الجزء 13

39 4 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الثالث :-

توقف الصوت ، وللحظة ساد صمت وذهول بين الجميع ، ثم دوّی صوت تحطم بعض الأواني ؛ فقد أسقط روجرز صينية القهوة ، وفي نفس اللحظة جاء من خارج الغرفة صوت صراخ وارتطام ، وكان لومبارد أول من تحرك فقفز إلى الباب وفتحه على مصراعيه ، وفي الخارج كانت السيدة روجرز راقدة متكوّمة على نفسها فصاح لومبارد : مارستون .

اندفع أنتوني لمساعدته فرفعا المرأة معًا وحملاها إلى غرفة الجلوس ، وجاء الدكتور آرمسترونغ بسرعة فساعدهما في رفعها إلى الأريكة ثم انحنى عليها وقال بسرعة : لم يصِبها شيء ، لقد أُغمي عليها فقط وسوف تفيق خلال دقائق .

قال لومبارد للسيد روجرز : أحضر بعض الليمون .

كان وجه روجرز أبيض ويداه ترتعشان وقال : حالًا يا سيدي .

ثم غادر الغرفة مسرعًا في حين صاحت فيرا : مَن ذلك الذي كان يتكلم ؟ من هو ؟! لقد كان الصوت عاليًا، عاليًا جدًا!

وجاء صوت الجنرال ماك آرثر مدمدمًا : ماذا يحدث هنا ؟ ما هذا المزاح ؟

كانت يداه ترتعشان وكتفاه متهدّلَين ، وبدا فجأة أكبر من عمره بعشر سنوات ، وكان بلور يمسح وجهه بمنديل بسبب العرق المتصبب عليه . الوحيدان اللذان لم يتأثرا نسبيًا كانا القاضي وارغريف والآنسة برنت التي جلست بشكل منتصب رافعة رأسها إلى أعلى وقد تدفّق لون داكن في وجنتيها ، أما القاضي فقد جلس بهيئته المعتادة ورأسه غارق بين كتفيه ، ثم أخذ يحكّ أذنه بإحدى يديه ، وكانت عيناه فقط نشطتين تدوران وتدوران حول الغرفة بحيرة ، ولكن بيقظة وذكاء .

مرة أخرى كان لومبارد هو البادئ ، فبينما كان آرمسترونغ مشغولًا بالمرأة المنهارة وجد لومبارد نفسه حرًا ليبادر قائلًا: ذلك الصوت بدا صادرًا من داخل الغرفة .

فصاحت فيرا : مَن كان صاحب الصوت ؟ مَن ؟ لم يكُن واحدًا منّا .

أخذت عينا لومبارد تدوران حول الغرفة كما يفعل الفاضي ، واستقرّتا لحظة على النافذة المفتوحة ثم هزّ رأسه بحزم ، وفجأة  لمعت عيناه وتحرك بسرعة إلى الإمام حيث يوجد باب بجانب الموقد يؤدي إلى الغرفة المجاورة ، وبحركة سريعة أمسك بمقبض الباب ففتحه واندفع إلى الداخل مُطلقًا على الفور صيحة رضا وقال : وجدتها .

وتدافع الآخرون نحوه ما عدا الآنسة برنت التي بقيَت جالسة بهيئتها المنتصبة على مقعدها . داخل الغرفة الأخرى وُضعت طاولة ملاصقة للجدار الذي يفصلها عن غرفة الجلوس ، وعلى الطاولة وجدوا مكبّر صوت من النوع القديم يتصل به بوق كبير ، وكانت فوهة البوق موجَّهة إلى الجدار . وحين أزاحه لومبارد جانبًا بدا له ثقبان أو ثلاثة كان قد تمّ حفرها بشكل خفيّ في الجدار ، وأعاد تهيئة مكبّر الصوت ووضع الإبرة على الأسطوانة فسمعوا الصوت ثانية يقول : أنتم متهَمون بما يلي ...

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن