الجزء 18

34 4 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الرابع:-

ساد صمت في الغرفة ، وكان الجميع ينظرون خفية أو مباشرة إلى إميلي برنت. ومرّت دقيقة أو دقيقتان قبل أن تشعر بوطأة النظرات المترقبة ، فارتفع حاجباها على جبينها الضيّق وقالت : هل تنتظرون منّي أن أقول شيئًا؟ ليس لديّ ما أقوله.

فقال القاضي : لا شيء يا آنسة برنت ؟

- نعم ، لا شيء .

وأطبقت شفتيها ، فمسح القاضي على وجهه وقال بلطف : هل تحتفظين بحقك في الدفاع ؟

—-

فقالت الآنسة برنت ببرود : لا ضرورة للدفاع ؛ لقد كنت أعمل دائمًا بوحي من ضميري وليس لديّ ما أخجل منه .

أشاع ردّها إحساسًا بالإحباط ، ولكن إميلي برنت لم تكُن ممّن يؤثر فيهم الرأي العام. واستمرّت في الحفاظ على رباطة جأشها ، فتنحنح القاضي مرة أو مرتين ثم قال : لترك تحقيقنا عند هذه النقطة والآن با سید روجرز ، مَن يوجد أيضًا على هذه الجزيرة بالإضافة لنا وأنت وزوجتك ؟

- لا أحد يا سيدي ، لا أحد أبدًا.

- هل أنت متأكد من ذلك ؟

- متأكد تمامًا يا سيدي.

قال وارغريف : لست متأكدًا بالضبط من قصد مضيفنا المجهول في جمعنا هنا ، وفي رأيي أن هذا الشخص -كائنًا مَن كان- ليس بكامل قواه العقلية بالمعنى المتعارَف عليه ، قد يكون خطيرًا ، ومن الأفضل لنا - في رأي- أن نغادر هذا المكان بأسرع ما يمكننا ، وأقترح أن نغادره الليلة .

فقال روجرز : عفوًا يا سيدي ، ولكن لا يوجد قارب على الجزيرة .

- لا يوجد أيّ قارب ؟!

- نعم يا سيدي.

- كيف تتصلون بالشاطئ ؟

- فرید ناراکوت يأتي صباح كل يوم يا سيدي ، يحضر معه الخبز والحليب والبريد ويأخذ قائمة بطلباتنا .

فقال القاضي وارغريف : إذن قد يكون من الأفضل أن نغادر غدًا صباحًا حالما يصل قارب ناراکوت .

سرت همهمة موافقة باستثناء صوت معارض واحد هو أنتوني مارستون الذي لم يتفق مع الأغلبية وقال : أليس هذا نوعًا من الانهزام ؟ يتعيّن علينا كشف هذه المسألة الغامضة قبل أن نغادر المكان ، ويبدو لي الأمر كله كقصة بوليسية في غاية الإثارة .

فقال القاضي بسخرية لاذعة : في مثل سنّي هذه ليس لديّ أيّ رغبة في تلك الإثارة التي تتكلم عنها .

فقال أنتوني مدمدمًا: إن الحياة القانونية تصيب المرء بالضيق !

ثم رفع كأسه وأفرغها مرة واحدة في جوفه ، وبسرعة بدأ يشرَق بصورة سيئة ؛ فقد بدا على وجهه أنه يتلوّى ألمًا ، ثم أصبح وجهه أزرق اللون وأخذ يشهق محاولًا التنفس ، ثم سقط عن كرسيه ووقعت الكاس من يده !

يتبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــے.
٠٠٠

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن