.☘︎ ݁˖
نسي سيهون كيفية التنفس بشكل صحيح.
نسي كيف يفترض بقلبه أن ينبض بوتيرة لا تقتله ونسي حتما ذلك الشخص الذي كان يعيش في بيته.لقد نسي كل شيء لأنه كان على مشارف الجنون.
ولأن جسده تعطل تماما وتوقف عقله عن العمل.
عليه أن ينسى لأنه يفقد نفسه.
لأن هذه كانت أقسى خيانة تعرض لها في تاريح حياته اللعينة كلها.
فابتلع كل الكلمات لأنه لا يملك شيئا يعبر عن هذا كفاية.
هو هنا في غرفة ما، زنزانة ما.. سرداب ما.
جسده كله مقيد بمقعد فولاذي بارد مثبت بالأرض جيدا وعيناه تحدقان بحجره وحسب.لقد حاول الانكماش على نفسه ولم يستطع، حاول ضم نفسه ليحتوي الصدمة ولم يستطع.
حاول البكاء..
ولم يستطع.هذا أكبر من أن يتمكن من استيعابه.
الغرفة خانقة وصدره برمته يضيق على الأنفاس الباقية.
لكنه لازال حيا.
لم يقتلوه.
لقد أبقوه حيا على الأرجح ليعذبوه.ولم يكن شيء ليكسر صمت المحيط وخواءه إلا صوت صرير الباب المعدني الثقيل الذي نخر رأسه بصخبه.
لم يكن إلا وقع الخطى ذاته..
وهذه المرة تقدم صاحبه بحذائه العسكري الثقيل وخطى متمايلة منتصرة حتى قابله.
جسده مشدود وكفيه مدسوسان بجيبيه فيما سماويتيه تتأملان حاله بنوع من الرضا.
"أنت هادئ جدا جنرال.."
لأنه لا يملك شيئا يقال.
لا شيء سيصف الحرب اللعينة التي أقيمت بين أضلاعه.فقهقه الأشقر بخفة وتابع الحديث وحده لأنه لم ينتظر ردا أو إجابة على أي حال.
"اه.. لابد أنك تملك ملايين الأسئلة، بمَ نبدأ؟"
لكن سيهون لم يملك أي سؤال.
لا شيء حقا.رأسه خالٍ لهذا الحد.
وصوت لوهان يقتل ما بقي واعيا فيه.
"تبدو جميلا وأنت مكبل هكذا.. كم أتشوق لسماع توسلاتك المستميتة كي أعتقك.."
أنت تقرأ
𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚 || حــريتـي، مـجــدُك
Hayran Kurgu"أنت تتحدث كأنك تعرف ما قد يعنيه القتال ودهس الجثث بينما تخطو بوطنك للمجد.." "هذا الفرق بيني وبينك حضرة الجنرال، أنت تقاتل للمجد.. وأنا أقاتل للحرية"