الجزء 8

53 5 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الثاني :-

صعدت بهم السيارة مرتفَعًا حادًا، ثم نزلت في طريق متعرج إلى ستيکلهيفن التي لم تكُن سوى مجموعة صغيرة من الأكواخ وقارب صيد أو اثنین يرسوان على الشاطئ . وفي ضوء الشمس التي توشك على المغيب شاهدوا للمرة الأولى جزيرة الجنود تبرز من البحر من الجهة الجنوبية ، قالت فيرا بدهشة : المسافة بعيدة إلى هناك !

و كانت قد تصورَتها أقرب إلى الشاطئ ويعلوها بيت أبيض جميل ، ولكن لم يكُن هناك بيت يمكن رؤيته على هذه الجزيرة.

وشعرت لدى رؤيتها بشعور غير مريح ، وأحسّت برعشة خفيفة !

خارج نُزُل صغير يُدعى ' النجوم السبعة ' جلس ثلاثة أشخاص بدا بينهم الهيكل الأحدب للقاضي العجوز والقامة المنتصبة للآنسة برنت وشخص ثالث ضخم عريض الكتفين تقدّم نحوهما مقدّمًا نفسه قائلاً : رأينا أن ننتظركم لنتابع معكم بقية الرحلة . اسمحوا لي بأن أقدّم نفسي : اسمي دیفیس ناتال ، ومسقط رأسي جنوب إفريقيا .

قالها وأطلق ضحكة خفيفة ، فنظر إليه القاضي وارغريف بحنق ظاهر وبدا كما لو أنه يرغب بإعطاء أمر "بإخلاء المحكمة" ، أمّا الآنسة برنت فلم تكُن تميل إلى رجال المستعمَرات . وسأل السيد دیفیس داعيًا المجموعة : هل يوجد من يرغب في تناول شراب قبل أن نستقلّ القارب ؟

ولم يتلقَّ ردًا من أحد فاستدار رافعًا إصبعه وقال : إذن يجب أن لا نتأخر ؛ فمضيفنا ومضيفتنا الكريمان في انتظارنا .

ولعله لاحظ توترًا غريبًا على بقية أفراد المجموعة ، وكأنما كان لذكر المضيف والمضيفة أثر محبِط بشكل غريب على الضيوف .

واستجابة للإشارة التي أبداها السيد ديفيس بإصبعه برز رجل من جانب حائط مجاور كان يميل عليه ، وبدا من مشيته أنه رجل يعمل في البحر ؛ كان ذا وجه بدت عليه آثار تقلبات الطقس وذا عينين داکتین وإيحاء خفيف بشخصية مراوغة ، وقال بصوت ديفوني رقيق : هل أنتم مستعدون للتحرك إلى الجزيرة أيها السيدات والسادة ؟ القارب في الانتظار . سيصل رجلان بالسيارة ، ولكن السيد أوين أمر بأن لا ننتظرهما لأنهما قد يصلان في أيّ وقت .

نهض أفراد المجموعة وساروا خلف دليلهم على ممرّ المرفأ الحجري الصغير متجهين إلى قارب بخاريّ كان راسيًا في انتظارهم ، فقالت إميلي برنت : هذا قارب صغير جدًا .

ردّ صاحب القارب بلهجة من يحاول الإقناع : هذا قارب ممتاز يا سيدتي ، وبوسعك الإبحار على متنه إلى بلايموث بكل سهولة .

قال القاضي وارغريف بحدّة : ولكن عددنا كبير .

- هذا القارب يتسع لضعف العدد با سيدي .

قال فيليب لومبارد بصوته العذب الخفيف : كل شيء على ما يرام ، الطقس ممتاز ولا توجد أمواج .

وبشيء من التشكك استجابت الآنسة برنت لعرض مساعدتها في ركوب القارب ، ثم تبعها الآخرون . لم تكّن الألفة قد حلّت بين أفراد المجموعة بعد ، وبدا كما لو أنّ كلّ فرد فيها كان في حالة حيرة من أمر الآخرين .

كانوا على وشك الانطلاق حين توقّف الدليل فجاة ومرساة القارب في يده ، وأبصروا سيارة قادمة في طريق القرية المنحدِر . بدت سيارة قوية جميلة ملفتة للنظر ، وقد جلس خلف مقودها شابّ جعلت الريح شعره يتطاير إلى الوراء ، وبدا في غسق المساء كما لو لم يكُن رجلًا ، بل تمثالاً ! وعندما ضغط بوق السيارة دوّى صوتٌ تردّد صداه على صخور الميناء ، وكانت لحظة رائعة بدا فيها أنتوني مارستون كما لو كان مخلوقًا خالدًا ! كثيرون من أفراد المجموعة تذكروا هذه اللحظة فيما بعد .

يتبعــــــــــــــــــــــــــــے.

‏‎┈┅•༄❥❥•┅┈
التنزيل يوميًا كل صباح بإذن الله .

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن