مقدمة

148 6 12
                                    








.☘︎ ݁˖


الأرض تهتز.

وقع خطاه متخبط ومترنح بين الجذوع السميكة للأشجار الشاهقة، أنفاسه لا تبلغ أذنيه من صليات الرصاص ووقع الانفجارات الصاخبة إلى جانب رائحة الأتربة والبارود.

لهاثه محصور في الحيز الخانق لقناعه والسلاح أخذ ينزلق من ارتجاف كفيه ليضم الأرض إلى جانب بدنه المتهدم الجريح.

غارت عيناه بوهن، وارتفع كفه إلى جانب خصره يضغط على موضع الرصاصة التي يعيها تاركا كل المواضع الأخرى تنزف مهمَلة.

انسابت آهة متوجعة من بين شفتيه تزامن سقوط بدنه أرضا مستندا على مرفقه المرتجف الذي كان الحائل الوحيد بينه وبين الانهيار التام بعد أن استسلمت ساقيه وثقُل حمل بدنه عليهما.

أين باقي الكتيبة؟
أين باقي الجنود؟

تساءل بينما يتلفت بضياع محدقا بالأرجاء باحثا إما عن عدو يميته، أو حليف يعينه.

ومن بين كلا الاحتمالين هو دعى أن ينال أولهما، لكنه قوبل بصدى كلمات فرنسية لم يفقهها دفعت ذرات قوته الباقية لإقامة جسده عن الأرض والشد على سلاحه ضاما خاصرته بذراعه ومترنحا في الطريق الحجري الطويل الذي يؤدي للامكان.

لا يملك أدنى فكرة عما جرى..
لا يعي موقعه ولا يدري بأي صوب هو يمضي لكن وقع الخطى خلفه يتسارع، وصوت الصياح الفرنسي الصاخب خلفه لا يكف عن الكشف عن هويته.

"ألماني..!!"

ألماني أسير أيدي الفرنسيين..
سيُقتل إن وقع بين أيديهم، لذا عليه أن يركض ويهرب حتى الرمق الأخير.

المقاتلة ليست خيار، السلاح أثقل من أن يرفعه على أي حال.

لذا استمر بالركض يقتنص من أنفاسه وآهاته ونبضاته ويرتجف تحت صدى الرصاصات التي ضمت محيطه من كل صوب.

تراكض في نفق متهدم يتخبط بين الصخور المتناثرة ويتعثر في الظلمة بينما صوت الحنود خلفه يعلو ويثقل ويقترب.

كاد يستسلم.
كاد يلقي بنفسه بين أيديهم ليهوي للحضيض ميتا وحسب.

لكنهم سينكلون بجثته ويمزقون أطرافه ويأكلون لحمه إن فعل..

هو تحديدا.. هو من بين كل الناس لا يملك خيار الاستسلام.

فدهس على أعصابه ووعيه كله ليتابع، وما إن غادر النفق وانحصر بدنه بين العشب ومحصور الذرة الفاسد هو ألقى بنفسه بينها لاهثا يدعو أن لا تلتقطه أي عين.

وهكذا فقط مضى الجنديين يتراكضان ويثرثران متسائلان..

أعينهما تدور في المحيط بحثا لتقتنصه لكنها لا يلحظان من هيئته شيئا.

منحهما بعض الوقت، المزيد من الوقت ليستسلما ويقررا التراجع والرحيل.

وما إن خلا محيطه وعاد صوت حفيف الأشجار البعيدة يداعب أسماعه إلى جانب صوت الطائرات التي تحلق فوق رأسه جيئة وذهابا هو شد على سلاحه باحثا عن شيء من الهواء ليعين رئتيه دون أن ينزع القناع.

كفه المرتجف يشد على سلاحه عنوة.
ووعيه ينسحب شيئا فشيئا..
يغادره كلما أدرك خطوة تالية تقربه لذلك البيت الصغير الذي يحمل علم ألمانيا على أحد نوافذه.

كمين؟
هو لا يظن..

لكن إن كان فقد انتهى أمره.

لذا جر نفسه على الطريق.. وزامن بلوغه العتبات الأمامية انهياره التام واستسلامه للعتمة والقدر المنتظر.

إن لم يكونوا ألمان..
فهو ميت لا محالة.






.☘︎ ݁˖





















الرواية ستكون في خضم أحداث الحرب العالمية الأولى، وسيتم تحريف بعض الحقائق والأحداث لتتماشى مع سياق القصة.



الرواية ستكون في خضم أحداث الحرب العالمية الأولى، وسيتم تحريف بعض الحقائق والأحداث لتتماشى مع سياق القصة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


الغلاف من تصميمي..🤏🏼🤍











-قراءة ممتعة للجميع✨🤍-

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن