١٣. هدنة

17 3 51
                                    





.☘︎ ݁˖




كان سيهون يخشى ضياعه. يخشى التشتت والافتراق عن جيشه رغم أنه واجه والده وبقوة ليكون فردا بالجيش وليحارب إلى جانب الجنود.

كان ذهابه للحرب رغبة خالصة..

وحين أسره لوهان بأول مرة هو نسي على الأرجح أنه ولي للعهد أيضا لأنه لم يعامَل كواحد أبدا.

تناسى نفسه لدرجة أن هويته تشتتت تماما وشعر بأنه قد تأثر ببعض تصرفات الأشقر وأخذ يتبنى وجهات نظره وأفكاره تجاه الحرب.

كان يخطط للتراجع والانسحاب بطريقة ما حين يعود للجيش، أو الاختباء حتى تنفض هذه المهزلة ويبرر ذلك بأنه كان أسيرا وحسب.

طريقة لا يؤذي بها شيئا من عرق الأشقر الفرنسي..

لكن الآن وبعد أن أخذ لوهان أمر أسره على محمل الجد وذكره بأنه ولي عهد وجنرال هو أيقن أنه قد أفسد كل شيء.

لأن تسرب الخبر خارج هذا المكان يعني اندلاع حرب أخرى..

ولوهان لن يتنازل عن مطالبه أبدا لأن ألمانيا وجيشها في موضع حرج بسبب أسره له.

الجيش برمته سينتفض لنجدته، إن لم يكن برغبتهم فسيكون بأمر واضح وصريح من القيصر.

الأمر لم يعد مقتصرا على جنرال وحسب..

هذا ولي العهد..
هذا هو الحاكم المستقبلي لألمانيا.

وبفضل علو مكانته.. علت مطالب لوهان بدورها وما عاد الأمر مقتصرا على تراجع الجيش أو إلغاء الهجمات..

لوهان يريد انسحاب الألمانيين من الأراضي الفرنسية، إيقاف الهجمات.. ومنحه ألمانيا على طبق من ذهب.

مقابل استعادة ولي العهد.

فضل سيهون الموت على أن يحدث ذلك.

ودعى باستماتة أن يجد لوهان طريقة لقتله قبل أن يتراجع الألمان..

رغم أنهم لن يتراجعوا بسهولة لكن في حال فعلوا فلربما يكون الموت أهون..

لقد قيد ذراعيه مجددا وجره بين الجنود وأعينهم المشمئزة الحاقدة وأيديهم التي تشد على البنادق باستعداد تام لتفجير رأسه.. سحبه بينهم في الخندق يتقدم إلى الصفوف الأولى حيث أحد الجنود يراقب المحيط بالفعل.

كان سيهون قد فقد كما وفيرا من دمه، رأسه يتخبط وجروحه لازالت نازفة فيما عيناه تحاولان الاعتياد على الضي الساطع للشمس عوضا عن إضاءة الحجرة الباهتة في ذلك المكان..

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن