١٢. فقيد ألمانيا

27 5 54
                                    






.☘︎ ݁˖




-هم هنا سيدي.. بانتظار أمرك..-

ظهر الصوت من اللاسلكي يزعج صمت الأشقر ومحيطه لكنه لا يشتت عينيه المحدقتان عبر النافذة قط.

لا يشتت أنفاسه ولا نبرته الهادئة الآمرة التي أجابت ذلك.

"اقتلوهم، وأبقوه حيا"

وما إن انساب الأمر من بين شفتيه اهتزت الأرض بوقع الانفجارات الصاخبة ووابل الرصاص الذي شق بصوته الأفق.

التفت ببطء ينظر للجسدين المرتجفين في زاوية المكان وأضوية القنابل المتفجرة تنعكس على ظهره من النافذة خلفه، نظر لعيونهم التي تبكي الذعر دموعا ساخنة وأيديهم التي ضمت بعضها كمحاولة لاحتواء الخوف والصرخات التي تتخبط في ثغورهم.

حدق لوهان بهم بوجه خاوٍ وقلب معتل.
ترقب تحركاتهم حتى هدأ صوت الانفجارات وتلاشى وظهر صوته هو يخاطبهم بألمانية صريحة.

"حين يأتي ضيفنا.. تلزمان الصمت. مفهوم؟"

فشد ليو على بدن أخته ليقربه لنفسه أكثر، أخفاه بين ذراعيه وخبأ وجهها بصدره مجيبا هو عوضا عنها وعن نفسه بألمانيته المتخوفة.

"ستقتلنا بعدها؟"

فمال رأس لوهان وعيناه تزدادان خلوا وخواءا، بان وميض الموت فيهما وتخبطت معالم الحياة والأمل كلها على تقاسيمه وجهه.

وبهدوء هو شد على المسدس بكفه..

"إن التزمتما بالخطة.. سأبقي على حياتكما"
-تم..! لقد فر هاربا سيدي وجراحه بليغة..!-

عاد صوت الجندي الصاخب يكسر ثقل المحيط يتبعه مزيج من اللهاث والخطوات الراكضة.

ودون أن يفارق لوهان عيني ليو هو رفع الجهاز لثغره يلقي بأمره التالي.

"ابقى على أثره أنت وبيون حتى يعبر النفق.. سيدل هو طريقه إلي"
-أمرك سيدي..!-

أجاب لوي بصخب وسط أنفاسه اللاهثة التي توضح ركضه بالفعل منفذا.. بجانبه ظهر صوت بيكهيون يصيح مصرحا ليدب مزيدا من الذعر بقلب الراكض أمامهما.

-ألماني..!!-

أطفا لوهان ضي الشموع المتناثرة، أشار لليو وبصوت مذكر محذر هو كرر في حال تناسى الفتى شيئا من فرط خوفه.

"تقولان ما ألقنكما وحسب، أي كلمة ألمانية تغادر ثغر أحدكما سأقتلع لسانه من حلقه.. مفهوم؟"

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن