١٨. الخيار الآخر

24 3 58
                                    

.☘︎ ݁˖



كان الابن الثاني..

الخيار الآخر..

السبب الإضافي..

والخطأ الغير مرغوب.

لقد رأى ذلك في كل شيء، في عيون أبيه.. في تصرفات أمه وفي عيون كل ساكني القصر وخدمه.

لربما لم يكن يجيد المبارزة بقدره، كان فاشلا بركوب الخيل وكان مُخجِلا أمام العامة.

لكنه كان طفلا.
لقد كان صغيرا ليتمكن من مجاراة أحلام والديه وطموحاتهما، كان أكثر صغرا وضعفا من أن يتصرف كولي عهد عوضا عن التصرف كطفل وحسب.

أراد الركض في الأرجاء.. العبث في حدائق القصر واللعب مع خادميه.

وأراد والده وليا للعهد.

هو لم يكن الخيار المثالي على أي حال، لذا محاه والده من حياته ولم يعد خيارا حتى.

لحظ سيهون ذلك واستدركه حين بلغ الثانية عشر، حين وجد نفسه محاطا بالخدم اللذين يشرفون على ثيابه ومظهره فيما والديه بحجرة شقيقه يعتنيان بأمره.

فجعد ذقنه يكبح وعيه عن الغوص في تفاصيل ذلك أكثر، وأسدل جفنيه مترقبا قدومهما لرؤيته.

لم يفعلا..

لقد تناسيا وجوده برمته وما كانا ليذكرا أمره لولا ركضه خلفهم نحو العربة ينادي ببسمة متأملة..
واحدة لم ينل مثيلتها إلا من شقيقه الذي استوقف خطواته ومد يده ليأخذ بيده.

كان ويليام أميرا.
وكان سيهون هو الخيار الآخر.

لقد حسب لوهلة أن الكل يضعه خيارا ثانيا لكن شقيقه كان يراه الخيار الأول دوما.

الشخص الأفضل والأقرب.

"حين أتوج قيصرا لألمانيا.. ستكون أنت ولي عهدي أتعلم؟"

ومض سيهون بتفاجؤ لذكره ذلك، شيء لم ينطق به والديه قط. منصب لم يكن ليناله حقا لولا تشبث شقيقه بالعرش.

فرمش ببطء وهو يترقب بسمة أخيه، وهو بنظر لأحداقه السماوية وتقاسيم وجهه الناعمة وخصلات شعره الشقراء التي ترتخي على جبينه.

لقد كان يشبه والدتهما لحد كبير.. أخذ كل شيء منها حتى حبها.

وحسب سيهون أن أخذه شيئا من تقاسيم وجه أبيه قد يجعله أحق بحبه تباعا، لكنه لم يكن.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن