٢٠. ماذا لو..؟

26 4 74
                                    



.☘︎ ݁˖



لم يكن ضعيفا.

لم يكن سيهون ضعيفا أبدا.

استدرك لوهان ذلك وهو يجلس على الجذع مقابلا ألهبة النيران التي تتراقص على مرأى عينيه بكل نسمة هواء باردة عابرة.

لقد عدد الأسباب، بحث عن مبرر واحد ليعانقه سيهون بعد كل ما فعل ولم يجد إلا اسم ويليام يتراقص على لسانه وفي عقله.

لقد رأى سيهون به أخا أكبر..
لم يكن يغض بصره عنه في الزنزانة ضعفا بل خشية أن يتشتت ما بقي من وجه أخيه بالقسوة التي أظهرها تجاهه.

لم ينجح لوهان بالتأثير عليه حقا.. كان موت ويليام هو الطفرة التي جعلت سيهون يضعف ويتهاوى أمامه.

هو لا يشعر بالفخر..
لا تجاه نفسه ولا تجاه أفعاله،. ولا يملك الحق لينظر إلى وجه سيهون حتى.

يتجنبه منذ أن استفاق.
منذ أن تخبط أمامه وأظهر شيئا من ضعفه.

لقد نصب بيكهيون الخيام وتولى تشانيول أمر جمع الحطب فيما بحث هو عن المزيد من تلك العشبة المخدرة ليتمكن سيهون من النوم.

هذه لم تكن المشكلة..
المشكلة أنه مضطر لمشاركة سيهون الخيمة..

عليه النوم قربه والتقلب في حيز دفئه بعد كل ما فعل.

وهو لا يستطيع مواجهته حتى أثناء نومه. لذا تهرب من ذلك بالجلوس هنا أمام النار رغم إدراكه التام أنها قد تجعلهم هدفا سهلا لأي عدو مار.

فزم شفتيه بقوة يجادل نفسه، ثم استسلم متنهدا بعمق وحاملا كومة من التراب بين يديه ليردم بها النار.

حدق بدخانها المتصاعد لوهلة.. ودعى أن يكون سيهون نائما بهذا الوقت كي لا يضطر لمواجهته.

دس كفه بجيبه ببطء ليخرج العشبة ويحدق بأوراقها بضياع.. وما إن نقل عينيه عنها إلى الخيمة حتى ومض بخفة ونهض يخطو بحذر إليها.

أزاح ستارها لينظر إلى سيهون الذي كان مقيدا بالنوم على ظهره كي لا يؤذي جراحه ومنه إلى الضمادات الموضوعة قربه في حال احتاجها.

فجثى قربه يحدق بانعقاد حاجبيه ألما والعرق البارد الذي يبلل تفاصيله، مد كفه بحذر يأخذ الضمادة وبهدوء هو لف بها العشبة وأخذ يفتتها بين أصابعه.

وما إن تفتت تماما بدأ يفرقها فوق أثر الكي بحذر بالغ علها تهدئ من تخبط جسده أثناء نومه..
ربما ينسى شيئا من ألمه.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن