الجزء 16

41 4 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الرابع :-

تحدثَت فيرا كلايثورن بصوت مرتعش وقالت : أودّ أن أخبركم عن الطفل سيريل هاملتون. كنت أعمل مربّية له ، ولم يكُن مسموحًا له أن يسبح بعيدًا عن الشاطئ ، وذات يوم غفلت عنه قليلًا فسبح مسافة بعيدة فسبحت خلفه ، ولكني لم ألحق به في الوقت المناسب. كان ذلك مريعًا ولكنها لم تكُن غلطتي ، وعند التحقيق برّأني المحقّق ، وأمّ الطفل ... أمّ الطفل كانت في غاية اللطف. إذا كانت أمّه لم تلُمني فلماذا ... ؟ لماذا ينبغي أن تُقال أشياء فظيعة كهذه ؟ هذا ظلم ، ظلم !

ثم انفجرت في بكاء مرير فجأة ، فربّت الجنرال ماك آرثر على كتفها وقال : هوّني عليك يا عزيزتي ، هذا غير صحيح بالطبع . هذا الرجل مجنون ، مجنون ولديه خلل في عقله ، إنه يمسك العصا من طرفها الخطا وكل أموره مشوَّشة.

ثم وقف منتصبًا رشدّ كتفيه وصاح قائلًا: الواقع أن من الأفضل ترك هذا النوع من الأمور دون تعليق.أنا أشعر أن عليّ القول إنه لا توجد ذرة من الصدق فيما قاله عن ذلك الشاب آرثر ريتشموند؛ فريتشموند كان أحد الضباط العاملين معي، وقد أرسلتُه في مهمة استكشافية فقُتل، وهذا حادث طبيعي في وقت الحرب. وأودّ أن أضيف أنني استأتُ كثيرًا من تلطيخ سمعة زوجتي ، فهي أفضل امرأة في العالَم ، لا شك في ذلك.

ثم جلس الجنرال ويده المرتعشة تمسَح شاربَيه ، وكان الجهد الذي بذله في الحديث قد أثّر عليه كثيرًا.

وتحدّث لومبارد وفي عينيه نظرة ساخرة فقال : بخصوص أولئك السكان الأصليّين ...

قال مارستون : ماذا بخصوصهم ؟

همهم فيليب لومبارد قائلًا: القصة صحيحة تمامًا؛ لقد تركتُهم. كانت مسألة حياة أو موت بالنسبة لي ، كنّا قد تُهنا في الغابة فأخذتُ أنا ورفيقان آخران ما تبقّى من طعام وتركناهم.

قال الجنرال ماك آرثر : تخلّيت عن رجالك ؟ تركتهم يجوعون حتى الموت ؟!

فأجاب لومبارد : ليس تمامًا بهذا الوصف ، ولكن النجاة بالنفس هي الواجب الأول للإنسان ، والحياة بالنسبة لهؤلاء السكان الأصليين ليست على هذه الدرجة من الأهمية كما تعلم ، فهم لا يشعرون بالحياة كما يشعر بها الأوروبيون.

رفعت فيرا وجهها من بين يديها وقالت وهي تحدّق إليه : تركتهم يموتون ؟!

فردّ لومبارد قائلًا : نعم ، تركتهم يموتون.

تعلقت عيناه الساخرتان بعينيها المرعوبتین ، وقال أنتوني مارستون بصوت بطيء وحائر : كنت أفكر للتو بجون ولوسي کو مبس . لا بدّ أنهما الطفلان اللذان صدمتُهما بسيارتي قرب كامبردج ، حظ سيئ جدًا.

قال القاضي وارغريف بسخرية : لهما أم لك ؟

فقال أنتوني : حسنًا، قصدت أنه ... أعني أن حظي هو السيئ أنت على حق سيدي ، كان حظهما سيئًا تمامًا. بالطبع كان الأمر كله مجرَّد حادث ؛ فقد اندفعا بسرعة من كوخ أو مكان ما. لقد تمّ سحب رخصتي لمدة سنة ، وكان هذا غاية في الإزعاج.

قال الدكتور آرمسترونغ بحماسة : السرعة خطأ تمامًا، خطأ تمامًا. إن الشبان من أمثالك خطر على المجتمع.

هزّ أنتوني كتفيه وقال : إن الطرق الإنكليزية سيئة جدًا ولا يمكنك السير فيها بسرعة معقولة.

ثم نظر حوله حائرًا بحثًا عن كوبه ، وأخيرًا التقطه عن إحدى الطاولات ومشى إلى الطاولة الجانبية ، فملأه بالعصير مرة أخرى وقال وهو يلقي نظرة جانبية : حسنًا ، لم تكُن غلطتي على أيّة حال ، كان مجرَّد حادث.

يتبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــے.
٠٠٠

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن