البارت 33 :

136 32 21
                                    

.
جلست على الكراسي اللي في العياااده  بعد الجلسه مع الدكتور، تتأمل كلمات دكتورها  التي لا تزال ترن في أذنها. كان المكان هادي جدا من غير اصوات المشي للي تمر جنبها .. والضوء الخافت يعكس ظلها على الحائط، وكأنها تواجه نفسها للمرة الأولى بوضوح. ما قدرت تتجنب التفكير في ماضيها الحين هي بال ١٧ من عمرها وللحين محتاره كيف كانت علطول تدور عن الحب من أشخاص ما اعطوها سوى الرفض وهذا الشي اللي وصلها للدكتور النفسي .كانت دايما تسأل عمتها نفس السؤال وعلطول تتلقى نفس الجواب بس الحين خلاص وعدت نفسها مارح تدور على ناس ما سألوا عنها ولا حتى يعرفون لو هي موجوده او لا !!
بكره رحلتهم للمملكه لكنها متردده هذي اخر جلساتها مع الدكتور بس تحس لساتها محتاجه للدكتور ، ما ادري وش اسوي الحين ؟بس الشي الوحيد اللي متأكده منه هي انا ..انا وبس ومستحيل اسمح لاحد يعيشني نفس الوهم اللي كنت عايشه فيه ،ولو على رفضهم خلاص انا تعودت .

تذكرت الأيام التي قضتها مع عمتها ساره بعد الانتقال إلى إسبانيا. كانت تلك الأيام مليانه بالوحده لكنها ممتنه لهذي الانسانه اللي آوتها في الوقت اللي ما كان لها احد .. صحيح ساره كانت دايما موجوده معها ، تقدم لها الدعم والحنان الذي افتقدته من والديها. ومع ذلك، كانت تشعر دومًا بفجوه بين ما كانت تريده وما كانت تحصل عليه.

بدأت تدرك أنها كانت تحاول ملء تلك الفجوه بقصص وحكايات تخدع بها نفسها قبل الآخرين. كانت تبني عوالم خياليه حيث يكون كل شيء كما تريده، لكن تلك العوالم كانت تنهار بمجرد أن تواجه الواقع.

في تلك اللحظه ، شعرت بشيء يتغير بداخلها. كانت تعلم أن الوقت قد حان لتتوقف عن الهروب. لا مزيد من الاختباء خلف الأكاذيب. لا مزيد من الهروب من الماضي. حان الوقت لتواجه الحقائق، بكل ما فيها من ألم وخيبه .

التقطت هاتفها واتصلت بعمتها ساره. كانت تبي تخبرها بشيء بسيط ، لكن نقدر نقول انه كان يمثل بدايه جديده لها. وبس ردت عليها العمه .. قالت بدون مقدمات انها موافقه ترجع وتواجه كلشي ...وهذا الشي كلفها سنوات علاج عشان تستعد ترجع واخيرااا حانت اللحظه .

كانت هناك لحظه صمت من الطرف الآخر قبل أن ترد العمه : قبل هذا الجواب كنت ابغى اسمع انك بخير يا روحي .. بس دامك تجاوزتي الجواب ذا يعني انك بخير المهم انا رسلتلك السوااق وهو عند الباب الحين بس ترجعين نتكلم بالموضوع اكثر تمام ؟؟
هزت راسها وكانها تشوفها وبعدها سكرت .

أغلقت الهاتف، وهي تشعر كأنه عبئا كبير وانزاح عن كاهلها. كانت هذه هي الخطوة الأولى في رحلتها الجديده . رحلة نحو تقبل الذات، وفهم أنه الماضي ليس قيد يقدر يحدد حياتها، بل هو جزء منها يمكنها التعايش معه والمضي قدمًا.

كانت تدرك أن الطريق طويل، وأن التعافي ليس سهلاً. لكن مع كل خطوة كانت تخطوها، كانت تشعر بأنها تقترب أكثر من السلام الداخلي الذي كانت تبحث عنه منذ سنوات.
___________
خلونا نروح لمكان ثاني .. مكان يااما زرناه لكن كله كان وهم خلونا نشوف وش تغير ؟!
بقصر مالـك
كانت الأجواء هاديه ، لكنها كانت مشحونه بالتوتر والغموض  . القصر ما تغير كثير ، لكن المشاعر كانت مختلفه تمام عن اللي تخيلته . كان هناك شيء ثقيل في الهواء كأنه لعنه قديمه تغطي جدراان القصر .. بس تدخل رح تحس بطاقه سلبيه وخنقه ...
مالك كان واقف بشموخ في غرفه مكتبه، ينظر من النافذه الواسعه اللي تطل على الحديقه الخلفيه ، الأشجار كانت تحركها الرياح برفق، لكنها ما قدرت تهدي الأفكار اللي تعصف بعقله. مشاكل الشركه والهموم وكمان الخبر اللي سمعه قبل شوي هز كيانه حفيدته راجعه ؟ وكانت عند دكتور نفسي الاذى اللي جاها وصلها لدكتور نفسي ؟؟ مو متخيل انه حقد زمان خلاهم يضيعون بنت من لحمهم ودمهم .

كنت بنسى وانت ما خليت لك ذكرى 💗🌷حيث تعيش القصص. اكتشف الآن