الجزء 21

27 4 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الخامس :-

وقف روجرز حائرًا في غرفة الطعام في الطابق الأرضي. كان ينظر إلى تماثيل الجنود الخزفية في وسط الطاولة ، ثم غمغم قائلًا لنفسه : إنه لأمر غريب ؛ أستطيع أن أقسم أنه كان هنا عشر قطع !

***********************

تقلب الجنرال ماك آرثر على سريره ولم يستطِع النوم ، وفي ظلال الغرفة ظلّ يرى وجه آرثر ريتشموند . كان قد أحب آرثر ، بل كان معجَبًا به إعجابًا شديدًا، وكان سعيدًا بأن ليزلي قد انسجمت معه أيضًا. كانت ليزلي امرأة متعالية تنظر بتعالٍ إلى كثير من الشبان المتميّزين وتصفهم بأنهم أغبياء ، هكذا ببساطة ، أغبياء . إلاّ أنها لم تجد آرثر ريتشموند غبيًا بل انسجما معًا منذ البداية ، فكانا يتحدثان عن المسرح والموسيقى وكانت تمازحه وتسخر منه .

وكان ماك آرثر مسرورًا بفكرة أنّ ليزلي تبدي به اهتمام الأم. ولكن أيّ أمومة ؟! يا لها من حماقة حين لم ينتبه وقتها إلى أن ريتشموند كان في الثامنة والعشرين وليزلي في التاسعة والعشرين ! لقد أحب ليزلي ، وبوسعه أن يراها الآن في خياله بوجهها المستدير وعينيها الراقصتين بلونهما الرمادي العميق وشعرها البني الكثيف الملفوف ... لقد أحبّ لیزلی ووثق بها تمامًا.

كان هناك في فرنسا وسط الجحيم ، كان جالسًا يفكر فيها ناظرًا  إلى صورتها التي كان قد أخرجها من جيب قميصه ، وعندها اكتشف الأمر ، تمامًا كما تحدث الأشياء في الروايات الرسالة في الظرف الخطأ. كانت تكتب لكليهما ، وكانت قد وضعت رسالتها إلى ريتشموند في الظرف المعنوَن إلى زوجها ؟ وحتى الآن ، وبعد كل هذه السنوات ، ما زال يشعر بوقع الصدمة وبالألم. كم كان ذلك مؤلمًا !

كانت علاقتهما قد بدأت منذ بعض الوقت ، وكان ذلك واضحًا في الرسالة : عطلات نهاية الأسبوع ، إجازة ريتشموند الأخيرة ... قال لنفسه بسخط : ليزلي! اليزلي وآرثر!  تبا لذلك الرجل ، سحقًا لوجهه البسّام و(نعم سيدي) ، التي يهتف بها بكل نشاط ... يا له من كاذب منافق يسرق زوجة رجل آخر !

تجمع غضبه ببطء ، ذلك الغضب البارد القاتل. واستطاع الاستمرار في التعامل معه كالمعتاد ولم يُظهِر له شيئًا، حاول المحافظة على سلوكه الطبيعي مع ريتشموند كما هو ، وهو يعتقد نه نجح في ذلك فلم يتطرق إلى نفس ريتشموند أيّ شك. اختلاف المزاج كان له ما يبرره هناك حيث نضغط أهوال الحرب على أعصاب الرجل باستمرار.

وحده أرمتیاج الشاب نظر إليه بفضول مرّة أو مرّتين. كان شابًا صغيرًا ولكن كانت لديه قدرة قوية على الملاحظة ، وربما كان أرمتیاج قد عرف عندما حان الوقت. لقد أرسل ريتشموند بتدبير محكَم إلى حتفه ، فلم يكُن ممكنًا له النجاة إلا بمعجزة والمعجزة لم تحدث ، نعم ، لقد ارسل ريتشموند إلى الموت ، ولم يكن نادمًا. كانت المسألة سهلة تمامًا؛ الأخطاء كانت تقع طول الوقت والرجال يُرسَلون إلى الموت دون مبرر ، وكان الجو مشحونًا بالاضطراب والرعب ، فكان يمكن للناس أن يقولوا فيما بعد : " لقد فقد ماك آرثر أعصابه قليلًا فارتكب بضعة أخطاء كبيرة وضحّی ببعض خيرة رجاله ... " ، ولكن لم يكُن بوسعهم أن يقولوا أكثر من ذلك .

يتبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــے.

‏‎┈┅•༄❥❥•┅┈
التنزيل يوميًا بإذن الله .

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن