٤. لقنه درسا

40 5 46
                                    



.☘︎ ݁˖


انتهى الأمر برحيل بيكهيون ورفيقه مترددين وقلقين تجاه ترك الأشقر مع الألماني وحده، غادروه بناءا على طلبه الذي لم يبدو مقنعا حقا تاركان بعض الأرانب البرية التي كانوا قد جاؤوا لمشاركته إياها.

"يالسوء حظك.. عشاء اليوم سيكون شهيا.."

أغاظه لوهان ببسمة جانبية وهو يرفع الأرنب على مرأى عينيه متلويا كمحاولة للتهرب من قبضته.

فرمقه سيهون بطرف عينه، وكابر بالتحديق بعيدا دون الرد.

"امم.. ياللخسارة.. كنتَ لتأكل لو أطعتني"

وزم شفتيه مغيظا ليجيبه الآخر بالنهوض للخروج بخطى عرجة سريعة. ترقب لوهان ذلك بابتسامة شامتة.

بأعين لامعة متربصة وجذع مال للأمام ليحدق عبر الباب فيرى إلى أين ينوي سيهون الذهاب حقا.

وهكذا فقط رآه يخطو نحو الفأس..
بتذلل واستسلام..

فقهقه بخفة منتصرا وعاد يركز على عمله بارتياح.

مادام الألماني يعمل فهو أقل انزعاجا.

كان كتف سيهون يطن ألما، خاصرته تضفي وجعا طاعنا كلما رفع ذراعيه بالفأس وساقه ترتجف بتألم وتتعلق بين الثبات والتهاوي.

لم يكن الأمر بأنه خسر الجدال..
هو لا يظن أنه فعل، لأنه نهض برغبته الخالصة دون أن يأمره ذلك اللعين هذه المرة.

لقد قام للعمل لأنه يريد وجبة جيدة بعد نهار مليء بالجدال والصراخ.

يفضل أن يتصرف بذلك الأرنب قبل انتهائه.

فنزل بالفأس على الجذع المقطوع أمامه لاعنا، رفع ذراعيه مجددا ونزل بضربة أخرى زامنت آهة موجوعة بظهورها.

وبرفعه ذراعيه مجددا ارتجف كفيه من وطأة الألم وارتد الفأس على قدمه يضيف موضعا جديدا للألم.

"سحقا..!!"

صاح بعلو واكتفاء وتراجع متمايلا يميل بجذعه ليستند على ركبتيه ويشد على إغماض عينيه كمحاولة فاشلة بمسايرة الألم.

حبات العرق الباردة تنساب على وجهه وظهره بإحساس مزعج لانسيابها، أنفاسه ضيقة وفكه المشدود وأسنانه التي يصرها بقسوة يبتلعان كل الآهات التي تتخبط للفرار من بين شفتيه.

لم يبدو الأمر صعبا حين قام به ذلك الوغد..
لمَ على كل شيء أن يعارضه؟

"رفعك للفأس أكثر لن يجعلك تقطعها بسرعة.."

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن