الجزء 11

18 2 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الثاني :-

وصل الدكتور آرمسترونغ إلى《جزيرة الجنود》عند مغيب الشمس ، وفي طريقه إلى الجزيرة كان يتبادل الحديث مع عامل القارب ، وهو رجل من المنطقة نفسها. كان الدكتور آرمسترونغ مهتمًا بمعرفة بعض المعلومات عن الأشخاص الذين يمتلكون الجزيرة ، ولكن ذلك الرجل ناراکوت بدا جاهلًا ، أو ربما لم يكُن يريد الكلام ، ولهذا فقد حوّل الدكتور آرمسترونغ حديثه إلى الطقس وصيد الأسماك . كان متعبًا بعد رحلته الطويلة بالسيارة، وكانت مقلتاه تؤلمانه فالسير غربًا يعني السير باتجاه الشمس.

نعم ، كان متعبًا جدًا، والآن هو مع هذا البحر وهذا الهدوء التامّ. هذا ما كان يحتاجه حقًا؛ كان يودّ أن يقضي إجازة طويلة فعلًا ، ولكن ذلك لم يكُن بوسعه. لم تكُن لديه مشكلة من الناحية المالية بالطبع ، ولكنه لا يستطيع ترك عمله لأن هذا يمكن أن يتسبب في أن ينساه الناس. والآن هاهو قد وصل وعليه التركيز فيما هو فيه. قال لنفسه : هذا المساء سأتخيّل أنني لن أعود وأنني قد انتهيت من لندن ومن شارع هارلي وكل ما يتعلق به.

شيء سحري كان يتعلّق بكلمة « جزيرة » ؛ الكلمة ذاتها توحي بالخيال ، بمغامرة تجعلك تنفصل عن العالَم ؛ فالجزيرة عالَم قائم بذاته ، عالَم قد لا تعود منه أبدًا.

قال لنفسه : " فلأترك حياتي الرتيبة خلفي " . ثم بدأ يرسم خططًا خيالية للمستقبل وهو يبتسم لنفسه ، وكان لا يزال يبتسم وهو يصعد الدرجات المنحوتة في صخرة الجزيرة .

رأى في الشرفة رجلًا عجوزًا يجلس على مقعد ، وبدا منظره مألوفًا بشكل غامض للدكتور آرمسترونغ . أين رأى ذلك الوجه الذي يشبه الضفدع وتلك الرقبة التي تشبه رقبة السلحفاة وذلك الجسم المنحني وهاتين العينين الشاحبتين الذكيتين ؟ آه ، إنه العجوز وارغريف بالطبع ! لقد سبق أن طُلب آرمسترونغ للشهادة أمامه ، وكان يبدو دائمًا شبه نائم ولكنه كان يقظًا تمامًا إذا برزت نقطة قانونية ، كان ذا سلطة كبيرة على المحلّفين ، وكان يُقال إن بوسعه الإيحاء لهم بقرارهم في أيّ وقت يشاء ، وقد استطاع أن ينتزع منهم قرارات إدانة غير متوقَّعة مرة أو اثنتين ، حتى إن بعض الناس وصفوه بأنه « قاضي الإعدام » !

غريب أن يقابله في هذا المكان البعيد النائي من العالَم !

***********************

قال القاضي وارغريف لنفسه وهو يصافح الطبيب : آرمسترونغ ! إنني أذكرك على منصّة الشهود ؛ دقیق وحَذِر تمامًا. الأطباء كلهم حمقى ، وأكثرهم حمقًا أطباء شارع هارلي.

وتذكّر حانقًا مقابلة جرت له مع شخصية لطيفة في ذلك الشارع مؤخَّرًا ، ثم قال بصوت عال أجشّ : المرطبات المنعشة في القاعة .

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن