الجزء 12

46 4 0
                                    



تكملهـــــــــــــــــــــــــے..

الفصل الثالث :-

أوشك العشاء على الانتهاء ، وكان الطعام جيدًا والشراب ممتازًا، وكانت خدمة السيد روجرز جيدة. شعر الجميع بروح معنوية أفضل ، وقد أخذوا يتحادثون بصورة أكثر حرية وألفة .

القاضي وارغريف أصبح ممتعًا بحديثه الساخر الذي كان يستمع إليه الدكتور آرمسترونغ وتوني مارستون ، والآنسة برنت تحدثت مع الجنرال ماك آرثر وقد اكتشفا أن لديهما بعض الأصدقاء المشترَكين ، أما فيرا كلايثورن فقد كانت توجّه أسئلة ذكية للسيد دیفیس حول جنوب إفريقيا ، وكان السيد ديفيس ملمًا تمامًا بالموضوع ، فيما كان لومبارد يستمع إلى الحديث وقد رفع رأسه مرة أو مرتين فجاة وضاقت عيناه ، وبين فينة وأخرى كان يدور بعينيه حول الطاولة متأملًا الآخرين .

فجاة قال أنتوني مارستون : هذه الأشياء طريفة ، أليس كذلك ؟

كان في وسط الطاولة تحف خزفية صغيرة وُضعت على حامل زجاجي ، وقال توني : جنود ... جزيرة الجنود ، أعتقد أن هذه هي الفكرة .

انحنت فيرا للأمام وقالت : تُری كم عددها ؟ عشرة ؟

ثم هتفت : يا للطرافة ! يبدو لي أنهم هؤلاء الجنود العشرة في الأنشودة ، الأنشودة المعلَّقة في غرفتي داخل إطار فوق المدفأة .

قال لومبارد : وفي غرفتي أيضًا.

وتوالت أصوات الحضور تشير إلى أنها في غرفهم جميعًا فقالت فيرا : فكرة مسلية ، أليس كذلك ؟

وعلّق القاضي وارغريف بصوت أجشّ قائلًا : بل فكرة طفولية للغاية .

ثم تناول مزيدًا من القهوة ، ونظرت إميلي برنت إلى فيرا كلايثورن فنظرت فيرا إليها ، ثم نهضتا واقفتين فاتجهتا إلى غرفة الجلوس حيث كانت النوافذ مفتوحة على الشرفة ، وتناهى إليهما صوت الأمواج وهي ترتطم بالصخور على الشاطئ ، فقالت إميلي برنت : إنه صوت لطيف .

فقالت فيرا بحدّة : أنا أكره هذا الصوت .

رفعت الآنسة برنت نظرها إليها بدهشة فشعرت فيرا ببعض الحرج وقالت بهدوء أكثر : لا أعتقد أن هذا المكان سيكون ملائمًا إذا ما هبّت عاصفة .

وافقتها إميلي برنت قائلة : ليس لديّ شك في أن هذا المكان يُغلَق في الشتاء . لا يمكن تأمين خدم هنا في الشتاء على أية حال .

قالت فيرا : لا بدّ أن توفير الخدم في هذا المكان صعبُ اصلاً .

قالت الآنسة برنت : السيدة أوليفر محظوظة لاستخدامها هذين الزوجين ، إن المرأة طاهية ماهرة .

فقالت فيرا لنفسها : " عجيب أن يخطئ هؤلاء العجائز في الأسماء ! " ، ثم قالت بعد هنيهة صمت : أجل ، أعتقد أن السيدة أوين محظوظة حقًا.

كانت الآنسة برنت قد أخرجت قطعة تطريز صغيره من حقيبتها ، وبينما كانت على وشك إدخال الخيط في الإبرة توقفت فجأة وقالت بحدّة : أوين ؟ هل قلتِ أوين ؟

- نعم

فقالت إميلي برنت بحدّة مرة أخرى : لم أقابل أحدًا في حياتي يُدعى أوين .

