١٤. معك

28 4 51
                                    

.☘︎ ݁˖



سيهون يفقد عقله.
ما جرى بالأمس أفقده الجزء الباقي من نفسه وأغرقه في موجة عاتية من الإحتمالات الممكنة.

ماذا إن أطاع؟
هل سيتوقف لوهان عن العبث به؟
هل سيعتبره زميلا أم سيبقى عدوا؟

هل سيتوقف عن تشتيت عقله بعينيه؟

هو لا يعلم.
ولا يدري كيف يفترض به إصلاح الفوضى التي اقترفها بنفسه.

كان خطؤه الوحيد أنه قرر الثقة بشخص يحبه.

شخص يأمنه على نفسه وحياته في قلب هذا الخراب الذي يحيطهما من كل صوب.

شخص يشد على يده بين الانفجارات والرصاصات، شخص أهون وأفضل من هذه الحرب.

ظن بعينيه السلام.
لكنه عايش سلاما زائفا بين جفنيه..

بقي على حاله يحدق بالسقف كمحاولة لاستيعاب ما جرى. محاولة لفهم الهدف منها ووضع أسباب أخرى غير الأسباب التي يعرف.

وبكل مرة ينتهي به المطاف بالتفكير بالسبب نفسه.

لوهان يعبث به ويشتته.
وقد نجح بذلك مجددا.

فابتسم بذبول وأغمض عينيه عله ينال شيئا من النوم بعد الليالي المليئة بالألم والأرق.

لم يذق طعم النوم منذ أن استفاق ووجد نفسه أسيرا بهذا المكان، إما لقسوة الجروح والألم الطاعن.. أو لتصرفات لوهان التي تربك أعصابه كلها.

ربما عليه الاستسلام وحسب.
لقد طال صمت جيشه ومضى يومين وهو يترقب ويعد الثواني وحيدا.

حتى لوهان لم يأتي ليزعجه.

ولم يطعموه..
لقد سقوه الماء لأنه يريده حيا..
أعطوه فتات خبز يابس قبل يومين ولم ينل شيئا بعدها سوى الوحدة والألم.

سوى شعور بالضياع والتعب.

لم يأتي رد من الأشقر بشأن جيشه، ولم يرد جيشه بنفسه بعد. لا يدري إن كان قد أعلن هدنة وهو ليس متأكدا حقا بما قد تفيد الهدنة إن كان المبعوث هو جندي لا أكثر من ذلك ولا أقل.

هو مثقل.. والصمت يقتله.

فأسدل جفنيه بتعب واستسلام عله يفنى في نومه وحسب. عله لا يشتت ألمانيا فوق شتاتها.

وما إن تلاقت أجفانه أخيرا لبضع ثوان حتى تحسست حواسه كلها لوقع الخطى المألوف. للصوت الذي يتردد بالخارج ويليه صوت صرير مزعج دفعه لرفع رأسه والنظر لهيئة الأشقر المقتربة بأعين غائرة ونظرة ضبابية فاترة.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن