لم تكن امرأة حمقاء حقا ... لطالما فهمت مابين السطور و الكلمات .
لكن مابين الكلمات المشفرة و التي تخفي تحتها الكثير يبدو انها فقدت القدرة على استيعاب الحقيقة مباشرة .
كان الأمر غريبا و لا يكاد ينفك يخرج من رأسها كيف وصل بها الأمر الى هنا ...
راقبت سقف الغرفة الخشبي مثله مثل كل المنزل ...
كان دافئا و ... و كان حزينا أيضا ..
حزينا مثل جاك الذي امامها ...
كان تلتهم شفتاه سيجارته التاسعة بالفعل خلال ربع ساعة الفارطة ...
كان عقله يبدو مزدحما بالأفكار .
توهج وجهه عندما اقتربت نار قداحته لتشعل سيجارة أخرى ...
انها العاشرة !
نهضت تمشي نحوه ببطء بعد أن أشار لها ...
جلست على حجره و اخذت لرأسها مكان فوق صدره و جعلت من شعرها المبلول قليلا بسبب استحمامها منذ قليل ينتشر فوق رقبته ...
ترك سيجارته تحترق في الهواء و هي ملتفة بأصابعه ... و نظر نحوها
اتعلمين ما أصعب شيء في الحياة ؟
كان سؤالا قصيرا لكنه بالطبع لم تملك جوابا محددا ... كان فلسفيا اكثر منها لطالما كان جاك هكذا
حركت رأسها الى الاتجاهين نافية
أصعب شيء هو عندما تفقدين شيئا ثمينا و ما ان تستعيديه تجبرين على تركه مجددا ...
لم تفهم شيئا ... رغم ان عيناه كانتا مظلمتان ترميان الحقيقة في وجهها
امال رقبته مجددا و هو يفتح شفتاه لإستقبال سيجارته التي قُـصُرت و هي تحترق
سعلت بقوة بعد ان نفخ دخان سيجارته في وجهها و استمعت الى ضحكته العالية التي استفزت كل خلية في جسدها ...
نهضت كرد فعل وحيد تملكه جذبها بعنف الى أحضانه غير ابهٍ بجراح جسدها التي لم تلتئم بعد ...
توسعت انظاراها برعب حين احست بيده حول عنقها ...
لطالما هددها ان يقتلها خنقا ... كهذا تماما
فهل سيفعل ؟
ابعد يده عنها و اعاد دمج شفتيه مع سيجارته ..قبل ان يدهسها على مطفأة سجائر
توجهت عيناها نحو النار التي كانت خلفه ... احترق الخشب هناك مصدرا صوت طقطقة ... لطالما فعلت هذا ...
عندما يلمسها تفضل ان تركز على شيء آخر ...
مثلا الآن ركزت على النار و من ثما عندما اعتلى جسدها ركزت على نقوشات المختلفة في السقفو الآن عندما يأتي الجزء الأكثر ايلاما
فأنها لا تستطيع سوى ان تصرخ
أنت تقرأ
الـــرَاقـِـصَـــة
Romanceافرغت كأس نبيذ فوق راس تلك الفتاة تحت ضحكاته الخبيثة وهو يسمعها تردف بقسوة : ايتها الحقيرة ان اقتربت منه مرة أخرى سٱبرحك ضربا ! قالتها و كأنها لم تبرحها ضربا اساسا ... ليقترب منها الحارس قصد ابعادها عن تلك الفتاة ليصرخ فيه : إياك ولمسها ايها المخنث...