الجزء 29

33 4 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الثامن :-

انضم بلور إليهما بسهولة وقد أبدى موافقة فورية على نظريتهما فقال: إن ما تقولانه عن هذه التماثيل الخزفية يجعل الأمر مختلفاً تماماً. إنه جنون! ولكن يوجد شيء واحد فقط: ألم يخطر لك أن أوين ربما كان ينوي تنفيذ فكرته بتوكيل شخص آخر للقيام بذلك؟

- أوضح فكرتك يا رجل.

- حسناً، أعني أنه بعد الضجة التي حدثت مساء أمس انفعل هذا الشاب مارستون وسمّم نفسه، وروجرز اهتاج أيضاً فقتل زوجته، وكل ذلك طبقاً لخطة أوين.

فهز آرمسترونغ رأسه وأعاد تأكيد النقطة المتعلقة بالسيانيد، ووافقه بلور فقال: أجل لقد نسيت ذلك، السيانيد ليس مادة يمكنك أن تحملها معك عادة، ولكن كيف دخلت کاسه یا تری؟

فقال لومبارد: لقد فكرت في ذلك. مارستون تناول عدة كؤوس من الشراب في تلك الليلة وكان بين الوقت الذي تناول فيه الكأس الأخيرة والوقت الذي أنهى فيه الكأس التي سبقتها فجوة وقتية، وخلال هذه الفجوة كانت كأسه موضوعة على إحدى الطاولات، وأعتقد أن كأسه كانت على الطاولة الصغيرة قرب النافذة، وكانت النافذة مفتوحة وبوسع شخص ما أن يدس جرعة من السيانيد في الكأس.

قال بلور بعدم تصديق: دون أن يراه أي منا ؟!

فقال لومبارد باقتضاب: كنا جميعاً معنيين بشيء آخر إلى حد ما.

قال آرمسترونغ ببطء: هذا صحيح، لقد أُخذنا بغتة. كنا نتحرك وندور في الغرفة نتجادل ساخطين منشغلين كلّ في شأنه، وأعتقد أنه كان بالإمكان فعل ذلك.

هز بلور كتفيه وقال: لعل الأمر حدث على هذا النحو. حسناً أيها السادة، هل يوجد أي احتمال بوجود مسدس مع أي منكم؟ أحسب أن هذا مطلب عسير.

فقال لومبارد وهو يربت على جيبه: أنا أحمل مسدساً.

فاتسعت عينا بلور كثيراً وقال بلهجة ودودة للغاية: هل تحمله معك دائماً؟

قال لومبارد: كثيراً ما أجد نفسي في أماكن خطيرة.

قال بلور: حقاً ؟!

ثم أضاف منفعلاً: لعلك لم تكن يوماً في مكان أخطر من هذا! إذا كان في هذه الجزيرة مخبول يختبئ فالأغلب أن لديه ترسانة صغيرة من الأسلحة ناهيك عن سكين أو خنجر مثلاً.

في هذه النقطة فسعل آرمسترونغ وقال: قد تكون على خطأ يا بلور؛ فكثير من المجرمين المعتوهين يبدون في غاية التواضع وتشعر بالارتياح معهم.

فقال بلور: لا أظن أن صاحبنا سيكون من هذا النوع يا دكتور آرمسترونغ.

*************************

خرج الرجال الثلاثة وبدؤوا جولتهم حول الجزيرة، فتبين لهم أن الأمر كان أبسط مما كان متوقعاً؛ فعلى الجهة الشمالية الغربية المطلة على الشاطئ كانت التلال الصخرية تنحدر عمودياً حتى البحر بشكل منتظم، ولم يكن في باقي أنحاء الجزيرة الكثير من الأشجار أو مما يكسو الأرض.

بدأ الرجال الثلاثة العمل بعناية وبشكل منهجي، فبدؤوا يمشطون المنطقة من أعلى نقطة إلى أطراف الماء متفحصين بدقة أي شيء غريب قد يظهر على سطح الصخرة ويشير إلى مدخل كهف أو تجويف، ولكن لم تكن هناك أية كهوف. ووصلوا أخيراً إلى أطراف الماء في المنطقة التي كان يجلس فيها الجنرال ماك آرثر ينظر إلى البحر، وكان الجو هادئاً تماماً والأمواج تتحطم برفق فوق الصخور، وكان العجوز يجلس منتصباً وعيناه سارحتان في الأفق.

لم يُظهر العجوز أي اهتمام بمجموعة البحث عند اقترابها، وقد جعلت غفلته هذه أحد الرجال على الأقل يشعر بعدم الارتياح، فقال بلور لنفسه هذا الأمر غير طبيعي! يبدو وكأنه في غفوة أو شيء من هذا القبيل.

ثم تنحنح وقال بلهجة تستدرج الحديث: إنها بقعة لطيفة وجدتها لنفسك يا سيدي.

فقطب الجنرال وألقى نظرة سريعة من فوق كتفه وقال: لم يعد لدي سوى القليل من الوقت القليل من الوقت؛ أود أن أؤكد على عدم إزعاجي.

قال بلور برقة: لا نريد أن نزعجك، نحن فقط نقوم بجولة في الجزيرة إذا صح التعبير نحاول أن نتبين ما إذا كان أحد يختبئ فيها.

فقطب الجنرال ثانية وقال: أنت لا تفهم، أنت لا تفهم أبداً. انصرف من هنا أرجوك.

فتراجع بلور وقال حين انضم للآخرين: هذا الرجل مجنون! لا فائدة من التحدث معه.

سأله لومبارد ببعض الفضول: ماذا قال؟

فهر بلور كتفيه وقال: لقد تحدث عن عدم وجود وقت لديه وقال إنه لا يريد أن يزعجه أحد.

قطب الدكتور آرمسترونغ حاجبيه وغمغم : ترى ماذا يعني هذا ؟!

يتبعــــــــــــــــــــــــــے..

‏‎┈┅•༄❥❥•┅┈
قد تتغير مواعيد التنزيل
بسبب بعض الالتزامات لديّ.

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن