الجزء 26

25 1 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل السادس :-

في الشرفة الخارجية قال فيليب لومبارد : بخصوص هذا القارب البخاري ...

فنظر إليه بلور وهز رأسه قائلاً : أعرف في أي شيء تفكر یا سید لومبارد. لقد وجهت لنفسي السؤال ذاته، ذلك القارب كان يجب أن يكون هنا قبل ساعتين تقريباً ولكنه لم يصل، فلماذا ؟

فقال لومبارد: وهل عرفت الجواب ؟

- ليست هذه مصادفة هذا ما أقوله. إنه جزء من الموضوع بكامله، الأحداث كلها يرتبط بعضها ببعض.

إذن أنت لا تعتقد أنه سيأتي.

وجاء من خلفه صوت نزِق نافد الصبر يقول: القارب لن ياتي.

فاستدار بلور بكتفيه العريضتين ونظر إلى المتحدث الأخير متأملاً ثم قال: أتظن ذلك يا جنرال ؟

فقال الجنرال ماك آرثر بحدة طبعاً لن يأتي، نحن نعتمد على أن يأتي القارب ويأخذنا من الجزيرة، هذه هي النقطة الأساسية، ولكننا لن نغادر هذه الجزيرة لن يغادرها أي منا أبداً. هذه هي النهاية، هل تدرك ذلك ؟ نهاية كل شيء.

وتردّد قليلاً ثم قال بصوت منخفض غريب: هذا هو السلام، السلام الحقيقي؛ أن تصل إلى النهاية، أن لا يكون عليك الاستمرار. نعم، السلام.

ثم استدار فجأة وانصرف عابراً الشرفة، ثم انحدر باتجاه البحر ومشى حتى نهاية الجزيرة إلى حيث تناثرت أحجار متفرقة على أطراف الماء، ومشى مختل التوازن قليلاً كما لو كان نصف نائم فقال بلور ها هو شخص طيّب آخر يفقد عقله، يبدو أننا سننتهي  جميعنا كذلك.

فقال فيليب لومبارد: لا أظن أنك ستفقد عقلك يا بلور.

فضحك المفتش السابق وقال: " لن يكون ذلك سهلاً " . ثم أضاف جاداً ولا أظن أن هذا سيحدث لك أنت أيضاً يا سيد لومبارد.

فقال فيليب لومبارد: أشعر أنني بكامل قواي العقلية حتى الآن، شكراً لك.

***********************

خرج الدكتور آرمسترونغ إلى الشرفة ووقف هناك متردداً. كان عن يساره كلّ من بلور ولومبارد وعن يمينه القاضي وارغريف يذرع المكان جيئة وذهاباً حانياً رأسه. وبعد فترة تردّد استدار آرمسترونغ باتجاه وارغريف، ولكن روجرز جاء في تلك اللحظة خارجاً من البيت بسرعة وقال له: هل أستطيع أن أكلمك على انفراد يا سيدي ؟

فتحول آرمسترونغ إليه وقد جفل حين رآه، كان وجه روجرز في غاية الاضطراب وقد تحول لونه إلى أخضر رمادي وكانت يداه ترتجفان، بدا متناقضاً مع حالة تماسكه قبل دقائق قليلة مما أدهش آرمسترونغ تماماً. وقال روجرز: أرجوك يا سيدي، أريد أن أكلمك على انفراد في الداخل.

استدار الدكتور عائداً داخل البيت مع الخادم المضطرب وقال: ما الأمر يا رجل ؟! تماسك وكن رابط الجأش.

- هنا يا سيدي ، تفضل هنا.

وفتح باب غرفة الطعام فدخل الطبيب وتبعه روجرز وأغلق الباب خلفه، وقال آرمسترونغ: حسناً، ما الأمر ؟

كانت عضلات حنجرة روجرز تتحرك في حين كان يبلع ريقه هلعاً، ثم انتفض وهو يقول: تجري هنا أشياء لا أستطيع فهمها يا سيدي!

فقال آرمسترونغ بحدة: أشياء! أية أشياء ؟

- ستظنني مجنوناً يا سيدي ستقول إنها أمور سخيفة، ولكن يجب تفسير هذه الأشياء يجب تفسيرها -يا سيدي- لأنها غير معقولة أبداً.

- حسناً أيها الرجل، ما هذه الأشياء ؟ لا تواصل الحديث بالألغاز.

فبلع روجرز ريقه ثانية وقال: تلك التماثيل الصغيرة يا سيدي تلك التماثيل الموضوعة وسط الطاولة عشرة تماثيل كان هناك عشرة منها، أقسم أنه كان هناك عشرة منها.

فقال آرمسترونغ أجل عشرة؛ لقد أحصيناها الليلة الماضية عندما كنا على العشاء.

فاقترب روجرز وقال هذه هي المسألة يا سيدي. الليلة الماضية عندما كنت أنظف غرفة الطعام كان هناك تسعة يا سيدي! لقد انتبهت إليها وفكرت بأنه أمر غريب، ولكن هذا كل ما خطر لي وقتها. والآن يا سيدي هذا الصباح لم أنتبه إليها عند إعداد المائدة للإفطار؛ كنت حزيناً مهموماً فلم أنتبه، أما الآن - يا سيدي-  عندما أتيت لإعادة ترتيب المكان ... انظر بنفسك إن لم تكن تصدقني، يوجد فقط ثمانية يا سيدي ثمانية فقط! هذا غير معقول يا سيدي، هل هذا معقول! ثمانية فقط!

يتبعــــــــــــــــــــــــــے..

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن