الجزء 17

37 4 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الرابع :-

بلل روجرز شفتيه وهو يحرك يديه حركات دائرية ، وقال بصوت خافت ونبرة توحي بالاحترام لسامعيه : هل لي أن أقول كلمة يا سيدي ؟

فقال لومبارد : تفضل با روجرز

فتنحنح روجرز ومرّر لسانه مرة أخرى فوق شفتيه وقال : لقد ورد اسمي ومعي السيدة روجرز والآنسة برادي . لا توجد ذرة من الحقيقة في هذا ؛ فزوجتي وأنا كنّا إلى جانب الآنسة برادي حتى وفاتها . كانت دائمًا معتلّة الصحة منذ التحقنا بخدمتها ، وكانت تلك الليلة عاصفة ، ليلة موتها ، وكان الهاتف متعطلًا ولم نتمكن من طلب الطبيب ، فذهبت بنفسي سيرًا على الأقدام لإحضار الطبيب ولكنه وصل بعد فوات الأوان. لقد بذلنا كل شيء ممكن من أجلها -يا سيدي- وكنّا مخلصَين لها ، وكل الناس يعرفون ذلك. لم يسمع أحد كلمة ضدّنا قط ، ولا كلمة واحدة.

نظر لومبارد بتأمّل إلى الوجه المرتعش للرجل وشفتيه اليابستين والرعب في عينيه ، وتذكّر ارتطام صينية القهوة بالأرض عند سقوطها فقال في نفسه ساخرًا: حقًا؟

ثم تكلم بلور ، تكلم بلهجته الاستعلائية القوية وقال : ولكنكم -مع ذلك- وجدتم هدية صغيرة لكم عند موتها ، أليس كذلك ؟

فاعتدل روجرز في وقفته وقال بلهجة جافة : لقد تركت لنا الآنسة برادي إرثًا تقديرًا منها لخدماتنا المخلصة ، فماذا في ذلك ؟ أودّ لو أعرف .

قال لومبارد : وماذا عنك با سيد بلور ؟

- ماذا عنّي ؟!

- اسمك ورد في القائمة.

فامتقع وجه بلور وقال : تعني لاندور ؟ تلك كانت حادثة سرقة البنك ، بنك لندن التجاري.

تململ القاضي وارغريف وقال : أذكر القضية ، لم أنظر فيها ولكنّي أذكرها. جُرِّم لاندور نتيجة شهادتك ، ألم تكُن أنت ضابط الشرطة المكلَّف بالقضية ؟

- بلی .

- وقد حُكم على لاندور بالأشغال الشاقة المؤبَّدة ومات في سجن دارتمور بعد سنة من ذلك . كان رجلًا رقيقًا بسيطًا.

- بل كان نصّابًا ، وكان هو الذي قتل الحارس. كانت التهمة واضحة ضدّه تمامًا.

فقال وارغريف ببطء : أعتقد أنك نلت ثناء على كفاءتك في معالجة القضية ، أليس كذلك ؟

ردّ بلور مقطّبًا : " لقد حصلت على ترقية " . ثم أضاف بصوت أجشّ : كنت أؤدّي واجبي فقط.

وضحك لومبارد فجأة ضحكة رنّانة عالية وقال : يا لنا من مجموعة من عشّاق أداء الواجب وطاعة القانون ! باستثنائي أنا بالطبع. ماذا عنك يا دکتور وخطئك المهني البسيط ؟ هل كانت عملية غير قانونية ؟

نظرَت إليه إميلي برنت بازدراء حادّ وارتدّت للوراء بعض الشيء ، وقال الدكتور آرمسترونغ بثقة وهزّة دعابة براسه : لست قادرًا على فهم الموضوع. الاسم لا يعني لي شيئًا، ماذا كان الاسم ؟ کلیز ، کلوز ... لا أذكر حقًا أنني عالجت مريضًا بهذا الاسم أو أن تكون لي صلة بحالة موت من أيّ نوع. إن الموضوع كله غامض تمامًا بالنسبة لي. الحكاية قديمة -بالطبع- وليس مستبعَدًا أن تكون إحدى حالات العمليات التي أجريتها في المستشفى ، والكثير من هؤلاء الناس يأتون متأخّرین جدًا وعندما يموت المريض يعتبرون أنها غلطة الطبيب دائمًا.

وتنهد وهزّ رأسه وهو يفكر قائلًا لنفسه : سكران ، نعم ، کنت سكران وأجريت العملية ا كانت أعصابي منهارة ويداي ترتعشان. لقد قتلتها دون شك ، تلك المرأة العجوز المسكينة . كانت عملية بسيطة لو كنت متنبهًا. وكان من حسن حظي ذلك الولاء في مهنتنا ، فالممرضة كانت تعرف بالطبع ، ولكنها أمسكت لسانها . يا إلهي! كان ذلك صدمة لي هزّتني بعنف ، ولكن من الذي كان يمكن أن يعرف تلك الحكاية بعد كل هذه السنين ؟!



يتبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــے.
٠٠٠

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن