36 | وهمٌ أم حقِيقة..

1.3K 64 164
                                    

استيقظ..
فطفلٌ صغير.. بمقدوره إلقاءُ ظلّ كبير..

۞۞۞

لا تنتظر أن تكشفَ لكَ الأيامُ أسرارَ البشر مهما بلغَ بكَ الكسلُ حدّ النخاع ألا تبحثَ عما خلفَ هذا الكائن، من يخبركَ أنه يعرف كلّ شيء أفضلَ من غيره أيقن أنه يعيشُ في غفلةِ الوهم ولا منقذَ له من نفسه و اعتقاده.. فالإعتراف بالجهل نوعٌ من الذكاء و اعتقادُ الذكاءِ في كلّ شيءٍ جهلٌ واضح..

كانت جاهلةََ لسببِ الأمرِ الذي أتاها من طرفِ والدها بأن تزوره في مكتبه في ذلكَ الوقتِ المتأخرِ من الليل، تخطت آخرَ بابٍ قبلَ المكتب لتتوقفَ أمامهُ بعدَ خطوة و لم تطل التأخرَ عن فتحه بعدَ طرقةٍ بقبضةِ يسارها..

كانَ القطّ في يدها اليمين تضمه لصدرها، و عيناهُ الزّرقُ تسللت لداخلِ المكتب كما محجراها حينَ تقفت أثرَ ظلّ السيد كيم يقفُ على بعدٍ من مكتبه و بيدهِ سيجارةٌ فاخرة أخذَ منها رشفةََ ليسحبها من بينِ شفتيه، نفثَ منها و مالَ رأسهُ بجانبية حينَ أغلقت البابَ خلفها تُوازي خطاها مشيا بفستانها المنزليّ الحريري بنفسجيّ اللونِ قاتمِ الدرجة..

استدارَ يواجهها بجدعه يطفؤُ تلكَ السيجارةَ في الإناءِ المخصصِ لها، لم يُنهي منها النصفَ بعد لكنهُ توقفَ عن تدخينها لمعرفته مدى كرهِ سانديا لدخانِ السجائر..

- طلبكَ لي في هذا الوقت يعني أن الأمرَ ذو أهميّةٍ قصوى!

قالت لتجلسَ يسارا على أحدِ كراسي الأرائكِ أمامَ المكتب، مالَ بجدعه و عيناهُ ناظرت القطّ فوقَ الطاولة الزجاجية أمامها فأجابها يحملُ كأساََ بيده من فوقِ المكتب..

- 50% من حياتي تدورُ حولكِ.. و هيَ نسبةٌ مهمةٌ أكثرَ من أي شيءٍ آخر..

شقّت وجهها بسمةٌ كانت تتوارى مع رمشاتِ عينيها حينَ مررَ يدهُ يأخذُ ملفا و يمدّهُ إليها قائلاََ : تعرفينها؟

نقلت عيناها من وجههِ الجديّ إلى حيثُ الملفّ تأخذه بيسارها لتفتحه أمامها، قرأته كاملاََ.. كانَ يحملُ صورا لشخصٍ.. تعرفهُ بشكلٍ ضبابيّ، بدى تقريراََ شاملاََ عن الميلاد و مكانِ السكن، رقمِ الهاتف.. مقرّ العمل و المعاملاتِ البنكية..

قرأت الإسمَ أسفلَ الصورة بصوتٍ مسموع و تقطّبَ حاجباها في قسوة : 배날사 - بِــيْ نارسا

ذاتها الفتاةُ التي كانت تعانقُ جيون قربَ مقرّ شرطةِ سوول، كانت نفسها التي بدت تراقبها في ابتسامٍ رفقته مساءََ في الحديقة يومَ تداريبِ اليوغا.. قريبةُ جيون جونغكوك.. و ماذا كانت بفاعلةٍ في ملفّ تفصيلي موضوعٍ على طاولةِ الملك؟!

تهكّمت ملامحها حينَ بدت أعصابها تشتدّ أكثر، فلم تكن تستطيعُ ربطَ المواضيع، ماذا يجمعها بنارسا؟ و ما سببُ اهتمامِ السيد كيم بها فجأة..

RHAPSODY - الحب الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن