الجزء 23

28 4 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الخامس :-

استلقت فیرا کلاثورن في سريرها مفتوحة العينين تحدّق إلى سقف الغرفة. كان المصباح إلى جانبها مضاء ، لقد كانت تخاف الظلام. وكانت تفكر قائلة لنفسها : هوغو ، هوغو ... لماذا أشعر أنك قريب جدًا منّي في هذه الليلة ؟ قريب جدًا في مكان ما. أين هو حقا ؟ لا أعرف ، ولن أعرف أبدا . لقد خرج من حياتي وذهب بعيدًا جدًا.

لم يكن ممكنًا عدم التفكير في هوغو ؛ لقد كان قريبًا منها وكانت مجبَرة على أن تفكر فيه ، وأن تتذكر ، کورنوول ... الصخور السوداء ، الرمال الناعمة ، السيدة هاملتون مرحة الطباع ، وسیریل المتذمر قليلًا دائمًا وهو يشدّ يدها. كان يقول لها : أريد أن أسبح إلى الصخرة يا آنسة كلايثورن. لماذا لا أستطيع السباحة إلى الصخرة ؟

ترتفع عيناها وتلتقيان بعينّي هوغو وهو يراقبها ، وتلك الأمسيات بعد ذهاب سيريل إلى النوم. كان يقول لها : هل تأتين لتتمشّي معي با آنسة كلايثورن ؟

- نعم ، سآتي

المشّي بهدوء على الشاطئ ، وضوء القمر ، ونسيم المحيط الأطلسيّ العليل ، وصوته الرقيق وهو يقول : أتعرفين أنني أحبك يا فيرا ؟

نعم ، كانت تعرف ، أو لقد خُيّل لها أنها كانت تعرف . تذكّرَته حين قال لها : لا أستطيع أن أطلب منكِ أن تتزوجيني ؛ فليس في جيبي بنس واحد ولا أستطيع أن أعول غير نفسي. شيء غريب ! هل تعلمين ؟ لقد حانت لي فرصة مرة لمدة ثلاثة أشهر لأن أطمح إلى أن أكون ثريًا، فسیریل لم يولد إلا بعد ثلاثة شهور من وفاة موريس. لو أنه كان بنتًا ...

لو كان هذا الطفل بنتًا لكان هوغو قد حصل على كل شيء. لقد اعترف بأن أمله قد خاب ، كان يقول : لم أعتمد على ذلك بالطبع ، ولكنها كانت صدمة نوعًا ما . الحظ هو الحظ ! سیریل طفل لطيف وأنا معجَب به للغاية .

وفعلًا كان معجبًا به. كان مستعدًا دائمًا ليلعب مع ابن أخيه أو يسليه بأي شكل ، ولم يكن الحقد في طبع هوغو. لم يكن سیریل قويًا حقًا بل كان طفلا ضعيفًا ولا قدرة له على الاحتمال ، وربما كان من نوع الأطفال الذين لا يعيشون حتى يكبروا . ثم ... اقتحم ذاكرتها صوته وهو بلحّ عليها في السؤال : آنسة كلايثورن ، لماذا لا أستطيع السباحة إلى الصخرة ؟

كان السؤال مزعجًا ومتكررًا ، وكانت تجيبه دائمًا: لأن الصخرة بعيدة یا سیریل

- ولكن يا آنسة كلايثورن ...

نهضت فيرا وتوجهت إلى طاولة الزينة فأخذت ثلاث حبّات من الأسبرين ، وقالت لنفسها : حبذا لو كان لدي حبوب منومة حقيقية. لو أنني فكرت في قتل نفسي لأخذت جرعة زائدة من الفيرونال أو شيء من هذا النوع وليس سیانیدًا !

سرت في جسدها رجفة حين تذكرت وجه أنتوني مارستون الأحمر المتشنج ، وحين مرّت بالمدفأة نظرت إلى مقطوعة الشّعر المعلَّقة فوقها :

عشرة جنود صغار خرجوا للعشاء

أحدهم شرق فمات فبقي تسعة


وقالت لنفسها : يا له من أمر مخيف ، تمامًا مثلما حدث هذا المساء ! لماذا كان أنتوني مارستون بريد الموت ؟

هي لا تريد الموت ، لا نستطيع تخيّل أنها تريد الموت ! الموت من نصيب ال ... الآخرين .

يتبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــے.
٠٠٠

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن