الجزء 24

25 3 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل السادس:-

كان الدكتور آرمسترونغ يحلم: كان الجو حاراً في غرفة العمليات من المؤكد أنهم ضبطوا الحرارة على درجة مرتفعة. كان العرق يسيل على وجهه وكانت يداه لزجتين ولم يكن بوسعه إمساك المشرط جيداً . كم كانت جميلة حدَّة المشرط ! من السهل القيام بالقتل باستخدام سكين كهذه ، وهو بالطبع كان بصدد القتل .

بدا جسد المرأة مختلفاً ، كان ضخماً ثقيلاً ، ولكن تلك المرأة كانت نحيفة وضئيلة وكان الوجه مخفياً. من الذي كان عليه أن يقتله؟ لم يستطع التذكر ، ولكنه يجب أن يعرف. هل يسأل الممرضة؟ الممرضة كانت تراقبه لا ، لا يستطيع سؤالها ، لقد كانت متشككة وكان بوسعه رؤية ذلك. ولكن من كان على طاولة العمليات؟ ما كان ينبغي لهم أن يُخفوا الوجه على هذا النحو . ليته يستطيع رؤية الوجه .

آه ، هذا أفضل. وجد شابَّاً متدرّباً يسحب المنديل ، وها هو الوجه.

نعم ، إميلي برنت بالطبع، كان عليه أن يقتل إميلي برنت. كم كانت عينها خبيثة! كانت شفتاها تتحركان، ماذا كانت تقول ؟ كانت تقول : وسط الحياة نحن في مواجهة الموت.

كانت تضحك ، وكان هو يقول للممرضة : لا أيتها الممرضة لا تعيدي وضع المنديل عليَّ أن أرى ، عليَّ أن أعطيها المخدّر. أين المخدَّر؟ لا بدّ أنني أحضرته معي ! ماذا فعلت بالمخدر أيتها الممرضة؟ حسناً ، هذا يكفي تماماً. انزعي المنديل بعيداً أيتها الممرضة.

بالطبع كنت أعرف ذلك كل الوقت، هذا أنتوني مارستون. إن وجهه أحمر متشنج ولكنه ليس ميتاً. إنه يضحك، نعم، يضحك لدرجة أنه يهزّ طاولة العمليات!

- انتبه أيها الرجل، انتبه ثبتي الطاولة أيتها الممرضة، ثبتي الطاولة !

وفجأة استيقظ الدكتور آرمسترونغ، وكان الصباح قد طلع وأشعة الشمس تتدفق في الغرفة. كان شخص ما ينحني فوقه ويهزّه وكان ذلك الرجل روجرز كان ممتقع الوجه ينادي : دكتور، دكتور

واستيقظ الدكتور آرمسترونغ تماماً وجلس في سريره وقال بحدة : ما الأمر ؟

- زوجتي يا دكتور ، لا أستطيع إيقاظها! يا إلهي! لا أستطيع إيقاظها ، وهي ... وهي لا تبدو لي طبيعية.

كان الدكتور آرمسترونغ سريعاً ، فلفّ نفسه في ثوب النوم وتبع روجرز.

انحنى الدكتور آرمسترونغ فوق السرير الذي كانت ترقد عليه المرأة بسلام على جنبها ورفع يدها الباردة وفتح جفنها، ومرّت دقائق قبل أن يرفع قامته ويتحول عن السرير.

همس روجرز : هل هي ...؟ هل هي ...؟

ومرّر لسانه على شفتيه الجافّتين، فأومأ الدكتور آرمسترونغ قائلاً : نعم، لقد ماتت.

واستقرّت عيناه بتأمّل على الرجل الواقف أمامه ثم على الطاولة المجاورة للسرير ثم على حوض الغسيل، ثم رجعتا إلى المرأة النائمة، وقال روجرز : هل كان ... هل كان قلبها يا دكتور ؟

وانتظر الدكتور آرمسترونغ دقيقة أو اثنتين قبل الإجابة ثم سأل : كيف كانت صحتها في العادة؟

قال روجرز : كانت تعاني قليلاً من آلام العظام.

- هل كان يشرف عليها أيّ طبيب مؤخَّراً ؟

قال روجرز : طبيب ؟ لم ترَ طبيباً منذ سنوات، لا هي ولا أنا.

- هل لديك أيّ سبب يجعلك تعتقد أنها عانت من مشكلات في القلب ؟

- لا يا دكتور ، لم أعرف شيئا كهذا من قبل.

قال آرمسترونغ : هل كانت تنام جيداً ؟

فتجنب روجرز النظر إليه وأخذ يشبّك يديه ويديرهما بقلق ثم غمغم قائلاً : لا ، لم تكن تنام جيداً.

فقال الطبيب بحدّة : هل كانت تأخذ شيئاً لمساعدتها على النوم؟

فحدّق إليه روجرز مدهوشاً وقال : تأخذ شيئًا لمساعدتها على النوم؟! ليس حسب علمي. أنا على يقين من أنها لم تكن تأخذ شيئاً.

خطا آرمسترونغ إلى حوض الغسيل حيث كان هناك عدد من الزجاجات على رفّ الحوض، معجون للشعر، ماء عطري، زجاجة ملين للمعدة، سائل غلسرين للأيدي، مطهّر سائل للفم، معجون أسنان ... وساعده روجرز بفتح أدراج خزانة الملابس، ثم انتقلا من هناك إلى خزانة أدراج أخرى ولكنهما لم يجدا أية دلائل على وجود شراب أو حبوب منوّمة.

قال روجرز : لم تأخذ شيئاً الليلة الماضية - يا سيدي- ما عدا الدواء المسكّن الذي أعطيتَه أنت لها.


يتبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــے.

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن