الجزء 5

101 8 1
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الأول :-

نظر الجنرال ماك آرثر من نافذة العربية ، وكان القطار يدخل محطة إكستر حيث سيغيّر إلى قطار آخر . سحقا لقطارات الخطوط الفرعية هذه ! ذلك المكان ، جزيرة الجنود ، ليس بعيدًا أبدًا لو استطعت الذهاب إليه في خط مستقيم كما تطير الغربان !

لم يكُن قد اتضح له من هذا الشخص أوين ؟ يبدو أنه صديق سبوف ليغارد أو جوني داير . تذكّر تلك الجملة : " ... سيأتي واحد أو اثنان من رفاقك القدماء للتحدث عن الأيام الخوالي " . حسنا ، سيكون التحدث عن الأيام الخوالي ممتعة . لقد خُيّل إليه مؤخَّرًا أن الرفاق يتجنبونه ، وكل ذلك بسبب تلك الإشاعة اللعينة . كم كان ذلك قاسية ! لقد مر على ذلك ثلاثون عاماً . هل تكلم أرمتیاج ؟ ما الذي يعرفه ذلك الجرو الصغير الملعون ؟ على أيّة حال ما جدوى استرجاع هذه الأمور الآن ؟ أحيانا تخطر للمرء أشياء غريبة ، يخطر لك أن أحدهم ينظر إليك بشكل مريب .

سيكون من الممتع له أن يشاهد《 جزيرة الجنود 》هذه . لقد سمع الكثير من الحديث حولها ، ويبدو أن في الأمر شيئًا من الصحة في الإشاعة حول امتلاكها من قِبَل سلاح البحرية أو وزارة الدفاع أو سلاح الجو . الواقع أن المليونير الأمريكي الشاب إلمر روبسون قد أقام المبنى في ذلك المكان وأنفق عليه الآلاف كما يقال وجهزه بكل وسائل الرفاهية .

إكستر ، والانتظار لمدة ساعة ! ولكنه لا يريد الانتظار بل يود لو يستمر في السفر .

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

كان الدكتور آرمسترونغ يقود سيارته الموريس عبر سهل سالزبوري وهو متعّب جدًا ، فالنجاح له ضريبته . لقد مرّت أوقات جلس فيها في عيادته في شارع هارلي بكامل هندامه محاطًا بأحدث المعدات وأفخر الأثاث ينتظر وينتظر ، ومرّت الأيام خاوية وهو ينتظر لمشروعه أن ينجح أو يفشل .

حسنا ، لقد نجح ، وقد كان محظوظًا وماهرًا بالطبع . كان ماهرًا في عمله ، ولكن ذلك لم يكُن كافيًا للنجاح ، فلا بدّ أن يكون لديك حظ أيضًا. وقد كان لديه الحظ : تشخیص دقیق ، مريضتان ممتنّتان ، امرأتان ذواتا مال ومكانة مرموقة ، ثم انتشرت سمعته : " عليكِ أن تجرّبي آرمسترونغ ؛ إنه شابّ صغير ولكنه حاذق للغاية ، لقد جرّبَت بام كل الأطباء من قبل لسنوات عدّة ولكنه وحده عرف مرضها في الحال .... " . وهكذا بدأت كرة الثلج تتدحرج .

لقد نجح الدكتور آرمسترونغ بالتأكيد ، أصبحت أيامه الآن مشغولة تمامًا ولم يعُد لديه وقت للاسترخاء ، ولهذا فقد كان سعيدًا في صباح ذلك اليوم من شهر آب ( أغسطس ) وهو يغادر لندن لقضاء بضعة أيام في جزيرة قبالة ساحل ديفون . لم تكن عطلة تماما ، فقد كانت الرسالة التي تلقّاها غامضة العبارات ، مع أن الشيك المرافق للرسالة لم يكُن فيه أي غموض . لقد كان مبلغًا مجزيًا ؛ لا بدّ أن عائلة أوين هذه من المتخَمين بالمال !

بدت المسألة كأنها مشكلة صغيرة تتعلق بزوج قلق على صحة زوجته ويريد تقريرًا عنها دون إثارة انتباهها ، فهي لا تتقبل فكرة عرضها على طبيب لأن أعصابها لا ...

ارتفع حاجباه بدهشة . أعصابها ؟ یا لهؤلاء النسوة وأعصابهن ! حسنا ، كان ذلك ملائمًا لعمله على أيّة حال ، فنصف النساء اللاتي کنّ يزُرن عيادته لم تكن لديهنّ مشكلة سوى الملل ، ولكنهنّ لا يسعدن إن أخبرتهن بذلك . وفي العادة كان باستطاعته أن يجد لديهن شيئًا ما : اضطراب خفيف في ... ( يختار كلمة ما طويلة ) ، ليس بالأمر خطير ، فقط تحتاجين إلى بعض العناية مع علاج بسيط.

إن العلاج يعتمد على الطبيب في الواقع ، والدكتور آرمسترونغ كان رجلًا ودودًا يستطيع بثّ الأمل والثقة نفوس مرضاه . لقد كان من حسن حظه أن استطاع السيطرة على نفسه في الوقت المناسب بعد تلك القضية التي حدثت قبل عشرة أعوام ... لا ، بل قبل خمسة عشر عامًا ، وكادت أن تكون كارثة ! كاد أن ينهار ولكن الصدمة جعلته يتماسك . لقد أقلع عن الشراب تمامًا، ومع ذلك فقد كادت أن تكون كارثة !

في تلك اللحظة عبرت سيّارة رياضية ضخمة من نوع سوبر سبورت من جانبه بسرعة ثمانين ميلاً في الساعة مطلقة بوقًا يصمّ الآذان ، الأمر الذي جعل الدكتور آرمسترونغ يكاد يصطدم بالأشجار على جانب الطريق . لا بدّ أنه أحد هؤلاء الشبّان الطائشين الذين يقودون سياراتهم بتهوّر . كم يكرههم ! كادت أن تلحقه كارثة . سحقًا لذلك الشابّ الطائش .


يتبعــــــــــــــــــــــــــــے.
٠٠٠

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن