أن تجعل بعضهم عبرة للآخرين . وتذكّرَت عطلة صيف العام الماضي ، لكن هذه السنة ستكون مختلفة تماما ، ستكون في《 جزيرة الجنود 》.
واستعادت بذهنها قراءة الرسالة التي قرأتها عدّة مرات من قَبل :
- عزيزتي الآنسة برنت ،
آمل أن تتذكريني،لقد كنا معا في نُزُل بیلهافن في شهر
آب( أغسطس ) قبل بضع سنوات ، وكان يبدو أن لدينا
الكثير من الاهتمامات المشتركة .
لقد افتتحتُ نُزُلاً اشتريتُه على جزيرة قبالة ساحل
ديفون ، وأعتقد أن مكانا تتوفر فيه وجبات تقليدية
جيدة وشخص طيب من الطراز القديم سيكون مكانًا
مرغوبًا ، ولن تزعجنا الموسيقى الصاخبة التي تنطلق
في جوف الليل.سأكون في غاية السعادة لو جئتِ لقضاء
إجازة الصيف في《 الجزيرة الجنود 》، مجانا وفي
ضيافتي . هل يناسبك أوائل آب ( أغسطس ) ؟ فليكُن
الثامن منه .المخلصة : أ . ن . أ .
وتساءلت إميلي برنت بصبر نافد بينها وبين نفسها : ما هذا الاسم ؟ كان من الصعب معرفته من خلال الأحرف التي وُقِّع بها . کم من الناس مَن يوقعون أسماءهم بطريقة غير مفهومة أبدًا !
وسمحت لخيالها بالعودة إلى الوراء لاستعراض الأشخاص الذين التقت بهم في بيلهافن . كانت هناك خلال صيفين متتاليَين ، وكانت هناك تلك العانس الطيبة متوسطة العمر ، الآنسة ... الآنسة ... ماذا كان اسمها ؟ والدها كان كاهنة . وكانت هناك سيدة اسمها أولتن ... أولمن ، لا ، بالتأكيد أوليفر . أجل ، أوليفر .
جزيرة الجنود ؟ كان في الصحيفة شيء حول جزيرة الجنود ،
شيء عن نجمة سينمائية أو ربما كان عن مليونير أمريكي ... طبعا ، أماكن كهذه تباع رخيصة غالبا. إن الجزر لا تناسب كل الناس ، فهم يعتقدون أنها رومنسية ولكن إذا جاؤوا للعيش فيها فإنهم يكتشفون مساوئها ولا تكاد تسعهم السعادة عند بيعها .قالت إمیلي برنت لنفسها : ولكني سأقضي إجازة مجّانية على أيّة حال .
كان ذلك شيئا لا بدّ من أخذه في الاعتبار في ضوء الانخفاض الكبير في دخلها والكثير من العوائد التي لم تُدفَع . فقط تمنت لو أنها تستطيع أن تتذكر المزيد عن السيدة أو الآنسة أوليفر .
يتبعــــــــــــــــــــــــــــے.
٠٠٠
أنت تقرأ
ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"
Mystery / Thrillerرواية للكاتبة "أجاثا كريستى" تدور أحداثها حول عشرة أشخاص لا يجمعهم أى قاسم مشترك ولا انسجام بينهم ، اجتذبتهم دعوة غامضة إلى جزيرة مقفرة معزولة ، وفجأة وخلال تناول العشاء سمعوا صوتاً للمضيف المجهول يتهم كل واحد منهم بارتكاب جريمة ، ولا يلبث أول المدع...