تكملهـــــــــــــــــــــــــے..الفصل الثاني :-
جلس فرید ناراکوت إلى جانب محرّك القارب وفكّر بينه وبين نفسه بأن هذه المجموعة تبدو غريبة ، فما كان يتوقع أن يكون ضيوف السيد أوين من هذا الطراز بل كان يتوقع أشخاصًا أكثر رقيًا ، رجالًا ونساء في ثياب فاخرة ، أثرياء وذوي مظهر محترم . هؤلاء ليسوا كضيوف السيد إلمر روبسون . وافترّت شفتا فرید ناراكوت عن ابتسامة باهتة وهو يتذكر ضيوف ذلك المليونير ، كان ذلك ما يستطيع أن يسمّيه حفلة حقًا. أما السيد أوين هذا فلا بدّ أنه رجل مختلف .
قال فريد لنفسه : غريب ! أنا لم أرَ السيد أوين ولا زوجته ، فهما لم يأتيا هنا من قبل. كل شيء تمّ طلبه ودُفعت تكاليفه من قِبَل السيد موريس ، والتعليمات واضحة دائمًا والفواتير تُدفَع في وقتها ، ولكن مع ذلك كان الأمر غريبًا! الصحف ذكرت أن بعض الغموض يحيط بالسيد أوين ، والسيد ناراکوت يتفق مع هذا الرأي .
فكّر أنه ربما كانت الآنسة غابرييل تيرل هي التي اشترت الجزيرة فعلًا، ولكن تلك النظرية لم تصمد في ذهنه حين نظر إلى ركّابه ، لا ، ليست هذه المجموعة ؛ لا أحد منهم يبدو ذا صلة بنجمة سينمائية شهيرة . واستعرضهم في ذهنه ببرود : سيدة كبيرة السن من ذلك النوع الجافّ الذي يعرفه جيدًا ، ورجل عسکري عجوز عليه هالة حقيقية لضابط في الجيش، وفتاة شابّة حلوة ولكنها ليست من النوع الفاتن، بل فتاة عادية ليست فيها لمسة هوليوودية. وذلك الرجل الضخم المرح، لم يكن سيّد مجتمعات حقًا، ربما كان تاجرًا متقاعدًا.
كان ذلك ما يدور في ذهن فرید ناراکوت. أما الرجل الآخر الرشيق الذي بدا جائعًا وذا عينين تتحركان بسرعة فهو شخص غریب، نعم، هو كذلك. يُحتمل أن تكون له علاقة بالعمل في مجال الأفلام السينمائية .
فقط شخص واحد يثير الإعجاب في القارب ، الرجل الأخير الذي وصل بالسيارة . ويا لها من سيارة! سيارة لم تشهد ستيکلهيفن مثلها من قبل ! لا بدّ أن سيارة كهذه ثمنها مئات ومئات ! هذا هو الشخص المناسب ، من الواضح أنه وُلد ثريًا. لو كانت المجموعة كلها على شاكلته لكانت تبدو مقنعة له .
الحكاية كلها غريبة حين تمعن النظر فيها ... كل شيء غريب ، غريب جدًا!
***********************شقّ القارب طريقه حول الصخرة ، وعندئذ ظهر البيت واضحًا. كان الجانب الجنوبي للجزيرة مختلفًا تمامًا؛ كان ينحدر تدريجياً باتجاه البحر وكان البيت يواجه الجنوب. كان بناء منخفضًا مربعًا ذا طراز عصري ونوافذ مستديرة نسمح بدخول الكثير من الضوء. كان بيتًا مدهشًا كما كان متوقعًا.
أطفأ فريد ناراكوت المحرك فانساب القارب بلطف من خلال فجوة طبيعية بين الصخور ، وقال فيليب لومبارد بحدّة : لا بدّ أن الرسوّ هنا صعب في الطقس السيّئ
فردّ فرید ناراکوت بمرح : لا يمكن الرسوّ في جزيرة الجنود عندما تهبّ الريح الجنوبية الشرقية ، وأحيانًا تصبح الجزيرة معزولة لمدة أسبوع أو أكثر .
فكّرت فيرا كلابثورن قائلة لنفسها : لا بد أن تأمين اللوازم الغذائية سيكون صعبًا للغاية ، وهذا أسوأ ما في موضوع العيش في جزيرة . المشكلات المنزلية مقلقة جدًا.
وحين لامس القارب الصخور قفز فرید ناراکوت واشترك مع لومبارد في مساعدة الآخرين على النزول ، وبعد أن ربط ناراکوت القارب إلى حلقة معدنية مثبَّتة في الصخر سار في مقدّمة المجموعة صاعدًا الدرَج المحفور في المنحدَر الصخري ، وقال الجنرال ماك آرثر : يا له من مكان جميل !
لكنه لم يكُن مرتاحًا للمكان الذي بدا في عينيه وكأنه مكان لعين غريب . وعندما صعدت المجموعة الدرجات ووصلت إلى الشرفة في الأعلى بدا أنهم استعادوا حيويتهم ، ووجدوا في انتظارهم في مدخل البيت مسؤول الخدم بهيئة لائقة ومظهر بعث فيهم شعورًا بالاطمئنان . وكان البيت نفسه جميلًا للغاية والمنظر من الشرفة رائعًا، وقد كان مسؤول الخدم رجلًا طويلًا ناحلًا ذا شعر أشيب وهيئة تبعث على الاحترام ، وانحنى لهم انحناءة خفيفة وقال : أرجو التفضل من هنا .
في القاعة الواسعة كانت أنواع من المرطبات الباردة جاهزة للتقديم ، وفهم الضيوف من الخادم أن السيد أوين تأخّر لسوء الحظ ولن يستطيع الوصول إلى المكان قبل الغد ، وقد ترك تعليمات بتنفيذ كل ما يرغب فيه الضيوف . وهم يستطيعون الذهاب إلى غرفهم ، أما العشاء فسوف يكون جاهزًا في الثامنة تمامًا.
يتبعــــــــــــــــــــــــــــے.
٠٠٠
أنت تقرأ
ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"
Misterio / Suspensoرواية للكاتبة "أجاثا كريستى" تدور أحداثها حول عشرة أشخاص لا يجمعهم أى قاسم مشترك ولا انسجام بينهم ، اجتذبتهم دعوة غامضة إلى جزيرة مقفرة معزولة ، وفجأة وخلال تناول العشاء سمعوا صوتاً للمضيف المجهول يتهم كل واحد منهم بارتكاب جريمة ، ولا يلبث أول المدع...