الجز 19

31 4 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الخامس :-

كانت مفاجأة مذهلة وغير متوقَّعة ، مفاجأة حبست أنفاسهم فجمدوا في أماكنهم ينظرون ببلاهة إلى الجسد المتكوّم على الأرض ، ثم قفز الدكتور آرمسترونغ وذهب إلى جانبه ، وعندما رفع رأسه بدت في عينيه حيرة شديدة وحشرج هامسًا بفزع : يا إلهي ، لقد مات !

لم يستوعبوا الأمر في الحال . مات ؟ مات ؟! ذلك الشاب في عنفوان صحّته وقوته يصبح جثة هامدة في لحظة واحدة ! الشباب الأصحّاء لا يموتون هكذا بمجرَّد أن يَشرَقوا بجرعة من العصير بالصودا ؛ لا ، لم يكُن بوسعهم أن يصدّقوا ما حصل.

راح الدكتور آرمسترونغ يحدّق إلى وجه الرجل الميت ، وأخذ يشتمّ شفتيه الملتويتين الضاربتين للزرقة ثم رفع الكأس التي كان أنتوني مارستون يشرب منها ، وقال الجنرال ماك آرثر : مات ؟ هل تعني أن الرجل شَرِقَ فقط و ... ومات ؟!

فقال الطبيب : يمكنك القول أنه شرِق إذا شئت ، ولكنه مات اختناقًا

كان يشتمّ الكأس ، ثم غمس إصبعه في البقية الباقية فيها وبكل حذر لمس بإصبعه طرف لسانه ، وتغيرت ملامحه فورًا !

قال الجنرال ماك آرثر : لم أعرف قط أن رجلًا قد يموت بهذه السهولة ، فقط لأنه شَرِقَ بجرعة شراب .

وقالت إميلي برنت بصوت واضح : هذا في وسط الحياة ، ولكننا هنا في مواجهة الموت .

ونهض الدكتور آرمسترونغ وقال بحدة : لا ، لا أحد يموت لمجرَّد أنه شَرِق بشيء. إن موت مارستون لم يكُن طبيعيًا.

فقالت فيرا على الفور بما يشبه الهمس : هل يوجد شيء في العصير ؟

أو ما آرمسترونغ إيجابًا وقال : نعم ، لا أعرف المادة بالضبط ولكن كل شيء يشير إلى نوع من السيانيد. لم أشتمّ رائحة حامض البروسيك. قد يكون سيانيد البوتاسيوم ، فهي مادة تفعل فعلها فورًا.

قال القاضي بحدّة : هل كانت تلك المادة في كأسه ؟

- نعم

خطا الطبيب إلى الطاولة التي كانت عليها المشروبات فرفع غطاء زجاجة العصير وشمّها وذاقها ، ثم هز رأسه قائلًا: لا عيب فيه.

قال لومبارد : أتعني أنه وضع المادة في الكأس بنفسه ؟

أومأ آرمسترونغ بتعبير يدلّ على عدم ارتياحه وقال : يبدو الأمر كذلك ؟

وقال بلور : أتعني أنه انتحار ؟! هذه ميتة غريبة !

قالت فيرا ببطء : لا يخطر بالبال أبدًا أنه قد يقتل نفسه. لقد كان ، كان ... يا إلهي ، لا أستطيع الوصف !

ولكنهم كانوا يعرفون ماذا كانت تعني ؛ كان أنتوني مارستون يبدو في أوج شبابه ورجولته ، وها هو الآن هامد متكوّم على الأرض لا حياة فيه .

قال الدكتور آرمسترونغ : هل ترون احتمالًا آخر غير الانتحار ؟

هزّ الجميع رؤوسهم ببطء ، فلا يمكن أن يكون للأمر تفسير آخر ؛ المشروبات نفسها لم يعبث بها أحد ، وجميعهم شاهدوا أنتوني مارستون يذهب ويصبّ شرابه بنفسه ، إذن فمعني ذلك أن أيّ مادة سامّة وُضعت في الشراب قد وُضعت بيد أنتوني مارستون نفسه . ولكن ما الذي يدفع أنتوني مارستون إلى الانتحار ؟!

قال بلور متفكرًا : أتدري أيها الطبيب ؟ الأمر لا يبدو مقنعًا ؛ ليس بوسعي القول بأن السيد مارستون كان من نوع الرجال الذين قد يُقدِمون على الانتحار .

فأجاب آرمسترونغ : أوافقك الرأي .


يتبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــے.
٠٠٠

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن