تلتئمُ جِراحُ أجسادنا لتخفي الغائرةَ في أرواحنا، فتأتي بعضُ النذوبِ لتخبرنا أنّها لم تلتئم بعدُ داخل هذا الجسد فهو فقط يحتويها بصمت..
۞۞۞
صبيحةَ اليومِ الذي غادرت فيه نارسا منزلَ السيد جيون ذهابا للمكوثِ في الميتم، كانَ جونغكوك قد خرج قبلَ توديعها فلم يرغب في رؤيتها بل قد كانَ شديدَ الحقدِ عن الموقفِ برمته، على ذهابِها إن أكانَ برغبةٍ منها أم مرغمةََ بسبب والده كرهَ الفكرة بمقت شديدٍ..
لكنها صادفته في المدرسةِ صبيحةَ ذلكَ اليوم، فلحقته لجوانبِ فسحةِ ملعبِ كرةِ السلة تجتذبهُ من ياقته بعدَ مناداته كثيرا دونَ جدوى، و بدلَ التوقفِ عندَ سماعِ صوتها العالي غدى يزيدُ من سرعته تفاديا لها، إلى أن أوقفته تديره إليها..
- لماذا كل هذا الآن؟.. جونغكوك..
أنّبته بصوتِها المرتفع و تعابيرِ الإستياء من تصرفاته، فلطالما كانَ لطيفَ التعاملِ عكسَ عدوانيته مع الآخرين أما الآن فقد شعرَ بنوعٍ من الخيانةِ عندَ مغادرتها.. نظرَ لها و ردّ بهدوءٍ بصوته الطفوليّ..
- اذهبي نارسا لا أريدُ أن أكلمكِ..
استدارَ ذهابا ليبقيها خلفه، و قد كانت قطراتُ المطرِ تتسابقُ باردةََ لتشتي على أرضٍ مبللةٍ بالكادِ قد تشربت مطرَ الصبيحة، أخذت بيده و سحبته و أقدامهما ترتمي على طينِ الأرض جريا لأسفلِ سقيفةٍ خشبية محاطةٍ بأشجارَ خضراء ترنحها الرياح..
مسحَ عن وجهه ماءَ المطر بكم جاكيته دونَ النظرِ للواقفةِ جانبه، و قد كلمته بحزم و حزن : جونغكوك لن أستطيعَ العيش و أنتَ حزينٌ بسببي، لم نكن يوما هكذا.. تعاهدنا أننا إخوة ألسنا كذلك؟ لم أذهب برغبتي صدقني.. ولا أستطيعُ أن أدعكَ بمفردك..
- لم تستطيعي أن ترفضي، لماذا إذا؟
قابلها بوجهه لتلتقطَ عيناه رجفةَ ذقنها و خصلاتِ شعرها المبتلةَ جوانبَ وجنتيها، كان صبرها قد نفذ فقد رأت أنّ حساسيته ستكون دماره إن أعطى مساحةََ لكمية الأسئلةِ الكثيرة التي تشيد في عقله بأن تدمره، كلماذا غادرت والدته، أو لماذا يعامله والده بعدوانٍ كبير.. لماذا لن تعيشَ رفقته من جديد..
ليست كل الأسئلة تستحق مساحةََ في عقولنا أو طريقا لتستنفذَ طاقتنا لأننا ببساطة لسنا بحاجة لمعرفةِ دوافع الآخرين، و قد كانَ يحاولُ البحثَ عن إجابةٍ لما يجيشُ في أنفس الآخرين و ما يأتي من الناس من أفعالِ.. فيحظى بغضبٍ أكبر داخله بسببهم و لأنه لا يزالُ طفلاََ لم يعرف الخلاص..
- لماذا؟..
صرخَ فأخذَ له نفسا مائجا ليسطردّ : أنتِ أيضآ ذهبتِ بسببه و تركتني لأجلِ أن تكوني بخير في مكانٍ آخرَ.. جميعكم تذهبونَ بعيدا عني..- نحن لا نهربُ منكَ صدقني.. ليتني أستطيعُ أن آتيَ بكَ للعيشِ معي لكن.. أتريدُ مني البقاء إلى أن يؤذيني أيضآ؟ أجبني.. ما كنتَ لتتحملَ ذلك!
أنت تقرأ
RHAPSODY - الحب الأول
Acciónظهرَ في حياتها ليجعلها في تيهان العشقِ تسألُ عقلها و قلبها عما إذا كانَ الحبّ اختيارا سديدا، في عالمهم كانت أمارةُ الحبّ دماءََ حمراءَ لا وروداََ.. لكنهُ منحها الإثنينِ سويةََ. كانت تخالُ نفسها تعرفُه... و قد أخفى عنـهـا أسـرارَ اثنيّ عـشـرةَ سنـةٍ...