تكملهـــــــــــــــــــــــــے..الفصل الخامس :-
ترك الجميع الأمر على حاله ، فلم يكُن لديهم ما يمكن أن يُقال . وحمل آرمسترونغ ولومبارد معًا جثة أنتوني آرمسترونغ إلى غرفته فارتداها هناك وغطّياها بملاءة ، وعندما عادا إلى الطابق السفلي كان الآخرون يقفون مجتمعين ويرتعشون قليلًا رغم أن المساء لم يكُن باردًا .
قالت إميلي برنت : الأفضل أن تأوي إلى غرفنا ؛ لقد تأخر الوقت .
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل فبدا الاقتراح معقولًا، ومع ذلك فقد تردد الجميع ، وبدا كما لو أنهم يودّون البقاء معًا ليشعروا بالطمأنينة . وقال القاضي : أجل ، علينا أن ننام بعض الوقت .
قال روجرز : لم أنتهِ من التنظيف في غرفة الطعام بعد.
فقال لومبارد باقتضاب : قُم بذلك في الصباح
وقال له آرمسترونغ : هل زوجتك على ما يرام ؟
- سأذهب وأراها با سيدي
ثم عاد بعد دقيقة أو دقيقتين
وقال : إنها نائمة كالملائكة .فقال الطبيب : حسنًا ، لا تزعجها .
- بالطبع يا سيدي ، فقط سأضع الأشياء في غرفة الطعام وأتأكد من إغلاق الأبواب ، ثم سآوي إلى غرفتي .
وخطا عبر القاعة إلى غرفة الطعام ، وصعد الجميع الدرَج في طابور بطيء متردد .
لو كان هذا البيت قديمًا تئن أخشابه وتمتلئ زواياه بالظلال المعتمة ولو كانت جدرانه داكنة لوُجد ما يثير مشاعر الخوف ، ولكن هذا البيت كان غاية في الحداثة وليست فيه أي زوايا معتمة ، كانت الأضواء تغمره ولم يكُن فيه أشياء مخبّأة ، لم يكن له جو خاصّ، ولكن هذه الحقيقة كانت على نحو ما أكثر الأشياء مدعاة للخوف !
تبادلوا تحية المساء عندما وصلوا أعلى الدرَج ، وذهب كل منهم إلى غرفته ، وبصورة تلقائية ودون انتباه تقريبًا أقفل كل منهم باب غرفته على نفسه .
***********************
في غرفته المريحة التي طُليت جدرانها بألوان باهتة جميلة خلع القاضي وارغريف ملابسه واستعدّ للنوم . كان يفكر بإدوارد سیتون . إنه يذكر سيتون جيدًا ؛ شعره ، عينيه الزرقاوین ، عادته في النظر إليك مباشرة ، الهالة اللطيفة من الاستقامة والصدق التي كانت تبدو عليه ... كان ذلك قد ترك في نفوس المحلفين انطباعًا جيدًا عنه .
كان ليولين ، المدّعي العام ، قد أدّى مهمته بطريقة سيئة مبدئيًا حماسة مبالَغًا فيها ومحاوِلًا إثبات الكثير ، أما ماثيوس محامي الدفاع فقد كان جيّدًا؛ كانت أدلته قاطعة وكانت مناقشته للشهود دقيقة ، وكان بارعًا للغاية في استجواب موكّله على منصة الشهود . كما أن سيتون كان قد أبلى بلاء حسنًا في مواجهة استجواب الادّعاء ، فلم يتحمس أو يبالغ أكثر ممّا ينبغي وأعطى المحلفين انطباعًا جيدًا. ولعله بدا لماثيو كما لو أن كل شيء يسير كما ينبغي
وضع القاضي ساعته بعناية إلى جوار سريره ، وتذكّر بدقّة كيف كان يشعر وهو جالس هناك يستمع ويأخذ ملحوظات ويقيّم كل شيء مرتّبًا كل ما فيه دليل ضدّ المتهَم. كان قد استمتع بالقضية ، وكانت كلمة ماثيو النهائية مرافعة من الطراز الأول ، وحين جاء الدور على ليولين بعده فشل في إزالة الانطباع الحسن الذي ترکه محامي الدفاع ، ثم جاء دوره هو لإجمال القضية وإعطاء توجيهاته للمحلّفين .
خلع القاضي وارغريف بعناية طقم أسنانه ووضعه في كوب ماء ، فتراجعت شفتاه المنكمشتان داخل فمه الذي بدا قاسيًا ومتوحشًا ، وابتسم القاضي لنفسه وهو يضع قناعًا على عينيه . لقد مكر لسيتون بكل براعة ! وتمدّد على السرير وهو يئن قليلًا من آلام المفاصل ، ثم أطفأ النور .
يتبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــے.
٠٠٠
أنت تقرأ
ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"
Mystery / Thrillerرواية للكاتبة "أجاثا كريستى" تدور أحداثها حول عشرة أشخاص لا يجمعهم أى قاسم مشترك ولا انسجام بينهم ، اجتذبتهم دعوة غامضة إلى جزيرة مقفرة معزولة ، وفجأة وخلال تناول العشاء سمعوا صوتاً للمضيف المجهول يتهم كل واحد منهم بارتكاب جريمة ، ولا يلبث أول المدع...