فحدّقت إليها فيرا وقالت : ولكن بالتأكيد ...

ولم تكمل جملتها ؛ فقد فُتح الباب وانضمّ الرجال إليهما يتبعهم روجرز حاملًا صينية القهوة ، ثم جاء القاضي فجلس بجوار إميلي برنت ، وجلس آرمسترونغ إلى جوار فيرا ، وذهب توني مارستون ليفتح النافذة ، وأخذ بلور بتفحص تمثالًا نحاسيًا بدهشة ساذجة ، ووقف الجنرال ماك آرثر وظهره إلى المدفأة وأخذ يعبث بشاربه الأبيض الصغير ، فقد كان العشاء جيدًا تمامًا وكانت روحه المعنوية في ارتفاع ، وأخذ لومبارد يقلّب صفحات مجلة كانت مع صحف أخرى على طاولة بجانب الجدار .

دار روجرز بصينية القهوة ، وكانت القهوة جيدة ومركَّزة وساخنة جدًا. كان الجميع قد استمتعوا بالعشاء وكانوا في حالة من الرضا بأنفسهم وبالحياة ، وكانت الساعة تشير إلى التاسعة والثلث وقد ساد المكانَ صمتُ شامل مريح .

وفجأة قطع ذلك الصمتَ صوتٌ مفاجئ مرتفع شديد يقول :

أيها السيدات والسادة ، أرجو الصمت .

ذُهل الجميع ونظر بعضهم إلى بعض ونظروا حول المكان والجدران ... مَن كان يتحدث ؟! ولكن الصوت استمرّ واضحًا وعاليًا يقول : أنتم متّهَمون بما يلي : إدوارد جورج آرمسترونغ ، أنت متهَم بأنك تسببت يوم الرابع عشر من آذار ( مارس ) عام ۱۹۲۵ بقتل لویزا ماري كليز . إميلي کارولین برنت ، أنتِ متهَمة بأنك مسؤولة عن وفاة بياتريس تايلور يوم الخامس من تشرين الثاني ( نوفمبر ) عام ۱۹۳۱. ويليام هنري بلور ، أنت متهَم بأنك تسببت في موت جيمس ستيفن لاندور يوم العاشر من تشرين الأول ( أكتوبر ) عام ۱۹۲۸. فيرا إليزابيث كلايثورن ، أنتِ متهَمة بأنك قتلتِ سیریل أوغليف هاملتون يوم الحادي عشر من آب ( أغسطس ) عام 1935. فيليب لومبارد ، أنت متهَم بأنك مذنب بالتسبب في موت واحد وعشرين رجلًا من قبيلة في شرق إفريقيا خلال شهر شباط ( فبراير ) عام ۱۹۳۲. جون غوردون ماك آرثر ، أنت متهَم بأنك دفعت بعشيق زوجتك آرثر ديتشموند عامدًا متعمدًا إلى الموت يوم الرابع عشر من كانون الثاني ( يناير ) عام ۱۹۱۷. أنتوني جيمس مارستون ، أنت متهَم بقتل جون ولوسي کومبس يوم الرابع عشر من تشرين الثاني ( نوفمبر ) الماضي. توماس روجرز وإيثيل روجرز ، أنتما متهمان بأنكما تسبينما في موت جنیفر برادي يوم السادس من أيار ( مايو ) عام ۱۹۲۹ ، لورنس جون وارغريف ، أنت متهَم بأنك كنت مذنبًا بقتل إدوارد سیتون يوم العاشر من حزيران ( يونيو ) عام ۱۹۳۰ .

وصمت الصوت هنيهة ثم عاد يقول بلهجة قوية :

أيها السجناء في قفص الاتهام ، هل لديكم ما تدافعون به عن أنفسكم ؟


يتبعــــــــــــــــــــــــــــے.
٠٠٠

ثم لم يبق أحد "اجاثا كريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن