.☘︎ ݁˖
الموت فكرة.
فكرة تحمل كما خانقا من الاحتمالات والأحاسيس.
شيء ما بين الحرية والضياع.
ذاك الخيط الرفيع الذي يكون حائلا بين الحياة والموت، بين كل الاحتمالات والأسباب والفرص التي كادت تميته.أحدها كان في زنزانة الخندق حيث واجهوا الموت في غمضة عين.
الآخر كان في الغابة توا وهم يركضون باستماتة هربا من الجنود.
وهناك تلك المرة..
تلك المرة التي قرِب بها الماء. حين أخذ الجسد الطافي به يغرق ويتخبط لتسحبه الأعماق بقوة ولهفة.
المرة التي انتُشل بها ذاك الجسد من الماء ميتا..
تلك كانت فرصة موت أخرى.
فكرة أخرى..
واحتمال آخر لم يتحمل خسائره.لم يعرف سيهون إن كان شعور الموت دافئا..
أم أن الدفء..
هو دفء لوهان.
لقد شد على إغماض عينيه وترك جسده يغوض باستسلام تحت ثقل جسد لوهان، تركه يمسكه وشد هو على ثيابه في المقابل كي لا يبتعد..
مضى صدى الصراخ مختنقا إلى أذنيه، وبسقوط الضي على وجهه مجددا هو فرق بين جفنيه لسطح الماء البعيد المتخبط بالرصاصات العشوائية وللسماء المنيرة فوقه.
وفي قلب كل ذلك استشعر دفئا محسوسا على وجنته، واحد يحاول إفاقته واسترجاعه من الضياع.
واحد لفته للوهان الذي يحبس أنفاسه الباقية كونه لم يتمكن من التقاط كفايته بعد ركضه كل تلك المسافة.
رآه يومض بخفة ويشير إلى الأسفل كأمر واضح وصريح بأن يغوص أكثر.
لقد غسل الماء آثار الدم عنه..
وياللغرابة..هو يبدو نقيا حد النخاع الآن.
فخضع لأمره.
واستجمع ما يملك من قوى ليعوم نحو القاع، ليمضي إلى موت مؤكد.إن كان هذا ما يريده لوهان..
الضوء لازال يكشفهما، أجسادهما ظاهرة وعلى الأرجح هما يحاولان التستر بعتمة القاع من الجنود.
تمالك انهيار جسده وتعبه ليعوم مبتعدا، وافتقد من فوره الجسد الآخر.
فتوقف، والتفت ببطء بالغ يزامن بفعلته خسارة لوهان للهواء الباقي في رئتيه بصرخة موجوعة ابتلعتها المياه إثر رصاصة طائشة وجدت طريقها عبر ذراعه.
![](https://img.wattpad.com/cover/376742591-288-k568168.jpg)
أنت تقرأ
𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚 || حــريتـي، مـجــدُك
Fanfic"أنت تتحدث كأنك تعرف ما قد يعنيه القتال ودهس الجثث بينما تخطو بوطنك للمجد.." "هذا الفرق بيني وبينك حضرة الجنرال، أنت تقاتل للمجد.. وأنا أقاتل للحرية"